أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم














المزيد.....

أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأخيراً عفا سيادة الرئيس البشير عن المُدَرِسَةْ البريطانية التي – سمحت – لأطفال مدرسة بتسمية دمية بإسم رمز ديني إسلامي . القرار الذي أثلج صدورنا وبيض وجوهنا وحَسّنَ من سمعتنا أمام الغربيين – الكفار - وغير المسلمين!

المشكلة أن التناغم الحضاري بين الشرق والغرب يكاد أن يكون معدوماً في ظل التطور الحضاري الغربي والتراجع الحضاري الشرقي. فالنظرة الغربية للمفاهيم الدينية تختلف عن تلك النظرة الشرق أوسطية بشكل معاكس تماماً. كما أن المفاهيم الدينية الغربية والنظرة إلى التدين والتطرف تختلف هي الأخرى عن تلك السائدة في الدول الشرق أوسطية.

في بلد كالسودان ، كل ما يعرفه العالم الغربي هو ان في السودان مشكلة إنسانية أشتهرت بفعل الإعلام الغربي والتصرف الرسمي السوداني اللامسؤول أسمها دارفور. ويكاد أغلب الغربيين يصنفون السودان بكونها دولة أفريقية وليست عربية ، وفي الواقع أن رجل الشارع الغربي لا يعير أهتماماً كون السودان دولة أسلامية أو غيرها أنما يعرفها – إن حدث – بأنها دولة أفريقية لا أكثر.

في دولة عربية وإسلامية كالسودان ، تهان مُدَرِسَةٌ بريطانية لأنها سمحت لأطفال مدرسة سودانية طلابها سودانيون مسلمون بإطلاق أسم رمز ديني عليها ، ولم يفكر المسؤولون السودانيون بمعاقبة الطلبة الذين هم بالأساس مسلمون ولا عوائلهم المسؤولة عن تعليمهم أصول الدين قبل المدرسة.

القانون السوداني وكل المسؤولين التربويين والأمنيين السودانيين ، لم يفكروا كيف يتأنى لمُدَرِسَة بريطانية أن تهين الدين الإسلامي في العمق السوداني ويبدو أن فرصة قد سنحت لهم للدفاع عن الدين وحمايته من محاولات إهانته من قبل غير المسلمين! فعاقبوها بالسجن لمدة خمسة عشر يوماً رداً للإعتبار وحفظاً لكرامة الدين الحنيف.

ويتدخل أثنان من أعضاء مجلس النواب البريطاني من خلفية إسلامية لدى - سيادة الرئيس - فيتنازل حضرته ويعفو عنها لتعود إلى عائلتها ووطنها بفضل من إلتفاتة كريمة من رئيس عربي مسلم ومؤمن!

أسئلة كثيرة بحاجة إلى أجوبة:

• هل هنالك حاجة فعلية لإستقدام مدرسين من خارج السودان للتعليم في المدارس السودانية في حين يتم تهجير المدرسين السودانيين إلى خارج السودان بسبب من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوداني بفضل حكم – قائد ضرورة آخر - له؟
• تعاني أكثر الدول العربية من ممارسات مشابهة لممارسات النظام السوداني فلماذا لا يتم السماح للمدرسين العرب – المسلمين – من التعليم في السودان ؟
• هل فعلاً يعتقد النظام السوداني أن المدرسة البريطانية كانت تقصد إهانة الدين الإسلامي وفق منظورها الثقافي والحضاري الغربي؟
• هل فَكَّر سيادة الرئيس – المعتق - قبل توقيعه قرار الإدانة في أن عقوبة إهانة الرمز الديني يجب أن لا تقل عن الإعدام وفق المفاهيم والعقائد السائدة في دولة – متطورة – مثل السودان وليس الحكم بالسجن لمدة خمسة عشر يوماًً فقط أم تراه كان يغازل الغرب بتصرفه هذا؟
• هل يعلم سيادة الرئيس – المؤمن – بأن الدين الإسلامي الحنيف يهان ملايين المرات يومياً ليس في كل الغربية أو الدول العربية والإسلامية فقط أنما في السودان أيضاً ؟
• هل يعلم سيادة – البشير المبشر - أن ممارسات الأنظمة الإسلامية والعربية وقوانينها فيها ما يتعارض مع المبادئ الإسلامية الكثير مما يستدعي – حبس – الرؤساء لسنين طويلة عقاباً على تلك ممارساتهم التي لا تنسجم مع القوانين الدينية التي تعتمدها دولهم؟
• هل فكر الرئيس – المبشر – أن الحكم على المسيئين للدين الإسلامي يجب أن ينفذ – بصرامة - وأن العفو عن المسيئين للدين الإسلامي ليس من صلاحيته كرئيس دولة مدنية إلا إذا صدرت فتوى في ذلك؟
• هل فكر السيد الرئيس ان قرار الإدانة والإعفاء قد وضعه – ووضعنا – في موقف محرج ومخجل في المهجر الغربي الذي يضم الملايين من العرب والمسلمين والسودانيين؟

سيادة الرئيس: شكراً لكم ، انكم تسمحون لنا من خلال ممارساتكم أن نقول فيكم ما تستحقون.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن : واحة أمان بدون حدود
- مقترح قانون تقاعد السياسيين العراقيين
- وداعاً جوني ، أهلاً كيفن
- تشرينيات
- تركة ثقيلة
- حذار من العراقيين
- لقاء ودموع في حفلة زواج
- خيبة أمل
- لماذا يراد للمدى أن تفقد مداها؟
- نَحْنُ وَهُمْ
- جثث مجهولة الهوية
- الى الوراء در
- ميثاق البطاط !
- مَنْ يجتَثُ مَنْ
- مهزلة بإمتياز
- شذى حسون - سفيرة للنوايا الحسنة
- الشيعة – صينيوا الأصل
- الشهيد – صدام حسين - !
- السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالد ...
- طراطير


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم