أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء مهدي - الثغر الباسم














المزيد.....

الثغر الباسم


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 10:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


البصرة الفيحاء ، ثغر العراق الباسم ، وميناؤه الوحيد المطل على الخليج العربي ، أو ربما الفارسي . الأمر لم يعد مهماً في ظل نظام العولمة الجديد ، فالأسماء تحددها جهة ما رغم أنف التأريخ والشعوب والأوطان، والتأريخ هو الآخر أصبح عرضة للتغيير حسب أهواء البعض ممن نصبوا أنفسهم أصناماً على شعوبهم سواء كان ذلك بدعم خارجي أو بدونه.

للبصرة تأريخ قديم قدم شجرة آدم في قرنتها ، وللبصرة ميزات تفوقت فيها على شقيقاتها من المدن المجاورة ، ولها طبيعة خلابة لا نجدها في أي مكان عراقي آخر، وشعب البصرة متنوع الثقافات والحضارات والأديان والألوان حتى بات الأكثر تنوعاً بين كل مدن العراق، موقعها الجغرافي متميز حيث انتصبت المدينة شامخة بين دولتين طامعتين بها على مدى عصور طويلة. كانت البصرة هدفاً ليس لجيرانها الطامعين بمياهها وموقعها فحسب بل كانت المدينة التي حطت على أرضها كل الجيوش الغازية للعراق على مدى التأريخ.

ولن ننسى ما تميز به شعب البصرة من ثقافة عالية برزت من خلال العديد من ابنائها المثقفين من الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين وغيرهم. لن ننسى مساهمات – البصاروة - في كل الإنتفاضات والثورات العراقية الوطنية حتى أصبحت البصرة مصدر قلق لكل الأنظمة الديكتاتورية والإستعمارية التي حكمت العراق عبر التأريخ.

عانت البصرة وأهلها من حروب البعث جميعها حتى كادت أن تكون المدينة الأكثر معاناةً. قصفها الإيرانيون طوال حرب الخليج الأولى ، والأمريكان وحلفاؤهم في حرب الخليج الثانية ، ودمرها البعث وصنمه خلال الإنتفاضة الشعبانية المباركة.

خاصمها أغلب حكام العراق فكالوا لها كل أنواع الظلم والإضطهاد فحاصروها ومنعوا عنها كل أساليب التطور الحديث فباتت مدينة موحشة ومهملة لسنوات طويلة، ربما كان أسوأ مامرت به هي فترة حكم البعث الأولى والعارفين والبعث الثانية.

مدينة النفط ، والنخيل ، والتمور ، والمياه ، والموانئ ، والأنهار ، والأهوار، مدينة العز والكرم ، مدينة الشموخ والنضال ......

حطت على أرضها الجيوش البريطانية والإنكلو بريطانية – الهندية – من قبل وأختارها البريطانيون من جديد مكاناً لهم بعد سقوط الصنم.

بالأمس، قرر البريطانيون أن يسلموا مسؤولية أمنها للحكومة العراقية وشرطتها ، وهو أمر مشروط ببقاء المحتل البريطاني لحين. تقول لنا الأخبار أن الجيوش والثكنات البريطانية ستبقى في البصرة لإسناد الحكومة العراقية وسلطاتها الأمنية بل أنهم سيعينون مستشاراً إقتصادياً بريطانياً في البصرة وربما قنصلاً فيما بعد.

لم يعد مهماً أن يبقى جيش الإحتلال في البصرة فهو جيش محتل مازال يملك حرية القرار ، لكن الأهم إن ماتعانيه البصرة منذ حين من إنتشار عصابات إختارت الدين غطاءً لها لتعيث فساداً بأهل البصرة. هؤلاء استباحوا الحرمات ومارسوا السرقات وقتلوا الأبرياء وظلموا الناس بأسم الدين هادفين تحقيق مآربهم في إدامة عصر الخوف والرعب الذي بسطه صنم العراق عبر أكثر من خمسة وثلاثين عاماً على البصرة وشعبها.

إن نجاح السلطات العراقية في القضاء على تلك البؤر النتنة وتخليص البصرة منهم وبسط وسائل الإمان والحرية لشعب البصرة بأقرب فرصة ممكنة سيكون له تأثيره الكبير ليس على البصرة فحسب بل على المدن القريبة الأخرى وسيفتح الباب على مصراعيه أمام تقدم سياحي واقتصادي وإجتماعي وثقافي للبصرة والمناطق المجاورة ، عندها ستستحق أن تعيد البصرة مجدها التليد وتعود لتكون الثغر الباسم للعراق بحق.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم
- الحوار المتمدن : واحة أمان بدون حدود
- مقترح قانون تقاعد السياسيين العراقيين
- وداعاً جوني ، أهلاً كيفن
- تشرينيات
- تركة ثقيلة
- حذار من العراقيين
- لقاء ودموع في حفلة زواج
- خيبة أمل
- لماذا يراد للمدى أن تفقد مداها؟
- نَحْنُ وَهُمْ
- جثث مجهولة الهوية
- الى الوراء در
- ميثاق البطاط !
- مَنْ يجتَثُ مَنْ
- مهزلة بإمتياز
- شذى حسون - سفيرة للنوايا الحسنة
- الشيعة – صينيوا الأصل
- الشهيد – صدام حسين - !
- السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالد ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء مهدي - الثغر الباسم