أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!















المزيد.....

ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:23
المحور: كتابات ساخرة
    


قال الفيلسوف فولتير في تعقيبه على رسالة وصلته من الفيلسوف جان جاك روسو عام 1745م :
إنك تسرُّ الناس ولكنك لا تعالجهم !
كان التعليق السابق دافعا لروسو أن يكمل أبحاثه في التربية والتعليم حتى (يعالج ) مجتمعه فكتب روسو مرجعه التربوي الكبير [ إميل] !
وإميل هو مولود روسوالافتراضي في قصة شائقة يقسم فيها طريقة تربيته في مراحل حياته إلى مرحلة الميلاد والطفولة ثم الشباب والزواج بعروسه صوفي .. وهو ينكر التعليم المبرمج في كتابه ويجعل الدافع الغريزي للتعليم هو الذي يدفع إميل لأن يتعلم ، وهو يجعل إميل يتعلم من أخطائه ، وهو وإن كان قاسيا على إميل إلا أنه كان أكثر قسوة على صوفي ،فحرمها من التعليم وجعل مكانها البيت وطاعة الزوج !
وما أزال أذكر كيف ردّ روسو على أحد العوام عندما قابله فقال له :
لقد ربيت ابني وفق كتاب إميل ؟
فرد عليه قائلا :
لم أكتب إميل لابنك!
كما أن جميع دارسي جان جاك روسو يعلمون بأنه لم يُوفق في اختيار زوجته ، فقد تزوج فتاة أمية ، وأنجب منها خمسة أبناء ولم يوفق في تطبيق نظرياته التربوية على أبنائه فأودعهم جميعهم ملاجىء الأيتام !
ليس مطلوبا من الكاتب أن يصمم الأفكار وينفذها هو ، فالتنفيذ لا ينجح إلا إذا قام به فريقٌ ، وليس فردا واحدا.
وما أزال أذكر كيف أن المبدع أحمد زويل صمم مركزا للأبحاث في مصر ، ثم طارده أهل جلدته ليكمل مشروعه ، أي أن يجلب النقود بنفسه لبناء المشروع ، ثم أن يختار هو بنفسه أيضا العاملين في المشروع ثم يشرف على إنتاجه ، ثم يقف في قفص الوطن للمحاسبة على المشروع الذي صممه هو .
ونظرا لأنه ليس من أنصار الفردية العربية فقد غادر بلاده وهو يقول :
المبدع والمفكر يقترح الأفكار ، أما تنفيذها فيقع على عاتق الفريق الوطني كله !

وبعيدا عن روسو وفولتير حاولت متابعة كُتَّاب المقالات في الصفحات المكتوبة على شبكة الإنترنت وحاولت أن أعرف أسباب تهافت القارئين على كثير من المقالات المكتوبة وشغفهم بها ، فوجدتُ بأن ترتيب المقالات التي تحظى بزيارة عدد كبير من القارئين تتراوح بين :
المقالات التي (تهجو) الزعماء والمسؤولين السياسيين، وكلما كانت ألفاظ الهجاء بذيئة ، كانت تحظى بزيارة أعداد أكبر .فالقراء لا يُعجبون إلا بالمتطرفين ولا يشترطون في الكاتب أن يكون مثقفا واعيا ، بل أن يكون متهورا قاسيا !
والقسم الثاني الذي يحظى بالإعجاب هو المقالات التي تتحدث عن المشكلات العاطفية والجنسية ، وهناك أنواعٌ كثيرة منها ، فمنها المقالات التي تكون في صورة قصص منحولة تحكي أحداثا غريبة وخارجة عن المعتاد ، ومنها المقالات التي تتحدث عن الجرائم الجنسية والعاطفية .
والقسم الثالث هو مقالات الترهات والخرافات ، وهذا النوع يحظى بزيارات أعداد كبيرة من القارئين ممن يحلمون ويجعلون أحلامهم مادة لمقال ، ومنهم من ينتحلون الأحلام ليحققوا نصرا في كسب أعداد من المريدين والأتباع !
وهناك قسمٌ آخر من المقالات التي يحتكرها بعض المفتين ، ممن نصبوا أنفسهم رقباء وجعلوا الناس يقتنعون بأنهم لن يدخلوا الجنة إلا بمباركة هؤلاء ، لأن الله سبحانه قد فوضهم أمر العالمين متناسين قوله تعالى : " إني قريبٌ أجيبُ دعوة الداعي إذا دعانِ " أي بلا وساطة من أحد !

أما المقالات الفكرية التي تنشِّط العقل وتفتح الآفاق الثقافية ، فتقع في ذيل.. ذيل... ذيل قائمة الزائرين !
مع العلم بأن أرقام الزائرين في بعض المواقع تخضع للمؤامرة أيضا ، إذ يقوم بعض الكتاب بتجنيد عدد من المتابعين لغرض التأثير في حجم الزيارات لمقال الكاتب مستخدمين في ذلك براعتهم التكنولوجية !
فقد تتبعتُ مقالا (تافها) بكل مقاييس المقالات لأحدهم لأعرف سبب ارتفاع عدد زائريه ، كي أعثر على سبب هذا العدد الكبير من القراء للمقال التافه ؟
وفاجأتني النتيجة حينما لفت انتباهي أحدهم بأن كاتب المقال (التافه) مسؤول كبير يسخِّر موظفيه وخبراء مؤسسته ليزوروا الموقع مرات ومرات ويكتبوا التعليقات الجميلة الرائعة ، بالتواطؤ مع مسؤولي الصفحة الألكترونية ، كما ونبهني بأن المسؤول الأول عن الصفحة الألكترونية يتلقى الدعم المالي من هذا المسؤول كل ذلك مع إصرار القائمين على الصفحة بأن الزيارات تحسب ألكترونيا !!
أعود إلى النقطة الأولى التي بدأت بها مقالي وهي:
أن تعليق فولتير على رسالة روسو ينطبق اليوم على معظم الكتاب العرب الذين أتابعهم على الأقل !
فمعظم الكتاب الذين يكتبون اليوم في الصحف المكتوبة والمرقومة ألكترونيا ينطبق عليهم قول فولتير [ يعجبون الناس ولكنهم لا يعالجونهم ] !
نعم إن كاتب المقال يجب أن يكون طبيبا في علم نفس المجتمعات ، ولا يمكن لمن يتصدى لعلاج المجتمعات أن تكون ثقافته ثقافة قشرية ، ولا يمكن للجاهلين والمغامرين والهواة أن يكونوا كتاب رأي يوجهون الرأي العام !! فقد كان الأنبياء والرسل قادة رأي لأنهم مثقفون وحكماء ، وقد صمم الفلاسفة والمثقفون لنا حياتنا الراهنة ، فكل المجتمعات ما تزال تقتات على [ مدينة أفلاطون] وتتلمذ على يد تعاليم سقراط وأرسطو والفيثاغوريين ، واستفادت المجتمعات من مدينة الفارابي الفاضلة ومن تعاليم بوذا وزرادشت وواصل قادة الرأي بعدهم محاولتهم في علاج أدواء المجتمعات فكتب كامبانيلا مدينة الشمس واقترح فرنسيس بيكون عالم الأطلنطس الجديدة ، وصمم توماس مور اليوتوبيا وهي مدينة أخرى كمدينة أفلاطون .
وسحب غاليليو وكوبرنيكس البساط من تحت أرجل الكنيسة حينما وصفا الأرض والسماء وصفا علميا خاليا من الأحلام والترهات ، وقام كانط وماركس وروسو وهيغل بتصميم أنماط الحياة في المجتمع ، وواصل ابن رشد والغزالي إنتاج الفلسفة العملية وتابع المفكرون والكتاب إنتاج [ عسلهم] الفكري وتنوعوا ؛ فمنهم المتصوفة كجلال الدين الرومي وأبو بكر الجامي وابن عربي والحلاج وصولا إلى متصوف القرن العشرين جبران خليل جبران . وتصدى مفكرون آخرون للجهالات من أمثال الأفغاني والكواكبي ومحمد عبده ومحد رضا ، وأكمل ماكلوهان الذي عاش في القرن العشرين تصميم نظام ألفيتنا الثالثة باختراع [ عالم القرية الكونية الواحدة] .
وقام الكاتب والمفكر جون ديوي باستحداث العديد من الأنماط التربوية الحديثة، وغيرت آراء الكتاب والمفكرين وجه مجتمعاتهم تغييرا جذريا حين أسسوا المذهب البرغماتي الذي يحرك اليوم كل الدول المتقدمة وعلى رأسهم زعيم المذهب النفعي أو [ البراغمي] وليم جيمس وتشارلز بيرس !!
فمن من كتابنا ومفكرينا العرب قام بوضع أسس جديدة للتعليم في عالمنا العربي ، أسسٍ غير خاضعة للمؤسسة الرسمية التقليدية لهدف النهوض بأبنائنا وإخراجهم من كهف التخلف إلى أفق العالم المتحضر المفتوح ؟!!
وكم كاتب عربي في شبكات الإنترنت وُفِّقَ في تصميم مخطط هيكلي لكيفية ركوب العرب قطار الحضارة ؟
وكم كاتب ومفكر وأديب تمكن من وضع خطة لترميم الثقافة العربية ، أو بناء أسس الثقافة العربية الجديدة ؟!!
وأختم حديثي بتعليق للكاتب المفكر الكبير عباس محمود العقاد عندما عرض عليه أحد كبار الكتاب في عصره مقالا مطولا .. فكتب العقاد تعليقه على المقال :
" جهدٌ [عضلي] مشكور " !!
فهل تحولت المقالات من خلايا عسل فكرية إلى حركات رياضية وجهود عضلية ؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
- هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟
- الحرب (المائية) الثالثة !
- الحرب (المائية) الثالثة !!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!