أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - أشلاء بؤرة العشاق للروائي أحمد حميدة















المزيد.....

أشلاء بؤرة العشاق للروائي أحمد حميدة


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 08:28
المحور: الادب والفن
    



"نبض الأماني والشهوات في حياة الهامش"

في روايته الثالثة.أشلاء بؤرة العشاق وبعد مشاوير عديدة مع القصة القصيرة، يواصل الكاتب السكندري أحمد حميدة النبش المعمق في كوامن النفوس الصائمة على أشواقها، والقابعة في النطاق البعيد عن سكان البحر، أسياد المدينة اللاهية العابثة السادرة في غيها، والتي ترى في كائنات المدارات البعيدة عبيداً يقومون على خدمتها، فلا بأس من ابتزازهم حتى تأخذ الرفاهية أبعادها المنشودة،لا يتوقفون ولو للحظة عند ما يمور في صدور العبيد من أشواق وعواطف ساكنة في أصدافها تتوهج في عتمة بعيدة، وتضيء عند الاحكتاك بوهج صاعق لا يرعوي، ولا يأخذ بالمعايير، طاقته في براءته وتوحشه البكر المعبأ بالرغبة العارمة في حياة حقيقية، يتصيد فرصة شبع مفقودة في بيئتهم الجافة، وكأن قدرهم أن يعيشوا الحياة بوجهين.وجه يملك الفرجة وما تولده من حسرة وردود أفعال غاضبة حاقدة، ووجه آخر يتعامل مع المناخ الذي يحفظ البقاء والتناسل والتأكيد على صيرورة الوجود على الأرض..
ولأن الحياة في الهوامش مبرأة من عوامل الترف، وفاقدة لشروط الحد الأدنى للكفاية, فإن الإمكانية الوحيدة المتاحة هي اندفاع الغرائز بدءاً من جنون ضربة النبوت على أم الرأس, وانتهاءً بالغوص في بئر الغرائز الجنسية المدفونة في شغاف الحلم, الذي يأتي في هدأة ليل أو يعبر خاطفاً في حلم يقظة، ولأن الليل غطاءً رحيماً للأجساد المكدودة من تعب النهار فلا يأتي بغير رحمة الشخير تخلص الأبدان من لعنة البحث عن الرزق فلا يتبقى غير أحلام اليقظة, وكأن الحياة في تلك الهوامش حلم يقظة على مدار الوقت..
هكذا يأخذنا الراوي/ المؤلف إلى كوابيس الحياة, لاعباً ماهراً، يقبض على خيط رهيف يجعل من الواقع حلماً ومن المتخيل واقعاً. تندمج لديه الرؤية بالواقع، في حكاية لاهثة كما هي الحياة في حي الفولي المحصور بين خط السكة الحديد، وفضاء أرض الفولي الشاسع الذي أهم معالمه مكب النفايات وكوم الزبالة الذي ينمو باضطراد يفوق معدل زيادة السكان، فهو يجمع بالإضافة إلى زبالة الحي فضلات الأحياء البعيدة في ظل غياب الرقابة التي جعلت من كوم الزبالة كياناً خارجاً عن القانون, يسوغ هواية صبيان الحي في النبش أملاً في العثور على لُقية بعد أن عثر أحدهم على خاتم ذهب بات حلم الصبيان..
وفي حي الفولي تلعب الصفات الشخصية العامل الأبرز في الحضور وفرض الذات في مجتمع يتشكل أساساً من أصحاب المهن الدنيا، وصغار الموظفين، والعمال السريحة، وصغار التجار، والخادمات في بيوت الأسياد، والنواطير والحراس والعاطلين والمدمنين..وأم ريدة الجميلة الممتلئة المغناج ذات البشرة الرخامية والعيون الواسعة المكحولة على سحر خاص يبعث الشهوات من مراقدها, لها قدرة إطلاق سهامها إلى الرجل ولا ترضى بأقل من إصابة في مقتل, على مرأى وسمع زوجها سيد البخلاء بخيت الكواء/ السمسار أول ضحاياها إذ يتحول إلى قواد متواطئ بعد أن زرعت فيه وهم العجز عن ري جسدها المتطلب دفقاً استثنائياً لا توفره مياهه الغائضة في قرار سحيق..
وبخيت المكابر، يدرك شهوات الآخرين نحو زوجته، ولا يبالي ظناً منه أنها في النهاية ملكه "هي لي وحدي..دعهم يقذفون سمومهم في ملابسهم..اتركها تشعل فيهم الفقر والجنون والحقد المرتد إليهم..كل ما يقال عنها كذب رجال مشتهون، ونساء قبيحات.." لا يقبل عقله أن تقوم زوجته بفعل مشين مبرراً لنفسه وعلى غير قناعة فعل الخيانة. لكن عيون أهل الحي مراقبة نافذة، ترصد قدها الريان عند الذهاب إلى السوق، وترى كم هي مجهدة مدعوكة عند العودة، ما يؤكد حدسهم وتصديقهم لما رواه أحد أولاد الغجر عن ضبطها بصحبة صاحب التاكسي، الشاب الحليوة ماجد الذي يسكن كليوباترا، ما يدفع بخيت إلى إعلان صداقته لماجد بدعوى أنه يبحث عن شقة ويفتح له بيته نكاية بمن يتقولون..ويضحك في سره لأن ما تجلبه أم ريدة من السوق يفوق مصروف البيت.."من يضحك على من..؟!"
أم ريدة تختفي فجأة.
تخرج إلى السوق ولا تعود. تاركة خمسة أولاد.يحملون ملامحها ولا يشبهون بخيت..وتصبح المرأة اللعوب حكاية شغلت الحي فترة, وترسبت في صدور أولادها الذين مازالوا ينتظرون عودتها..لكنها تعود بالتقسيط..وتعود معها فصول الحكاية من جديد، وقد فتحت الترابيس التي طالما أغلقتها لتعزل غرفة النوم عن الصالة، وتعزل الصالة عن حجرة الأولاد، وتعزل حتى دورة المياه عن الشقة إذا دعت الضرورة، بعد أن تقتل الطاقة الدافقة في بخيت مع كوب اللبن المحلى بقرص المخدر الذي يأخذه إلى ذروة النوم، مع صياح ديك الفجر ليصحو بعد العاشرة صباحاً خجلاً من ضياع قوته وقصوره عن عبورها،وإطفاء جسدها الغائر الراغب هارباً من تقريعها ووصفها له كصرصار انقلب على قفاه بعد جرعة مخدر..لا يعرف أن جسدها الريان قد ارتوى من غيره حتى الشبع والامتلاء، فالعشاق يعرفون الدرب إليها تلصصاً قبل أن تدب الحياة في أزقة الحي.فيما يختلط لهاثها وصياح جسدها بصوت الغسالة وصرير صنبور الماء المفتوح على مداه..
"مفارقة سوداء يلعب فيها صوت الغسالة والماء دور المتواطئ على رجس الشهوات النجسة"
في كوم الزبالة نبش الأطفال فعثروا على ساق امرأة زحف إليها العفن ولكن لم يخف بياضها ونعومتها..انطلقوا بالخبر فهرول أهل الحي كل يحمل هواجسه, فهذا هو إبراهيم هريدي مشغول الدماغ بقلب مبهم، وفرغل العجوز متوجس القلب بأسى الخائف, ومحمد دواجن مطلوق البدن كمن تحرر من خطر مؤرق طالما أفزعه.أما بخيت فيتقدم بوجل يداري وجعاً انتابه.يتراجع مبهوت الرأس وقد لمح ندبه ببطن الساق ألجمت لسانه.فيما الناس يواصلون النبش على أمل العثور على بقية الجسد، لكن هريدي يتحسس عبث المحاولة ينبه الناس:
"لا فائدة من تقليب الزبالة..العفن موجود بالداخل"
أي داخل يا ترى..داخل المجتمع الذي لا يرحم، أم داخل النفوس التي شوهتها الشهوات المحرمة، أم داخل كوم الزبالة الذي يرمز بصورة مقلوبة لشرائح الناس في المدينة، وما القمامة إلا الوجه المقزز لأفعال البشر..؟!
وها هو برعي يستنكر غياب الرقابة, ويفزع من عودة أم ريدة بهذه الطريقة "منذ رحيل فتوح حلي لها المشاوير البعيدة واصطياد البشر" وأم ريدة لم تخش رجلاً مثل خوفها من فتوح الذي قيد خطواتها، ورصد عليها خطواتها وإشارات ضحكاتها..وهو الفتوة العاطل المدمن المسطول يفرغ شبقه فيها عنوة أو رغبة فيشبعها..لا تحبه ولكنه يعطيها الأمان، يسافر إلى الخليج وراء حلم العودة بالنقود حتى تضحك له ولها الحياة.غيابه فتح لها عتبات الانطلاق خارج الحي لتطل على نوافذ الحياة، عابثة صائدة.ترى ما لم تره في ظل فتوح..تصطاد الشاب ماجد الجميل العفي وحيد أمه وأبيه الموظف المحترم الذي ترك له معاشاً يصرف منه واشترى سيارة يأكل من خيرها بدلاً من انتظار خطاب القوى العاملة. سيارته بيته الطائر المتنقل، وإرثه سيرة أبيه العطرة، وتقاليد الأسرة المستورة المحترمة المشهود لها بالإخلاص والأخلاق الحميدة..
أم ريدة مازالت ساكنة في رجال ونساء حي الفولي، النساء مقهورات على الجفاف وذهاب العافية، والالتزام بالأولاد، والهلع من تقويض دعائم البيت الذي بعده الجحيم..والجحيم على بعد خطوات قد يقطعها الرجال إلى حضن أم ريدة..فلا تملك الواحدة منهن غير الحسرة والغل ومضغ الحكايات والمكائد، ومراوغة الأزواج ببقايا عافية تارة، وشواظ نظرات الشك والريبة تارة أخرى، والاستقواء بالأولاد تارة ثالثة.
أما الرجال فما زالوا لعبة أم ريدة، تتسلى بهم على هواها وتلعب معهم في الوقت الضائع، تشعل فيهم دبيب الرغبة حتى انفجار الشبق، وتنمي لديهم حاسة الشم البوهيمية التي تحول أجسادهم إلى خرق مبلولة بعرق الرجفة، والقذف على ذواتهم المهزومة، حتى يرفعون رايات الاستسلام، تأخذ منهم الرايات وتخبئها في صندوقها الصغير الذي تحتفظ به تحت سرير نومها مع بقايا الأحذية والخرق البالية، والأتربة الزاحفة والروائح المحرمة.وفي أوقات راحتها تركب رعونتها..تتجمل وتتفقد جسدها البديع شبه عارية، تستعرض لذائذها. تزحف على أربع، تخرج الصندوق من عتمته، تنفض ما علق عليه من غبار.وتستعيد عشاقها باستمتاع المنتقم على إيقاعات نبض ساقيها العامرين، ورجرجة ثديان يجيدا لعبة الانفلات من حضن السوتيان العاجز عن حصارهما.في الصندوق شال فرغل المطرز مهترئ الحواف وعقد زوجة برعي الكريستال، ورسائل الشاب الشاعر الهيمان الذي ينتظر في حضن أمه وظيفة القوى العاملة، وصورة لإبراهيم هريدي وأخرى لشلبي الغجري خلف كبائن شاطئ جليم، وثالثة لأخته سمر لاهثة فاتحة ساقيها تدعو من يريد العبور، وعقد دكان محمد دواجن موثقاً باسم زوجته رتيبة عوض سليمان، وعندما تطل عليها صورة فتوح المسطول تشهق وكأنها الخائفة، وتستنيم للذكرى بثني الساق واضعة كف قدمها بين الفخذين بشرود وخنق شفة، تضع فتوح فوق الثديين وراء السوتيان وتدخل معه رحلة عبور.. وتستحضر اللحظة في ذروة تجلياتها، كما يرصدها أحمد حميدة برهافة "أم ريدة تحبس عشاقها الذين نالوها والذين عجزوا عنها، الحاضر منهم والغائب"
تغيب المرأة لتعود مع ساق أخرى ذات أظافر مطلية بطلاء أحمر محشورة في كيس وضع خفية في ميكروباص، كان من بين ركابه برعي العجوز المتصابي الذي طالما قارن جسد زوجته "عود القصب العجوز الذي نخره السوس مع جسد أم ريدة مثل الخص الطري الذي يريح الروح " تلك أم ريدة التي سحبته إلى بيتها ولاوعته حتى راوغ لسانه نصفها السفلي فأبعدته بدلال المرأة التي تضبط التوقيت:
- غداً أعد نفسي لك..ليس الآن.
فلا يجد سبيلاً غير إخماد لهيبه في زوجته المتصابية، والتي قامت عن غسيلها فرحة بطلبه المفاجئ متمثلة لأمره..
- الآن وقبل صلاة الظهر..
***
لم يثر اهتمام الزبال الذراع النافرة من كوم الزبالة، ولا طلاء الأظافر الأحمر الذي مازال عالقاً، انصب اهتمامه بسحب الدبلة الذهب من الأصبع المتورم حولها، فراح يعالج اللحم بموس صغير فصل عقلة الإصبع، ونسل اللحم من حول الدبلة، لفها بورقة دسها في جيبه تاركاً صبي يبول على كوم الزبالة يرش الذراع بماء مثانته..ويهرب مولولاً ليعود والناس في إثره. ما يثير عجب محمد دواجن الذي قذف مخلفات دكانه على الزبالة، ولم يشاهد الذراع التي كانت يوماً سبباً لمقاطعة زوجته له ومنعها أولاده من مساعدته في الدكان، بعد أن أشعلت أم ريدة شبقه وجعلته لا يذوق الارتواء مع لحمة الحلال..ولكن الزوجة تأخذ مباهاة بخيت بزوجته التي تطبخ الدجاج يومياً، فتربط الأمر ببخل الكواء وخسائر محل زوجها، معللاً ذلك بموت الدجاج، فضربت حوله حصاراً حتى ضبطته خارجاً من عند أم ريدة..ولم تصدق أنه لم ينلها وخرج مهزوماً وقد فقد عقد الدكان، وقذف سموم شبقة اثر ملامسة لحم ذراعها البض.. "كم كان غريراً لم يتحمل مع اللعوب غلوة سقط أثرها بالضربة القاضية"..وها هو يعود من كوم الزبالة وقد شعر ببعض راحة كعصفور فتح عليه باب القفص فأخذ يختبر فضاء الحرية والقدرة على الطيران..
أين شالك يا زوجي العزيز؟
أين شالك يا أبي؟
ويعرف فرغل أن شاله مأسور في صندوق أم ريدة، شاهد على رجولة دخلت الاختبار وسقطت سقوطاً مريعاً في حبائل امرأة جردته عارياً، فيما ابنه يختبئ تحت سريرها.
كابوس ما حدث أو زلزال..
أن تُهرِّب الملعونة الابن في العتمة، ثم تحبس الأب في دورة المياه..سقطة لم يقم بعدها حاملاً نبوته متصدراً المعارك، لم يشد وجهه الجاف على جهامه الجنوبي الأصيل المرهوب الذي لا يساوم..ها هو يلوذ ببيته وزوجته وأولاده، يراقب الحقد الذي يمور في صدر ولده المطرود من دنياه، والمهزوم حتى في حلمه.
وها هو اللص بيوض ينشغل عن جيوب الناس في القطار، أملاً في سرقة الكيس الموجود على الرف، الذي ربما غفل عنه صاحبه ونزل في أحد المحطات, وفي المحطة الأخيرة يحمله مدعياً أنه يخصه، فيجد ذراعاً ذات أظافر مطلية بالأحمر مفصولة عن جسدها..
ها هي ذراع أم ريدة الثانية..فهل يتنفس فرغل الصعداء ويقترب أكثر من يقين غياب من مرغته يوماً، وسلبته شاله المطرز الذي عاد به من الخليج وأصبح علامة وقار تميزه.
***
كلما غابت تعود..
فتوح لم يقدر على الغربة يعود.ليجد زوجته قد هجرته ورحلت مع أولادها إلى الفلاحين تاركة إياه مع الفقر والوحدة، يشم الجاز والغراء ورائحة الجوارب والبول ولا يصل رأسه إلى توهج المسطول, بعد أن رأى بأم عينيه الشاب الوسيم ماجد يتسلل من الباب الحديدي الموارب، ما يفجر فيه الحنين والإفاقة المرة بعد فوات الأوان..ففي غيابه دخلت المرأة طور العشق وأخذت تعلم عشيقها الشاب فنون امرأة مجربة، ترتوي لدرجة التوبة والامتثال فتهجر سلوك الغواني الصائدات، وتستر لحمها الثمين العزيز بثوب أبيض فضفاض، تهجر زينتها الرخيصة الصارخة، تأنف من معاشرة أمثال فتوح الغائب والذي كان في محطة القطار الذي تأخر عن ميعاده الصباحي تاركاً الناس في وساوسهم يتكاثرون وكأنهم شهود حالة على صرخة ماسح الأحذية عنترة.الفتوة التائب اللائذ مثل جرو في المحطة بعد أن ذاق ذل السجون..يطلق الصيحة بعد أن رأى الكيس معلقاً بحديدة الجرار في العربة الأخيرة
- حفيظ يارب..
جسد امرأة بلا ساقين ولا ذراعين..
هل اكتملت الحكاية..؟!
لم يظهر الرأس ولم يطل وجه أم ريدة الساحر الساخر، لم ير أحد ضوء عينيها ولا رصد أي من الناس حالة خوف أو ذعر أو أسف أو حتى استغاثة أو موجة عشق تطلب الحياة..
***
ما الذي يريده أحمد حميدة؟ وما السؤال الكامن خلف الرواية؟
بالقطع هو لم يفكر بتقديم جريمة قتل، فالرواية تشير بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل أن القتيلة هي أم ريدة، وأن القاتل ليس بعيداً عن مدار الحي..والكاتب لم يتوقف طويلاً عند بشاعة الموت..فقط عاد بالمرأة ليأخذ القص خطوة للأمام وخطوات للوراء في نسيج لولبي متداخل كما هي الحياة..
في تقديري أن الكاتب أراد استبطان عواطف ومشاعر وغرائز الناس الذي ينتمي إليهم في الأحياء الفقيرة والهامشية، فكان ابن التجربة بامتياز يحسد عليه، وصل إلى أعماق الحياة كما سبر أغوار الأماني والأحلام في ظل الفقد والحرمان والعسف، الذي يحاصر الناس في الهامش, مؤكداً إن هؤلاء هم الناس الأجدر بالحياة، بما يمتلكون من طاقات حقيقية وأن في دواخلهم كائنات متوثبة لاقتناص كل ما يترجم أشواقهم والخروج من دائرة الحصار بالذهاب إلى الحلم طالما هم لا يمتلكون الواقع, حتى وان دفعوا الثمن باهظاً أقله ارتباك الحياة عند الصحوة من غيبوبة الحلم, حتى وإن كان حلم يقظة

* أحمد حميدة: كاتب مصري يعيش في الاسكندرية, أصدر عدد من المجموعات القصصية, وثلاث روايات.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوزية مهران امرأة تقترف الوجد - مقاربة نقدية
- الوجوه الباهتة - مقاربة نقدية
- غزالة الموج
- من هنا وهناك- وقاربة نقدية
- من هنا وهناك
- الهدهد والديك الرومي
- مرآيا الأثير- قصة قصيرة
- امرأة في الحصار- قراءة في رواية بقايا امرأة للثاص باسل ناصر
- امرأفي الحصار- متابعة نقدية
- بحر رمادي غويط
- ثلاث عيون تيصرن كثيراً - قصة قصيرة
- في سيرة المنجد -قراءة في حرفة التنجيد اليدوي-
- سيرة المبروكة والعودة إلى بداية الحكاية
- جحش أبيض في سباق الخيول
- سيرة المبروكة والعودة إلى جذور الحكاية
- العشيرة
- هلال يحضن نجمة
- صورة المرأة في روايات الرجال
- الدموع والدخان وحفاف ماء العين
- جنة يضاريسها وعرة


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - أشلاء بؤرة العشاق للروائي أحمد حميدة