أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2














المزيد.....

الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 11:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في كل يوم يجود علينا الإعلام والمكتوب منه خصوصا بطرح الإشكالية الطائفية سواء في بلاد الشام والعراق أم في بلدان أخرى. وما يميز هذه الطروحات هو وعيا عميقا ومتقدما في طرح هذه المسألة والبحث في جذورها المعرفية والتاريخية والأيديولوجية والسياسية والاقتصادية. هذا الوعي الذي نراه من زاوية الواقع الثقافي التقليدي وعيا متقدما على وعي المجتمع في هذه الإشكالية المتجددة الوجوه والأقنعة. وإذ كنا نثمن كل الجهود التي تبذل من أجل تحويل (الطائفية) إلى أداة معرفية! لقراءة جزء عنيفا ومقدسا من الواقع السلطوي في المنطقة. فهل يمكننا تحويل الطائفية إلى إداة معرفية لقراءة واقع التحولات في البلاد العربية؟ إنها مقاربة خطرة كما يراها بعضهم، مقاربة يمكن أن ينزاح الجهد المعرفي المبذول فيها ليعبر عن وعيا طائفيا آخر! هذا من جهة ومن جهة أخرى هل يحتاج القارئ العربي الآن فعلا إلى مقاربات ذات أبعاد شمولية من أجل إنتاج نظرية في المعرفة الطائفية؟ فنحن عموما المهتمين بهذه الإشكالية لم نهتم به عن هوى أو عن مزاج! بل إن اهتمامنا بها ناتج عن اهتمامنا بحالة اجتماعية سياسية قائمة على الأرض وتشكل تهديدا جديا للسلم الأهلي في هذه المجتمعات. ومن مفارقات الأمور أن غالبية المهتمين بهذا الملف الإشكالي هم دعاة لدولة المواطنة والمؤسسات والقانون وحقوق الإنسان. رغم ذلك نجد تسلل واع أم غير واع لوعي العالم طائفيا! وهذا هو مكمن الخطورة في الأمر والذي يعبر عن وعي شقي وعن حالة اغتراب مجتمعية عميقة يعيشها المثقف ( الديمقراطي ) ولا نعرف بالأحرى تسمية أخرى لهذا المثقف. ومازاد ويزيد الطين بلة في هذا الاغتراب أن المتلقي هنا وفي وضعيتنا محاصر بحدين:
الأول- هو حد السلطة السياسية التي أنتجت وعيا طائفيا بالطوائف وبتاريخيتها. حد السلطة الذي جعل السلطة كل وليس آخر، فبات خارج تفكير الفرد أن السلطة آخر حتى يفكر به ويتفاعل معه. وللتفاعل وجهه الإيجابي والسلبي. وهذا المخزون من التفاعل الشفاهي مع السلطة كفعل استيلاء كلي في لغة تحكى ولا تقال.استيلاء كلي على اللغونات الاجتماعية.
الثاني- دور الإعلام المرئي في صياغة الوعي لدى المتلقي وتسارع تقنيات الإعلام والمعلومة مما جعل هذا القارئ خاضع لمسافة يحتاجها قصيرة جدا بين الدال والمدلول، بين النص ورسالته، بين المعيوش والمأمول،بين شفاهيته وما يعرض عليه كتابيا، نأسف إن قلنا أن الكتابة الآن وبشكل عام باتت أيضا خاضعة للعرض والطلب في مقاييس المتلقي الراهن وليس المتلقي الماضي أو المتخيل! المتلقي الماضي كانت الكلمة المكتوبة مثلا حدثا مهما يحتفي به ولكنها الآن لم تعد كذلك بقدر ماهي عموما ـ وجبة سريعة يريد بها تبسيطا من جهة وغنية بالمعلومة من جهة أخرى! بحيث يمكننا القول أو الحديث عن (ثقافة إخبارية أو ثقافة الخبر) إنه عصر التلفزة! والتلفزة هنا في بلادنا تلفزة بشكل أو بآخر هي على مقاس سلطاتنا وتعارضاتها البينية! وليس على مقاس مواطن نأمل بوجوده وبلغة أخرى بإيجاده في حاضن مؤسساتي حقوقي.
الطائفية في عصرنا هذا هي شكل لحضور السلطة وأداة من أدوات ممارسة هذه السلطة بالآن معا، لكنها من جهة أخرى محاولة لوعي الذات السياسية، لأن الوعي الطائفي بمحصلته يمكننا تصنيفه وفق عدة معايير إجرائية ـ لأنه مبحث أدواته المعرفية لازالت رجراجة بين المعرفي الإنساني بكل إشكالياته المنهجية وبين الأيديولوجي التاريخي والسياسي المتحرك بكل انزياحاته الواعية وغير الواعية. لكننا هنا نهتم بمعيار أفرزته تجربتنا السورية: والذي هو معيار دعونا نسميه مغامرة إجرائية بمعيار ( تحقيق الذات الطائفية) والذي يمكن لنا أن نخلص من خلاله للقول:
إن مجيئ البعث إلى السلطة بعد عام 1963 قد بز ما قبله تماما من تاريخ سورية- بفعل غياب الدولة وحضور السلطة- وأعاد قراءة هذا التاريخ وفق متطلبات العسكر الذين أتوا إلى السلطة وفي خلفية بعضهم حضورا لوعي طائفي!
وهذا الانقطاع التاريخي نقل سورية من مجرى تطوري إلى مجرى تطوري آخر، ونفس المجازفة تدعونا للقول أنها: تكوين بداية جديدة لسورية المعاصرة. فالوعي الطائفي بما هو وعي قبل سياسي نظريا لكنه يتحول إلى وعي سياسي طائفي في حالة كانت فيها الطائفة أي طائفة* في المجتمعات المعاصرة مهضومة الحقوق بهذه الدرجة أو تلك المسيحيين والأكراد- رغم أن الأكراد في تلك الفترة كانوا جزءا من الحركة السياسية السورية ولم يكن لهم معبرا حزبيا قوميا كما نشاهد اليوم- نموذجا للتمييز في الدستور السوري لعام 1950 ولكنه تمييزا داخل فضاء أو صيرورة ليبرالية جادة لإنتاج مفهوم للمواطنة السورية، وأسه هو الحريات العامة والفردية من تشكيل أحزاب وإعلام حر ونقابات..الخ في وعي ليبرالي للنخب المتواجدة في الحركة السياسية التقليدية. بمعنى أن الوضعية الاجتماعية السياسية الثقافية كانت منفتحة على تغيير الدستور نفسه!
يتبع..




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (1)
- استقلالية الثقافة!هل هي علاقة قوة أم طيه سلطة؟
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-3-القضية الكوردية
- المؤتمر العام لجبهة الخلاص-2
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-برلين
- العلمانية ضد العلمانية-مساهمة في الحوار السوري
- سويسرا في القلب-3-
- سويسرا في القلب-2-
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.
- اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحار ...
- ضد ودفاعا عن الاخوان المسلمين في سورية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2