أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - شاعر شغل الناس















المزيد.....

شاعر شغل الناس


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 05:35
المحور: الادب والفن
    



قديما كان المتنبي ، مالئ الدنيا وشاغل الناس ، جعل المؤرخين ونقاد الأدب يختلفون حول شعره اختلافا كبيرا ، كما تباينوا حول أحداث حياته ، التي كان لها تأثيرها الكبير على شعره الذي كتبت عنه الدراسات المختلفة ، وتناقض القراء حول أهمية شعره ، والسياب شاعر الحداثة وقصيدة التفعيلة ، كان مثل المتنبي ، جعل الناس يختلفون في تقييم شعره ، ويختلفون أكثر وقد يتناقضون تناقضا شديدا ، حول مجريات حياته ، فمن هو السياب ؟ وما هي الأحداث التي جعلته شاعرا مجيدا ، في طليعة الشعراء المعاصرين ، الذين ساهموا في تحول القصيدة العربية من الشكل التقليدي ذي الشطرين ، الى الشكل الجديد ذي التغعيلات المتفارقة.
ولادته وحياته
ولد بدر شاكر السياب في قرية جيكور ، التابعة لقضاء أبي الخصيب في البصرة عام 1926 ميلادية في أسرة تشتغل بالزراعة وجني التمر ، ماتت أمه ، وهو صغير في السنة السادسة من العمر ، فعاني اليتم وفقدان الحنان ، مما انعكس شديدا على شعره ، فبان به ذلك االابداع الرو مانسي ، الذي سعى الى التعوض عن الحنان المفقود ، بأجمل القصائد
أكمل دراسته الثانوية في مدينة البصرة ، ثغر العرق الذي كان باسما ، وظهرت فيها موهبته الشعرية ، كتب أولى قصائده عام 1941 وكانت بعنوان ( على الشاطيء) التحق بدار المعلمين العالية قسم اللغة العربية ، ثم غيرها إلى قسم اللغة الانجليزية ، وبذلك يكون قد اطلع على آداب اللغتين ، وتثقف بهما مما كان له الأثر الكبير في ثقافته الواسعة ، التراثية والمعاصرة ، واطلاعه على التجديد الذي أحدثه الشعراء الانجليز ، في بنية القصيدة ، فتأثر به ، واستطاع ان يكون مع نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري ، كوكبة الشعراء الذين تصدوا للحركة التجديدية
حين تخرج من دار المعلمين العالية ، عين مدرسا في الرمادي ،لم يلبث فيها ، حتى فصل من العمل لأسباب سياسية ، اشتغل في عدة أعمال بحثا عن تحصيل القوت ، أصيب بمرض عضال ، أقعده عن العمل ، نشد الشفاء في مستشفيات لندن وباريس دون ان يتوصل الى علاج ، مات وحيدا في عام 1964 في مستشفى الأميري في الكويت ، بعيدا عن وطنه الذي أحبه ودفن في مقبرة(الحسن البصري) في الزبير
نتاجه
اصدر السياب العديد من الدواوين الشعرية أولها ( أزهار ذابلة) وآخرها (إقبال) ، جمعت دواوينه في مجلدين بعنوان ( ديوان بدر شاكر السياب) المجموعة الكاملة
امتاز بالقصائد الطوال أمثال( غريب على الخليج) و ( المومس العمياء) و( حفار القبور)و ( الأسلحة والأطفال)
شعره
امتاز شعر السياب بالجودة الفنية وإتقان القصيدة ، ولقد ذكر نقاد الأدب ان العوامل التي حدت بالسياب الى إتقان الشعر ، عديدة منها اليتم المبكر ، والمعاناة الطويلة من المرض والعوز المالي ، والاضطهاد السياسي ، وحرمانه من جو للحريات التي يجب توفرها في حالات الإبداع ، واطلاعه على ثقافتين هما العربية التي تمثل التراث ، والانجليزية التي تمثل المعاصرة ، وقد استطاع أن يحافظ على الاتجاهين بشعره ، اهتم باللغة اهتماما كبيرا ، كما اعتنى بالموضوع ، ولقد عبرت قصائده عن معاناة الجماهير العريضة ، تحت خط الفقر في بلاد من اعرق البلدان وأشدها غنى وأعرقها حضارة وتمدينا ، وهو يستعمل الرموز في شعره كثيرا / فالمومس العمياء وحفار القبور قد ترمز الى قسوة الحياة وسوادها الفاحم على ذوي النفوس الفقيرة التي وجدت نفسها في حاجة لاتستطيع الوفاء بها
امتاز شعر السياب بالتشبيه ، واستعمال الحروف لذلك الغرض بكثرة ، وهو يجعل المشبه مشبها به ، ويكثر من الاستعارات
( وترقص الأضواء ........ كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر
كأنما تنبض في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه وارتعاشه الخريف
والموت والميلاد والظلام والضياء
، ويستعمل حرف الواو لذكر الأضداد التي يحفل بها شعره ، لهذا أطلق النقاد واو السياب
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر
انشودة المطر
عنوان أحد دواوينه ، الذي اشتهر كثيرا ، واقبل عليه القراء ، وتحدث عنه النقاد بإسهاب
يضم الديوان اثنين وثلاثين قصيدة هي على التوالي:
1- غريب على الخليج 2- مرحى غيلان 3- أغنية في شهر آب 4- غارسيا لوركا 5- تعتيم 6- المخبر
7-عرس في القرية 8- مرثية الآلهة 9- من رؤيا فوكاي 10- قافلة الضياع 11- يوم الطغاة الأخير
12- إلى جميلة بوحيرد 13- رسالة من مقبرة 14- في المغرب العربي 15- مرثية جيكور
16- تموز جيكور 17 – جيكور والمدينة 18- العودة لجيكور 19- رؤيا في عام 1956
20- قاريء الدم 21- ثعلب الموت 22- المبغى 23- النهر والموت 24- المسيح بعد الصلب
25 –مدينة السندباد 26- أنشودة المطر 27- سر بروس في بابل 28- مدينة بلا مطر 29- بور سعيد
30- المومس العمياء 31- حفار القبور 32-الأسلحة والأطفال
مقتطفات من شعره
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما مصباح روحي
واتى المساء
لو جئت في البلد الغريب الي ما كمل اللقاء
الملتقى بك والعراق على يدي هو اللقاء
شوق يخض دمي إليه
كان كل دمي اشتهاء
جوع إليه كجوع كل دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين اذا اشرأب من الظلام الى الولادة
الشمس أجمل في بلادي من سواها
حتى الظلام- هناك أجمل فهو يحتضن العراق
واحسر تاه متى أنام
فأحس ان على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فانا المسيح يجر في المنفى صليبه
إن مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
أقصى مناي
ياريح ، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
الى العراق ؟ متى أعود ؟

عشق السياب بلده الحبيب( العراق) وتغنى بجماله ، بأناسه الطيبين ، المكافحين من اجل حياة أفضل، رحل عنه مضطرا
قصيدته من شعر التفعيلة الذي يتميز بتنوع القوافي ، على إيقاع البحر الكامل( متفاعلن) الذي منح القصيدة
جمالا رائعا بالإضافة الى بهاء معانيها الحسان
يخاطب في القصيدة امرأة لم يعرف من هي ، فقد تكون رمزا للوطن الحبيب ، المفارق المهجور رغما عنه ، يؤكد العلاقة القوية بين الحبيبة والوطن ، كلاهما مصباح للروح ، مما يعني ان المرأة بعيدا عن الوطن، تمثل عاطفة ناقصة ، ووطن بلا امرأة يعني الحرمان من التواصل العاطفي ، والدفء الروحي الذي يمنح الحياة القها المنشود ، القصيدة تعبر عن معاناة الشاعر ، بعيدا عن الوطن حيث الحب والدفء ، يزدحم الشوق في قلبه ، فيخض دمه ، ويسفر عن رغبة قوية في رؤية الأهل والأحباب ، وتتحول دماؤه إلى اشتهاء شديد ، لكل ما في الوطن ، فحتى الظلام هناك في العراق أجمل من سواه ، ويزخر شعر السياب بأمنيات عزيزة مثل ان يحظى بقبر في العراق
عاش السايب وحيدا معانيا ومات غريبا ، بعيدا عن الوطن الذي غنى له طيلة حياته القاسية التي قضاها محروما من مستلزمات العيش الكريم



صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية
- وجهة نظر
- احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية
- الى امرأة في بلادي
- الجثمان : قصة قصيرة
- بالاحضان يا عامنا الجديد
- الناس والكتابة
- لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
- اشهار ..قصة قصيرة جدا
- حقوق المواطنة وواجاتها
- حوار
- منطق : قصة قصيرة جدا
- حرية رأي : قصة قصيرة جدا
- الزمن الحافي : رواية مشتركة عن العراق قبل دخول القوات الامري ...
- العانس : قصة قصيرة
- احتفال تقييم : قصة قصيرة
- رأي في - مؤسسة - الحوار المتمدن
- التابعة : قصة قصيرة
- وجاهة :قصة قصيرة
- حول اشاعة الديمقراطية في العراق


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - شاعر شغل الناس