أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - رسالة القدس للوفد الفلسطيني















المزيد.....

رسالة القدس للوفد الفلسطيني


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 10:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

بالاتفاقية أو البندقية قادمون ياقدس

لم تعد مجرد أمنية, ولا ضربا من الخيال والمستحيل, بل هي رحلة زحف معمدة بدماء مئات آلاف الشهداء, وملايين الجرحى والأسرى,هي رحلة العودة بالنضال العسكري والنضال السياسي,فلم تهن عزائم الثوار المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس,بالأمس القريب,كان من المحرمات مجرد الحديث عن استعادة الأقصى المغتصب, ولقد اعتقد بعض منا إن مجرد التفكير بالزحف صوب القدس, إنما هو عبث ومضيعة للوقت ومحض جنون.

حتى بات واضحا للعيان أن الغاصب الذي يكابر حتى وقتنا هذا,معتمدا على فلسفة القوة الدموية, ولغة المجزرة, ومعاول العقوبات الجماعية من اجل طمس الثوابت وتغيير القناعات, وبعد أن اكتشف لهم استحالة الاحتفاظ بحقوقنا المغتصبة إلى مالا نهاية مهما كلف الثمن,ومهما قصر أو طال الزمن, فباتوا على استحياء يتحدثون في أعلى مستوياتهم القيادية,عن إمكانية قبول الحلو الوسطية,لعودة القدس الشرقية وتحرير الأقصى, وذلك وفق محادثات ثنائية, فحتى لو كان ذلك محاولة جديدة للمماطلة والخداع, وما هو بجديد علينا تلك المحاولات ونفسنا طال وطال حتى طال كل مخزونات صبرهم النافذة,إلا أن ثوابتهم الأيدلوجية الصهيونية بالباطل تحطمت على صخرة الثابت الفلسطيني,الذي لايحيد عن مقدساته قيد أنملة, ولا يفرط أو يساوم على ثوابته مهما ارتفعت ضريبة الدم, مع استعداده لتقديم المزيد من التضحيات فداء لتلك الثوابت والمقدسات.

قد يرى البعض إن تلك التصريحات والتوجهات الصهيونية,بإمكانية إعادة الجزء الأكبر من الحق الفلسطيني,هي مجرد عروض لاترقى إلى مستوى مصداقية التنفيذ العملي, إلا أن ذلك الإقرار بحد ذاته نصر للدم الفلسطيني, نصر للكف الفلسطينية التي قارعت المخرز الصهيوني,فمجرد العرض والإمكانية لإسقاط ثوابت فكرية صهيونية, لهو نقطة اختراق تُسجل لصالح تاريخ النضال الفلسطيني على كافة الجبهات.

بالبندقية عائدون ياقدس, وكذلك إذا أرادوا بغصن الزيتون, فيتردد في هذا الزمن في أعلى مراتب السلم القيادي الصهيوني, واعتى أوساط التطرف اليهودي, إمكانية الموافقة على إعادة أراضى القدس الشرقية التي احتلت في الرابع من حزيران 67 وتم ضمها إلى الكيان في الثمانينات, مع الخلاف على جزئية الحي اليهودي القديم وبعض المغتصبات, والحديث يدور عن قدس شرقية عاصمة لدولة فلسطينية عتيدة, فحتى لو نكص الصهاينة عن استجابتهم لنداءات المجتمع الدولي, وأغمضوا عيونهم عن الإصرار الفلسطيني, والذي يتوج رصيد البندقية بهجوم السلام , فمجرد الإقرار والحوار, لهو نصر للدم الفلسطيني, نصر للمفاوض الفلسطيني, نصر للدبلوماسية الفلسطينية, فمعناه فرط للعقد الأحلام الصهيونية البائدة, وشطب من خارطة السيكولوجية الصهيونية العدوانية, فهو اختراق نفسي كبير, له من تداعيات الانهيار, مايمكن استثماره من القيادة الفلسطينية,سواء بالاتفاقية أو البندقية.

يتوجه غدا وفدنا القيادي الفلسطيني, ليتصدر المشهد, وليعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة أولويات العالم, الذي يسخر كل إعلامه وكادره السياسي لقراءة ذلك المشهد السياسي الدولي, كمنعطف له من الخاصيات مالم تتوفر في أي من مراحل الحروب أو التسويات على مدار عمر الاحتلال, بل يتجاوز العالم إمكانية المراقبة,إلى حد المشاركة من اجل المساهمة في تسوية اخطر وأطول صراع في التاريخ, وبالعودة لقرارات الشرعية الدولية أو على الأقل لروحها, نعتقد أن المجتمع الدولي بحدوده الدنيا, سوف يناصر الحق الفلسطيني, ويشدد على متطلبات الأمن للكيان الصهيوني.

ومهما حاول البعض بخطابه الهستيري العبثي, أن يشكك في نوايا وفدنا وقيادتنا الفلسطينية, فعبثا سيحصد التراب, لان الوفد الفلسطيني, سيذهب للمؤتمر وبيده غصن الزيتون, والأخرى بندقية مهما شكك وزايد المزايدون,وكم حاول الأعداء جلبنا إلى مربع الحوار بغصن زيتون دون بندقية, باءت محاولاتهم الالتفافية بالفشل الذريعة, وفور تكشف المؤامرة تهب ثورات الغضب الفلسطيني الدامي, في وجه الاحتلال المتغطرس, لتسقط كل مشاريعه التي لا تتضمن نية صادقة لإعادة الحق المغتصب.

يذهب وفدنا الفلسطيني المُفدى, وعلى رأسه بل درة تاجه, الرجل الصادق, الذي بايعناه كخير خلف لخير سلف, وهو يعلم أن الشعب الفلسطيني في شتى بقاع المعمورة, يوليه الثقة الكاملة, من اجل خوض غمار المعترك السياسي في الحلبة الدولية, بما يدعمه ووفده على استعادة الحقوق الفلسطينية السليبة, وفي مقدمتها القدس عاصمة أبدية ووحيدة للدولة الفلسطينية العتيدة.

قلوبنا وعقولنا وأنظارنا شاخصة, مُبارِكة الاستعدادات الفلسطينية, لشحذ اهمم السياسية من عرين الدعم الشعبي الفلسطيني, بأصول الحق الموثق بقرارات الشرعية الدولية, في ذلك الملعب السياسي, نقول للقيادة والمفاوض الفلسطيني, أنت القوي,,أنت صاحب الحق,,أنت من تملك صناعة الفرص, وان كان هذا المؤتمر فرصة تاريخية نادرة, فهي فرصة المحتل المكابر بالدرجة الأولى, والذي يصر على الاحتفاظ بما لايملك من حقوقنا, الكرة في ملعبك أيها المفاوض الفلسطيني المبارك, فعليك بإدارتها على أحسن حال بعناية فائقة قبل تسديدها,, لا مجال للتنازلات عن ثوابتنا المغتصبة, فخصمك الصهيوني, هو القادم بتلك التنازلات , وأنت أيها المفاوض البطل, مفوض من شعب يزيد عدده وتعداده على الإحدى عشر مليون فلسطيني متناثرين في شتى بقاع المعمورة بفعل الاحتلال الغاشم, لترسم لهم من جديد حدود الثوابت غير ناقصة, والعمل باستماتة على استعادتها, وثق أيها المفاوض الفلسطيني, أن خصمك الصهيوني هو المحتاج للسلام مثلك بل أكثر منك, فمائة عام ونيف من صراعنا مع الصهيونية العالمية, ما نالوا من عزائمنا ولا إرادتنا ولا إصرارنا على النصر ولو قيراطا, ستون عاما ونيف من الاحتلال الصهيوني الدموي, التهجير والأسر والمجزرة والتنكيل, والحصار والعقوبات الجماعية, ما نالوا من إيماننا بالنصر مثقال ذرة, ولا كسرت إرادة المقاومة فينا.

فأنت, أنت أيها المفاوض الفلسطيني الأقوى, أنت الحق وهم الباطل, فكن عنيدا عند ثوابتك, وكن واثقا بالنصر وانتزاع الحق, وليشعر نِدك في المعترك السياسي باليأس,من أي محاولات لزحزحتك كالجبال عن أي من الثوابت, وفي مقدمتها حق العودة والقدس الشريف,, ليكن مثلك الأعلى أيها المفاوض,, ذلك الأسد الرابض في عرينه,, الحاضر فينا,, ذلك الفارس الكنعاني المُفدى,, شمس الشهداء,, وسيد الأحرار,,, ياسر أبو عمار.

نقول مهما كانت الظروف والمعطيات, وما تخللها من تغيرات وتقلبات, فلم يذهب الطرف الصهيوني إلى المؤتمر,انطلاقا من قوة, لان الإستراتيجية الأمريكية التي ينه ل منها ذلك الربيب الصهيوني, تقول من يمتلك القوة فلا حاجة له بسياسة خارجية , ولا اتفاقيات ولا تسويات, وهذا يعني أنهم فشلوا كما تدعي إستراتيجيتهم بفرض الوقائع الاحتلالية بفلسفة القوة , فكسرت العصا, وما نفعت الجزرة, فالكيان الإسرائيلي اليوم يذهب وقد استنفذ استخدام كل أدوات البطش والطمس والتهويد, فوجد نفسه يدور كثور الساقية في دائرة مفرغة.

فما زلت أيها المفاوض الفلسطيني تملك كل أدوات القوة, سواء المبتذل منها بقرارات الشرعية الدولية, أو المهتريء منها بالحاضنة العربية, وأهمها الصمود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية, والتفاف الجماهير حول قيادتها الشرعية في معترك البندقية والاتفاقية كذلك على بركة الله,.

كل تلك التغيرات والتحولات تنبئ بان القدس أولى الثوابت, باتت بإذن الله على مرمى حجر, حتى وان لم يكلل مؤتمر انا بوليس بتحقيق كامل الأهداف المتوقعة,, فإننا ياقدس عائدون,, زاحفون ويتقدمنا شمس الشهداء, الأسد المرابط في عرينه مسجيا, قابضا على العهد والوعد,, اللقائد الرمز الخالد ياسر عرفات,, قادمون ياقدس بالاتفاقية أو البندقية, فعهدا هو عهد الثوار الأحرار,, قادمون فاستبشري يا أجمل عرائس الوجود,, عائدون يتقدمنا موكب الضريح المبارك,, موكب من صدق ماعاهد الله عليه,, وأجراس العودة تقرع, ومكبرات المآذن تصدح مكبرة بوعد من لايخلف وعده,, عائدون,, قادمون,, من غزة,, من اليرموك,,من عين الحلوة ونهر البارد,, من الضفة الشرقية,, من أوروبا,, من أمريكيا اللاتينية من شتى بقاع المعمورة زاحفين ياقدس,, في موكب الضريح العظيم,عن يمينه ويساره باقة من الأشبال والزهرات, متوجين بأكاليل الزهور كالملائكة تحيط بإمامة الضريح,,, إلى قلب القدس والى كل شبر على أرضنا الفلسطينية في الضفة الغربية.

عائدون إن الله لا يخلف وعده



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟
- الاحتباس السياسي صناعة أمريكية
- في الليلة الظلماء,,,أَقْبِِلْ أبا عمار
- تصور افتراضي لمخطط اجتياح إسرائيلي وخيارات المواجهة؟؟
- الرهان السياسي ومصير المقاومة؟؟
- رسالتنا للقيادة السورية
- ((لماذا الانقلاب في غزة وليس في الضفة))؟؟!!
- وكالة الغوث وخطة التعلم الذاتي تطوير أم تدمير ؟؟!!
- الدراما السورية تجتاح الكيان الفلسطيني
- كلمة في أُذن الدكتور سعدي الكرنز
- فلسطين بيتنا وإسرائيل بيتهم
- أنا بوليس الشرق الأوسط؟!
- ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A
- المجد للمقاومة والعار للمساومة
- حديث الناس للرئيس محمود عباس
- مصداقية التهديد السوري على المحك
- ساعة الصفر وخريف السلام


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - رسالة القدس للوفد الفلسطيني