أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جهاد علاونه - غيرة الرجل الشرقي














المزيد.....

غيرة الرجل الشرقي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:44
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


كانت شخصية كاسيو في مسرحية عطيل لشكسبير تستغل طيبة الرجل الشرقي وغيرته على زوجته ,فالحضارات القديمة والحديثة لم تعرف غيرة للرجال كما هي في الرجل الشرقي وإن ما ندعيه أحيانا أنه ديكتاتورية الرجل الشرقي مع زوجته يفتقر إليه في أغلب الأحيان رجال الحضارات الغربية من شرق أوروبا حتى غربها, فلم تعرف الحضارات غيرة للرجال على نسائهم وبناتهم كما هي في بلاد العرب .

فالنساء العاشقات لأزواجهن يتمنين أن يغاروا عليهن في أوروبا كما يغار الرجل الشرقي على زوجته .
وأكثر الغيرات أنواعا للرجل الشرقي هي غيرته على زوجته وبالدرجة الثانية غيرته على أرحامه بدءا من الأخت الشقيقة وغير الشقيقة وإنتهاءا بعماته وخالاته وهنا تبلغ الغيرة أضعف نوع من أنواعها .

صحيح أننا لا يمكن أن نقيم مجتمعا مدنيا عربيا طالما أن العقلية العربية على نظامها القديم .
وصحيح أن الغيرة على المحبوب والمعشوق إذا تطورت إلى مستوى متقدم تصبح لها رائحة كراهية ويتحول الحب الحقيقي بين الرجل الشرقي وزوجته إلى عقد غير مدفوع الأجر يستغل به الرجل الشرقي حب زوجته المعشوقة لأولادها ويتحول الرجل إلى حاكم مستبد يحكم منزله بحقد ولا يطلب المتعة إلاّ لنفسه وفي أغلب الأحيان بعيدا عن زوجته .
ويطارد الرجل الشرقي الغيور على عرضه وزوجته النساء والصبايا في المناطق غير المحمية من المجتمع العربي وهنالك يطلب اللذة من النساء بإسم الحب أحيانا وبإسم الحب المأجور من بائعات الهوى , وبنفس الوقت يفرض على زوجته وبناته قوانين صارمة بإسم الغيرة على محارم الله , وبذلك يحرم على بناته النظر من النافذة والجلوس مع أقرباء العائلة من الذكور ويختصر علاقاته الإجتماعية على ندرة قليلة من الناس .
وهذا النوع من الغيرة الذي كان يستغل به( كاسيو) نقطة ضعف (-عطيل -أوثلو-)أدى بالنهاية إلى مأساة درامية كان قد قتل بها (عطيل )معشوقته( ديزدمونه)وأغلق الستار على قصة عشق لرجل من أصل شرقي بجسمه دماء شرقية حارة غيورة على معشوقها .
ومما أدى بعطيل لتصديق تلفيقات كاسيو هو أن كاسيو أقنع عطيل من أن الأوروبيات كثيرات الخيانة لأزواجهن وهذا بالنسبة للرجل الأوروبي شيء عادي , مما أدى بعطيل لتصديق قصة المنديل بين ديزدمونه والذي تعشقه علما أن ديزدمونه لم تكن عاشقة بل قام كاسيو الخبيث بسرقة المنديل ولفيق القصة .
وعلى العموم إن الإعتقاد بعدم غيرة الرجل الغربي على زوجته إعتقاد خاطىء فهنالك في أوروبا جرائم بإسم الغيرة على الزوجة ولكن هذه الجرائم قليلة قياسا مع نسبتها العظمى في الشرق العربي وخصوصا آسيا وبلاد الشام .
ويختصر الرجل الفرنسي في علاقاته الإجتماعية على نسبة محدودة من العائلات , وهذا الموضوع له دوافع سسيولوجية وهو أن نسبة الإعتداء على النساء الجميلات جنسيا في فرنسا له نسبة ملحوظة والذي يقوم به الرجل الفرنسي من غيرة على زوجته لا يختلف عن غيرة الرجل الشرقي ولكن حرارة الروح والدم في الرجل الشرقي هي أكثر إرتفاعا من حرارة دم الرجل الغربي .

ولكن في أوروبا ليس جميع العلاقات الإجتماعية من ناحية تفتتها من الممكن لنا أن نعتبرها غيرة كما هي في بعض العائلات , فتفتت العلاقات الإجتماعيى في أغلب العائلات يأتي نتيجة لضغوطات العمل المتعبة , فليس هنالك من وقت كافي لتبادل الزيارات بين الجيران والأقارب ....وبالتالي فالموضوع لا يتعلق هنا بالغيرة على الزوجة المعشوقة وليس بدافع غيرة العائلات على بناتهم.. ففقد البكارة موضوع حتمي ويجب على الأنثى أن تفقد بكارتها في قصص غرامية بسيطة بين طلاب المدارس الثانوية , بسبب الإختلاط والإختلاط بين الجنسين يؤدي إلى تشابك قصص الحب والغرام مما يزيد إقبال طلاب المدارس والجامعات على حب التعليم .
وإنه من الملاحظ أنه كلما قلة غيرة العائلات على بناتهم كلما كانت فرص نجاحهم كبيرة وإقبالهم على الحياة في هذه المسألة له طعم رائع من النشوة واللذة (الأورجازم) التي أول من نبه لها الفيلسوف اليوناني (أرستبس) حفيد سقراط ويقال أن سقراط جده لأمه أي أن أم أرستبس هي إبنت سقراط .
والمهم هنا أن الغيرة تقتل النشوة واللذة الحسية والعاطفية ويؤدي تطورها إلى ظهور حكم عائلي يتسم بالإستبداد والقبضة الحديدية .

علما أن غيرة العشاق جميلة ولكن هنالك خلط في المفاهيم على المستوى الشرقي , إذ أن الغيرة لا تصبح غيرة بقدر ما تصبح معيار غير متوازن يكيل به الرجل الشرقي بمكيالين , واحد لنفسه والثاني لعائلته ويفرض على بناته قوانين صارمة ويقلل من نسبة رغبتهن بالحياة وتزداد أمراض الإكتئاب النفسي الداخلية المنشأ للبنات الشرقيات بعد سن البلوغ نتيجة لغيرة إخوانهن وآبائهن عليهن , في الوقت الذي يفقد به الرجل الشرقي بكارته وغيرته مع معشوقته, ويقوم بتمثيل أدوار حب ورومنسية تافهة يدعيها لنفسه وسرعان ما يسقط قناعه المزيف عن وجهه عندما تطلب منه محبوبته تمثيل حقيقي لقصة حبهم , فيرفض الزواج من إمرأة حدثته وعشقته ويصبح الرجل الشرقي تافها بنظر معشوقته بل ويعمم عليها عند كل أصدقاءه ويصفها بأنها قحبة تعشق وتحب وتستمتع بالرقص معه في غرق مظلمة وبهذا تكون مكافأة الفتاة الشرقية سمعة عاطلة بسبب غيرة الرجل الشرقي .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس
- غياب التنظيم الأسري بيئة مناسبة لإستبداد الحكام العرب بالعرب
- الكساد الإجتماعي العربي
- الإستعمار الغربي أفضل من الإستقلال الشرقي
- المثقف الناجح في الدول العربية
- حين ينزل فرسان التغيير عن خيولهم بخمسين دينار
- نداء إلى كل الأردنيين الشرفاء:من أجل إعمار البيت الأردني.
- مقترح سياسي جديد على الأرض الأردنية : الحزب بدل العشيرة .
- طغيان الكتاب الواحد
- الرقابة الإجتماعية على الكاتب والكتاب في الوطن العربي : كتاب ...
- الأردنييون لا يقرؤن


المزيد.....




- شو صار عند الدكتور يالولو.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 على ...
- كاميرا مراقبة توثق لحظة مروعة لدهس امرأة وطفلتها في أمريكا.. ...
- الأونروا: العدوان على غزة مستمر كحرب على النساء
- “قدم الآن” رابط التسجيل في منحة الزواج 1445 والشروط المطلوبة ...
- -واحدة من أغلى الصفقات في لندن-.. شيخ قطري يبيع قصره لفرد من ...
- مصر.. فيديو اقتحام واعتداء على امرأة وزوجها والداخلية ترد
- دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالخرف والرجال أكثر عرضة للإ ...
- السويد- رجل وامرأة يحرقان نسخة من القرآن قبيل انطلاق -يوروفي ...
- اغتصاب واتجار وتخدير.. قصة اصطياد عصابة -تيك توك- للأطفال في ...
- استقبل الآن… أحدث تردد قنوات الاطفال 2024 على القمر الصناعي ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جهاد علاونه - غيرة الرجل الشرقي