أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - -المواطَنة- في -الوطن العربي-!














المزيد.....

-المواطَنة- في -الوطن العربي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:57
المحور: المجتمع المدني
    


"الوطن العربي" هو من المصطلحات السياسية التي طالما استعملناها في خطابنا السياسي والإعلامي، وفي الشعار القومي لـ "الشارع العربي". وقد نضيف إليه صفة "الكبير"، أو نتغنَّى بحجمه الجغرافي، فنقول "الممتد من المحيط إلى الخليج". أمَّا من جنح منَّا لـ "واقعية سياسية" يقلُّ فيها منسوب "الشعور القومي"، بعد، وبسبب، تتالي وتكاثر هزائمنا القومية بأوجهها كافة، فيُفَضِّل استعمال مصطلح "العالم العربي".

وفي مناخ "الهزيمة القومية"، التي دشَّنتها حرب حزيران 1967، اعتدنا جميعاً أن نَنْسِب كل قبيح من أقوالنا وأعمالنا إلى "العروبة"، وكل جميل منها إلى "الدولة دون القومية"، فإذا بالَ أحدنا في الشارع قُلْنا في شتمه "إنَّه عربي"؛ أمَّا إذا أتى هذا العربي أو ذاك بعمل جليل، كاختراع أو اكتشاف علمي ما، قُلْنا في مدحه "إنَّه مصري أو سوري أو أردني..".

و"شعور الهزيمة (القومية والتاريخية)" كان حاضراً إذ هزمت مصر الكامرون كروياً، فالعرب جميعاً أظهروا، في فرحهم، شيئاً من الشعور بـ "الانتماء القومي"، وكأنَّنا في أمسِّ الحاجة ولو إلى نزرٍ يسير من الانتصار، أو التفوُّق، القومي، فالتجربة السياسية القومية أظْهَرَت وأكَّدت أنَّ منسوب الشعور القومي العربي يصعد مع كل انتصار قومي، ويهبط مع كل هزيمة قومية. وخير دليل على ذلك أنَّنا جميعاً كنَّا "عرباً" حتى الرابع من حزيران 1967، فأصبحنا، من بعده، مصريين وسوريين وأردنيين..

"وطننا العربي"، كبير في مساحته، كثير في سكَّانه؛ ولكنَّه صغير وقليل في "واقع" مفاهيم من قبيل "الوطن"، و"المواطِن"، و"المواطَنة"، و"حقوق المواطِن والمواطَنة". ونحن في حياتنا السياسية الجديدة، والتي دشَّنتها لنا الولايات المتحدة إذ غزت واحتلت العراق، وغيَّرته بما لا يشتهي انتماؤنا القومي العربي، شرعنا نتحدَّث، ونُكْثِر من الحديث، عن "المواطَنة"، التي إنْ أردتَ رؤيتها (في واقعها الموضوعي وليس في خطابنا السياسي والإعلامي والقانوني..) فلن تراها أبداً بعينكَ المجرَّدة، لتناهيها في الصِغَر والضآلة، شأنها في ذلك شأن كل ما تتفرَّع منه، وما يتفرَّع منها، من مفاهيم ومصطلحات.

ولو أمعنت النظر في "المواطَنة" لجهة الداعين إليها، والمنتصرين لها، الآن لتوصَّلْتَ إلى فَهْم "المواطَنة"، دعوةً ودعاةً، على أنَّها شعار (أو خطاب) التظلُّم الفئوي، والذي يعكس بروز صُدُوع دينية وطائفية ومذهبية وعرقية، أي "العصبية دون القومية" بأوجهها كافة، فـ "الجماعة العربية دون القومية" تميل، ولو بدايةً، إلى أن تعبِّر عمَّا تشعر به من ظُلْم لَحِقَ ويَلْحَق بما تعده حقوقاً لها بالدعوة، عبر ممثِّليها السياسيين، إلى "المواطَنة"، و"المساواة في الحقوق بين المواطنين جميعاً". وكلَّما وَعَت جماعة عربية ما "وجودها دون القومي"، كالطائفي أو المذهبي، وظَنَّت أنَّ ريحاً (إقليمية أو دولية) ستجري بما تشتهي "سفينتها"، برزت "الدعوة إلى المواطَنة" على هيئة دعوة إلى إعادة توزيع السلطة والثروة على أُسِسٍ طائفية أو مذهبية أو عرقية.. فـ "المواطَنة"، في وجهيها "الديمقراطي" و"القومي"، والتي هي في حرب لا هوادة فيها على كل عصبية تستمدُّ حياةً من "الموات الديمقراطي والقومي"، لم تَغْدُ بعد فكرة تجتذب إليها من العقول والقلوب ما يكفي لجعلها حقيقة واقعة في حياتنا السياسية.

و"المواطَنة" التي إليها نحتاج إنَّما هي "المواطَنة" التي في وسعها أن تَجُبَّ ما قبلها من كل تعصُّب ديني أو طائفي أو مذهبي أو عرقي.. أو عشائري، وتبتني للمجتمع وحدة منيعة من انقسامه على أسُسٍ سياسية وحزبية وفكرية واجتماعية ـ اقتصادية، فنرى "الأكثرية" و"الأقلية" فيه عابرةً مخترِقةً للحدود الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية والعشائرية، فنوع وحدتنا من نوع انقسامنا.

ولا شكَّ في أنَّ انتشار وتوسُّع ظاهرة "موت السياسة" في مجتمعاتنا العربية، على وجه العموم، لا تنزل برداً وسلاماً على فكرة "المواطَنة ذات الوجهين الديمقراطي والقومي"، فالمواطنون العرب، الذين أمعنت بعض الفضائيات العربية في إفساد وعيهم ومشاعرهم وميولهم ودوافعهم..، تتَّسِع الهوَّة بينهم وبين "السياسة"، وتضيق بينهم وبين "سياسة الحياة اليومية"، فهمومهم إنَّما هي الآن من النوع الذي كلَّما كَبُر واتَّسع صَغُر وضاق "الْهَمُّ السياسي"، بوجهيه الديمقراطي والقومي.

وأنتَ يكفي أن تَنْظُر إلى "المعترَك السياسي" عندنا حتى تُدْرِك افتقاره المتزايد إلى "جيوش منظَّمة تقاتِل في سبيل حقوق ومطالب وقضايا ديمقراطية وقومية واجتماعية وطبقية"، فهو معتَرَكٌ يَغُصُّ بجيوش الطائفة والعشيرة والقبيلة.. التي ليس في طبعها وطبيعتها ما يردعها عن التحالف مع "جيوش أجنبية"، تقودها سياسة العداء للحق الديمقراطي والقومي للعرب، وتَتَّخِذ من أولئك ما يشبه "حصان طروادة".

أمَّا "الدولة" في عالمنا العربي فقد توفَّرت على إنشاء وتطوير علاقة بين الحاكم والمحكوم، إنْ حَبِلَت فلا تَحْبَل إلاَّ بكل ما يُمْعِن هَدْماً وتقويضاً في قوى وعوامل التطوُّر الديمقراطي والقومي لدينا، فأنتجت مجتمعاً ليس لديه من الثقل السياسي ما يسمح له بموازنة تأثير "الخارج الأجنبي" في دُوَلِنا، التي ما عُدْنا نَفْهَم "استقلالها" إلاَّ بوصفه "استقلالاً عن الشعب والمجتمع"!

وفي توافُقٍ تام مع "قوانين الفيزياء السياسية"، نرى "الوطن العربي الكبير" يتضاءل، ويزداد تضاؤلاً، في مفردتي "الوطن" و"العربي"، مُذلِّلاً العقبات، بالتالي، من طريق قيام "إسرائيل العظمى"، التي قد تدور في فلكها مستقبلاً عشرات الكويكبات العربية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!
- -بقرة بوش- لن يَحْلبها غير إسرائيل!
- -الحُجَّاج- مشكلة تُحل بتعاون الفلسطينيين ومصر
- -الإعلاميُّ- و-الحاكِم- عندنا!
- اللعب الإسرائيلي على الحَبْلين الفلسطينيين!
- عاصمة -الغلاء العربي-!
- فساد ثقافي وتربوي!
- -متى- و-أين-.. فيزيائياً وفلسفياً
- هل أعاد بوش السيف إلى غمده في مواجهة إيران؟!
- -تسونامي- السنة الجديدة!
- ولكم في -قِصَّة إبليس- حِكْمَة يا أولي الألباب!
- قنوط رايس!


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - -المواطَنة- في -الوطن العربي-!