أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - الوضع السياسي في العراق، الحركات السياسية، احزابها، و افق الشيوعية العمالية!















المزيد.....


الوضع السياسي في العراق، الحركات السياسية، احزابها، و افق الشيوعية العمالية!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن الاستراتيجية والسياسة الامريكية في العراق فشلت. فشلت معها محمل الايديولوجي لتلك الهجمة الشرسة. كان المقرر وحسب الدعاية الرسيمة لأدارة الامريكية، وكل القوى الراكبة في سائرها و الاعلام الماجور العالمي... ان ينعم العراق بعد سقوط النظام البعثي بالامن والاستقرار، ان ينعم العراق بالتداول السلمي للسطلة بين القوى المتصارعة (هذه كل معاني الديمقراطية في العراق، حسب الراوية الاحزاب الحاكمة والادارة الامريكية)، ان ينعم الجماهير في العراق بحقوق الانسان و إزالة الديكتاتور، و ان الهجمة الاستباقية التي تعد من اشرس الانواع الحلقات السياسية لضر ب"الارهاب ومحور الشر " حسب السياسية الامريكية، نفذت في العراق وفشلت فشلا ذريعا وحول العراق الى أكبر ساحة عالمية لوجود الارهاب الاسلام السياسي وتفشى الارهاب كالفطر في الربيع. من المقرر ان ينعم المنطقة كلها وليس العراق فحسب "بالديقراطية" و افتصاد"سوق الحر" و وتداول السلطة بين االتيارات البرجوازية في كل بلدان الشرق الاوسط. في طل هذه الاوضاع والنتيجة كان من المقرر ان ينحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار تحقيق هذه الاستراتيجية. تلك السياسية التي سميت " بالشرق الاوسط الكبير". كان القرار ان يبدوا بالعراق و تسجيل نموذجا لتلك الدولة والحكومة، فشلت هذا الامر جملة وتفصيلا. حيث حلت محل تلك السياسية حل القضية الفلسيطة اولا ومن ثم اضعاف نفوذ الجمهورية الاسلامية والاسلام السياسي عموما، حيث من المقرر ان ينعقدوا مؤتمرا دوليا للسلام في نهاية هذا العام.
إذن نحن نتحدث عن وضع عالمي مختلف تماما، نتحدث في أطار اوضاع دولية مختلفة تماما، اوضاع فشلت فيها إستراتيجية وسياسة امريكا، اوضاع لا تشبه اوضاع مابعد 11سبتمبر و مختلفة تماما عن اوضاع مابعد سقوط جدار برلين، اوضاع التي تتحرك امريكا ليس من موقع القوة، تهاجم ولكن ليس من موقع اقوة بل من موقع الضعف والاستئصال. في ظل هذه الاجواء ومن جانب اخر وفي ظل فشل الامريكى برزت الجمهورية الاسلامية في إيران كدولة "منتصرة" حيث لها يد الطولى في العراق و لها قدرته ونفوذه القويين في فلسطين و لبنان وافغانستان... واصبح امريكا أسيرا بأيدها في صراعها معها حول ما يسمى " بااسلاح النووي"... يجب ان يذكر ان مشكلة امريكا ليس البلدان المنطقة بما فيها إيران بل ان امريكا فشلت و ركعت امام القوى العالمية الكبرى وخصوصا الصين وروسيا و بدرجة اقل اوروبا... ان كل المؤشرات العالمية تدل على ان الصين هي التي تسيطر على المنطقة الخليج من ناحية النفوذ السياسي و الاقتصادي، منطقة التي كانت مكان ونفوذ الامريكيتين لحد هذه اللحظة.... وان اي تواطأّ او انتكاسة اخرى سيجعل من هذا الامر، مسالة واقعيا باسرع وقت... ان الصين تحاول جاهدا لابعاد نفسها عن المناورات العسكرية المباشرة، ان قضية الصراع الايراني و الامريكي هي اساسا قضية بين الصين والروسيا من جانب و امريكا من جانب اخر... هذه هي مقدمات السياسية على صعيد العالمي والمنافسة التي ادت كل الاوضاع العالمية و منطقة الشرق الاوسط خصوصا نحو السراب و عدم الاستقرار...
إن القضية المحورية لمعارضة البرجوازية العراقية هي سقوط نظام صدام حسين، وليس اي شئ اخر. تمحورت المعارضة البرجوازية كلها تقريبا حول هذا الافق وعلقت امالها بالهجمة والاحتلال الامريكيين، حيث وصل هذه المعارضة بمختلف تلاوينها الاسلامية والقومية الكردية و الحزب الشيوعي العراقي وعدد الحلقات التي تشكلت مباشرة من قبل البنتاغون"جماعة جلبي" و "الوفاق الوطني" بقيادة علاوي الى اتفاق في مؤتمر لندن المنعقد قبل اشهر من الهجمة الامريكية. كانت في تلك الأوقات لدى امريكا قوة و جبروت اكبر واقوى، و لم اخذ براي الدول الكبرى الاخرى حيث هاجمت العراق بالتحالف مع بريطانيا و سقط النظام وبدات القوى المحلية المتحالفة معها باللعبة على استحواذ السلطة وكل حسب قوتها و مكانتها في المجتمع. إن الاسلام السياسي الشيعي كحركة برجوازية تمثل اقصى اليمين البرجوازى، برنامجها و مسلكها الفكري هو ايمان الاعمى بالسطة الله على الارض، سوى كان من خط المرجيعة او من خط الشورى، وهي بعيدة عن الديمقراطية و متناقضة معها فكريا وايديولوجيا، ولكن أخذت تلك الديمقراطية من باب الطائفية "الاكثرية الشيعية" في العراق، جاء للحكم وتطبل للديقراطيتها، لتحقيق امالها و تطلعاتها كحركة تسعى لكسب السلطة و بدعم كبير من الجمهورية الاسلامية. الحركة القومية الكردية واحزابها أخذت الديقراطية، كحقها في مشاركة السلطة المركزية، حسب مبدا"الشراكة بين القومين"، و زينت تلك السياسية بالفدرالية القومية. وكان الغائب في تلك التحالفات التي اسبقت السقوط العراق، التي برزت بعد الاحتلال الامريكي، وهما القومية العربية و الاسلام السياسي السني بشقيها البن اللادني الارهابي و الاسلام السياسي المتمثلة بمختلف تلاوين الاسلام السياسي السني من الحزب الاسلامي الى الجماعات الاسلامية"المقاومة. وكانت نصيبهم من السلطة في البداية صفرا….. هذه المقدمة ضرورية لفهم التحولات التي تلت بعد الاحتلال.
بعد الاحتلال جاء مجلس الحكم ومن ثم حكومة علاوي و الجعفري و المالكي، وكان الفشل في نصيب الجميع. حيث لم يتمكنوا ولحد الان إستتباب الامن والاستقرار في البلاد، بل تفشى الاامن هو سمة مميزة لوضع السياسي الراهن في العراق. ومن ناحية السياسية لم يتمكن اي حركة فرض سلطانها على الحركات الاجتماعية الاخرى مثل ما سجلت حكومة القومية البعثية في نهاية الستينيات، وهذا الامر هو بعيدة المنال في وضع الراهن. ان البرجوازية العراقية إنقسمت من ناحية سياسية ولم يتمكن تجاوز صراعاتها الدامية لتمثيل طبقتها على صعيد العراق. وبراينا لن يتمكن البرجوازية في تمثيل الجماهير العراق نظرا : ان البرجوازية العراقية منقسمة على حركات سياسية اجتماعية واحزابها المختلفة حسب الهويات الاثنية والقومية والطائفية الدينية و لديها مصالح سياسية مختلفة ولحد الان لم يتمكن في توحيد صفوفها لبناء الدولة، وهذه هي من اهم العوائق التي ادت الى تدهور الاوضاع السياسية والامنية و الاجتماعية في العراق. وأن امريكا بكل قوتها لم يتمكن في تحقيق برنامجها وتحقيق مصالحها من خلال هذه القوى و الحركات الاجتماعية. ان مصالح الامريكية و استراتجيتها انقطعت مع مصالح القوى الموجودة في السلطة و في المعارضة" المقاومة" وغيرها.

حركة الاسلام السياسي الشيعي:
هذه الحركة متمثلة بعدد غير قليل من الاحزاب السياسية الاسلامية من مجلس الاعلى الاسلامي الى الحزب الدعوة والدعوة-تنظيم العراق، والرساليون، والفضيلة، و تيار الصدري و ثار الله... وشكلوا إئتلافا اسلاميا شيعيا في سبيل استحواذ على السلطة من خلال "اكثرية الشيعية"، تمكنوا من ذلك وحققوا الائتلاف على الاكثرية في السلطة"بغض النظر عن التزويرات التي حصلت على مايسمى بالانتخابات". كانت البداية عيدا لهذه الحركة واحزابها... ولكن بعد بروز المقاومة البعثية والاسلامية السنية من جانب و وبعد فشل حكومة الائتلاف و باالتوافق مع الحزبين الكرديين في اجابة على ابسط متطلبات الحياة من الخدمات العامة الى عدم تمكنهم من الاجابة على الفقر والبطالة و الامن، وبعد فشلهم في ضرب و تحجيم نفوذ "المقاومة"والارهاب... فشلت اول حكومة لهذا الائتلاف وهو حكومة الجعفري... ومن ثم وبعد الانتخابات و تمرير الدستور عبر مهزلة الانتخابية.. جاءت حكومة المالكي وايضا بالتوافق بين الحزبين الكرديين و الائتلاف الاسلامى السياسي الشيعي و بمشاركة الاسلام السياسي السني و الوفاق الوطني والحزب الشيوعي... في وقت تشكيل هذه الحكومة التي تعاني اصلا من الطائفية والقومية والصراع المدمر على السلطة والنفوذ والفساد ... ظهرت بوادر الأولية لفشل الامريكي، حيث ظهرت صوت القومية العربية ولو ليس من جانب القوميين العرب او الحكومات القومية العربية بل جاءت عبر حكومة ال سعود في المملكة السعودية، وبصورة شفافة و قوية تعلن عن تدخلها في العراق إذا امريكا لم يوقف نزيف الدم فيه، يتدخل و بحجة الدفاع عن "السنة" والمراد منها البعث والاسلام السياسي السنى غير بن لادني. ومن ثم تدخل من قبل مصر والامارات والاردن بصورة فعالة ومباشرة ضد التدخل الايراني. إن ظهور تلك الحكومات العربية و أعلانها لتدخل إذا لم يجري الاوضاع لصالحها، كان إشارة مهمة لفشل السياسة الامركية في العراق، نظرا: ان تلك الحكومات كلها مؤيدة ومساندة لسياسات امريكا في المنطقة لحد هذه اللحظة وكان تسكت خامدا دون اية مواقف منهم سوا لضربة الامريكية او احتلال العراق من قبل الامريكا خوفا منهم لقلب التداعيات الحرب الامريكي عليهم وخصوصا كان هناك اصوات من داخل صفوف الادارية الامريكية لتاديب السعودية، بعد 11 سبتمبر. ومن ثم جاء تقرير بيكر –هاملتون الذي اعلن بصورة غير رسمية فشل السياية الامركية في العراق والمنطقة عموما، يدعوا مباشرة الى التفاوض مع الايران وسوريا و اعادة البعثين الى السلطة و تاجيل مادة 140، و الغاء قانون اجتثاث البعث ....ومن ثم جاء مؤتمر القمة العربية في رياض الذي انعكس عدد بند من بنود تقرير بيكر-هاملتون... لاجابة تلك الاوضاع عمل حكومة المالكي باتجاهين مختلفين: الاول هو سياسية عبر سياسة المصالحة الوطنية التي فشلت و ثانيا اقتصادية عبر الاقرار على قانون النفط والغاز التي اثارت ولحد الان معارضة شديدة، ولم يوفق المالكي في تمريره لحد الان. هذا القانون جاء بمطلب امريكي، والمالكي يريد اعطاء هذه الهدية للامريكا في سبيل تقليل الضغط عليه وعلى حكومته الهشة، من قبلهم.
في خضم هذه الاوضاع، اتسع رقعة التذمر الجماهيري والعمالي ضد الحكومة والاحتلال و اتسع رقعة الارهاب و الانفجارات واللاأمن والفقر والبطالة، وفي الوقت نفسه فشل امريكا في تركيع الجمهورية الاسلامية الايرانية في صراعها معها حول ما يسمى "بالسلاح النووي" و فشلت ايضا في تحجيم حزب الله في لبنان و حماس في فلسطين و فشلت ايضا في ترك سوريا جانبا. في هذه الاوضاع فشل الاسلام السياسي الشيعى في ادارة الدولة والحكومة، و خيبت امالها "باكثرية الشيعية" و نتيجة لذالك حل محل توحيد صفوف قواهم الانشقاقات كبيرة وكثيرة في صفوفهم، حيث انشق في البداية حزب الفضيلة، الذي ليدها 15 مقعدا في "برلمان"، ومن ثم خرج تيار الصدري من الائتلاف، وخرج الرساليون من الائثلاف ، بل ادت هذه الاوضاع الى الصراع والاقتتال الداخلي بين صفوفهم خصوصا بين مجلس الاعلى و التيار الصدرين والفضيلة و التيار الصدري و البدري..... وفي خضم هذه الاوضاع تشكل المجلس الاعلى والحزب الدعوة مع حزبين الكرديين جبهة لمواجهة هذه الاوضاع باسم "جبهة المعتدلين" التي اسبقت خروج التيار الصدري... أن "اكثرية الشيعية" التي رفعها الاسلام السياسي الشيعي كجبهة موحدة وتمكن من خلالها استحواذ على السلطة لمدة معينة، كانت هي السياسة التي وحدت كل قوى الاسلام السياسي الشيعي تحت قبة الائتلاف. بعد فشل السياسة الامريكية وفشل هذه الائتلاف في بناء الدولة في ظل الاحتلال، انشق هذه القوى الى قوى متبعثرة.
علاوة على ذلك ان هذه الحركة ليس بامكانها ان توحد العراقيين صوب بناء الدولة الموحودة، نظراَ لوجود الانشقاق في صفوف الاسلام السياسي بين الطائفيتين السني والشيعي كحركتين سياسيتين لكل واحد منهما برنامج خاصة به. وبنظري هذه هي احدى اهم اسباب التي ادت الى فشلها في ادارة الحكم.

الحركة القومية الكردية و احزابها في العراق:
كانت الحركة الكردية و حزبيها الاتحاد الوطني و الديمقراطي علقت امالها منذ حرب خليج الاول بسياسة الامريكية، من جراء تاييدها لكافة السياسات التي اقدمت عليها الحكومة الامريكية من الحصار الاقتصادي و اطلاق منطقة الطيران المحظورة و من ثم تاييدها المطلق للحرب واحتلال العراق.... وشاركت بصورة فعالة في مؤتمر لندن، اي مؤتمر التحضيرى للحرب على العراق.
أن إستراتيجية هذه الحركة و احزابها كانت ولا يزال هي مشاركتها في السلطة تحت مسميات عدة "الحكم الذاتي" وفي المرحلة الراهنة" الفدرالية" وليس اي شئ من قبيل "رفع الظلم القومي". أن هذه الاستراتجية تحققت تحت شعار" الفدرالية" او كما يدعى قيادة هذه الحركة على الاقل.. في ظل الهجمة والاحتلال الامريكيين. الحركة القومية الكردية شاركت بكل قوتها في سبيل تثبث ابشع انواع الحكم الرجعية و في سن اشد انواع الدستور الرجعية في العراق والمنطقة عموما تحت عنوان "العراق الجديد" و"الديمقراطية".
تحققت الاستراتيجية ولكن نفس هذا التحقيق تعرضت الان للخطر التلاشي كما تنبئنا به نظرا :1- لعدم حسم الدولة لحد الان لصالح هذه الاستراتيجية، اي ان دولة العراق لحد الان لم تحسم لصالح دولة فدرالية، بل ان الصراع الحالي و اعادة النظر في الدستور تدل بشكل قاطع ان دولة العراق لحد الان لم تطبع بطابع حركة معينة، او حركتان محددتان، من ثم لم تثبت هذه الاستراتيجة اي فدرالية القومية في العراق على صعيد العالمي، بل ان الفدرالية لحد الان ليس مقبولا لدى قوى وحركات البرجوازية الاخرى بدافع قومي او اسلامي. ثانيا: بعد فشل الاسترتيجية الامريكية في العراق، خيبت امال هذه الحركة و احزابها وقادتها، حيث تعرضت الفدرالية و مادة 140 التي علقت الحركة القومية الكردية كل امالها بها، الى اتتكاسة كبيرة" بغض النظر عن تاييد او عدم تاييد مادة 140 من قبل امريكا". اي ان سياسة التي تبنتها الحركة القومية الكردية واحزابها في سبيل تزين مشاركتها في السلطة فشلت. ان وجود مشاركتها في الحكم في وقت الراهن تحت طائلة السؤال!! من قبل جماهير كردستان. ثالثا: نظرا لعدم اجابة "الحكومة الفدرالية الكردية" لابسط مطالبات الجماهير اليومية منها الخدمات المدنية العامة و الحريات السياسية والمدنية والفردية، التي تطالب بها الجماهير في كردستان.
ان الاتحاد الوطني الكردستاني و الديمقراطي الكردستاني، المسيطرين على هذه الحركة في العراق، ادركوا فشلهم هذا على الاقل منذ تقرير بيكر –هاملتون الذي صدر قبل سنة تقريبا. منذ ذالك الوقت يحاول قيادة الحزبين الى : اولا: أخفاء فشلهم السياسي امام الراي العام في كردستان وخصوصا حول مادة 140، ثانيا: توجه سياسي اكبر نحو جمهورية الاسلامية الايرانية وخصوصا بعد ان ادركوا ان امريكا مرغمة على قبول عدد من مطالب الحركة القومية العربية وحكوماتها والاسلام السياسي السني، هذا ادت الى تشكيل جبهة مع حركة الاسلام السياسي الشيعي وخصوصا الحزبين المجلس الاعلى و الحزب الدعوة تحت اسم "جبهة المعتدلين" وذلك لتفادي او على الاقل لتحمل الضغط الامريكى من جانب والحركة القومية العربية و حكوماتها في المنطقة من جانب اخر، ثالثا: محليا على صعيد كردستان العراق توجه الحزبان الى عقد اتفاق استراتيجي بينهما، اتفاق الذي يشكل في جوهرها تشديد الاستبداد السياسي و تحضير نفسيهما لمواجهة اي حركات اعتراضية جماهيرية او اي غليان جماهيري، وبداو بتشديد الخناق على حرية التعبير عن الراي كخطوة بهذا الاتجاه...
ان فشل السياسية و الاستراتيجية الامريكية ادت الى انسداد افاق السياسي لحركة القومية الكردية على صعيد المنطقة ككل، وان التهديدات التركية الاخيرة بتوغلها الى أراضي العراقية لضرب" بكك" هي احدى نتائج هذه الفشل، وان انشقاقات في صفوف احزاب هذه الحركة في كردستان إيران دليل على ذلك.
الحركة القومية العربية في العراق:
سقط امال هذه الحركة في العراق بعد السقوط و في بداية الاحتلال، ولكن هذه الحركة لها بعدها الاقليمي على صعيد العالم العربي و لها عدة حكومات التي تعتبر سندها الرئيسي في إنبعاث الروح فيها، وهذا هو الذي حصل. ان هذه الحركة التي مثلتها حزب البعث و حكمت العراق 35سنة، "بدات بالمقاومة": تحت مسميات قومية و اسلامية و حتى عير اية تسمية التي "تقاوم" الاحتلال وهناك عدة احزاب ومنظمات عروبية اخرى. اقصد ان هذه الحركة هي اوسع من حزب البعث ولا يتوقف عنده. أن امال هذه الحركة هو اعادتها الى السلطة من خلال "المقاومة المسلحة" وبالتسيق و التحالفات مع الإسلام السياسي السني تحاول مقارعة الاحتلال و الحكومة، وبمساعدة مباشرة من عدد الحكومات العربية. أن "مقاومة" البعث و عدم ترك الساحة اخيرا ادت الى اجبار امريكا والحكومة الى التفاوض معه بصورة مباشرة او غير مباشرة، لغرض اشراكه في السلطة وترك "مقاومته". لهذه الحركة اهدافها الواضحة وهي عروبة العراق وعدم اخذ بالفدرالية، و ... وشهرته بمقارعة الاسلام السياسي وخصوصا الاسلام السياسي الشيعي والجمهورية الاسلامية في الايران...ان فشل سياسة الامريكية في العراق ادت الى بروز حزب البعث واطروحاته السابقة في صفوف الحركة القومية العربية التي كانت يمثلها سابقا بشكل قاطع، و في صفوف الاسلام السياسي السني غير بن اللادني. هذه السمات وبعد فشل الامريكي من إحتواء الايران سياسا ودبلوماسيا او تركيعها في هذه المرحلة، و فشل حكومة العراق في اجابة على ابسط متطلبات الجماهير في العراق، وضغط الحركة القومية العربية على صعيد المنطقة وحكوماتها على امريكا وتدخلها المباشر لصالح حركته في العراق، ادت الى خضوع امريكا على اخذ بعدد من اطروحات هذه الحركة " بشكل غير رسمي" الذي جاء عبر تقرير بيكر-هاملتون. ومن ثم بشكل رسمي و بمراقبة مباشرة من قبلهم حيث ادت ذلك الى التفاوض مع قيادة هذه الحركة بصورة مباشرة.
ان افق هذه الحركة موجودة، اذا ننظر اليها من زاوية بعدها الاقليمي وحكوماتها في المنطقة و تقاليدها في عالم العربي و العراق، و خصوصا بعد فشل الامريكى و بروز الجمهورية الاسلامية في ايران كقوة في المنطقة. اي ان افق هذه الحركة موجودة لحصوله على الاقل حصة من السلطة في المركز، باسمه الصريح"البعث" او بغير هذا الاسم وانا اتحدث هنا عن الحركة القومية العربية.
لكن ان هذا الهدف هو متناقض مع اهداف الاسلام السياسي الشيعي خصوصا، وهذا التناقض هو احد اوجه الذي يؤدي الى عدم الاستقرار في العراق من ناحية السياسية.إن مشاركة هذه الحركة في السلطة لن تؤدي الى استقرار الوضع. وافقها في السيطرة المباشرة على زمام الامور، وتوحيد صفوف البرجوازية العربية كطبقة في العراق معدومة على الاقل في هذه المرحلة. ليس بامكان هذه الحركة وحزبها ان يمثل العراقيين، بل ان حزب البعث منبوذ الى درجات عالية لدى اكثرية القصوى من المواطنيين في العراق.

الاسلام السياسي السني:
براي ان الحركة الاسلام السياسي السني غير بن لادني في العراق، بغض النظر عن برنامجها و طموحاتها المعروفة لأسلمة العراق و تثبيت حكم الاسلام في العراق، لها مشكلتها الموضوعية وهي، انها يمثل شقاَ من الشقين من الاسلام السياسي و يمثل حركة سياسية طائفية في العراق او فرضت عليها هكذا بفعل واقع الموضوعي والسياسي في العراق. ان بعد هذه المسالة في العراق هو بعد تاريخي و قديم وان انعكاسات هذا البعد على اداء هذه الحركة قوية، مقارنة مع الاخوان المسلمين في المصر مثلا، التي ليست لديها مشكلة من هذا النوع. . ان الجمهورية الاسلامية في الايران التي تساند لاسلام السياسي الشيعي و حكومتها في العراق بصورة فعالة، وتمثل ندا قويا للحركة القومية العربية في المنطقة وحكوماتها وخصوصا في هذه المرحلة، هذه القضية السياسية ادت الى تقريب هذه الحركة مع الحركة القومية العربية وطموحاتها الى حد كبير.
أن الاسلام السياسي السني في هذه المرحلة يعمل باتجاهين مختلفين يشارك في السلطة والبرلمان و " يقاوم" بالاسلحة ضد الاحتلال والحكومة، ومن خلال اجنحتها المسلحة التي تمثلها منظمات حركات مختلفة.
أن هذه الحركة، ليس بامكانها توحيد صفوف البرجوازية العربية ناهيك عن العراقية، وغير مؤهلة لبناء الدولة، نظرا لبعدها الطائفي الديني- السياسي. مصير هذه الحركة مرتبطة ارتباطا مباشرا مع الحركة القومية في هذه المرحلة على الاقل، ولها افقها السياسي في هذه المرحلة ايضا خصوصا لاحتواء الإيران من قبل امريكا و بمساعدة الدول العربية التي يفضل ان يكون الاسلام السياسي السني لديها القوة و السلطان مقارنة بالاسلام السياسي الشيعي الذي يدعم من قبل إيران.

الأسلام السياسي بن اللادني:
الاسلام السياسي بصورة عامة هي حركة ارهابية. ليس بامكان الاسلام السياسي تحت اي إسم ان لا يمارس الارهاب. أن الارهاب بصورة عامة هي ميزة وسمة وتقليد لهذه الحركة. لكن نحن نتحدث عن نوع خاص من الاسلام السياسي الذي لايمارس اية انواع من النضال الجماهيري، وليس لديها تقاليد اخرى غير الارهاب وانا اتحدث البن لادني في العراق. أن وسيلتها الرئيسية بل وسيلتها الوحيدة هي الارهاب والارهاب لاغيره.
أن ظهور هذه الحركة بهذا الشكل، في العراق، هو ادامة وتواصل لمحاربة امريكا منذ 11 سبتمبر. أن الصراع بين امريكا و القاعدة هو صراع على منطقة النفوذ والسيطرة في منطقة الشرق الاسط وبصورة عامة. وهو صراع عالمي، على ابعد الحدود وعلى عدة مستويات. أن احتلال العراق من قبل امريكا، ووجود صراع سياسي –ارهابي بينهما، منذ 11 سيبتمبر ومن ثم إسقاط حكومة الطالبان في افغانستان و طرد القاعدة فيها... كل هذه القضايا الشائكة ادت بالقاعدة الى تحويل العراق الى ساحة المعركة ضد امريكا، هذا الصراع الذي ادت الى تدمير العراق و نشر الوعي الارهابي، ودفع شبان من البلدان العربية الى هذه الحركة الارهابية البغيضة، ضد امريكا. ان مقارعة هذه الحركة الارهابية ضد المصالح الامريكية و قواتها في العراق، لا تستخرج منها ان هذه الحركة هي حركة ضد الاحتلال ولو ان عنوانها هكذا. هي حركة تضرب اهداف امريكية و غربية لتثبيت نفسها كقوة حاكمة في المنطقة. وأن الحجج التي يتحرك عليها هي مشاكل المنطقة مثل قضية الفلسطينية، واحتلال العراق وافغانستان....بنظري ان هذه الحركة في العراق ليس لديها افق، واساسا ان هذه الحركة ليس لديها اي بديل تنسجم مع ابسط الطموحات لجماهير العراق، غير الارهاب المستمر. ان الارهاب ضد امريكا هو صراع عالمي، لا يرتبط بالعراق مباشرة. وإن وجودها الى درجة كبيرة مرهونة ببقاء الاحتلال في العراق،...

الشيوعية العمالية :
نحن نناضل في خضم اشد انواع الظروف الهالكة والخطيرة التي لم مرت بها حركتنا من ناحية التاريخية لحد الان. ظروف التي سميت من قبلنا "بالسيناريو الاسود". في خضم هذه الاوضاع ليس هناك فرصة لحركتنا ان تتحول الى قوة مقتدرة، بل علينا نحن ان نصنع فرصنا لتحويلنا الى قوة، علينا ان نصنع في اية حادثة او مشاكل التي تواجه الحكومة والاختلال فرصتنا. يجب ان نمتلك هذه الميزة. الميزة والصفة المتلاصقة بالحزب السياسي، الذي يتحرك حسب تقليد ماركس وتقالديه الاجتماعية على كافة المستويات النضالية و الحزبية والسياسية، والقيادية.
أن البرجوازية بكافة تلاوينها فشلت في تحقيق الامن والاستقرار خلال تجرية المريرة التي مرت به العراق منذ الاحتلال. فشلت البرجوازية في بناء الدولة، فشلت في تقديم او تفير الخدمات العمومية للمواطنين، وفشلت في تحقيق السياسات التي رسمتها هي بنفسها بمساعدة الاحتلال.
أنشقت صفوف جبهات وائتلافات، عديد من هذه القوى، ... فشلت امريكا في تحقيق استراتيجتها وسياساتها في العراق... كل هذه المسائل التي شرحناه اعلاه هي ارضية لتحرك الشيوعية العمالية كحركة وحزبها الحزب الشيوعي العمالي العراقي وهي حركة وحيدة وحزب وحيد الذي بامكانه ان يوحد العراقيين في صف واحد متلاحم وعلى اسس الانسانية بعيدا عن الهويات الكاذبة القومية و الطائيفية والدينية التي اصبحت موديلا في ظل الاحتلال و الديمقراطية التي بشرت بها امريكا.
علينا ان نشكل حزبا قويا لاجابة على تلك المتطلبات الاجتماعية. ان حزبا سياسيا جماهيريا ماركسيا مقتدرا بامكانها يمارس دورا نضاليا قويا في سبيل اخذ موقعه في الساحة السياسية كقوة مقتدرة في بداية مرحلتها ومن ثم الانطلاق نحو تحرير المجتمع في العراق من الاحتلال و الصراع الطائفي والاقتتال ... وإعادة الامن والاستقرار الى المجتمع واعادة الارادة و القرار الى الجماهير المليونية في العراق. ان مشروعنا السياسي لحد هذه اللحظة هو مؤتمر حرية العراق، الذي لديه ارضية لتحويل الحزب الى هكذا القوة.... لتحقيق هذا الهدف امامنا وقت محدد ومحدود علينا ان نجزم عزمنا النضالي. 1/11/2007



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس امامنا سوى المضي قدما الى الامام ، نحو تثبيت اقدام المؤت ...
- دفاعا عن القادة العماليين حسن جمعة ورفاقه!
- إلى الامام، يا عمال النفط، نحو تحقيق مطالبكم!
- المؤتمر الدولي في شرم الشيخ، سياسة فاشلة، ولا يمت بصلة بمطال ...
- مقابلة مع سامان كريم رئيس المكتب السياسي لحزب الشيوعي العمال ...
- مقابلة مع سامان كريم رئيس المكتب السياسي للحزب الشيوعي العما ...
- منْ أغرق العراق في دوامة العنف ليس بإمكانه أن يوفر الأَمنْ ل ...
- سقط بوش في عقر داره ومعه -النطام العالمي الأمريكي-!
- طالباني في بغداد يدعي الحريات السياسية، وقواته تقمع الحريات ...
- الارهاب وانعدام الامان احد افرازات الاحتلال والحكومة الطائفي ...
- حبذا لو لم يذهب المالكي الى البصرة
- أخيراَ تشكل الحكومة الميليشيات
- -وحدة وطنية- عنواناً لمحصاصة طائفية وأثنية خالصة!
- -حكومة وحدة وطنية-، حكومة إنبثقت من رحم إتفاق أمريكي-إيراني!
- إلى السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية
- تصريح الى الراي العام: حول حملات الحزب الديمقراطي الكردستاني ...
- جعفري اصبح عنواناً لصراع أمريكي - إيراني! قوى وأحزاب غير مؤه ...
- مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمال ...
- لا حكومة التوافق ولا حكومة المشاركة، سياسة حكيمةلإبعاد العرا ...
- العملية السياسية في العراق برمتها مزورة، و ستفشل حكومة الوفا ...


المزيد.....




- صاحب العينين الحمراوتين.. شاهد لحظة رصد مصور لـ-الطائر الشيط ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون فو ...
- زاخاروفا تعلق على رفض بريطانيا حضور تنصيب بوتين
- شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر صور دباباته عند الجانب الفلسطيني ...
- الإعلام العبري: السلطات المصرية أغلقت معبر رفح بالإسمنت (صور ...
- -شينخوا-: أكثر من 10 ضحايا بين قتيل وجريح بهجوم في جنوب غرب ...
- -تم التلاعب بنا-.. إسرائيل محبطة من الولايات المتحدة بشأن مح ...
- شي جين بينغ يذكر الناتو بجريمة عمرها ربع قرن خالدة في أذهان ...
- ماذا يأمل العرب من بوتين خلال فترته الرئاسية الجديدة؟.. خبر ...
- في اليوم العالمي للربو.. لمحة عن المرض


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - الوضع السياسي في العراق، الحركات السياسية، احزابها، و افق الشيوعية العمالية!