أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الفرق بين قول اليهود وقول النصارى في صلب المسيح















المزيد.....

الفرق بين قول اليهود وقول النصارى في صلب المسيح


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يسمى الله بالفادي في العرف المسيحي , وكيف تم رفع السيد المسيح إلى السماء وفق المفهوم الإسلامي , وما هي قصة الصلب وكيف ينظر الإسلام في آياته القرآنية لهذه المسألة 0
(00معلوم أن المعترفين بصلب المسيح هم فريقان , اليهود والنصارى 0 وبين الاعترافين بون بعيد وفرق عظيم , فأما اعتراف اليهود فهو من قبيل اعتراف القائل بجنايته إذ كانوا هم الذين صلبوه , وإن كان الذي صلبه غيرهم فهو من قبيل الاعتراف بصلب العدو للتشفي لأنهم أعداؤه 0 وأما اعتراف النصارى / 1044/ فهو اعتراف مؤمن جاء لأجله المسيح لأنهم يزعمون أنه جاء ليفتدي البشر بنفسه من الخطيئة التي ارتكبها أبوهم آدم بأكله من الشجرة التي نهي عنها فغضب الله عليه بسببها وأخرجه من الجنة دار السعادة المطلقة إلى الأرض دار الشقاء الدائم المستمر , فالنصارى يدينون الله بمجيء المسيح لهذه الغاية , ولذا يلقبونه بالفادي 0
فبين اعترافهم واعتراف اليهود فرق لا يخفى على الفطن اللبيب , فمن الجهل بالديانة المسيحية أن يعترض على أهلها فيقال لهم كيف تقولون بأن المسيح ابن الله وأنتم قائلون بصلبه كما قال :
عجباً للمسيح بين النصــارى وإلى أي والد نســــــــبوه
أسلموه إلى اليهود وقالــــــــوا إنهم بعد قتله صلـــــــــبوه
ليت شعري وليتني كنت أدري ساعة الصلب أين كان أبوه
إن هذا القول لا يقوله إلا جاهل وإلا فكيف يقول من علم أن الأساس الذي قامت عليه الديانة المسيحية هو صلب المسيح بل هو المراد لله وللمسيح نفسه , فما معنى قول هذا القائل " ساعة الصلب أين كان أبوه " 0
أما القرآن فقد جاء بما يخالف ما عليه كلا الفريقين من اليهود والنصارى , أي خالف أعداء المسيح وأتباعه , وذلك بقوله في سورة النساء : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) (1) , أي أن الله ألقى شبه المسيح على رجل من أصحابه على قول بعض المفسرين أو على رجل منافق من اليهود على قول بعض آخر , فقتله اليهود وصلبوه وهم يظنون أنهم قتلوا المسيح , فالقتل والصلب / 1045/ واقعان لا على المسيح بل على رجل آخر مشابه له0
إن نفي الصلب عن المسيح بهذه الحجة , أعني حجة المشابهة, لا يجوز أن يستند مدعيه إلا إلى العيان والمشاهدة , فيجوز لمن شهد الصلب وحضره أن يقول بأن الذي صلب ليس هو المسيح بل هو رجل أخر يشبهه فظن اليهود أنه المسيح فقتلوه وصلبوه 0
والمفهوم من كلام المفسرين أن اليهود هم الذين صلبوا المسيح , على أن في المؤرخين من ذهب إلى أن الذي صلب المسيح هو الحاكم الروماني الذي كان عاملاً لدولة الرومان في القدس , باعتباره خارجاً على الدولة يطلب الملك لنفسه , فعلى صحة هذا القول تكون حجة المشابهة في نفي الصلب عن المسيح حجة ضعيفة واهية إذ يستبعد من الحاكم السياسي الروماني أن تشتبه عليه الخارجي الذي يريد صلبه فيصلب غيره من الناس مكانه مهما كان مشابهاً في صورته وخلقته0 نعم , تكون هذه الحجة أقوى على تقدير أن الذين صلبوا المسيح هم اليهود , لأن صلبه على هذا التقدير لا بد أن يكون واقعاً بسبب هياج عام باسم الدين , وفي مثل هذه الحالة يكون التهور في الناس بالغاً مبلغه , فيجوز أنهم رأوا شبيه المسيح فأخذوه وصلبوه من دون أن يمعنوا فيه النظر لشدة تهيجهم وتهورهم 0
وسواء كان من صلبه اليهود أم الحاكم الروماني لا بد أن يكون قد شهد صلبه جمهور من الناس , وعليه فمن المستبعد أن لا يوجد في هذا الجمهور من يعرف المسيح حق المعرفة فيقول لمن صلبوا شبيهه يا هؤلاء إنكم مخطئون فإن هذا الذي تريدون صلبه ليس هو بالمسيح 0 ومما لا ريب فيه أن المسيح / 1046/ لم يكن من الخاملين بل كان مشهوراً معروفاً عند جميع الناس من أعدائه وأتباعه , فوقوع الاشتباه فيه بغيره صعب وبعيد جداً 0 على أن النصارى يقولون بأنهم حملوه الصليب على ظهره ووضعوا على رأسه تاجاً من شوك وطافوا به في البلد ثم صلبوه , فعلى هذا يستحيل عادة أن يخطئوا فيه ولا يميزون من شبيهه0 ولو كان هذا خطأ واقعاً لذكره بعض المؤرخين وتقول به بعض الناس قبل محمد , ولكن مر على صلب المسيح خمسمائة عام ولم يقل فيه أحد هذا القول حتى جاء محمد فقاله 0
والذي نراه أن محمداً كان يظن صلب المسيح منافياً لمنزلته الرفيعة المقدسة , وأن الصلب مما يشين كرامته , وكان هو شديد الحرص على دخول الناس في الإسلام يتحين له الفرص ويبتكر له الوسائل , فأراد أن يستميل إليه النصارى بأن يعظم المسيح كل التعظيم ويجعله أعظم وأعلى من أن يصلب فنفى عنه الصلب وقال برفعه إلى السماء , ظناً منه أنه بذلك يستميل النصارى إلى الإسلام , وفاته أنه بنفي الصلب قد هدم دينهم من أساسه وأن مثل هذا القول يعد في عقيدتهم كفراً بعظمة المسيح 0
وكذلك انتهج محمد هذا النهج لاستمالة بني إسرائيل وتآلفهم , فأكثر من ذكرهم في القرآن وأركبهم في غير سروجهم وفضلهم على العالمين وجعلهم أعز خلق الله على الله , وعظم أنبياءهم تعظيماً لا يستحقونه ولم يروا مثله في توراتهم 0 ولقد لهج في القرآن بذكر موسى وغيره من أنبيائهم , وجمع لبعضهم بين الضدين النبوة والملك كداود وابنه سليمان جعلهما من الأنبياء وما هما إلا من ملوكهم حتى أن اليهود / 1047/ أنفسهم لا يقولون بنبوتهما , وذكر لسليمان من الملك ما لا يقبله العقل ولا أصل له في التاريخ , وشحن القرآن بقصصهم وأقاويلهم ومعجزاتهم وخرافاتهم حتى لا تكاد تجد سورة خالية من ذكرهم , كل ذلك لاستمالة شرذمة منهم كانوا في دار هجرته , أما هم فقد وقفوا له حجر عثرة في طريق دعوته, ولم يزل قبل اشتداد قوته في المدينة طوراً يطريهم ويعليهم , وطوراً في مهواة من الزجر والذم يرديهم حتى يئس منهم وقد قويت شوكته فأصلت عليهم سيفه وأستأصلهم بالقتل والجلاء 0
رفع المسيح إلى السماء
اتفق النصارى والمسلمون على أن عيسى هو اليوم حي في السماء , وكنت لا أدري ولا هم يدرون أي سماء يعنون أهو في إحدى السيارات من أخوات الأرض أم في غيرها من هذه الأجرام المنبثة في الفضاء التي لا يعلم عددها إلا الله 0 ولكنهم اختلفوا في وفاته قبل الرفع , فالنصارى يقولون إنه صلب ودفن بعد صلبه وله اليوم قبر في الكنيسة الكبرى المسماة عندهم بالقيامة لقيام المسيح فيها من قبره , وعند المسلمين بالقمامة 0 وقد زرت أنا قبره مع الزائرين في عيد النور أيام كنت في القدس 0 قالوا وإنه قام من قبره بعد ثلاثة أيام وذهب إلى جبل الزيتون وهو نشز في ضاحية القدس , ومن هناك صعد إلى السماء , فهو اليوم حي في السماء , وأظنه حياً لا يرزق لأن الذي في السماء لا يحتاج إلى الطعام 0
وأما المسلمون فأمرهم عجيب , تراهم يتمسكون بالمعقول بحجة / 1048/ بينها وبين المعقول كما بين الثريا والثرى 0 ولنذكر لك أولاً عبارة القرآن التي وردت في رفع المسيح إلى السماء ومنها تعلم كيف يتلاعب الكلام بعقول الناس 0 قال في سورة آل عمران بعدما ذكر ما هموا به من قتله : ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا 00) (1) إلى آخر الآية 0
وقبل كل شيء نقول: إن عبارة القرآن هذه لا تدل على أن المسيح رفع إلى السماء بل رفع إلى الله , والله منزه عن المكان , وفي القرآن آيات تدل بصراحة على أن الله حاضر في كل مكان , ففي سورة الزخرف قال: ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) (2) , وفي سورة الحديد قال : ( وهو معكم أينما كنتم ) (3) , وفي سورة البقرة : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) (4) , فالله في كل مكان وهو مع ذلك ليس في مكان , وليس في هذا الكلام تناقض , لأن الله ذو وجود كلي لا نهائي , وإذا كان كلياً لا نهائياً فهو في كل مكان , إذ ليس من المعقول أن يخلوا منه مكان لأنه إذ خلا منه مكان لم يكن بالكلي ولا باللانهائي , وقد قلنا إنه ذو وجود كلي لا نهائي ومع هذا يصح أن نقول إنه لا في مكان بمعنى أنه ليس في مكان خاص دون غيره من الأمكنة لأنه إذا كان في مكان بهذا المعنى كان جزئياً وكان متحيزاً , ووجوده الكلي اللانهائي منزه عن الجزئية والتحيز , ولا يلزم من كونه في كل مكان أن يكون متحيزاً لأنه لا نهائي والتحيز من شأن المتناهي المحدود , فكلية وجوده تنزهه عن المكان المنفرد الجزئي , ولا نهائيته تنزهه عن أن يكون متحيزاً لأن المتحيز لا بد أن يكون محدوداً وذلك ينافي لا نهائيته ووجوده الكلي المطلق 0 وإذا علمت أن الله هو الوجود الكلي علمت أن اللانهائية هي العرش الذي عليه استوى إذ لا يسع الوجود الكلي مكان سوى اللانهائية / 1049/ فقولهم الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ليس إلا كلاماً ناشئاً من ضيق الفكر والبعد عن معرفة الله 0 فبالنظر إلى هذا من قال : إن الله في السماء كفر , ومن قال: إن الله في الأرض كفر , ومن قال : إن الله فوق أو تحت كفر , لأنه بهذا القول جعل الله جزئي الوجود متناهياً متحيزاً وهو منزه عن ذلك كله 0 وإذا كان الله في كل مكان بالمعنى الذي ذكرناه, فرفع المسيح إلى الله كما تقول الآية لا إلى السماء كما يقول المفسرون حقيقة لا مرية فيها , وليس ذلك خاصاً بالمسيح وحده , بل كل شيء عند انحلال وجوده الجزئي يكون مرجعه إلى الله أي إلى الوجود الكلي المطلق اللانهائي 0 ولله در الشيخ الأمير إذ قال: إن النصارى لم يكفروا لقولهم إن المسيح هو الله أو هو ابن الله وإنما كفروا لتخصيصهم ذلك بالمسيح 0
ونحن إذا نظرنا إلى ظاهر عبارة القرآن في قوله : ( إني متوفيك ورافعك إليّ ) (1) وعلماً أن متوفيك معناه في اللغة مميتك جزمنا بأن عيسى توفاه الله أي أماته كما يميت كل إنسان , ولكن لا بالصلب بل أماته حتف أنفه, وإنما نقول هذا لأن القرآن صرح في مكان آخر بنفي الصلب كما تقدم بيانه0
وقد فهمنا معنى متوفيك وبقي علينا أن نفهم معنى ورافعك 0 أما أنا فأقول : إن معناه مرجعك إلي لأن إرجاعه إلى الله دليل على إماتته , فالإرجاع حاصل في ضمن الإماتة المفهوم من قوله : متوفيك وإنما عبر عن الإرجاع بالرفع تعظيماً لله 0 / 1050/ 0
فيما تقدم من الكلام على معنى الإنزال أن الناس تعودوا أنهم إذا أرادوا تعظيم أحد أو شيء وصفوه بالعلو , فعبَّر عن الإرجاع هنا بالرفع مجازاً , فليس في هذه الآية بالنظر إلى المعنى الذي ذكرناه ما يقتضي أو يدل أن عيسى رفع من الأرض إلى السماء , ويؤيد هذا وله : ( ورافعك إليّ) (1) , ولم يقل : إلى السماء , والله أعظم وأجل من أن يكون في السماء 0
أما المفسرون من علماء الإسلام فقد تحيروا في توجيه معنى الآية واختلفوا إلى أقوال نذكرها لك نقلاً عن الكشاف للزمخشري إمام المفسرين 0
لما كان من المقرر المعلوم عند علماء المسلمين أن عيسى رفع حياً إلى السماء أشكل عليهم ظاهر الآية الدال على أن عيسى رفع بعد الوفاة , فقالوا ليس من المعقول أن يرفع إلى السماء بعد الوفاة لأن المقصود من رفعه أولا تخليصه من الصلب , ثانياً تطهيره من جوار الذين كفروا كما هو مذكور في الآية وكلا الأمرين حاصل بالوفاة فيكون الرفع تحصيلاً للحاصل , وذلك غير معقول (2)0
جملة معترضة : انظر كيف يفتشون عن المعقول ويتمسكون به لأجل إثبات أمر غير معقول 0 إن رفع عيسى إلى السماء بعد الوفاة إن كان غير معقول فهل رفعه إلى السماء حياً معقول0
وبما أن ظاهر الآية غير معقول على زعمهم أخذوا يتأولون عبارة القرآن , فقال الزمخشري : ( إني متوفيك ) معناه إني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخرك إلى أجل كتبته لك , ومميتك حتف أنفك لا قتلاً بأيديهم , ( ورافعك إليّ) أي إلى سمائي ومقر ملائكتي , هذا كلامه (1)0 فانظر كيف فسر / 1051/ ضمير المتكلم الذي هو الله في قوله إليّ بالسماء إذ قال إلى سمائي ومقر ملائكتي , فيكون مجازاً من قبيل ذكر المحال وإرادة المحل 0 ويظهر أن الذي حمل الزمخشري على هذا التفسير هو اعتقاده بأن الله في السماء , وإلا فلا حاجة لتفسير ضمير المتكلم بالسماء , ولا يجوز أن يذكر الله ويراد به السماء على سبيل المجاز , إلا إذا كان الله في السماء فيكون من قبيل إرادة محله وبذلك يتم المجاز , ولا نظن أن الزمخشري يقول بأن الله في السماء , ولكنه يتكلم بر تفكير , وإنما همه توجيه معنى الآية على أي وجه كان 0
وقال غيره متوفيك أي مميتك في وقتك بعد النزول من السماء , وهذا القول في النتيجة يتحد بقول الزمخشري المتقدم , وإنما قال بعد النزول من السماء لما ورد في الأحاديث النبوية أن عيسى ينزل من السماء قبل يوم القيامة فيقتل الدجال ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً , وعند ذلك يتوفاه الله 0 وتأييداً لهذا المعنى رووا عن قتادة أن الآية فيها تقديم وتأخير , وأن الأصل هكذا : إني رافعك إلي أي رافعك الآن حياً من الأرض إلى السماء ومتوفيك أي بعدما تنزل من السماء 0
وقال آخر : ( إني متوفيك ) أي متوفي نفسك بالنوم ورافعك وأنت نائم حتى لا يلحقك خوف , ثم تستيقظ وأنت في السماء آمن مقرب 0 واستدل صاحب هذا القول على أن الوفاة تشمل النوم أيضاً بما جاء من قوله : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) (2) 0
إن هذه الأقوال أقل من أن نتكلم شيئاً في إبطالها لأنها باطلة بالبداهة , ولا يخفى أن في عبارة القرآن نوعاً من المواربة / 1052/ فلله در النبي محمد كيف جاء بهذه العبارة التي جمعت في معناها بين المتضادات0
ليس في القرآن قصة مبتكرة بل كلها منقولة بتصرف يجعلها موافقة لأغراض القرآن إلا كيفية حمل مريم بعيسى , فإنها مما انفرد به القرآن 0 وقد جرى محمد في حل هذه المشكلة , أعني حمل مريم بعيسى , على ديدنه في حل المشكلات بواسطة جبريل , إلا أن الآية التي تقدم ذكرها في كيفية الحمل لم يذكر فيها النفخ , وإنما أوردنا هناك قول المفسرين أن جبريل نفخ في جيبها فوصلت النفخة إلى بطنها فحملت (1) 0 وقد ذكر النفخ مصرحاً به آية أخرى من سورة التحريم , قال: ( ومريم ابنة عمران التي أحضنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) (2) , فهذه العبارة صريحة في أن النفخ كان في فرجها لا في جيب درعها كما قال المفسرون رواية عن ابن عباس 0 وهنا نقول : إذا كان المسيح قد خلق من نفخ الله من روحه في فرج مريم , وبعبارة أخرى إذا كان الله قد نفخ من روحه في فرج مريم فكان ذلك النفخ سبباً لخلق المسيح إذ تكون جنيناً في بطن أمه من ذلك النفخ , فعلام َ ينكر القرآن على النصارى قولهم : ( المسيح ابن الله) , فإن الابن في عرف الناس ( وفي عرف القرآن أيضاً ) هو الذي يخلق من مني يمينه أبوه في فرج أمه فيتكون جنيناً في بطنها ثم يولد بعد مدة الحمل , وإذا كان الابن قد تكون من مني أمناه أبوه في الفرج , فالمسيح قد تكون من نفخ نفخه الله من روحه في الفرج أيضاً , ولعل محمداً أراد من النصارى أن يتركوا التلفظ فقط بأنه ابن الله وأن يعبروا عن ذلك بكلمة أخرى غير الابن وإلا فعبارة القرآن تقتضي أنه ابن الله 0 / 1053/ 00)
(1) سورة آل عمران , الآية : 55- (2) سورة الزخرف , الآية : 84 – (3) سورة الحديد , الآية : 4 – (4) سورة البقرة , الآية : 115 – (1) سورة آل عمران , الآية : 55 – (2) الكشاف , تفسير الآية 55 من سورة آل عمران – (1) الكشاف , تفسير الآية 55 من سورة آل عمران – (2) سورة الزمر , الآية : 42 0 وانظر تفسير القرطبي وتفسير ابن كثير في تفسير الآية 55 من سورة آل عمران 0 –(1) انظر كتب التفسير التي أجمعت على ذكر ما نقل , في تفسير الآية 91 من سورة الأنبياء- (2) سورة التحريم : الآية 12 0
* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب العراقي معروف الرصافي 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة المسيح عيسى بن مريم
- محمد غانم, والبطل المأزوم0
- استنظار إبليس
- القصص القرآنية
- خلق السموات والأرض-4-
- هل يوجد حوار متمدن ؟
- خلق السموات والأرض-3-
- يؤمنون بالله لكي يقتلون شعوبهم
- بلاغة القرآن -6-
- خلق السموات والأرض
- خلق السموات والأرض -2-
- بلاغة القرآن – 5 -
- من هم الأرمن , وما هي مأساتهم ؟
- العرب متشابهون , ويكرهون أنفسهم
- بلاغة القرآن -4-
- غيفارا يحلم من جديد0
- الكوكب المضيء
- قلبي للنرجس ولأعقاب السجائر دمي
- بلاغة القرآن -3-
- بلاغة القرآن -2-


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الفرق بين قول اليهود وقول النصارى في صلب المسيح