أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خليل الجنابي - بدعة جديدة للقتل إسمها ( السلاح الطُعُم ) !!














المزيد.....

بدعة جديدة للقتل إسمها ( السلاح الطُعُم ) !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ العصور الحجرية تفنن الإنسان في طرق صيده وأقتناصه للحيوانات , حيث كانت في بادئ الأمر لا تعدو أكثر من الإختباء وراء الصخور والأشجار والإنقضاض على الحيوانات التي كانت تقترب منه , وتقطيعها وأكلها وهي نيَّة قبل أن بكتشف النار , وخلال مسيرته الطويلة توصل الى بعض الطرق التي وفرت له الكثير من الصيد الدسم , كحفر الحفر وتغطيتها بألقش وأوراق الشجر والأغصان , وسقوط الحيوانات فيها حين مرورها من فوقها , وتطورت تدريجياً أدواته التي كان يستخدمها للصيد , فمن الأحجار الى جذوع وأغصان الأشجار وتحويلها إلى رماح وسهام خشبية إلى أكتشاف المعادن وتطويعها تحول الى القوس والنشاب والسيوف والدروع , ثم الى البنادق والمسدسات والرشاشات والديناميت والقنابل , والدبابات والطائرات , بكل أشكالها وأنواعها , وكذلك الأسلحة المحرمة دولياً من أدوات الدمار الشامل والقنابل الذرية والهيدروجينية وغيرها , وأدوات الفتك لا تُعد ولا تُحصى , وبعد أن كانت في بداية الأمر لصيد الحيوانات وأكل لحومها لمساعدته في العيش والبقاء على الحياة أصبحت لصيد الإنسان وقتله , وبعد أن شبع من أكل اللحوم الحيوانية , جاء دور الإنسان ولحمه ودمه , على إعتبار أن ( الإنسان أثمن رأسمال ) , ومعذرة لماركس لأن العالم قلب ماكان يعنيه من القيمة الحقيقية للإنسان من أنه أثمن شيء في الوجود , وتحول الشعار إلى ( الإنسان أرخص رأسمال ) !! .
وبقدر ما يتعلق الأمر بالصيد والإصطياد نأتي ألى مايفعله صائد الأسماك ووضعه ( للطُعُم ) في سنارته كي يجلب الأسماك حولها لتبتلع بعدها ( السنارة والخيط ) . وما أشبه اليوم بألبارحة .
ومن هذا المدخل نأتي الى الأخبار التي تُشير الى أن القوات الأمريكية تضع أسلحة وبعض المعدات في مناطق معينة لإصطياد العراقيين , وإستناداً الى الوثائق التي عُرِضت في إحدى المحاكم الأمريكية , من أن الأوامر قد صدرت للقوات الأمريكية في العراق بوضع ( طُعُم ) يشمل أسلحة ومتفجرات وذخيرة وقتل من يأتي لإلتقاطها , على أعتبار أن من يأتي لأخذها هو من الإرهابيين أو الذين يقاتلون القوات الأمريكية . وتجري في الوقت الحالي محاكمة ثلاثة جنود أمريكان متهمين بقتل عراقيين بهذه الطريقة , وإستناداً الى جهاتهم الرسمية , فإن هناك برنامج سري مُعد لهذا الغرض . وقال ( بوريس ) الناطق الرسمي بإسم الجيش الأمريكي ( إننا نناقش أساليب محددة نعتمدها في إستهداف المقاتلين الأعداء حتى نحرم العدو من الإطلاع على تكتيكاتنا وإجراءات تدريبنا ) . كما يصف الكابتن ( ماثيو ديدير ) وهو قائد مفرزة أمريكية متخصصة في عمليات القنص في إفادة نشرتها له صحيفة الـ ( واشنطن بوست ) , قائلاً
( وضع الطُعُم للعدو يعني أنه إلقاء السلاح في مكان ما نعلم أن العدو سيستخدمه , ويكون الهدف هو تدمير العدو ) . وقال في إفادته أيضاً ( في حال عثر أحد الأشخاص على السلاح وإلتقطه وحاول أن يغادر المكان وفي حوزته السلاح , فإننا سنشتبك معه , لأننا نرى أن أخذه السلاح دلالة على أنه سيستخدمه ضد القوات الأمريكية ) . ويقول أحد المحامين الذين يترافعون عن الجنود المتهمين ( بأنهم تصرفوا طبقاً للأوامر الصادرة إليهم , وأنهم لم يقوموا سوى ماطُلب اليهم رؤساؤهم القيام به ) , ويقول ( جاميس رايس ) وهو مدير الشؤون القانونية في منظمة ( هيومان رايتس ووتش -- أن نشر القوات الأمريكية للأسلحة والذخائر والمتفجرات لإستهداف المتمردين من شأنه طرح مشكلات واضحة تخص إنتهاك حقوق الإنسان ) وأضاف قائلاً ( أن هناك أسباب كثيرة تجعل المدنيين يرغبون في ألتقاط هذه الأسلحة الملقاة على الأرض ) .
وهذا بألطبع هو المنطق السليم , فألظروف التي يمر بها شعب العراق , هي ظروف قاسية تفوق حد التحمل , فإلى جانب كل شيء تقف الحالة الإقتصادية على رأس البلاوي التي تحيق بهم من كل حدبٍ وصوب , نتيجة البطاله والغلاء الفاحش للأسعار , ولا يجد المرء ما يعتاش عليه هو وعائلته وأطفاله , لذا فإن أي شيء يلقاه في أكوام القمامة سيعتبره مكسباً يسد به رمقه , وهذا مايفعله الآن الأطفال والنساء , فما بالك من أن يجد الإنسان أسلحة على قارعة الطريق , بالتأكيد سيأخذها للإستفادة المادية منها , حتى يستطيع أن يُطعم أطفاله الجوعى ,
لكن العمى قد أصاب المخططين لهذه العمليات , وإن دلَّ هذاعلى شيء فإنما يدل على الإستهانة بألشعب العراقي ألذي ذاق الأمرين من التصرفات الهوجاء لقوات الإحتلال .
ولابأس من التذكير , بأن القوات الأمريكية إستعملت في الحرب الفيتنامية ما يشابه ( السلاح الطُعُم ) , فكانت ترمي مع فضلات الطعام من السموم والمتفجرات , حيث راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء وهم يبحثون في فضلات الجنود الأمريكان عما يسد رمقهم من الجوع .
هذه هي مآسي الحروب في كل أنحاء العالم , قسوة ووحشية وهمجية , وموت بأشكال مختلفة وبعيدة كل البُعد عن الرحمة والإنسانية والشفقة , ومخالفة لكل الشرائع الإنسانية التي كتبها الإنسان بنفسه وخطها في الوثائق الدولية . فمن مشكلة بلاك ووتر إلى مشكلة السلاح الطُعُم والحبل على الجرار ... والله في عونك يا شعب العراق !! .

30 / 9 / 2007



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفشي مرض الجرب بشكل مُخيف بين نزلاء السجون العراقية الحالية ...
- قصص حقيقية في النصب والإحتيال عبر شبكة الإنترنيت
- لنزرع أشجار الزيتون في كل مكان ... ولنوقد الشموع من أجل ضحاي ...
- للذكرى فقط ... أمريكا والإنقلابات عِبر التأريخ!!
- العراقيون - مفتحين بأللبن !!
- الركعه زغيره والشك عريض
- لتكن ذكرى هيروشيما وناغازاكي المؤلمة عاملاً يدفع العالم نحوى ...
- في العراق .. نواب ( موافج ) وقانون النفط
- سوالف لها طعم الحنظل
- المجد الخلود للزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار ولثورة 14 ...
- 3/7/1963 - حسن سريع ورفاقه الشجعان - البطولة والتضحية والفدا ...
- السبح يولجي والعبور الى بَر الأمان
- واهليّه وهلاهل وهيل وجوبيّه للمؤتمر الوطني الثامن للحزب الشي ...
- زَعًل العصفور على بيدَر الدُخن
- حول الفرهود مرةً اُخرى
- فرهَدَ , يُفرهِدُ , فرهود !!ء
- الصّيد في الماء الخابط
- الطلبة ورود في صدور العمال / بمناسبة ذكرى 14 نيسان 1948 الخا ...
- الدخول الى الجنة من خلال قتل طلاب المدارس والجامعات العراقية ...
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبر شبكة الانترنيت


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خليل الجنابي - بدعة جديدة للقتل إسمها ( السلاح الطُعُم ) !!