أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - العرب متشابهون , ويكرهون أنفسهم














المزيد.....

العرب متشابهون , ويكرهون أنفسهم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العرب متشابهون في تخلفهم , فهم لا ينظرون إلى الأشياء إلا من ثقب إبرة , ولا يرون إلاّ الذي اعتادوا على رؤيته , ونادراً ما ترى عربياً مختلفاً عن الآخرين ( طبعاً هذا بشكل جماهيري ) , أنا هنا لا أريد أن أحدد نوعية الاختلاف , لأنني أصلاً لا أدعو إلى شيء محدد, ولكن كل الذي أدعو إليه هو حرية التفكير , وحرية الذات من كل عفن الماضي , والحاضر , أي الرؤية المتجددة القادرة على أن ترى الأشياء بمنظارها الخاص , فأنت أحياناً ترى هنا في بلداننا الكل يشبه الكل , وكأنهم أضحوا خارج الزمان , والكل مشدود إلى مفاهيم اعتاد عليها , عشائرية , طائفية ,عائلية , عرقية , دينية الخ 00 بما في ذلك الذين يَدَّعون الثقافة الموسوعية , أو الذين يتصورون أنفسهم أكثر تحرراً ومدعاة ً لتحرير الآخر , فالنفاق سمة تكاد أن تكون عامة , والممالأة معتادة , ولا مانع من الكذب والنفاق , والانتهازية والوصولية , ( طبعاً مع الاحترام للذين لا يقصدهم هذا المقال ) , فالكل اعتاد على هذه السمات التي أصبحت في بلداننا , ولدى شعوبنا حياة تُعاش , فأنت إذا نظرت قليلاً تعرف أنّ الأسماء , تدّلك على الطوائف , والانتماءات العرقيّة , وكأنّ هؤلاء القوم , صُبوا في قوالب جاهزة ومتماثلة , ومنقادين أمام رجالات همج بشكل عفوي وطبيعي , والأكثر خجلاً أنّ مدعيْ ثقافة ما , أو كاتب ما , عندما تراه يُنظّر , يكاد يخدعك بفذلكاتِهِ , ولكن ما أن يُسأل عن مسألة تخصّ دينه , أو طائفته أو عشيرته , حتى ينبري محتداً , ويلحس كل بصاقاته , التي تقولها منذ قليل , وهذا يؤكد أن الإنسان العربي بشكل عام , فاقد للموضوعية والمنطق , وأنا هنا لا أريد أن أضرب مثلاً عن كتّاب كبار , مَلَؤا مشارق ومغارب الأرض بشهرتهم , فقدوا الموضوعية بأشياء صغيرة أمام طوائفهم , ويصبح الكلام العام عن الفكر والثقافة , هو تحصيل حاصل عن المفهوم العام والواضح للفكر والثقافة العالمية لا أكثر , ولكي يستمرون على الأقل في ستر عوراتهم 0 ومن هنا تأتي المأساة التي يعيشها الإنسان العربي الذي لم يعتد الحرية , بأشكالها المختلفة بما في ذلك حرية الفكر , والحرية النفسية , فالصراع أعمى , والكل يسير بمفاهيمه رغم أنه يعرف أن الهاوية آتية لا ريب فيها , والكل محكوم بسلاسل عبودية المعتقد , لذى يدور الجميع في حلقة مفرغة ذات انتماء قدسي , ديني أو حزبي , أو ثقافي , لا يستطيع من ذلك فكاكاً , بل هو داعية لذلك , والغرائز دائماً تطغى على العقل , والنقل سيد المفاهيم , وهناك الكثير من الحركات ذات الشكل الوطني أو التقدمي , ظهرت في العالم العربي كان جوهرها الانتماء العري , أو الطائفي , بما في ذلك اللواتي , لَبسِن لبوس" التقدمية والنضال " , وهذا يجعل هذه الحركات ترتد سلباً على الحياة الاجتماعية , والمفاهيم الأخلاقية العامة للناس , فالعرب بشكل عام , هم شعوب فقدت خصائصها الانتمائية الجوهرية , وإلى الآن لم يصنعوا أولويات لقضاياهم الأساسية , مثل مفهوم الوطن , الاستعمار , العروبة , التحرير , وبقية المفاهيم السياسية والاقتصادية , والثقافية , والإنسانية , ومثالهم دائماً " عيني عليه , وتفو عليه " وهذا ما يفقدهم مصداقيتهم بين الشعوب , إضافة إلى كونهم يعيشون الماضي , في الحاضر , وهذا يضعهم في إشكالية خطيرة مع الحضارة , والأمم الأخرى , إذ أنهم لا يرون الأشياء إلى بعيونهم التي لا ترى أبعد من أنوفهم , فالماضي , ماضيهم , يثقل عليهم حياتهم , ورغم كل الثقل والأحمال فوق ظهورهم , تراهم لا يتحررون من هذه الأحمال , على الأقل من أجل ذواتهم , ليكونوا أكثر رشاقة وخفّة في التعامل مع الحياة , وعندما يتعاملون مع السياسة , فهم يدخلون الحابل بالنابل , وتتساوى كل الأشياء لديهم, وكأنهم في حالة حرب , فالكره والأحقاد والموت كل ذلك مبرر , أو يبررونه لأنفسهم , ولا يراجعون ذواتهم , أو ينتقدونها , حتى وهم في قلب المأساة , وإن تمّ ذلك لا يكون لمراجعة الذات, بل لتبرير المواقف المهزومة , إذ ْ لا يتم استخدام العقل , كطريقة للتفاهم مع الآخر, بل للإغراق بالغيبيات والتبرير , فهم شعب تواق إلى الخرافة , وكأنّ هذه المعضلة تحولت إلى جوهر القيم لديهم , وحتى هذه المسألة غير جدية , إذ لا تستخدم إلاّ من أجل التوازن العفوي المعتاد, وهم حسّاد , ولا يؤمنون بالمنافسة الشريفة بين بعضهم البعض , ومن هنا يتضح مدى الهشاشة النفسية والضعف الداخلي , فنادراً ما ترى من يعترف بأخطائه , أو أخطاء أقربائه , أو ملته , إلا لماماً , ومن هنا يتضح مدة المأساة التي يعيشها العرب بشكل عام , فمشكلتهم هي مشكلة داخلية , ناتجة من وفي تركيبتهم الاجتماعية , والنفسية , والقيمية , وهذه المسألة الخطيرة تحتاج إلى جرأة عميقة , ونقد عظيم , ودراسات كبيرة لتجاوزها , طبعاً في ظل ظروف موضوعية وذاتية , مثل أنظمة ديموقراطية مدنية , ووعي طليعي كبير , وتصحيح قيمي , وهذا يتطلب ليس فقط زمن طويل , بل أيضاً استعداد ثقافي ومعرفي , للوصول إلى ذلك 0 ربما يتساءل سائل , أنّ هذا الكلام عام وينطبق على شعوب كثيرة , فهذا صحيح تماماً , ولكننا نتحدث عن وضعنا كشعوب عربية , ذات ماضي ٍ إسلامي , ومن الأهم أن نُركزّ على قضايانا لنستطيع تجاوزها , لأنّ الحوارات التي تجري بشكل توصيفي , لا تثمر, فالأهم هو طرح جوهر المشاكل , وخاصة التاريخي منه والقيمي , وكذلك طرح وتقييم ما وصلت إليه شعوب العالم من علم وحضارة , أو سنظل نندب حظوظنا خارج السرب , ويهزأ منّا عقلنا الباطن الذي ورّثنا كل هذه الهموم 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة القرآن -4-
- غيفارا يحلم من جديد0
- الكوكب المضيء
- قلبي للنرجس ولأعقاب السجائر دمي
- بلاغة القرآن -3-
- بلاغة القرآن -2-
- الدعوة الإسلامية وإعجاز القرآن
- بلاغة القرآن -1-
- آيات التحدي في القرآن
- ذئاب الدماء , ونوح الصحارى
- هل القرآن معجز؟
- يغتصب المئات من الفتيات ويظل طليقاً
- فراغ شكّل الفراغ
- عندما يتحول الدستور إلى لعبة
- القرآن واللوح المحفوظ
- هل القرآن منزل من السماء!
- سور القرآن وكم هي, وفواتح السور
- كم عدد السور0 هل سقط شيء من القرآن عند جمعه 0
- مراعاة الفواصل في القرآن
- أحذروا الطائفية


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - العرب متشابهون , ويكرهون أنفسهم