أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - عمار ديوب - من أجل دولة ديموقراطية علمانية















المزيد.....

من أجل دولة ديموقراطية علمانية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:56
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


يطرح الواقع الفلسطيني تأزماً مفتوحاً يعادل في خطورته تأزمات الواقع العربي برمتها ، ولكنه يأتي في القلب منها . فهي أرض عربية – فلسطين- أُحتلت من قبل استعمار استيطاني بربري وعبر مجازر بالجملة طالت الفلسطينيين وغير الفلسطينيين ، وعمل هذا الكيان على تشريع نفسه إنطلاقاً من بداية هذا القرن مستفيداً من ضعف مرتكزات المشروع الوحدوي العربي ومدعوماً من الامبرياليات العالمية بل هو هو مشروع هذه الامبرياليات من اجل إبقاء عالمنا العربي عالماً مجزءاً تابعاً مناطقياً في السياسة والاقتصاد والاجتماع.
الواقع الفلسطيني الحالي وبعد فشل حركة التحرر الخاصة فيه-منظمة التحرير الفلسطينية وحماس- وتحولها إلى مشروع حكم ذاتي بدون صلاحيات لم يحصد سوى المزيد من الاندحار والتشتت والتبعية للامبرياليات العالمية وتفتيتاً داخلياً وصل في أراضي ال67 إلى دولتين متقاتلتين في غزة والضفة الغربية المحتلتان . وبالتالي يشهد هذا الواقع تصدعاً لا محدوداً للحركات السياسية التي تقود الواقعية السياسية أو العقلانية السياسية البائسة . وتأكيد ثابتاً على أن حل الدولتين أمر غير ممكن ويأتي تدعيماً لدولة واحدة هي هي الدولة الصهيونية وسيبقى المر نفسه ما دامت المشاريع السياسية القائدة للمشروع السياسي الفلسطيني مشاريع طائفية أو دولتية . وهذا ما يطرح ضرورة الإقلاع عن أية أوهام حول حل الدولتين المتجاورتين أو الدولة ثنائية القومية . ويستدعي القول أن حل الدولة الواحدة هو الحل الضروري وذلك بعد تفكيك كل بُني في إطار الدولة الصهيونية ولخدمتها . فدولة واحدة احتمال ممكن ولكن خارج الصهيونية أو الطائفية أو المشروع السياسي البرجوازي الفلسطيني .
السؤال البديهي : هل يمكن بناء هذه الدولة في سياق فلسطيني ، طبعاً هذا غير ممكن . وبالتالي لا يمكن تصور هذا الحل خارج الحل العربي لمشكلة الاستعمار الصهيوني في فلسطين والاستعمار الأمريكي في العراق وبالضد من الأنظمة العربية التي تخدم وتؤبد تلك الاستعمارات بتأبيد نفسها أنظمةً مسيطرةً وناهبةً للشعوب العربية .
هذا يعني أن حل المسألة الفلسطينية يأتي ضمن حل مشكلات العالم العربي والتحول نحو مسائل الثورة الصناعية وتطوير الزراعة وتحديث الوعي بوعي علماني مدني وديمقراطي وبدور اقتصادي واجتماعي ووطني وقومي وازن للدولة العربية الواحدة واسترجاع أراضيها المغتصبة ومنها فلسطين إعتماداً على الطبقات الشعبية وتحديداً على الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وبتحالف واسع مع فئات اجتماعية أخرى متضررة من الشرط الامبريالي والصهيونية والرأسمالية التابعة في منطقتنا العربية ولها مصلحة في التخلص منها ..
هذا الطرح يتطلب تحديد المهمات المراد التصدي لها وقبل ذلك علينا التأكيد أن هذه المهمات لن تستطيع التصدي لها إلا القوى الماركسية العربية مع تحالفاتها نظراً للأسباب التي شرحناها أعلاه وبسبب الفشل المتكرر لكل أشكال البرجوازية في التصدي للمهام الملقاة على عاتقها على مدى قرنين من الزمن . ونحدد المهمات :
- مواجهة المشاريع الامبريالية والصهيونية في منطقتنا العربية واعتبارها الحاضنة التي ولدت منها رأسماليتنا المحلية التابعة.
- مواجهة الرأسمالية التابعة واعتبارها فئات تابعة للرأسماليات العالمية في تكوينها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وغير متبنية لا من قريب ولا من بعيد بحكم تكونها التاريخي المغلق والتابع إحداث التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بما يقلع بالأمة العربية إلى مصاف الدولة المدنية الحديثة.
- اعتبار تحقق العلمنة والديموقراطية والمواطنة والدستور الحديث من مهمات الماركسيين حصراً بعد أن انعدمت أية إمكانية أن تكون البرجوازية العربية طبقة مهيمنة وبالتالي برنامج الماركسيين الآن هو تحقق المهمات الديمقراطية وليس بناء الاشتراكية أو تدعيم سلطة الحكم الذاتي أو العمل مع الاتحاد الأوربي أو غير ذلك من المهمات غير العملية في تطور الصراع الفلسطيني وأما المهمات الاشتراكية فهي تأتي في سياق التحولات المستمرة وبعد تحقيق المهمات الديمقراطية بقيادة الماركسيين العرب .
- إعمال النقد المعرفي في النصوص التراثية بما ينفي كل ما لا يخدم قضايا الحاضر ويستدعي ما يخدم قضايا الحاضر شريطة الوضوح المنهجي الكافي الذي يؤكد أن معرفة الماضي تتم بكليته وبما هو قضية معرفة بالتحديد. والعمل على تفكيك بنية الوعي السائد الذي هو هو وعي المشروع السياسي المهزوم وخوض الصراعات من أجل نقلةٍ في الوعي والسياسة والاجتماع والاقتصاد نحو الحداثة والعلمنة والديموقراطية والمواطنة والمساواة الاجتماعية .
- إعمال النقد في البنى المعرفية الأوربية واعتبارها بنى خاصة بحقل معرفي أتى في سياق تطور البرجوازيات الأوربية . وبالتالي عدم نسخ تلك البنى ميكانيكياً وضرورة الاستغراب فيها كما يشير هشام غصيب ، أي استعادة مشروع النهضة والحداثة الأوربية بما هي ثورات متعددة والانطلاق منها كركيزة معرفية وإعادة إنتاجها نظرياً على أرضية واقعنا العربي المميز في وحدة العالم المعاصر .
- نقد الفكر الماركسي والدولة الاشتراكية المتحققة واعتبارهما شيئين منفصلين وكذلك نقد سيرورة تطور الحركة الشيوعية العربية والوصول إلى خلاصات نقدية منهجية ونظرية تؤدي إلى تطلع جديد نحو مشروع ماركسي عربي راهن.
انطلاقاً من المهمات السابقة ، ففي الشرط الفلسطيني الراهن يصبح من الضروري رفض كل إتفاقيات أوسلو وما نتج عنها من دويلات وكذلك العمل على تجديد الصراع الوجودي مع الدولة الصهيونية . وبالتالي العمل على مشروع فلسطيني واحد يجمع كل من فلسطيني ال48 وال67 وكذلك فلسطيني الشتات . هذا المشروع سيصطدم حتماً بالحركات السياسية الراهنة ، وهذا أمر طبيعي ومتوقع ، فهو ينطلق من وعلى أنقاضها وليس من استمراريتها . وبرأينا فقد أطلق التاريخ حكمه بزوالها . فهي لم تستطع قيادة المشروع الفلسطيني نحو الانتصار ولم تصل إلا إلى أمرين إثنين وهما ضد مصلحة الشعب الفلسطيني وبعكس الفيتناميين والجنوب إفريقيين والموزيمبابويين وهما :
- استمرارية الدولة الصهيونية والمساهمة بشرعنتها عالمياً عربياً .
- تشتيت الفلسطينيين بالجدل الفاسد . حول تأييد الحكم الذاتي أم رفضه وأخيراً تأييد حماس أم فتح أبو مازن ..
إذن لا بد من الخروج من العقلانية السياسية التي تأكد على أن الفلسطينيين لا بد أن يختاروا بين حماس أو أبو مازن . والحقيقة أن العقلانية السياسية الموضوعية تستدعي رفض الخيارين السابقين والعودة إلى جذور الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي . فالمشكلة بين المشروع القومي الديمقراطي العربي وبين المشروع الصهيوني ومن ورائه الامبرياليات العالمية . وبالتالي العمل على استعادة المشروع القومي الديمقراطي هي المهمة الراهنة وكذلك إعادة بناء المشروع الفلسطيني ضمن رؤية هذا الإطار وليس ضمن إطار فسلطنة الصراع أو قطريته وباعتبار ذلك من المهمات الديموقراطية للعرب.
وهذا ما يستدعي منا القول أن المشروع الفلسطيني يجب أن يَجبَّ القول بحل الدولتين أو الدولة ثنائية القومية . وان يتبنى الماركسيين الفلسطينيين مع تحالفاتهم مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة وتحديد مهماتهم الواقعية في الضفة والقطاع وال48 والشتات ضمن هذا المشروع والذي لن يكتب له النجاح خارج تفكيك الدولة الصهيونية ودولتي الحكم الذاتي الفلسطيني وإنهاء سيطرة البرجوازيات العربية التابعة . وبالتالي هذا الحل سيتضمن بالضرورة رؤية لتعايش العرب الفلسطينيين مع اليهود الذين سيبقون في هذه الدولة والذين يجدون أن وطنهم النهائي في إطار الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية. هذه الرؤية تستند إلى أن فلسطين جزء من الدولة العربية الواحدة وأن اليهود ليسوا سوى أقلية يمكن أن تنال حقوقها كأقلية حصراً ضمن حقوق المواطنة كما هو حال كل الأقليات في دول العالم الأوربية.




#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواليان يخدمان الهيمنة
- في ضرورة تصويب المفاهيم ... حوار مع الدكتور حيدرعيد في مقالت ...
- هل الاختلاف حق مطلق؟
- مقابلة مع المفكر السوري عصام الزعيم
- الأزمة الاقتصادية في سورية : من أزمة عجز مالي إلى مشروع ليبر ...
- عماد شيحا في بقايا من زمن بابل*
- هدف إمبريالي قديم في قرار جديد
- خيارات الديمقراطية والمشروع المجتمعي
- في العلاقة بين الثقافة والسياسة والحياة
- في ضرورة اليسار الماركسي
- قراءة في كتاب -اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات ...
- قراءة في أزمة حركة ناشطو مناهضة العولمة في سوريا
- الشرط الامبريالي في البنية الاجتماعية المتخلفة
- عام على الحرب الأمريكية على لبنان
- المسألة الوطنية والعولمة
- عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية
- المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
- في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون
- مشاكل في سلم تصحيح مادة الفلسفة
- المشروع الأمريكي في نهر البارد


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - عمار ديوب - من أجل دولة ديموقراطية علمانية