هداكم الله!

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:47
المحور: كتابات ساخرة
    

في الوقت الذي أحتفلت فيه الشعوب الإسلامية والمسيحية وغيرها بعدة مناسبات دينية تقليدية هذه الأيام ، حيث علت البسمات وجوه العباد وتبادل الناس عبارات وآيات التهاني والتمنيات إلا أن بريدي الإلكتروني الذي أتخمته بطاقات التهاني والأماني الجميلة حمل لي أيضاً منشورين دون تعقيب من مرسليهما العزيزين.

أحدهما حمل صورة لمقال عنوانه – حرب صليبية – لكاتبه عمرو محمد الفيصل ، وهو رجل أعمال سعودي أو خليجي ، يشكو في مقاله بسخرية ملحوظة قراراً لــ - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- في دولته منعت فيه وزارة التجارة من تسجيل منتج له اسمه – برنامج المستكشف -. ويعود السبب وراء قرار المنع كون الترجمة الإنكليزية له تتضمن حرف – أكس – الذي أعتبره علماء الهيئة المذكورة أنه على شكل – صليب -.

يسترسل كاتب المقال ساخراً ، بعد أن يشكر رجال الهيئة – الأجلاء - على حمايتهم ورعايتهم وحرصهم على عدم "تسلل العقائد الفاسدة" إلى المسلمين ، يقترح عليهم وعلى المسؤولين في وزارتي التعليم والتعليم العالي لإلغاء علامتي الزائد والضرب من مادة الرياضيات كونهما على شكل صليب أيضاً. ويقترح على وزراة الإعلام منع كل الكتب والمجلات المكتوبة بالأحرف اللاتينية " حتى يستبدل حرف – الأكس – بهلال صغير من تصميم رجال الهيئة الأجلاء".
ثانيهما حمل صفحتين من الفتاوي وعبارات التهديد والوعيد للعباد والمساكين ، مع التركيز على أن الإحتفال بأعياد الميلاد والسنة الجديدة أمور مخالفة لأحكام الدين. لما في هذه الأعياد من إرتكابِ للمعاصي من رقص وغناء وأختلاط وشرب خمر وفواحش. ويشير المنشور إلى أن الإحتفال بعيد الميلاد أو عيد الأسرة أو عيد الزواج أو عيد الحب أو عيد شم النسيم الفرعوني أو عيد النيروز المجوسي هي محرمات كونها من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وأورد المنشور – الأصفر اللون ! – فتوى لإبن عثيمين ، يفتي بها بأن تقديم التهاني بأعياد الميلاد حرام وذهب لأكثر من ذلك بأن حرم على المسلمين قبول تهاني غير المسلمين بأعيادهم وشعائرهم. وأسترسل المنشور في إيراد المحرمات فأدرج أن تبادل الحلوى وأطباق الطعام والهدايا أو تعطيل الأعمال سواء كانت مجاملةً أو تودداً أو حياءً أمور آثمة.
بهذه المناسبة ، أود أن أضيف:

* تضامناً مع الأستاذ عمرو محمد الفيصل ، أقترح على – هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – أن تلغي مادة الرياضيات من مناهج المملكة التعليمية بصورة كاملة لما تحتويه هذه المادة من علامات – كافرة - ، وياحبذا لو تفضلت الهيئة بالإعلان عن شجبها وأستنكارها لكل المبادرات العلمية التي جاء بها العالم العربي محمد بن موسى الخوارزمي في مجال الرياضيات والجبر خاصة وأن دولة شيوعية كالإتحاد السوفيتي كان أصدر طابعاً بريدياً تخليداً لذكراه مما يؤكد أنه كان ملحداً.

* على الهيئة المذكورة أن تمنع التحدث والتعامل بأية لغة غير العربية حفاظاً على سلامة دينها الحنيف ومنعاً لعوامل التسلل - غير المسلم - عبر أستخدام علامات وحروف مشبوهة غير معروفة تهدف إلى الإساءة إلى – دينهم -.

* ياحبذا لو أصدر العلماء – الأجلاء – فتوىً استثنائية تأخذ بنظر الإعتبار وتستثني كل العرب والمسلمين المتواجدين في الغرب – المسيحي الكافر – من الإلتزام بتعليماتهم وأصول فتاويهم – المؤقرة – نتيجة للظروف الحياتية التي يعيشونها في الغرب – الكافر – مع الإبقاء على فتوى – أرضاع الكبار – حيث أنها الفتوى الوحيدة التي تنسجم مع طبيعة الحياة الغربية.

* أعترف بأنني ومنذ أكثر من عقدين من الزمن ، ما زلت أقدم التهاني لزملائي وجيراني بأعياد الميلاد وأتقبل تهانيهم بأعيادهم وشعائرهم وأتبادل معهم الهدايا وأطباق الطعام والحلوى العربية وأستمتع بعطل أعيادهم الرسمية دون الإهتمام لفتاوي أبن عثيمين أو غيره من – علية - القوم.

* أرجو أن يتسع صدر العلماء – الأجلاء – لي ، فيتقبلوا مني تهنئة قلبية خالصة إلى أحبتي وأصدقائي غير المسلمين بمناسبة أعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة متمنياً للجميع أعياداً سعيدة مباركة ملؤها مبادئ المحبة والسلام ، وعاماً سعيداً هانئاً بكل عناصر المودة والمحبة.

هداكم الله أجمعين.

#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات