أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - خلق السموات والأرض-3-















المزيد.....

خلق السموات والأرض-3-


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 07:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما هي الكيفية التي تم بها خلق السماوات والأرض وفق المفهوم القرآني , وما هي دلائل ذلك وفق المفاهيم العلمية , وكيف فسرت الآيات نظرية الخلق , سوف نرى هذا في الآت 0
( 000 أما الشطر الثاني من الآية وهو قوله : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) (4) فنقول فيه : إن "جعل" إذا تعدى إلى المفعول واحد كان بمعنى الخلق , وإذا تعدى إلى مفعولين كان بمعنى التصيير وكلاهما محتمل في الآية 0 فعلى الأول يكون الظرف لغواً متعلقاً بجعلنا وكل شيء حي مفعولاً , والمعنى خلقنا من الماء كل حيوان , وعلى الثاني يكون من الماء المفعول الثاني مقدماً على المفعول الأول كل شيء حي , ويكون الكلام في الأصل مركباً من المبتدأ ومن خبره المقدم هكذا : من الماء كل شيء حي , ويكون المعنى صيرنا كل ذي حياة من الماء , / 996/ أي في بدء نشوئه الأصلي 0
إن معنى الآية صحيح علمي يقرره العلم ويثبته كما مر ذكر ذلك قريباً عند الكلام على قوله : ( وكان عرشه على الماء ) (1) , فإن الحياة في بدء نشوئها كانت في البحر ثم انتقلت إلى اليابسة , ولا جرم أن أداة التسوية في الآية تدل على أن منطوقها عام وشامل كل ذي حياة في العالم من أي نوع كان , والمفهوم من هذا أنه لا حي من غير الماء 0 ويؤيد هذا المفهوم تقديم المفعول الثاني على الأول في الآية لأن مفاد التقديم في مثل هذا هو الحصر كما إذا قلت فيه الدار زيد أي لا في غيرها , فالمعنى في الآية وصيرنا من الماء لا من غيره كل شيء حي , ولكن جاء في سورة الرحمن ما يخالف هذا وهو قوله : ( وخلق الجان من مارج من نار) (2) , وفي سورة الحجر : ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) (3) 0 قال الزمخشري : الجان للجن كآدم للناس , أي هو أبو الجن كما آدم أبو البشر (4) 0 ومما يقال هنا : إن العقل , والعلم , والمشاهدة , التجربة , والخبر , كل ذلك لم يثبت لنا أن شيئاً من ذوي الحياة كائن من الجمع والتكتيل , وسبحان من لا تتعلق قدرته بالمحال , ولم يذكر القرآن شيئاً عن أصل خلقة أجسام لطيفة نورانية , ومهما كانت أجسامهم لطيفة فلا بد لها من مادة وإلا لم تكن أجساماً لطيفة نورانية , ومهما كانت أجسامهم لطيفة فلا بد لها من مادة وإلا لم تكن أجساماً 0
غير أن قصة خلق آدم في القرآن تدل على أن الملائكة كانوا مخلوقين قبل آدم أي قبل البشر , ولذا لما أراد الله خلق آدم أخبرهم / 997/ بأنه جاعل في الأرض خليفة , فقالوا له ما قالوا (5) وتدل أيضاً على أنه قبل البشر لم يكن في المخلوقات شياطين , لأن الشياطين إنما حصلوا بعد امتناع إبليس من السجود لآدم , فإبليس هو الجان الذي هو أبو الشياطين , أي هو بالنسبة إلى الشياطين كآدم بالنسبة إلى البشر 0 فهذا كله تدل عليه قصة خلق آدم في القرآن دلالة صريحة , ومنه يفهم أن الجن والملائكة شيء واحد إلا أن هؤلاء مؤمنون وهؤلاء كافرون 0 وجاء في قصة خلق آدم قوله : ( فسجدوا إلا إبليس) (6) , ولا شك أن الاستثناء هنا متصل , وعليه فإبليس من الملائكة , ولا يجوز أن يكون الاستثناء منقطعاً لأن الأمر بالسجود لم يشمله , فإباؤه من السجود لا يكون معصية بل يكون من إباء لأن المأمور غيره فكيف يأبى هو 0 فوقوع الإباء منه دليل على أنه من الملائكة 0 ويقول القرآن عن إبليس في آية أخرى إنه : ( كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) (7) 0 وأيضاً إن كفار قريش كانوا يقولون : الملائكة بنات الله فأنكر القرآن عليهم فقال في سورة الصافات : ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً ) (1) يعني الملائكة , قال الزمخشري : وسماهم جنة لأن الجنس واحد ولكن من خبث من الجن وكأن شراً كله فهو شيطان ومن طهر منهم وكان خيراً كله فهو ملك , فذكرهم في هذا الموضع باسم جنسهم (2)0 فمن هذا يفهم بصراحة أن الجن والملائكة شيء واحد إلا أن هؤلاء صالحون وأولئك طالحون , وإذا كان الجن والملائكة شيئاً واحداً فالملائكة كالجن مخلوقون من النار , وإن كان لا يجوز لنا أن نستدل بالقرآن هذا الاستدلال لأن هذا من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله , فليكن كل واحد منها بهيمة في مسلاخ إنسان 0 / 998/ 0
(4) من الحقائق القرآنية أن الجبال خلقت في الأرض لتمنعها من الميلان , أي من الزلزال والاضطراب , فهي للأرض بمنزلة الأوتاد للبيت , فكما أن الأوتاد تمسك البيت لئلا يميل , كذلك الجبال تمشك الأرض لئلا تميل 0 قال في سورة النحل: ( وألقى في الأرض رواسي أن تميل بكم ) (3) أي كراهة أن تميل بكم وتضطرب 0 قال الزمخشري (4) في تفسير هذه الآية : قيل : خلق الله الأرض فجعلت تمور , فقالت الملائكة : ما هي بمقر أحد على ظهرها , فأصبحت وقد أرسيت الجبال 0 وقال في سورة النبأ : ( ألم نجعل الأرض مهاداً * والجبال أوتاداً ) (5) , والأوتاد واحدها وتد وهي خشبات تزر في الأرض وتشد بها حبال البيت لتمنعه من الوقوع ومن الميل والاضطراب 0 ولا يخفى أن الأرض التي هي كروية طبعاً إذا كانت خالية من هذه النواتئ فوقها المسماة بالجبال تكون أجدر بالتوازن مما إذا كانت فوقها هذه الجبال , لأنها تكون في جهة دون جهة فيختل توازن الأرض فيحصل الميلان 0 ولكن القرآن جعل الأمر بالعكس إذ جعل الجبال مانعة من الميلان 0 على أن علماء الجغرافية لما تكلموا عن كروية الأرض ذكروا ما عليها من الجبال وقالوا : إن هذه الجبال لا تخرج عن كرويتها لأنها بالنسبة للأرض كالنواتئ التي في قشرة البرتقالة , فبالنظر إلى هذا تكون الجبال مهما عظمت فهي بالنسبة إلى جرم الأرض شيء يسير , فلا عند عدمها يحدث الميلان ولا بوجودها يمتنع 0
أما أنا فلا أستطيع أن أواجه أمثال هذه الآية بما ترتضيه العقول الراجحة إلا توجيهاً واحداً وذلك أن الدين – كما قلنا فيما تقدم – إيمان بالغيب ولذا لا يخاطب العقول وإنما يخاطب العواطف والنفوس الحساسة, حتى أنه في الأكثر ينزل بمخاطبيه إلى منزلة صغار الصبيان /999/ الذين يسألون أمهاتهم عن كل شيء عرض لهم فلا تجيبهم أمهاتهم إلا بما يناسب عقولهم الصغيرة ونفوسهم التواقة إلى معرفة الأشياء التي يرونها بلا تعقل مندفعين إلى معرفتها بنفوسهم الحساسة ليس إلا 0
إن العقلية الإنسانية لا تستطيع وحدها أن تصل إلى معرفة أسرار الكون معرفة تامة , وإن الذي عرفته منها بتلاحق الأفكار وتتابع التجارب والاختبار منذ عقل الإنسان إلى يومنا هذا لا يعد شيئاً قليلاً بالنسبة إلى ما تعرفه 0 وإذا كان محمد وهو نبي رسل يريد أن يعرف الناس بما لخالقهم من قدرة باهرة وحكمة بالغة , فكيف يصنع وماذا يعمل إذا لم يكلمهم على قدر عقولهم , ولم يخاطبهم كما تخاطب الأم طفلها الصغير إذا أرادت أن تأمره بشيء أو تنهاه عنه , خصوصاً والسواد الأعظم من هؤلاء الناس ضعاف العقول صغار النفوس 0 على أنه مع ذلك لم يأل جهداً في إيقاظ عقولهم وإنهاض نفوسهم بدعوتهم في القرآن إلى التبصر والتفكر في خلق الله بمثل قوله في آل عمران : ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض 000) (1) , وقوله في سورة الروم : ( أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق 00) (2) , وقوله في الأعراف : ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) (3) إلى غير ذلك من الآيات 0
وها نحن نذكر لك بعض ما جاء في القرآن من أمثال هذا التعليل الذي ليس هو في ظاهره بمعقول ومنه تعلم صحة ما نقول 0 جاء في آخر سورة الأنعام قوله : ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم ) (4) 0 وفي تفسير الزمحشري ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات) في الشرف وفي الرزق ( ليبلوكم فيما آتاكم) /1000/ من نعمة المال والجاه , كيف تشكرون تلك النعمة وكيف يصنع الشريف بالوضيع والحر بالعبد والغني بالفقير (5) 0 ومعنى ليبلوكم ليجركم ويختبركم 0 يتحير الإنسان إذا تلا هذه الآية من القرآن , فما يدري أهو يتلو كلام الله الذي أحاط علماً بكل ما كان وما يكون والذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء , أم هو يتلو كلام رجل من كبار الناس وأغنيائهم قد أنعمم على قسم من عبيده بعض النعم وترك القسم الأكثر منهم محرومين ليختبرهم كيف يشكرون النعمة ( إن هذا هو بالنظر إلى تفسير( الزمخشري) 0 ولنفرض أن هذا الكلام صادر من هذا الذي ذكرناه من أغنياء الناس , فقال له : يا هذا إنك قد أنعمت على بعض عبيدك وتركت الآخرين في دركة سفلى من الحرمان , وأنت تريد بها أن تختبرهم فتعرف الشاكرين منهم وغير الشاكرين , فكيف يصح هذا منك , لأنك إذا أردت اختبارهم فما عليك إلا أن تساوي بينهم في العطاء وبعد ذلك يتبين لك الشاكر منهم وغير الشاكر , فتزيد من شكر منهم عطاء بعد عطاء وتحرم من لم يشكر , أماأنك تعطي بعضهم وتريد بذلك اختبارهم أجمعين فليس من العدل ولا من الإنصاف 0 ويجوز أن يقال : إن الذين أعطاهم يختبر شكرهم والذين حرمهم يختبر صبرهم , فيقال في الجواب : إن بين من يعطى لاختبار شكره وحرم لاختبار صبره بوناً بعيداً , وكيف يستوي في التكليف من تعطيه وتكلفه الشكر ومن تحرمه وتكلفه الصبر , فهذا أيضاً ليس من العدل ولا من الإنصاف0
إن الناس في كل زمان ومكان أربع طبقات , الطبقة العليا والوسطى والدنيا والسفلى , فأما الطبقة العليا فهم الأغنياء المثرون أهل القناطير المقنطرة والقصور المشيدة والجنان المثمرة والمزارع / 1001/ المستغلة وغير ذلك من الأملاك والعقار, وهؤلاء يؤلفون الأقلية من الناس , وأما الطبقة الوسطى وهؤلاء أكثر من الطبقة العليا , فهم الذين لا يكونون في ضنك العيش بل يعيشون في رفاه نسبي وينالون في عيشهم من حاجيات الحياة وكمالياتها على اختلاف الدرجات , وأما الطبقة الدنيا وهؤلاء أكثر من الطبقة الوسطى فهم الذين يكدحون لعيشهم فلا ينالون منه إلا الرمق فتراهم من عيشهم بين جوع وشبع وبين عري وكساء , وأهل هذه الطبقة كلهم درجة واحدة ولا يصح اعتبارهم درجات لأنهم كلهم سواسية في المعيشة الضنك بلا تفاوت , وإن كان بينهم شيء من التفاوت فهو زهيد لا يستحق أن يعتبر في تقدير الدرجات 0 وأما الطبقة السفلى وهؤلاء قليلون فهم الذين يحول عجزهم دون كسبهم فتضطرهم الحاجة إلى تكفف الناس 0
هؤلاء هم الناس وهذه طبقاتهم في العيش , فنحن منذ قامت الدنيا إلى يومنا هذا نرى الفقراء في بؤس وشقاء وهم مع ذلك أفضل الناس أخلاقاً وأصدقهم بالله إيماناً وأكثرهم له طاعة , وإذا هم هاجروا الشر وارتكبوا الجنايات فإنما يحملهم على ذلك فقرهم وعوزهم 0 وهم يؤلفون الأكثرية المطلقة من الناس , وإلى جنبهم الأغنياء وهم قليلون يتنعمون في بلهنية من العيش الرغيد , وتراهم على ما هم في من خفض ورخاء عتاة عصاة متمردين جائرين وبالفقراء ساخرين ولهم مسخرين , فترة الفقراء يكدون ويكدحون وهؤلاء بكدهم يتنعمون , وقد قلت في قصيدة :
أرى كل ذي فقر لدى كل ذي غنى أجيراً له مستخدماً في عقاره
ولم يعطه إلا اليسير وإنمـــــــــــــا على كده قامت صروح يساره
/1002/ أفليس من العجيب بعد هذا كله أن نرى خالق الكائنات الأعظم , علام الغيوب وكشاف الكروب , مشغولاً برفع بعضهم على بعض درجات في الرزق 0 لماذا ؟ ليختبرهم أيهم يشكر نعم الله , فسبحان من لا فرق عنده بين الشاكر والكافر 0
إن كنت تعجب لله من أن تراه مشغولاً برفع الدرجات وخفضها لأجل الاختبار, فإليك ما هو أعجب من ذلك , فإنه لأجل الاختبار قد خلق السماوات والأرض أيضاً , فقال في سورة هود : ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) (1)0 قال الومخشري في تفسير ليبلوكم : متعلق بخلق , أي خلقهن لحكمة بالغة وهي أن تجعلها مساكن لعباده وينعم عليهم فيها بفنون النعم ويكلفهم الطاعات واجتناب المعاصي , فمن شكر وأطاع أثابه , ومن كفر وعصى عاقبه 0 ثم قال ليبلوكم وهو يريد ليفعل بكم ما يفعل المبتلي لأحوالكم كيف تعلمون (2) 0
إن الزمخشري في عبارته الأخيرة هذه أراد تأويل " ليبلوكم " إلى معنى يليق بذات الله أكثر من الاختبار, ولكنه بهذا التأويل لم يبلغ ما أراد , إذ كما أن الاختبار لا يليق بذات الله الذي هو علام الغيوب , كذلك لا يليق بذاته ولا بعظمته أن تكون الغاية القصوى من خلق السموات والأرض ثواب الشاكر وعقاب الكافر , ولكن الزمخشري , عفا الله عنه , كغيره من المفسرين لا يحاول في التفسير أن يبلغ شيئاً من الحقيقة, وإنما هو يحاول سد الثغرة ووقع الخرق ليس إلا 0 أما الحقيقة فهي كما قلنا سابقاً إن الدين وهو إيمان بالغيب لا يخاطب الناس إلا كما تخاطب الأم الحنون ولدها الصغير إذا أرادت أن تأمره بما يصلحه أو تنهاه عما يفسده , وكذلك صاحب الدعوة الإسلامية / 1003/ فإنه إنما يريد من قومه الإيمان وترك الكفر والعصيان , فلا يستغرب منه أن يقول لهم : إن كل شيء في الدنيا إنما خلق لأجل هذه الغاية 0 ولا ريب أن الإيمان بكون الكائنات كلها خلقت لاختبار الناس ومعرفة مطيعهم وعاصيهم ليس بأغرب ولا أعجب من الإيمان بالبعث والنشور وبالجنة ونعيمها والنار وجحيمها , وغير ذلك من الأمور الغيبية 0 ومن هذا القبيل ما جاء في سورة المائدة من قوله : ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم ) (3) 0 قال الزمخشري في تفسير هذه الآية : ( لجعلكم أمة واحدة ) أي جماعة متفقة على شريعة واحدة أو ذوي أمة واحدة أي دين واحد لا اختلاف فيه ( وهذا على أن الأمة بمعنى الدين ) " ولكن " أراد " ليبلوكم فيما أتاكم " من الشرائع المختلفة هل تعلمون بها مذعنين معتقدين أنها مصالح قد اختلفت على حسب الأحوال والأوقات أم تتبعون الشبه وتفرطون في العمل (4) 0
ويفهم في تفسير الزمخشري هذا أن الذي يريد الله أن يختبره منهم هم عملهم بالشرائع المختلفة معتقدين أنها مصالح قد اختلفت على حسب الأحوال والأوقات 0 وهذا الذي يريد الله اختبارهم فيه لم يقطع قط لا في الغابر ولا في الحاضر من الزمان , بل الواقع من عهد نوح إلى يومنا هذا هو أن كل شريعة يكفرون من خالفها ويعادونه , فماذا يريد الله أن يختبره بعد هذا الواقع المستمر على الدهر , فلو أن الله جعلهم أمة واحدة متفقة ولو أن على المفر لكان خيراً لهم من أن يجعلهم مختلفين في الشرائع متعادين لأجلها ليختبرهم 0 / 1004/
إن كل دين يقول بالكفر لمن خلقه , وأهل كل دين يعادون من خالف دينهم كما تثبته الوقائع التاريخية والمعاملات اليومية في كل مكان , وإن ادعى النصارى أن دينهم يأمرهم بحب عدوهم فتلك دعوى مجردة يكذبها الواقع ويخالفها العيان 0 ولو أن أهل الدين اكتفوا باعتقاد أن من خالفهم كافر فحسب لهان الخطب , ولكنهم يعادونه أيضاً بأفانين العداوات كما قال المعري :
إن الشرائع ألقت بيننا إحناً وعلمتنا أفانين العداوات 0
فاختيار مثل هذا وتأميل الخير منه غير معقول0 00) يتبع
(1) الكشاف , تفسير الآية 30 من سورة الأنبياء –(2) الكشاف , تفسير الآية 30 من سورة الأنبياء –(3) سورة الأنبياء , الآية : 30- (4) سورة الأنبياء , الآية : 30 – (1) سورة هود , الآية : 7 – (2) سورة الرحمن , الآية : 15 – (3) سورة الحجر , الآية : 27 – (4) الكشاف , تفسير الآية 27 من سورة الحجر – (5) انظر سورة البقر’ , الآية : 30 – (6) سورة البقر’ , الآية : 34 – (7) سورة الكهف , الآية : 50 – (1) سورة الصافات , الآية : 158 – (2) الكشاف , تفسير الآية 158 من سورة الصافات – (3) سورة النحل , الآية : 15 – (4) الكشاف , تفسير الآية 15 من سورة النحل _ (5) سورة النبأ الآيتان , 6-7 (1) سور آل عمران , الآية : 191- (2) سورة الروم , الآية : 8 – (3) سورة الأعراف , الآية 176 – (4) سورة الأنعام , الآية : 165 – (5) الكشاف , تفسير الآية : 165 من سورة الأنعام – (1) سورة هود , الآية : 7 – (2) الكشاف , تفسير الآية 7 من سورة هود – (3) سورة المائدة , الآية : 48 – (4) تفسير الكشاف , تفسير الآية : 48 من سورة المائدة 0
* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب والشاعر العراقي – معروف الرصافي 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يؤمنون بالله لكي يقتلون شعوبهم
- بلاغة القرآن -6-
- خلق السموات والأرض
- خلق السموات والأرض -2-
- بلاغة القرآن – 5 -
- من هم الأرمن , وما هي مأساتهم ؟
- العرب متشابهون , ويكرهون أنفسهم
- بلاغة القرآن -4-
- غيفارا يحلم من جديد0
- الكوكب المضيء
- قلبي للنرجس ولأعقاب السجائر دمي
- بلاغة القرآن -3-
- بلاغة القرآن -2-
- الدعوة الإسلامية وإعجاز القرآن
- بلاغة القرآن -1-
- آيات التحدي في القرآن
- ذئاب الدماء , ونوح الصحارى
- هل القرآن معجز؟
- يغتصب المئات من الفتيات ويظل طليقاً
- فراغ شكّل الفراغ


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - خلق السموات والأرض-3-