أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - هكذا يعبدون الله














المزيد.....

هكذا يعبدون الله


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الناس يعبدون الله كما يتصورونه كما يتصورون أنفسهم ويرون شرائعه كما تتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم فلم يظهر نبي خارج على تقاليد الناس , فالأنبياء لم يأتوا في بعض غالبية طبيعة دعوتهم بشرائع خارجة عن عادات وتقاليد المؤمنين بهم وبرسالتهم .وصحيح أن النبلاء كانوا ضد دعوات بعض الأنبياء لأنها لا تتناسب مع طبيعة كرههم للتغيير ولكن الغالبية آمنت بالتغيير لأن الغالبية كانت مسحوقة من قبل النبلاء أنفسهم , فدخل المسحوقون في ديانات جديدة على أمل منهم أن تتغير طبيعة مجرى حياتهم وتكوينهم الإجتماعي وغالبا ما كانوا يفاجأون بنهوظ طبقة جديدة من النبلاء نمت وأينعت من جديد , لذلك تفرقت الأمم بعد الأنبياء والرسل وتبعوا قيادات سياسية معارضة وتكررنظال الطبقات المسحوقة من جديد وإليكم الأدلة على ما أقول :

عبادة الله فطرة فطر عليها الناس ولكن هنالك إختلاف في طريقة عبادة الناس لله , فرغم أن الناس جميعها تتفق على عبادة الله الواحد غير أننا نجدهم مختلفون في طريقة العبادة فكل إنسان عابد له يراه على طريقته الخاصة , أو أنهم يرونه كما يرون هم أنفسهم فالذين يرون أنفسهم كرماء وطيبوا القلب كذلك يرون خالقهم وإلاههم يرونه طيب القلب وكريم مع عباده .
وكذلك الذين يرون ويعرفون أنفسهم بأنهم مقتصدون وبخلاء كذلك يرون خالقهم يده غير مغلولة إلى عنقه ولا يبسطها كل البسط , والذين يرون أنفسهم كرماء وغير بخلاء كذلك يرون خالقهم كريم معهم ومع الناس أجمعين .

والذين يرون أنفسهم متسامحون مع الناس كذلك يرون خالقهم متسامح مع الناس وغفور ورب رغفور ورحيم ...والذين يرون أنفسهم متسامحون مع الناس رغم قسوة الناس عليهم ومعاداتهم كذلك يرون الله متسامح مع عباده رغم أنهم لا يعبدونه حق العبادة .

وحين إنتشرت الديانة المسيحية في أوائل القرن الأول الميلادي كانت طبيعة الناس فقراء ومعدمون وكانت الإمبراطورية الرومانية في بداية نهظة حضارتها وكانت تفرض سلطانها بشريعة قسوة الحضارة وكانت ظالمة للناس وتحاول أن تقنع الناس بضرورة التسامح مع شريعتها لذلك وجدت الناس متلائمون مع طبيعة قسوة الحضارة فبعد أن قست الوثنية الرومانية على الأسينيين والحواريين من صحابة المسيح تسامحت هذه الحضارة مع المسيحيين ورأت في طريقة عبادة المسيح إسلوبا متناغما ومتجانسا مع طبيعة قسوتها فدعمت المسيحية وتبنت الدولة رسميا الديانة المسيحية لأنها تقول : من لطمك على خدك الأيسر أدر له خدك الأيمن.

والناس والحضارات جميعها تفصل الله وتلبس شرائعه كما تحب هي أن تكون , حتى ا، الديانة الإسلامية حين بدأت نهظتها كحضارة مستقلة في ذاتها كانت تحجب المرأة في خيام بدوية لذلك رأت الله يفرض على النساء الحجاب وحين كان القتل والقرصنة في الصحراء البدوية عادة وطريقة لكسب لقمة العيش فلهذه الأسباب وجد العرب أن الله يفرض الجهاد والقتال وفرض الجزية على غير المسلمين ...إلخ
إن الناس تعبد الله على طريقتها الخاصة حتى أننا بكشف طبي سريع على سلوكيات البشر نجد أن الناس دائما في حالة نقاش ونزاع على طبيعة الله الذي يعبدونه فنجد الناس مثلا يقولون لبعضهم :لا لا لا يا أخي الله لا يقصد كذا أو كذا وعبادة الله يجب أن تكون بكذا وكذا ويجب أن تكون كذا ولا يجب أن تكون هكذا ..
لذلك نجد الناس مثلا يميلون لمذهب على حساب مذهب آخر وذلك لأن أنفسهم أصلا تتجاوب طبيعتها مع طبيعة المذهب الفلاني على حساب مذهب الفقيه الفلاني .

إن ألناس كما يقول أحد فلاسفة اليونان إكسونوفان: لو أتيح للحيوانات أن تتخيل الله لتخيلته كما هي .
والدليل الآخر والأقوى أن الناس تعبد الله على شاكلتها هو أن جميع صفات الله مذكرة وليست مؤنثة , وذلك بسبب طبيعة المجتمعات الأبوية الذكورية فمثلا لم يستطع البدوي صاحب العقلية البدوية الذكورية أن يرى وأن يتخيل الله بصفات مؤنثة.
والعقلية البدوية لا تسمح للأنثى بقيادتها : فلا خير في أمة تقودها إمرأة . لذلك لم تستطع العقليات البدوية المتسلطة أن ترى وأن تتخيل الله بصفات مذكرة ولم تستطع أن تعبد ربا وإلها (الله) يرى المرأة كاملة عقلا ودينا ولم تستطع أن تؤمن إيمانا رسميا برسول يرى المرأة صالحة لقيادة الرجل .
ورغم أن البدوي مؤمن من أن الله ليس ذكرا ولا أنثى وليس كمثله شيء , غير أنه حين أراد مخاطبته خاطبه بصيغة أفعال مذكرة ذكورية ووصفه بنعوت مذكرة ذكورية أيضا .
إن الناس تعبد الله على طريقتها الخاصة وفق ما تراه متناسبا مع طبيعة مذهبها الفكري والنفسي والعاطفي وتميل للمذهب الديني الذي يتناسب مع طبيعة تكوينها النفسي والعاطفي .
والذين يحبون أوطانهم يرون الله محبا لأرضهم والذين يحبون حاكمهم المطلق يرون الله لا يحب الخروج على الحاكم حتى وإن كان ظالما لهم , لذلك إقترنت عبادة الله ومحبته بمحبة الوطن والله والحاكم , والذين يكرهون الله يكرهون معه الحاكم والوطن .
والذين يكرهون الحاكم وحده يرون الله يحب الخروج على الحاكم الظالم لعباده والذين يحبون الحاكم وحده من دون الله يرون أن الله لا يحب الخروج على الحاكم خشية أن تقع الفتنة الطائفية بين الناس .
فالذين كرهوا حكامهم وملوكهم وقاموا بأعمال عصيانية مدنية وغير مدنية تسببوا بقتل الناس وتشريد الأطفال وبذلك لقنوا غيرهم من الناس درسا قاسيا فكرهت بعض الناس الخروج على الحاكم الظالم خوفا منهم على أرواحهم هم أنفسهم وخشية أن تضيع أبناؤهم , لذلك أحبوا الثبات على عبادة الرب الذي لا يحب الخروج على الحاكم .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار عيد 25-12- في كل عام
- المجتمع المدني
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس
- غياب التنظيم الأسري بيئة مناسبة لإستبداد الحكام العرب بالعرب
- الكساد الإجتماعي العربي
- الإستعمار الغربي أفضل من الإستقلال الشرقي
- المثقف الناجح في الدول العربية
- حين ينزل فرسان التغيير عن خيولهم بخمسين دينار


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - هكذا يعبدون الله