أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - هل أتاك نبأ المحلل السياسي الجديد ؟!















المزيد.....

هل أتاك نبأ المحلل السياسي الجديد ؟!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 695 - 2003 / 12 / 27 - 07:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إلى الأخ أبو سرمد المحترم
 مع التحيات والاحترام ... رسالتك الطيبة أوحت لي بكتابة هذه السطور، وفيها أرجو ان تجد شيئا من الرد على أسئلتك الصادقة . اجمل الأمنيات بالعام الجديد ، مع خالص التقدير.
ي. أ. ف
***
لا يمكن إلا الشعور بالأسى والحزن ، من واقع شريحة، تبدو كبيرة ، من المثقفين العرب ، كتابا ومحامين ، ومن سار بنهجهم ومواقفهم التي تجري بعيدا عن منطق رسالة المثقف الإنسانية  ، الذي يفترض ان يقف الى جانب حقوق الإنسان العامة وحق الشعوب في حريتها ونضالها ضد الظلم والطغيان ، وهكذا  وارتباطا بذلك ، نجد ان واقع الإعلام العربي  يثير ليس الأسى وحده بل والغضب ، فهو يوما وبعد اخر يمعن في مغالطاته وتخبطه وتخلفه ، خصوصا في مواقفه  ، التي نلمسها كل يوم ، من سقوط النظام الديكتاتوري الدموي في العراق ، ومحنة الشعب العراقي ، في سعيه للخلاص من الاحتلال وتصفية مخلفات السنين الطويلة والثقيلة لحكم حزب البعث العراقي ، والدمار الذي خلفه هذا النظام المتخلف في بنية المجتمع العراقي ، على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
أبناء الشعب العراقي ، الذين ولاكثر من ربع قرن ، ابتلو بأسوا نظام ديكتاتوري عرفته شعوب بلدان العالم العربي ، وخصوصا كل مواطن كان ضحية مباشرة ، للسياسات القمعية للنظام الديكتاتوري المقبور، وبأي شكل كان ، يفهمون تماما ، محنة المثقفين العرب ، وحيرة الإعلام العربي ، واسبابها أيضا ،  فشريحة واسعة من هؤلاء المثقفين ، ونسبة كبيرة من المؤسسات الإعلامية والثقافية العربية ارتبطت بهذا الشكل أو ذاك بالنظام الديكتاتوري المقبور ومؤسساته ، سواء كان ارتباطا له علاقة بالتمويل ــ السري والعلني ــ والدعم السياسي ، أو بأحسن الأحوال  علاقة ذات أبعاد فكرية . وهكذا فأن سقوط النظام الديكتاتوري ، الدموي ، الشمولي ، وبالتالي سقوط المجرم الديكتاتور صدام حسين ، راس الأفعى ، وبذلك الشكل المهين والذليل ، كان إشارة إلى سقوط واحدة من ابرز مدارس الفكر القومي العربي ، إلا وهي مدرسة عفالقة العراق ، ذات الأثواب القبلية والعدوانية والفاشية . وعليه ، وفورا  تناخى الاخوة "القومجيون " ، وعلى إيقاع صرخة " الي ... الي يا بني قومي " ، للعمل بشكل محموم وكثيف للتشفي من الشعب العراقي في محنته ومصائبه ، وللردح على أطلال نظام حليفهم وفارسهم المندحر والمهزوم ، الذي استسلم بجبن حتى دون ان يطلق طلقة خلب باتجاه من ألقوا القبض عليه كالجرذ في جحره . وراح " القومجيون " يطبلون ويزغردون للعمليات الإرهابية ، التي ينفذها إرهابيون وصداميون يخشون قفص المحاكم وساعة الحساب ، بالتعاون مع حلفائهم من القوى المتطرفة الظلامية والإرهابية ، وتستهدف عملياتهم التخريبية أبناء الشعب العراقي ومؤسسات الدولة العراقية ، منتشين بجوقة التصفيق القومجية التي تصف أعمالهم بأنها  أعمال " مقاومة وطنية "، وما هي إلا أشواك سامة في درب مسيرة الشعب العراقي وهو يرسم بسقوط النظام الديكتاتوري المقبور، أفقا لانتقال آمن وعاجل نسبيا ً، من عهد الدكتاتورية البائدة إلى عراق الديمقراطية والفيدرالية ودولة القانون واحترام الإنسان وحقوقه. وإذا يفهم المواطن العراقي، النابه والمثقل بهموم تركة النظام المقبور ، كل هذا  وما يجري ، وبتفاصيله ، فهو أيضا يشعر بالغضب والأسى من أولئك المطبلين من أبناء جلدته ، من ابناء العراق ،  الذين سبق لهم وان بحت أصواتهم ، ولسنين طويلة ، في  تمجيد الطاغية ونظامه ، وبمجرد سقوطه المذل والسريع سارعوا الى نزع قمصان عفالقة البعث بألوانها المختلفة ، وارتدوا بمهارة عالية قمصان الديمقراطية والتعددية والاستقلال الوطني ، ولكنهم واصلوا الردح مع رفاقهم القومجيون العرب على ذات النغمة وذات الإيقاع ، دون ان يلتفتوا ، ولو ذرا للرماد في العيون ، الى تلال عظام العراقيين في المقابر الجماعية ، التي تنتشر على كل ارض العراق ، محولة اياه الى اكبر مقبرة جماعية في الشرق الأوسط .
كل هؤلاء من المتلونيين كالحرباء ، وبصلافة لا نظير لها ، نزعوا بسهولة ، ودون خجل من ماضيهم وافعالهم ، قمصان نظام العفالقة المقبور ، وتناسوا كل المقالات التي دبجوها بالتغزل وحمد السفاح المقبور ونظامه . تناسوا مقالاتهم التي لو مدت على الأرض لكانت سجادة عار خرافية تؤدي بهم إلى باب جهنم ، ان كانوا يخافون الرب حقا ! وهكذا ... تفتح صفحات الانترنيت  فتقرأ لغوا يخطه " حنقبازية " لا يعرفون الفرق بين الضاد والظاء ، وتجدهم يلطخون صفحات الانترنيت بلغو وحكي مقاهي ، ينشرون الإشاعات ويوزعون التهم والشتائم على من يشاءون ، ويغالطون ويتشفون بمحنة الشعب العراقي ، تحت ستار الوطنية وحرية الرأي والرأي الاخر،  والى جانب كل هذا ، وبصلافة تجد ان كل واحد منهم يخط تحت اسمه وبحروف بارزة صفة : محلل سياسي !
وتفتح التلفزيون فيطل عليك ، من شاشة تلك الفضائيات المسمومة ، التي احتضنت وبسياسة مشبوهة رموزا  من أعوان النظام المقبور ، نقول ، يطل عليك وجه كريه ، كان لفترة طبالا وساعيا ــ وغير ذلك ! ــ في مؤسسات النظام المقبور ، وتحت امرة رموز كريهة في النظام المقبور ، وذبح بتقاريره المخابراتية خيرة أبناء الشعب العراقي ، منتهكا حرمة مهنة الكتابة ، ونجد مذيع القناة التلفزيونية ، التي  تواصل التشفي بمصائب الشعب العراقي ، يقدم لنا هذا الانتهازي المتلون بأنه : محلل سياسي !
وإذ  ندرك انه مثلما يردد الجميع بان الرياضة هي فن وأخلاق ، فالصحافة أيضا علم وأخلاق ، وقد يمتلك أحدهم أدوات حرفة الكتابة ، لكنه يفتقد إلى الأخلاق المهنية والاجتماعية ، وعندها تعم الطامة ، مثلما نرى حولنا ، ولا غرابة ان نرى كل هذا يجري تحت مسميات الديمقراطية في العمل الإعلامي ! آذن ... لا غرابة ان تنجح غدا أحد الفضائيات العربية ، وبشكل ما ، في  تحقيق لقاء مع الديكتاتور المجرم المخلوع صدام حسين ، ليحدثنا عن حقوق الإنسان وتقدمه لنا كمحلل سياسي أو ناشط في مجال حقوق الإنسان !

25 كانون الأول 2003



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقا ... من هو - الآخر - ؟
- من يقف خلف الدعوة المشبوهة للحوار مع فلول النظام المقبور؟
- رسالة مفتوحة إلى الأستاذ زهير كاظم عبود
- من اجل سمو الكلمة المسؤولة و إعلاء شأنها
- يا أهلنا ... عيدكم مبارك !
- عن الخيانة والشماتة ، وما حول ذلك !
- تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !
- أفكار في العمل السياسي في العراق
- على هامش بدء العام الدراسي الجديد أليس بالإمكان ان يكون لنا ...
- الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
- إلى الشهيدة رضية السعداوي
- صفحة الطريق أربع أعوام مجيدة من العمل المثابر
- كريم كطافة في ليالي ابن زوال
- أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق
- كتاب الانهيار للفنان احمد النعمان : مساهمة في البحث عن عالم ...
- في فنلندا تظاهرة في هلسنكي تضامنا مع شعب كردستان
- " تسو ـ تفو " يا أستاذ عوعو !
- حروف ونقاط … كرة القدم !
- لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة !!
- الامتحانات


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - هل أتاك نبأ المحلل السياسي الجديد ؟!