احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية

صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:23
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

لأول مرة في تاريخ السفارات العراقية ، يحتفل الدبلوماسيون بيوم المرأة العالمي ، ويقدمون التهاني والتبريكات للنساء العراقيات ، في عيدهن المجيد ، الذي حرمهن العهد البائد من تذوق حلاوته ، وتحضر الحفل الجميل عدد من مدرسات المدرسة العراقية بالرباط بالإضافة إلى موظفات السفارة العراقية وزوجات الدبلوماسيين والموظفين ، في هذه السفارة الجميلة التي تزينها حديقة واسعة ، تذكرنا بحدائق بغداد أيام زمان.
كنت احرص على الاحتفال بهذا اليوم الجميل ، جاعلة منه مناسبة لعيد ميلادي ، اشتري الورود لأقدمها بهذه المناسبة لنفسي ، ولصديقاتي المقربات ، ولكن هذا اليوم جاء مختلفا هذه السنة ، أخبرتني مديرة المدرسة السيدة رحاب ضاحي : أنني يمكن أن أقوم بتمثيلها بهذه المناسبة ، مما أشعل فرحتي وابتهاجي ، في العاشرة صباحا خرجت من المدرسة بصحبة زميلتين من زميلات التعليم ، وتوجهنا الى السفارة العراقية ، كانت السفارة بأحلى حللها فرحة بالعيد الجميل ،
استقبلنا السيد راست نوري شاوه يس القائم بالأعمال العراقي مع السيد حكمت داود السكرتير الأول في السفارة ، مع الموظفين الآخرين ، وجرى احتفال جميل ، قرأ فيه الأستاذ راست كلمة وزارة الخارجية بهذه المناسبة ، ولجمال الكلمة اقتبس منها عبارات طويلة تحيى فيها المرأة العراقية ، وتعرف بنضال النساء المتواصل وكفاحهن من اجل حياة حرة كريمة

تحية في يوم المرأة العالمي

بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من اذار وجهت لنا ( نحن النساء العراقيات) وزارة الخارجية العراقية تهنئة جميلة حيت فيها النساء العراقيات قاطبة ، و جميع الموظفات والعاملات في وزارة الخارجية بشكل خاص متمنين لهن السلامة والأمن والنجاح والتقدم في عملهن وحياتهن الشخصية

حول المناسبة
تجسد هذه المناسبة التضحيات الكبيرة التي قدمتها نساء الأرض ، بدء من حادث إضراب عاملات النسيج في نيويورك في 8اذار عام 1857 ضد ظروف العمل الا إنسانية وقلة الأجور ، ، تمضي رسالة التهنئة مواصلة الحديث عن ظروف هذه المناسبة ( تطور نشاط الحركة النسائية في أوائل القرن الماضي في المطالبة بحق الاقتراع وتولي المناصب العامة ، وحق العمل للنساء ووضع حد للتمييز في العمل ، كما جرت حملات احتجاجية واسعة من قبل الحركات النسائية ضد الحروب والبطالة والفقر ، وشاركت النساء بفعالية في حركات السلام ، ومن اجل تأمين الخبز والأمن لعوائلهن وشعوبهن

الحركة تحظى بالتأييد العالمي
يمضي السيد راست في قراءة رسالة التهنئة معرفا إيانا بأهمية هذا اليوم : ( أخذت هذه المناسبة بعدا عالميا بتبنيها من قبل الأمم المتحدة والأسرة الدولية والوطنية ، الرسمية وغير الرسمية ، وأصبحت تقليدا سنويا ، يمثل اعترافا بكينونة المرأة وكرامتها ، وحقوقها ومشاركتها الرجل ، على قدم المساواة في كل الميادين ، وتقييما للنساء الشجاعات ، اللاتي يلعبن دورا رائدا في الترويج لثقافة حقوق الإنسان والتنمية والسلام
وحول نضال النساء تتحدث الرسالة باعجاب ( وفي مسيرة الكفاح من اجل حقوق المرأة ومساواتها ، لعبت النساء العراقيات والحركة النسائية العراقية دورا مجيدا منذ مطلع القرن المنصرم ، من اجل النهوض بوضع المرأة ، تمثل ذلك في حملات وأنشطة متعددة ، شملت المطالبة بتعليمها ، وإسهامها في ميادين العمل والحياة العامة ، ولابد من الإشارة الى دعم وإسناد الشخصيات الثقافية ، والاجتماعية والقوى والأحزاب السياسية لهذه المطاليب ، الأمر الذي أعطى زخما قويا ، للحركة النسائية في تحقيق برامجها ، على ارض الواقع ، وتفاعل النضال النسوي مع النضال العام لشعبنا ، ضد الاستعمار والاستبداد وضد التقاليد البالية ، ومن اجل تحقيق الاستقلال الوطني والديمقراطية والتنمية والسلام

نساء عراقيات يلعبن دور الريادة
تعرفنا رسالة وزارة الخارجية بدور المراة العراقية الفعال ( لقد برز في تاريخ الحركة النسائية العراقية نساء رائدات ، ناضلن من اجل حقوق المرأة ، وكان لهن دورهن الاجتماعي المتميز منهن :
السيدة( نظيمة الزهاوي) المؤسسة الأولى للحركة النسائية في العراق عام 1916 ، والسيدة ( بولينا حسون) التي أصدرت أول صحيفة نسوية في العراق عام 1923 باسم مجلة ( ليلى) ، والمحامية والقاضية السيدة ( صبيحة الشيخ داود) عام 1938 الطبيبة الأولى السيدة( ملك غنام)عام 1938 ، وأول وزيرة في العراق وفي الشرق الأوسط يسند إليها منصب وزاري هي الدكتورة – نزيهة الدليمي) عام 1959 ، وأول عميدة في الجامعات العراقية كانت السيدة ( روز خدوري) التي تولت عمادة كلية البنات ( التحرير ) عام 1959
أما في مجال السلك الدبلوماسي ، فقد برزت رائدات عراقيات ، لمعن بعملهن في هذا المجال ، حيث أرسلت أول بعثة نسوية الى اسطنبول وبيروت في الأعوام 1934 -1935 ومنهن ( بثينة الزهاوي وكريستين رسام) وحضرت إحدى الرائدات ، احد اجتماعات عصبة الأمم وهي السيدة ( بديعة أفنان ، ويخدر الإشارة الى أن أول سفيرة عراقية وعلى المستوى العربي هي السيدة ( سرية الخوجة) التي حققت بجدارتها فتحا في هذا المجال ،حدا بانضمام كوكبة من النساء الكفوءات الى عالم الدبلوماسية ، وشغلن مناصب أساسية منهن السيدات ( سهى الطريحي- طروب الجبوري- حنان شوكت- خولة الشيخ قادر- بلقيس المهداوي- والشهيدة عقيلة الهاشمي)

حقوق المراة في التشريعات
ضمنت العديد من التشريعات العراقية حقوق المرأة على صعيد الأسرة والعمل والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية ، ولقد صادق العراق ومنذ عام 1986 ،على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو)
وفي ظل التحولات الجديدة ،من اجل إرساء السلام وتحقيق الأمن ، وبناء الحكم الديمقراطي وإعادة الاعمار ، تشكل مشاركة النساء ضرورة ملحة ، على كل المستويات ، ورغم التحديات الكبيرة التي شهدها العراق في الأعوام الماضية ، فقد أثبتت النساء شجاعة فائقة ،في التصدي للإرهاب والعنف ، والمشاركة الفعالة في الانتخاب والاستفتاء على الدستور ، وانتزعن الاعتراف دستوريا بنسبة تمثيل لاتقل عن 25 بالمائة في مقاعد مجلس النواب ، التي لم تتحقق في البلدان المتطورة

مكاسب تحققها النساء العراقيات
رغم قساوة الظروف ، استطاعت المرأة العراقية ان تحقق الكثير من الانتصارات ، فعلى صعيد وزارة الخارجية ، تزايد عدد النساء العراقيات الموظفات فيها بشكل لافت ، يبلغ عددهن الآن 223 امرأة ، ويجري اهتمام كبير ، لزج النساء في دورات للتأهيل الدبلوماسي ، كما ازداد تمثيل النساء في البعثات الدبلوماسية والمحافل الدولية ، ونلن هذا الحق بعد حرمان منه مدة طويلة
وفي ختام الاحتفال يتمنى لنا السيد القائم بالاعمال راست نوري والسيد حكمت داود حياة سعيدة ، ويقدمان لكل امرأة حضرت الحفل باقة رائعة من الورود الجميلة
وفي هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العراق ، نتطلع الى مزيد من الانجازات تصل إليها النساء العراقيات ، المعروفات بنضالهن المستمر من اجل حياة أفضل ، ينعمن فيها بالاستقرار ، مع أسرهن وأحبابهن في عراق ديمقراطي يحترم الإنسان ، ويسعى الى الوصول الى حقوق المواطنة بإصرار منقطع النظير
هنيئا للنساء العراقيات بعيدهن المجيد ، ولتتضافر الجهود لإشاعة الديمقراطية ، وتحقيق الأمان المنشود ، وتمتين أواصر النضال وتغليب الهم المشترك على الاختلافات الثانوية لبناء عراق جميل ، يحظى أبناؤه فيه بتحقيق الأهداف المرجوة
كاتبة عراقية مقيمة بالمغرب

#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات