أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !















المزيد.....

هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


للفلسطينيين تقاليد عريقة مع [ المؤتمرات] التي تُعقد تحت شعار : حل القضية الفلسطينية
ومن هذه التقاليد العريقة ؛ أنهم أولا يفزعون من كلمة [ مؤتمر] لأنهم خلال تاريخهم الطويل لم يحظوا بقرارات أي مؤتمر من المؤتمرات تمنحهم الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة أو تنصفهم !
ومن التقاليد الفلسطينية العريقة أيضا؛ أنهم يخضعون أي مؤتمر من المؤتمرات [لعقدة المؤامرة] المتأصلة الجذور في ترابنا الفلسطيني الطاهر !
ومن التقاليد الفلسطينية كذلك ؛ أن الفلسطينيين يحاكمون المؤتمر قبل انعقاده ويفترضون النتائج ، ويحكمون على المشاركين في المؤتمر بالإعدام مع وقف التنفيذ على الأقل !
ومن التقاليد الفلسطينية أيضا؛ أن حدث الانعقاد في حد ذاته يتحول من حدث عادي عابر إلى [ موسم] لبذر الشقاق والنزاع بين الفلسطينيين ، فينشغل الفلسطينيون وأنصارهم في كل بقاع الأرض في كل أبواق إعلامهم للتحذير من المؤتمر ، ثم للتشكيك فيه ، ثم لاتهام المشاركين والممولين وكل من وافقوا أو سهلوا أو سوقوا المؤتمر !
ومن التقاليد الفلسطينية والعربية أيضا أن المفاوض الفلسطيني ويشترك معهم في ذلك كثير من المفاوضين العرب عندما يذهبون لمؤتمر من المؤتمرات فإنهم أولا [يتجاهلون] بقصدٍ وإصرار المفاوضين السابقين ، ولا يهملون فقط رؤساء المفاوضات السابقين ، بل إنهم يتجاهلون كل الفريق المفاوض السابق ، لأن كل مفاوضٍ جديد يأتي ومعه طاقمه الخاص به وملفاته الخاصة به وطريقته الخاصة به ! من منطلق [ الفخامة] والقدرة الشخصية ، فالجديد يأبى أن يلجأ للعتيق مخافة أن يُقال عنه : إنه ضعيف الكفاءة !
ومن التقاليد الفلسطينية الراسخة أننا نفترض أن كل دول العالم على شاكلتنا ، بمعنى أنه يعرفون مدلولات الأرقام التالية 181-194-242-338... الخ أرقام قرارات الأمم التي أقرتها الجمعية العمومية ، وكأن كل دول العالم لا شغل لها إلا أن تُحفِّظ مفاوضيها أرقام القرارات بدون أن نتمكن من بلورة الأرقام إلى صيغ جديدة تلائم القوانين والواقع العالمي في الألفية الثالثة ، مع الاعتراف بأننا مع كل قرار جديد ننسى القديم ... ويبدو أننا سننسى هذه المرة أيضا نقطة القوة الوحيدة التي أجمع عليها العرب وهي قرارالقمة العربية الذي اقترحه جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في مؤتمر القمة في بيروت عام 2002 حينما وافق العرب في مؤتمرهم على تبني مبادرة الملك عبد الله والتي تنص على ( السلام الكامل نظير الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة منذ عام 67 )!


هناك أبجدية راسخة في [ علم المفاوضات ] في عالم اليوم فالمفكرون ورجال الأحزاب وأصحاب المؤسسات يقومون قبل انعقاد أي مؤتمر من المؤتمرات بتشكيل خلايا [ بحثية] لتعزيز المفاوضين وإمدادهم بالأفكار المطلوبة لكي يتمكن المفاوضون أن يحصلوا على أفكار [ الرأي العام ] وهذه الطريقة تكون بمثابة استفتاء شعبي على الأفكار المتداولة !
ومن الأبجديات الضرورية للمؤتمرات في دول العالم المتحضرة .. أن المؤسسة المسؤولة عن تنظيم المؤتمر هي التي تبادر بدعوة المثقفين وأصحاب الرأي وممثلي القطاعات الشعبية لتسمع آراءهم وتدونها حتى تتمكن من دخول المؤتمر بغطاء وطني كامل .. وهذا يمثل الديموقراطية تمثيليا جيدا .
ومن الأبجديات الرئيسة كذلك في الدول المتحضرة أن يقوم المسؤولون عن إدارة المفاوضات بالاستعانة بالخبراء ودهاقنة السياسيين ومحترفي القانون في كل المجالات ليضعوا الاقتراحات والمشاريع التي هي أسلحة المفاوض ، ومن النادر أن يقوم أحد المسؤولين بجولة بدون أسلحته التفاوضية السابقة !
ومن أبجديات المفاوضات كذلك أن قوة القرارات التي ستصدر عن أي مؤتمر من المؤتمرات تكون في مصلحة الطرف الأقوى وهو الذي يفرض دائما إرادته ، فالقوة العسكرية والمالية والنفوذية هي المقصودة هنا بالقوة .
وتأتي قوة المؤتمر بعد ذلك من صاحب الدعوة للمؤتمر وهو الذي يفرض على المؤتمر (جو) المفاوضات ، فللترتيب والتنظيم وعدد المشاركين والمدعوين أثرٌ في الفوز بالنتائج .
ثم يأتي بعدئذٍ دور القضية المطروحة بطرفيها المتناقضين ، ومن المعروف أن من يفوز في النهاية من الطرفين المتفاوضين هو الذي أشرت له سابقا ، أي من يحمل أسلحة تفاوضية أقوى من خصمه .
ومن يقم بترتيب ملفاته التفاوضية ترتيبا محكما ، يفز في النهاية بأكبر قدر من القرارات .
ومن يبق حبيس تقاليده القديمة ، فليس أمامه سوى خيارين ، العودة خاسرا ، أو الانسحاب وتحويل الانسحاب من المؤتمر إلى إنجاز وطني كبير ، كما يحدث في كثير من المؤتمرات العربية .


ملاحظة عابرة " جاء في أخبار هذا اليوم 27/10/2007م أن وزيرة الخارجية الأمريكية تعتزم الاجتماع بالرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر ، وبل كلينتون لغرض الحصول على خبراتهما في المفاوضات ، وكان الخبر يقول :
إن الهدف هو الاطلاع على نصائحهما ، وهو تعبيرُ صحيح "
حقائق
إسرائيل ما تزال هي الأقوى عسكريا واقتصاديا ، فهي لا تسعى ولن تسعى إلى أي حلّ غير مشروعها القديم الجديد ، وهو الذي طرحه جورج بوش الأب عام 2002م ووافق عليه شارون بحرارة ويتخلص المشروع في : "الإعلان عن دويلة فلسطينية في حدود ما قبل 7 يونيو 1967م مع الأخذ في الاعتبار الواقع الطبوغرافي على الأرض"
لقد فرح كثيرٌ من الفلسطينيين بهذا الطرح الأمريكي لأنهم قرؤوا الجزء الأول من المشروع وهو " إنشاء دولة فلسطينية " ولم يكملوا الباقي ، والباقي هو الأسوأ وهو يعني أن نعترف بالهيكلية التي فرضتها إسرائيل على الأرض وجعلت فيها القدس تابعة لمستوطناتها حول القدس بواسطة الطرق الالتفافية كبيتار وعيليت ومودعين وغيرها ، مما يعني أن هذه الدولة ستكون على واحد ونصف في المائة من أرض فلسطين فقط .
ومن الحقائق الأخرى أنه لم يعد في القضية الفلسطينية [ مخبواءات] يمكن أن يُتفاوض عليها سرا .
فقضايا المفاوضات الفلسطينية يعرفها الصغير والكبير ، فما دام الأمر كذلك ، فليس هناك مجال كبيرٌ للمؤامرات .

ومن الحقائق المريرة أيضا أن إسرائيل هي المستفيد الأول من الواقع الفاسطيني المتآكل ، فعندما يطالبُ المفاوضون الفلسطينيون بالثوابت الفلسطينية ، فإن الإسرائيليين سيصرخون :
باسم مَن تتحدثون ؟
غزةُ ليست معكم وقد أعلناها كيانا معاديا !
أما الضفة فليست أيضا معكم ، لأنها معنا ونحن الذين نحميكم فيها لأنكم ضعفاء !
ملاحظة : " أبقى الإسرائيليون خطتهم الأزلية في عدم منح الفلسطينيين أية قوة لكي يبقوا هذا الأمر تهديدا دائما عندما ينزعجون من مطالب المفاوضين " انتهت الملاحظة
وأخيرا هل ينجح توقُّع وزيرة الخارجية الإسرائيلية (تسفي ليفني ) من المؤتمر ، وتَوَقُّعها هذا يُعزز بالطبع من شكوك الفلسطينيين فقد قالت :
النتيجة : ( وثيقة تفاهم مشترك ) فقط !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
- هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !