أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - مستقبل الصحوة














المزيد.....

مستقبل الصحوة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:15
المحور: المجتمع المدني
    


حققت مجالس الصحوة، ولا سيما في محافظة الانبار، إنجازا مهما له عواقبه السياسية التي لا بد من الوقوف عندها، ذلك أن ما حققته الصحوة هو ليس مجرد إنجاز أمني، بل هو عملية إنتاج سياسي طرح من خلال الدور الامني معادلة جديدة، فالانبار لم تشكل عقدة أمنية وعسكرية للأمريكان والعراقيين فحسب، بل كانت بوابة دخل عبرها الكثير من الساسة الى العملية السياسية وأحتلوا مواقع مهمة في مؤسسات الدولة العراقية، وفتحوا منافذ الى السفارة الامريكية في بغداد وكذلك الى مؤسسات القرار في واشنطن، من خلال إدعائهم القدرة على ضبط الامن في العراق وخاصة في الانبار وبقولهم انهم يرتبطون بعلاقات مع القوى المسلحة بدرجة تسمح لهم بالتأثير على قرارات تلك القوى، لكن أيا من تلك المقولات لم تحدث أثرا واقعيا، وبقي الحال على ماهو عليه، بل أصبح الوضع الامني المتردي مبررا للمطالبة بالمزيد من المكاسب السياسية لتتسع بذلك حلقة الإحتقان وتشمل السياسة بعد ان أطاحت بالأمن.
لكن مجالس الصحوة قلبت الاوضاع، فهي لم تقدم وعودا بل حققت إنجازات على أرض الواقع لتفتح لنفسها الطريق الى حلبة السياسة بعد أن أثبتت مدى علاقتها بالبيئة التي تعيش فيها وتتحدث بإسمها، كما أن أي جماعة سياسية لابد لها من إستثمار إنجازاتها وعلاقتها خاصة عندما تكون في وضع مجالس الصحوة، وبهذا شكلت الصحوة ومجالسها منافسا سياسيا حقيقيا للقوى التقليدية التي تتحدث باسم العرب السنة ، لكن النقطة الجوهرية في هذا التنافس هي الهوية التنظيمية لكل من الطرفين، فالقوى التقليدية هي أحزاب أو جماعات سياسية، بينما مجالس الصحوة ذات صفة عشائرية، وبينما تمتلك الاحزاب فهما لبناء الدولة ومؤسساتها فأن العشيرة تبقى مجرد بناء إجتماعي محدود قادر على النشاط المطلبي لتوفير الخدمات والامن والاحتياجات الاخرى لمجموعة بشرية محدودة ومعزولة، وحالة التقابل هذه بين الحزب والعشيرة كانت مسيطرة على العمل السياسي في الشرق الاوسط بعامة وفي العراق بخاصة خلال التاريخ السياسي الحديث، الى أن تمكنت العشيرة من إختراق البناء الحزبي لمعظم الاحزاب مهما كانت شعاراتها وهويتها، خاصة عندما تكون الاحزاب في موقع السلطة، وهو ماحدث في معظم الدول العربية، الامر الذي أنعكس بحالة من التخلف السياسي الشامل والمؤبد، فبناء دولة حديثة يتطلب توفر أدوات سياسية حديثة فعلا ومنها الاحزاب التي لن تكون ذات فائدة إذا ما تحولت الى مجرد أقنعة تخفي الوجه الاسري او العشائري، فالعشيرة لا تملك تصورا سياسيا عاما، أنها في أقصى حالات الفعالية تحمي نفسها وسلطتها وتحقق الانسجام بين أفرادها ولو بصورة مؤقتة، أما الرؤية البعيدة المدى والبناء الاقتصادي والعلاقات الدولية فهي بعيدة عنها رغم أن من بين أبنائها من يحمل شهادات عليا في مختلف التخصصات فالعبرة في المؤسسة كلها وليس بمهارات أفرادها ، ولايمكن ان تكون تجربة دول الخليج مبررا داعما لسيطرة العشيرة على الدولة، لأن دعائم إزدهار الخليج لا تقوم على سيطرة العشيرة فقط.
إن التعبير السياسي عن مجالس الصحوة سيكون واقعيا وفعالا عبر تحالف هذه المجالس مع قوى سياسية حزبية ترتبط معها بالواقع الميداني مما يتيح لها التواجد السياسي في حدود إمكاناتها ووفقا لظروفها، والتوصل الى هذا التحالف سيستغرق بعض الوقت وربما الكثير من الجدل بين المتنافسين قبل أن يتوصلوا الى التحالف المنشود، لكن تأخير الشروع في هذا التحالف او عدم إقامته قد يهدد الامن في بعض المناطق بسبب إحتمال اللجوء الى السلاح على خلفية التنافس السياسي، وتخطئ الاحزاب السياسية إذا ما فكرت بتجاهل مجالس الصحوة أو إذا ما حاولت إستنساخ تجربة هذه المجالس بتكوين صحوات خاضعة للأحزاب بهدف تهميش المجالس الاصلية، ونقطة البداية لتكوين تحالف واقعي تكون بالاقرار بالعملية السياسية العراقية الجارية والاعتراف بإمكانيات كل طرف وحدوده، وأن لا يكون التحالف بين الاحزاب ومجالس الصحوات بغية الضغط على بقية مكونات العملية السياسية، بل أن هذا التحالف سيكون طريقة لتوزيع الادوار لا أكثر.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - مستقبل الصحوة