أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرام كربيت - الملك السويدي كارل الثاني عشر















المزيد.....



الملك السويدي كارل الثاني عشر


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 09:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


دعونا نسمع ماذا يقول الملك عن نفسه:
ولدت في السابعة عشرمن حزيران/يوني/ من العام /1682/ .
كانت السويد دولة قوية وكبيرة. تنعم بالسلام والمنعة. لم يكن يوازيها بالكبروالقوة سوى روسيا القيصرية.
دخلت السويد في حروب كثيرة مع الدول المجاورة. خرجت منتصرة وقوية في أغلبها.
تزوج والدي من السيدة أولريكا إليانورا أخت الملك الدانمركي. الدفء والحب والألفة والسعادة لفت علاقة والدي بأمي وأسرته. لقد رزق بثلاث صبيان وبنتين. لكن بعد فترة قصيرة من ولادتهما توفي الأطفال الذكورالثلاثة.
أضفى هذا الوضع الحزن والكآبة على قلب والدي وبيته.
أنصب أهتم والدي علي بشكل غير طبيعي لأنني كنت وحيده.. الوريث الوحيد لعرش المملكة السويدية.
ذهبت معه في سفراته الطويلة قبل أن أبلغ الرابعة من العمر. كنت أركب على ظهر الحصان:
ـ أرى والدي كيف يتمرن مع جنوده ويقوم بالتدريبات العسكرية.
كنت معجباً بقدرات والدي.. فخوراً به.
تتأجج في داخلي الرغبة والأمل أن أبلغ مبلغ الرجال وأصيرمثله.
خلال المئة سنة الأخيرة. دخلت السويد في عدد من الحروب. أستولت على الكثيرمن دول الجوارالتي تقع في جنوب بحر البلطيق.
من أجل التجارة.. من أجل السيطرة على ممرات التجارة. ضمت السويد بحر البلطيق كله إليها.
صار بحر البلطيق سويدياً خالصاً.
كان العدو الأخطرللسويد هي روسيا.. وبعض الدول الألمانية الصغيرة المتناثرة.
كان والدي في السبعة عشرة من العمرعندما أصبح ملكاً.
بعد ثلاثة أعوام من التنصيب. هاجم السويديون بقيادة والدي مقاطعة أسكونا الدانماركية. حدثت معركة غير عادية هناك ذهب ضحيتها آلآف الجرحى والموتى في ميدان المعركة.
على مشارف مدينة لوند الكائنة في مقاطعة أسكونا أجبروالدي الجيش الدانماركي على الفرار.
نجحت السويد في إدخال مقاطعة أسكونا ضمن المملكة/حالياً ضمن المملكة السويدية/.
الحروب الكثيرة جعلت السويد بلداً فقيراً. لهذا أجبرالملك النبلاء على التنازل عن بعض ثرواتهم. في الوقت نفسه عمل على مسك مقاليد السلطة والحكم بيد من حديد على كامل السويد والدول الواقعة تحت سيطرته.
لم يقبل أن يتدخل النبلاء في إدارته للسلطة والدولة والحكم.
عندما كنت في الرابعة من العمرتتلمذت على يد أول معلم. بسرعة كبيرة تعلمت القراءة والكتابة. قرأت التأريخ واللغة اللأتينية. في دراستي للتأريخ أطلعت على الخرائط. من خلال التأريخ قرأت الجغرافيا. بسهولة وسرعة أتقنت اللغة اللأتينية والألمانية والفرنسية. لكن المادة المفضلة لدي كانت الرياضيات. لكن أولاً وقبل كل شيء حاولت أن أتعلم كيف يمكن للمرء أن يقود الفرق العسكرية في الحرب عندما يكون في الخط الأمامي من الجبهة من أجل الدفاع عن حدود المملكة في وجه الكثير من الأعداء.
في السادسة من عمري صارعندي غرفة خاصة لي وأتهندم مثل الكبار.
كان يطيب لوالدي الجلوس مدة طويلة ويذهب في حديث طويل عن عظمة السويد وقوتها قبل الحرب. كثيرة هي المرات التي يكون فيها غاضباً. أحياناً كثيرة كان من الصعب أن يتكلم مع أحد. مع هذا كنت أتمنى أن أكون مثله. كان وحيداً.. قوياً وشديد المراس.
كان والدي المثل الأعلى لي!
مع ذلك يلبس ثياباً بسيطة مثل أي جندي. يتحرك ويدورحول البلاد طولاً وعرضاً من على على حصانه. راغباً في رؤية الناس العاديين ومعرفة مشاكلهم ومحاولة مساعدتهم قدرما يستطيع.

أما والدتي فقد كانت لطيفة ورقيقة ودافئة. توفيت عندما كنت في الحادية عشرمن العمر. كتب والدي في مفكرته الكلمات التالية:
ـ لقد فقدت أعز حبيبة وأطيب زوجة. أحس بالحزن العميق والفاجعة. عسى الله يمنحني القوة والصبرفي مصابي.. ويواسيني مع أبنائي الثلاثة في هذا الحزن الجلل لفقداننا لها.
عندما بلغت الخامسة عشر من العمرتوفي والدي. بقي لي على قيد الحياة أختي الكبيرة هيدفيك صوفيا وأولريكا إليانورا. دربت نفسي على الوحدة والعزلة.قلت: على الملك أن يثق بنفسه أولاً. أحسست إنني أحب الوحدة والعزلة مثل والدي. بعد عام على وفاة والدي توجت ملكاً على السويد.
تم التتويج في الكنيسة الكبيرة لأن النارجاءت على القصركله.
عندما توجت ملكاً كان في خاطري ثلاثة أشياء مهمة علي القيام بها:
ـ أن أقررعلى كامل التراب السويدي السلام والحرب.
ـ أن الله أختارني لأكون ملكاً ومسؤولاً عن الأرض والشعب.
ـ أن أدافع عن حدود الدولة الممتدة من السويد.. فلندا.. إستونيا.. ليتوانيا وأجزاء كبيرة من المانيا.
أن يكون المرء ملكاً.. عليه أن يجلس كل أوقات النهارفي الغرفة.. يرد على مختلف الرسائل أويستقبل الزوارمن البلدان الأخرى.
أحياناً أهمل الرد على كل الرسائل. ومرات كثيرة أجول على حصاني حول البلاد حتى أنهك من التعب.
إحدى المرات جاءنا زائر من فرنسا قال لي:
ـ الملك لا يشبه أحد.. لا يخاف من المخاطر.. لا يبالي عندما يطلب منه الحذر.. حينها يصير أكثر جنوحاً ولا يهاب الموت على الأطلاق. يجب أن يكون ممتلئ القناعة بالله الذي يحميه ويصونه.
كان ذلك صحيحاً.
أحب صيد الطرائد وطعنها وقطع رأسها مباشرة. أنام في غرفة مفتوحة النوافذ مثلما أكون في الجبهة.
خلال هذا الوقت رحت أبحث عن امرأة من أجل الزواج بها وأنجاب طفل يورث العرش من بعدي. لكني لم أعرالفتيات أي أهتمام. كنت على استعداد دائم.. في أي لحظة يمكن أن تندلع الحرب.. عندها يجب أن أكون موجوداً على رأس الجيش. لذلك لم يكن لدي وقت للعشق. الذين التقوا معي علموا إنني مختلف عن الناس الذين من جيلي. أحد النبلاء الدنماركيين قال بحقي:
ـ كارل الثاني عشرفي السابعة عشرمن العمر. لكنه يلبس الثياب البسيطة.. لايهتم بالنساء كما لا يستخدم الباروكة.
لا أعتقد إن أحدهم يعرف كيف أفكرأوأحس أوأشعر.
في الحقيقة كنت وحيداً وأحب العزلة والوحدة.
لم يكن لدي الوقت للعشق والعواطف والمشاعر!
أستيقظ في الساعة الخامسة صباحاً من أجل مواصلة العمل. أراقب تطورات التجارة على الصعيد الداخلي والخارجي. أرعى وضع البلاد والشعب وسير حياته بشكل أفضل.
أحياناً كنت أرغب أن ألبس ثياباً أنيقة. أجهز حفلات صاخبة. لكن أغلب الأقات كان ينتابني أحساس أن الحرب قادمة.. على الأبواب. الملوك في أوربا ينظروا إلي على أني مجرد شاب صغيريمكن هزيمته وهزيمة السويد بسهولة في الحرب. كان الدانمركيون يتطلعون إلى أسترجاع مقاطعة إسكونا وروسيا القيصرية عينها على أحتلال الموانى والمدن الواقعة على الشاطئ الشرقي من بحر البلطيق التي كانت تحت الحكم السويدي مدة طويلة من الزمن.
لم أكن أخاف من الحرب.
كان والدي محارباً ذكياً. كنت أريد أن أكون مثله! تحدث معي مرات كثيرة عن كيفية قيادة الجيوش عندما تبدأ المعركة. كنت أكثر واحد مستعد لخوض الحرب من أي ملك أوروبي.
في آذار من العام 1700 جاء رسولنا بخبرفحواه:
هاجمت فرقة عسكرية من الجيش الروسي على ليتوانيا الواقعة تحت السيادة السويدية. كنت في السبعة عشرة من العمرومستعداً لكل الأحتمالات. أنتابني أحساس غريب.. أحساس غامض بالسعادة. قلت:
ـ أخيراً سأعيش أجواء الحرب التي أنتظرتها طويلاً. لبست الثياب العسكرية مثل بقية أفراد الجيش.. معطف أزرق يصل إلى الركبة. تحت المعطف صدرية من الجلد وبنطال أصفرضيق يصل إلى الركبة. أنتعلت جوارب طويلة وجزمة غليظة. أعلنت النفير العام. أرسلت الرسائل والرسل إلى كل الأجزاء الواقعة تحت الحكم السويدي من أجل الأستعداد للحرب. بسرعة فائقة تقدم مئة ألف رجل للسير ورائي في معركتي الأولى.
سميت ذلك النفيركارولينا.
الدخان والضباب واللون الداكن عوامل مساعدةفي الحرب.. في دفع أشرعة السفن. من أجل مساعدتنا أنا وجنودي للوصول إلى قلب الحرب. كان علي أن أدافع عن بلادي وعن ارض المملكة وأن أحكم السويد والشعب بشكل عادي.
العديد من العربات حُملت. الأقداح والبورسلين.. الطعام والنبيذ.. الأسرة والبطانيات.. الخيم وأشياء أخرى من مستلزمات الحرب.
جهزت السفن.. دفعت الأشرعة بأتجاه الشرق.. إلى الخليج الفلندي. أحتل الروس إحدى الحصون الواقعة في مدينة نارفا. أقترب جيشنا.. الجيش السويدي من ميناء قريب من مدينة نارفا. هناك تركنا سفننا. بدأنا نسيربأتجاه الشمال.
كنت مستعجلاً. لكن الأمرلم يكن بيدي. الأمر يحتاج إلى وقت أطول. من أجل أن يسيرالجيش.. المرافقين.. الخيول والعربات. نريد ان نصل قبل أن ينتهي شهر نوفمبر.. قبل البرد والمطروالوحل. حتى لا تغرز العربات في الوحل.. قبل أن يتعفن الخبز.. قبل أن يمرض الجنود ويصيبوا بالأفات.
في ديسمبر/كانون الأول/من العام 1700 كنا في مرمى الهدف.. كنت في نارفا ووجه لوجه مع العدو. وقتها كنت في الثامنة عشرة من العمر. خليط من المطر والثلج يتساقط طوال الليل. خيم على الجيش الأجهاد والتعب وتبللت الثياب والأحذية بالماء والوحل. لم ندق الطعام لعدة أيام متواصلة ولفنا الجوع.
بدأت في الساعة السادسة من صباح اليوم التالي أخطط للهجوم. في الساعة الثانية بعد الظهرأعلنت النفير العام وأمرت بالهجوم. في هذه اللحظات هبت عاصفة ثلجية قوية. راح الثلج المتساقط يهب على الروس. كان من الصعب عليهم أن يروا الجيش السويدي يهجم عليهم وهم مكتوفي الأيدي. في الوقت نفسه راح جنودنا يطلقون الرصاص من بنادقهم. راح أزيزالرصاص يملئ الفضاء صدى وضوضاء رهيب. بعد فترة وجيزة أقترب جيشنا كثيراً. صرنا على مقربة صغيرة منهم.. مسافة لا تتجاوز الثلاثين متراً من الجيش الروسي. صار القتال بالسلاح الأبيض.. بالسيف والحربة.. طعن وقطع أجساد.
حاول الروس الهرب من ميدان المعركة عبر الجسر. لكن الجسرأنهارعليهم فأودى بحياة أفراد جيشهم غرقاً في المياه المتجمدة الباردة.
في الساعة الخامسة بعد الظهرأنتهى كل شيء. كان النصر الأول لي. النصر الأكبر! سرت بمحاذة الجنود.. درت حولهم مدة طويلة. بقيت معهم إلى حدود منتصف الليل. كنت متعباً ومجهداً. طوال الوقت كنت في العراء.. أمشي على الأرض مدثراً بمعطفي الرمادي الداكن. راح أسمي بعد المعركة يضرب الأفاق.. في كل أوروبا. للنصرالذي أحرزته على الروس في نارفا.. صرت مشهوراً!
فقط بضعة مئات من الجنود السويديين ماتوا. بينما مات للجانب الروسي بضعة آلآف. حصلنا على الكثير من المعدات العسكرية.. بنادق وسيوف. وأيضاً الكثير من التوابيت المملوءة بالنقود والسبائك الذهبية وأشياء أخرى ثمينة.
النصر الأول أعطاني الشجاعة في مواصلة الحرب ضد أعداء السويد.
الحرب مثل الشطرنج تخضع لحسابات دقيقة. تدرس بدقة. خطط نفسك وخطط عدوك. كيف تمركزفرقة عسكرية ومتى تجهز. ساعة توقيت الصفرفي الهجوم. هذا يعني إنه يتوجب أن يقيم المرء وضع جنوده.. الفرسان في المكان الصحيح.
إنها لعبة مثيرة عن الحياة والموت.. الهزيمة أو النصر. لكن لم أفكر بالخسارة على الأطلاق!
كنا أمام حاكم روسيا القوي والعنيد بطرس الأكبر. حتى يلتقي الجيشان يتوجب علي أن أعبرإلى بولونيا. ملك بولونيا في ذلك الوقت كان أوغوست.. القوي.. الصديق الحميم لقيصر روسيا الأكبربطرس. لهذا علي أن أهجم على أوغوست وأنتصر عليه.
بعد عامين.. في يوم صائف. بدأنا القتال خارج مدينة كراكوه الكائنة في جنوب بولونيا. بعد ستة ساعات من القتال. هزم البولونيين. قتل منهم ألفان من الجنود.. مثلهم أخذناهم كأسرى.
كان نصراً كبيراً. جعل العديد من الدول والملوك تنظرلي بعين الأعجاب.. كبطل ومحارب صلب.
مكثنا في بولونيا ستة أعوام. بين الحين والأخريبدأ القتال بيينا وبين روسيا وبولونيا من جهة أخرى. دائماً كان النصر إلى جانبنا.
طوال القوت كنت أنتظروصول الأسلحة والمعدات والكثيرمن الجنود من السويد وفيلندا من أجل الألتحاق بي.
تعلمت الصبر والانتظار.. علمتني الحياة أشياء كثيرة!
دائماً أحتاج للوقت الطويل من أجل أن أنتقل من هذا الميدان إلى ميدان أخر.
خلال هذ الوقت زارني العديد من النبلاء من بلدان متعددة. أحد الفرنسيين تحدث في رسالته فحواها كالتالي:
ـ الملك كارل شاب يافع.. ربما يكون طويلاً ونحيفاً.. شعره بني وقصيروسبل.. عليه معطف أزرق قصيرمتسخ.. يمتشق حساماً أطول مرتين من أي سيف أخر. في الغالب لا ينزع حذائه من قدميه عندما يذهب إلى النوم. مرات كثيرة ينام على كومة التبن مثلما ينام المرء على الأرض المتسخة.
الملك كارل كثير الصمت.
نعم.. كنت كثير الصمت مثلما كان عليه والدي. لم أتكلم إلى أحدهم على الأطلاق فيما أفكرأو أخطط أوما أرمي له في المستقبل.
كنت وحيداً. أحب أن أقررما أريده لوحدي. أبقى صامتاً طوال الوقت. عندما يتحدث الطاقم الأستشاري المرفق لي.. أسمع وأنصت. لكن في نهاية المطاف أقرروحدي ما أراه مناسباً دون دون أن أسمح لأحدهم أن يسأل أو ينطق بحرف.
لكن في إحدى المعارك تركت غيري يأخذ مكاني.
كنت أتواجد في كل مكان. أنتقل من موقع لموقع أخرمن جيشنا لأعتقادي أن ما أفعله شبيه بعمل أي جندي بطل.
خلال هذه المدة الطويلة كنا في بوبونيا. محاطين بالأعداء من كل الجهات. لقد مكثنا في نفس المكان مدة طويلة. كنت.. الجيش.. جميع المرافقين لي بحاجة ماسة للطعام يوماً بعد يوم وشهر بعد أخر وسنة بعد أخرى.
رحنا نغزوالأرياف وننهبها من أجل الحصول على الطعام. وما يثير الاستغراب أن البولونيين سلبوا أبناء جلدتهم ونهبوا المعوزين على طول عدة أميل من مخيماتنا أضعاف مضاعفة لما قمنا به.
كنت أقتل بسهولة ويسركل معارض أو معترض على بقائنا هناك.. سواء كان رجلاً أوامرأة أو ولد.. بعدها أحرق الضيعة كلها بمن فيها حتى أخيف وأرعب الناس في جميع القرى المحيطة بنا. لم يكن الناس بالنسبة لي في القرى البولونية المجاورة لنا مجرد ناس عاديين.. لديهم أسرة وبيت إنما أعداء محتملين يجب سحقهم.
كانت الأخبار الواردة من استوكهولم تشير إلى تذمرالمستشارين والنبلاء مني.. من طول فترة الحرب.. من التكاليف الهائلة التي سببتها في إفراغ الخزينة من النقود.
لهذا كان علي تدبرالأمرومتابعة نهب المدن والأديرة من أجل الحصول على الذهب والفضة. لقد أعددت جيشاً كبيراً من بلدان عديدة. هؤلاء يحتاجون إلى رواتب وطعام ومؤنة ومعدات كثيرة. لهذه الأسباب أستمرت الحرب. القسم الأكبر من جنودي لم يعودوا إلى أوطانهم أبداً. العديد منهم فقدوا أيدههم أو ارجلهم. لكن.. لم أكن أبالي بهم على الأطلاق!
كنت أحب جيشي/ كارولينا/. لكن.. لم يكن يثير أهتمامي عدد القتلى أو الجرحى عندنا كما لم أكن أهتم بعدد القتلى أو الجرحى عند الأعداء او كم من البولونيين أحترقوا أوشنقوا.
يجب أن أدافع عن السويد بأي ثمن.
كنت أخاف من الليل.. من الظلمة وما سيحدث تحت جناح الظلام. لهذا السبب سمحت لبعض الجنود أن يناموا في خيمتي.
تابعت روسيا هجومها وأخذت أجزاء كبيرة من الأراضي الواقعة على أمتداد الساحل الجنوبي لبحر البلطيق. تلك الأراضي كانت تابعة للسويد لمئة سنة خلت. لهذا يجب أن أنتصر على بطرس روسيا الأكبروجيشه. ألتفتنا نحوروسيا.. لكن الشتاء القاسي حل علينا. لم يسمح لنا بمتابعة السير والزحف. العديد من جيشنا تجمد من البرد حتى الموت. لم يبق معنا زوادة أو طعام. لم تكن بولتافا إلا مدينة صغيرة. لكن في داخلها يكمن بضعة الآف من الجنود الروس. لقد أنتظرت طويلاً هذه اللحظة الجميلة! أنتظرت وصول القيصر بطرس الأكبرإلى بولتافا قبل أن أبدأ هجومي على المدينة. أريده أن يكون موجوداً.. حتى يساعد جنوده حين أزحف عليه.. من أجل أن أسحقه وأنتصر عليه.
جئنا إلى مولتافا في مايو/أيار/ من العام 1709.
في فترة الأنتظار.. أنتظار مجيء القيصر.. ألتفت إلى الوراء.. ألتفت نحوجيشي.. من أجل تحفيزه.. ورفع روحه المعنوية.
كنت قد نجحت في جمع عدد كبير من الجنود يصل إلى خمسة وعشرين ألفاً منهم. كانت كارولينا/ جيش كارل الثاني عشر/ تعاني من مشاكل كثيرة.. بضعة الآف من الجرحى وعدد مضاعف منهم يحتاج إلى رعاية ومساعدة ومثلهم الخيول المجهدة والعربات المعطلة التي تحتاج إلى إصلاح. كل هذه الأشياء تحتاج إلى وقت لألتقاط الأنفاس وعلاجها قبل البدء بأي شيء أخر.
بالإضافة إلى ذلك كان المعسكريعج بالنساء والأطفال في المخيمات. الكثير من الضباط والجنود كانوا متواجدين مع عائلاتهم. هناك الكثير من الخادمات والممرضات وأشياء كثيرة لخدمة حاجات الجيش والحرب.
أستمرت الحرب لمدة عشرة أعوام.
لقد أعتاد الكثيرمن الجنود على هذا الوضع. من الصعوبة بمكان أن ينتقل من هذه الحالة إلى حالة أخرى. لقد صارت الحرب جزء من حياته وعمله الذي يعتاش عليه.
الأن يجب أن نستعد للهجوم على الروس وبطرسهم الأكبر. لقد سمحت للجيش أن يحفرخندق عميق حول المدينة على طول محيطها الدائري. بهذه الطريقة نستطيع أن نعزل الروس عن بعضهم عند أقترابهم من المدينة.
في إحدى الأيام كنت على جوادي بالقرب من النهر، من أجل التحري ومعرفة الوضع الميداني على الارض. أصبت برصاصة في قدمي. في البدء لم أخذ الأمرعلى إنه شيء خطيرإلى الحد الذي أخاف منه. شيئاً فشيئاً بدأ الرصاص يلعلع بالقرب من رأسي. كان الرب معي ومع جنودي. لقد نجوت من الموت المحقق باعجوبة.
حينها سقطت على الأرض مغشياً من الألم. عندما عدت إلى المعسكروجدت رصاصة صغيرة مخترقة جزمتي اليسرى وهشمت بعض العضام في داخل قدمي.
الإصابة لم تكن خطيرة.. الجرح لم يكن عميقاً. بسرعة راح يلتئم. لكن الألتهاب أخذ يتمدد ويكبرداخل القدم لدرجة أعتقد البعض إنني سأموت خلال بضعة أيام.
بينما كنت مستلقياً في خيمتي كالعاجز. بدأ القيصر بطرس الكبير يقترب منا. كان لديه عدد كبير من الجنود والمعدات. خلال فترة قصيرة.. راح يغرز أوتاد خيام معسكره بالقرب من النهر إلى الشمال من بولتافا.
لم يكن لدي خيارأخرسوى المباغتة والهجوم قبل أن يستعدوا. ثم نلحق بهم هزيمة ساحقة وماحقة. لكن لم أكن في الوضع الذي يسمح لي أن أكون في مقدمة الجيش.. أن أقوده وأسيربه. إلى أخذ زمام المبادرة والنصر.
كنت على النقالة، مربوطاً ومثبتاً بين حصانين. من هناك، أستطعت أن أعطي الأوامرللجنود والأبواق.
في الليل جمعت الضباط. شرحت لهم كيف يمكن أن تتوزع الفرق العسكرية.
الساعة الأن تشير إلى الواحدة والنصف.
تحت جنح الظلام الأسود خارج خيمتي. كانت النقالة والخيول تنتظرني. في الجانب الأخرمن مولتافا.. كان النوم يرخي بذيوله على عدوي بطرس وجنوده.
أطلقت الأبواق النفيرالعام من أجل البدء بالهجوم. لكن الظلام أربك الجنود. الضباط لم يتفقو على موقف موحد.. لم ينفذوا أوامري. الجنود لم يروبعضهم. ضاعت الوجوه في الظلام وأرتبكوا وأختلط الحابل بالنابل. خلال هذا الوقت كان بطرس وجيشه قد أخذ الحيطة والحذر.
بدأ النهاريطلع بالتدريج قبل أن أبدا الهجوم النهائي وقبل أن يستعد الروس.
حتى وقت طلوع النهاركنت متأكداً من إننا سننتصر. كانت قدمي تؤلمني. لكن كنت أستطيع أن أصرخ أو أعبروأسمع الجنود الذين يحملون نقالتي من مكان إلى أخر.
عندما نهضت الشمس من مخدعها.. كان الهواء يمتلئ بالبارود والدخان.. الغباروالرماد يفرش أنفاسه على المدى الواسع ويمنع الرؤية على مسافة متر.
الأصعب كان الدخان الثقيل والكثيف المنبعث من المدافع. كلا الجيشان كان يكافح تحت ثقل الضباب الأسود السديمي الكتيم.
الجنود هائمون على وجوههم في هذه الظلال.. يصولون ويجولون داخل الضباب الذي يفل قلوبهم. الجنود الروس يطلقون النار على الروس والجنود السويديون يطلون النارعلى رفاقهم. الأبواق تستصرخ المدى وتحث كلا الطرفين على مواصلة الذبح.. تبعث الأشارات والرموزمن أجل أن يختفي الصراخ وصوت الوجع.. من أجل أن يموت صوت الألم المنبعث من القلوب الجريحة.. ان يموت صوت الموت للأحياء المقتربة من الموت سواء كان الجنود أو الخيول.
أحد الخيول التي كانت تحمل نقالتي أصيب برصاصة فسقط على الأرض. فوجب ان أدبر حصان أخر.. بعد قليل أصيبت نقالتي.
سمحت للضباط أن يجتمعوا من أجل المعركة الحاسمة.
كان أمامنا الآلآف من الجنود الروس لكن الجنود السويديون تحركوا بشجاعة وبسالة نادرة وأتجهوا إلى الأمام متحدين الرصاص المنبعث من البنادق الروسية. كذلك الصراخ والأندفاع خرج من الجانب الروسي وفي اذهانهم الموت أو الحياة.
كانت النقالة التي تحملني قد تكسرت. لكن أحدهم ساعدني ووضعني على الحصان. خلال لحظات.. مات الحصان الذي حملني. بعد قليل حصلت على حصان أخر بسرعة.
خلال هذا الوقت أستطاع الجيش الروسي أن يحاصرالجيش السويدي وراح فينا الطعن والقتل.. الآلآف ماتوا في المذبحة. المذبحة أستمرت ساعات. سقط مثلها من الضحايا في الجانب الأخرفي الوقت نفسه.
في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.. كان كل شيء قد أنتهى.
الجيش الروسي حسم المعركة وأنتصر.. بينما أنا خسرت!
كنت مجروحاً. يجب أن أحمل على نقالة.
قبل لحظات. كان لدي الآف الجنود. بينما الأن لدي بضعة مئات يحاولون أن يخلصوا بجلودهم قبل أن يقعوا بالأسربيد بطرس روسيا الكبر.
حاولت مع جنودي أن نتجه إلى تركيا التي كانت في حالة عداء وحرب مع روسيا. نتجه إلى مدينة صغيرة أسمها بيندر.
يتوجب علينا أن نأخذ طريق آمن وسليم لكي نصل إلى بيندر. هناك. كنت أمل أن يساعدني الأتراك من أجل تجهيز جيش ومواصلة الهجوم على الروس.. لكن الأتراك لم يقبلوا.
خمسة أعوام وأنا أنتظر في بيندر.
حكمت السويد بمساعدة من سعاة البريد الذين يذهبون عدة مرات في الشهرعبر أوروبا إلى استوكهولم. في البدء كان الأمر يتعلق بتأمين المال من أجل دفع رواتب الجنود ومواصلة الحرب. بالإضافة إلى ذلك.. كانت هناك مشكلة أخرى علي الأهتمام بها. العام بعد العام قتل الآلآف من الجنود الشباب في ميدان المعركة التي خاضتها السويد في مواجهة أعدائها. الكثير من المزارع والحقول أقفرت لأن النساء لم يستطعن رعاية الماشية وتربيتهن. كما لم يستطعن القيام بأعمال الزراعة ومستلزماتها. لهذا أثرذلك على المواسم وجعلها في حالة كساد. القمح.. الذرة والشوفان لم ينضج بسبب الجفاف أوالتجلد والبرد المصمط.
علاوة على ذلك. علمت أن أختي هيدفيك صوفيا القريبة من قلبي. التي أحبها كثيراً قد ماتت. راح اليأس والكآبة تغزوروحي وقلبي. رمى قلبي في مستنقع البكاء والقهر. ربما هذا البكاء كان الأول لي في حياتي. بكيت عدة أيام متواصلة. كنت أحزن على الأحداث التي حلت أخيراً بي.
كنت في ساحة الحرب مدة تسعة أعوام. تسعة أعوام من الهجوم.. الدفاع.. دم وأكوام من الجثث والموتى من الجنود. ماذا فعلت بحياتي؟ لقد تزوج والدي امرأة فاضلة وطيبة ورزق بأبناء يحبونه. بينما الشيء الوحيد الذي أثار أهتمامي وعملته هو الحرب. عندما أستلمت الرسالة الأخيرة. عندما قرأت خبر وفاة أختي أحسست وفهمت مقدارالخسائرالتي تعرضت لها في حياتي. لم يبق لي إلا أختي أولريكا إليونورا.
تدريجياً راح الأتراك يسأمون من وجودي على أرضهم. مضت الأيام تزداد صعوبة يوماً بعد يوم. بعد أربعة أعوام دخل الأتراك والجنود السويديون في نزاع مسلح. نزاع أشبه بأحداث الشغب في المنطقة التي أعيش فيها/بيندر/. قتل من جنودنا بضعة رجال. بعد ذلك ألقوا القبض علي ووضعوني في السجن. نقلت إلى مكان ما. وضعت في السجن عشرة أشهر. تركت هناك مثل الأنسان العاجز المشلول على سريره. كنت أتساءل أين هم الأن جنودي.. كيف السبيل لأخذ حقي وأنتقم من الذين فعلوا ما فعلوه بي! هناك في الجانب الأخر.. روسيا ورجلها القوي بطرس.. سلطة ونفوذ وقوة. بصراعه معي.. جردني من كل مكامن القوة والسلطة والنفوذ. كنت في الثلاثين من العمر.. عاجز وضعيف. لا أملك من وسائل البقاء إلا الغربة والأحساس بالخواء!
مضت أعوام طويلة.. أربعة عشرة عاماً بعيداً.عن الوطن والأهل والأحبة.
أستلمت رسالة من أختي أولريكا إليونورا تقول في فحواها:
ـ الأوصياء على الحكم في السويد. يفكرون جدياً.. بملك أخر. ملك يحكم البلاد. لأنك لم تعد أبداً.
عندما أستلمت الرسالة في أيلول/سبتمبرمن العام 1714 قررت أن أعود إلى السويد مع بضعة ضباط مرروراً عبرتركيا. تنكرت بثياب العامة.. عامة الناس حتى لا يقبض علي أحدهم. عزمت على الرحيل عبر روسيا أو المانيا. وضعت على رأسي باروكة سوداء ولبست ثياب أخرى حتى لا تثير الأهتمام.. غير تلك الثياب التي أعتادوا أن يروني بها!
ركبت على الحصان مع أثنان من رجالي. سرنا عبررومانيا.. أوكرانيا.. النمسا.. المانيا. سرنا مباشرة إلى مدينة سترولستوند. كانت ما تزال ضمن المملكة السويدية. لقد قطعنا كل الأراضي الأوروبية خلال أسبوعين. نجحنا في الوصول إلى المبتغى. خلال هذه المدة الطويلة من السفر لم أخلع أحذيتي من قدمي التي تورمت داخله. لهذا كنت أحتاج إلى مساعدة أحدهم من أجل نزع الاحذية من قدمي قبل أن أنام!
على ظهر السفينة جلست متأملاً.. خمسة عشرة عاماً في الحرب والغربة والأسروالضياع. أخيراً عدت إلى البلاد.. بلادي!
عندما صرت ملكاً. عند بدأت أول معركة لي. كانت السويد بلداً قوياً.. كبيراً. بينما الأن خسرت القوة والأرض. الأعداء على الأبواب من كل الأتجاهات يهددوا بالهجوم علينا. كنا في حالة حرب مع الدانمرك.. روسيا.. إنكلترا والعديد من الدول الألمانية.
كنت أسأل نفسي:
ـ في أي يوم سيبدأ الهجوم الدانمركي على السويد؟
لهذا قررت أن أفاجئ الدانمركيين ببدأ هجومي على النروج الواقعة ضمن سيطرتهم.
بعثت بالرسائل إلى الناس في المملكة السويدية والأجزاء التابعة لها من أجل التحضيرللأيام القادمة. التجهيزات اللأزمة من الرجال والمعدات كالطعام والخيول.. التبن والعربات.. البنادق والمدافع وأشياء أخرى من مستلزمات الحرب.
كان الشعب السويدي قد تعب من الحروب التي لم تنته. مع هذا نجحت في جمع ما أريد أورغب. من أجل الحرب والمباغتة والهجوم.
كنت ما أزال ملك السويد.
بعد عدة سنوات من الحرب في بولونيا تعلمت كيف يدبر المرء الحاجات اللأزمة للجيش والحرب.
في شهر تشرين الأول/ أكتوبر/ من العام 1718 كان كل شيء جاهزاً.
الأن علينا أن ننتزع النروج من الدنماركيين وأن نثبت للأعداء أن السويد ما تزال دولة قوية.
كالعادة.. لم أتحدث مع الأخرين عن الخطط التي في رأسي.
كان الجيش يثق بي.
بجانب مدينة سفينسود قرب بوهولسن على الحدود ما بين السويد والنروج. كانت تقع مدينة ريدريكسهولد. هناك كان يوجد حصن منيع. كان علي أن أنتزعه بالقوة. من أجل ان أستمر في التوغل في العمق النرويجي.
لكن الدانماركيين المتواجدين في الحصن أبدومقاومة عنيفة ضد الجيش السويدي. لكننا أستطعنا أن ننجح في السيطرة على حصن أصغريقع بالقرب من الحصن الأكبر.
لقد أمرت بحفر خندق حول الحصن كما فعلت عندما كنت في مولتافا في بولونيا في مرحلة التحضير لمواجهة الجيش الروسي. حفرنا الخندق كمسار طويل حول الحصن من أجل حماية جنودنا من رصاص الجنود الدانماركيين.
الأن الدانماركيون تحت الحصار من قبل جنودنا. عاجلاً أم أجلاً سيستسلموا ولدينا الوقت الكافي للأنتظار! لقد علمتني التجربة أن أنتظريوم أو شهر أو سنة في الحرب وأنتصر على أعدائي.
كنت محارباً مميزاً وممتازاً! أضحت بلادي فقيرة. لكن مع هذا نجحت في ترتيب الوضع.. جهزت جيشاً من أجل مواصلة الحرب. الكثير من السويديين كانوا يكرهوني بسبب الحروب الكثيرة التي خضتها. النبلاء لم يكونو يرغبون في عودتي إلى العرش. كانوا يرغبون أن تتولى أختي أولريكا إليانورا العرش والحكم على السويد والسويديين.
لكن الحرب إلى الأن لم تنته.. ولدي رغبة كبيرة في الأنتصار على أعدائي.
ليل الأحد الواقع في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني/ من العام 1718. صعدت فوق سد ترابي ورحت أرى الطرف الأخرمن الحصن الذي يتمركز فيه الدانماركيين. من هذا المكان رحت أراقب كيف يستطيع جنودنا حماية أنفسهم من رصاص الأعداء من ظلمة الحفرة القريبة من الحصن.
من خلال الجبل الطويل أسمه/ جبل أوفاند/ كانوا يطلقون علينا الرصاص طوال الوقت. كانوا يستعملون الخردق الصغيرالقاتل. يطلقون علينا طوال الوقت.. الرصاص يعبربيننا. أحد رجالي حذرني أن لا أتسلق السد الترابي. لكن طوال حياتي كنت مغامراً ولم ألتفت إلى نصائح أحد او أهتم بكلامه!
إذا مت.. سأترك ورائي بلداً فقيراً وبائساً. بعد أن كان في عهد والدي قوياً ومنيعاً. أعرف تماماً إنني لن أستطيع أن أستعيد ما خسرته حتى لو حاربت ستة عشرة عاماً. لهذا يجب أن أهجم على الحصن الواقف أمامي.
الحرب الوحيدة الأهم حدثت خلال حياتي. لهذا.. ربما وقفت على السد الترابي بالرغم من التحذيرالذي سمعته. وفي تلك الظلمة.. لم أخف على الأطلاق من أن أصيب بطلق ناري. في تلك الظلمة أصبت بطلق ناري. طلقة صغيرة جاءت من الجانب الدانماركي أنهت حياتي المجازفة.
مات الملك كارل الثاني عشرفي عمر لا يتجاوز السادسة والثلاثين.
وضعوا الجثمان في التابوت وحملوه على عربة يقودها ستة أحصنة ونقل إلى استوكهولم.
كان الشتاء على الأبواب ورحلة الموت أخذت وقتاً طويلاً.
في الأول من يناير/ كنون الثاني/ وصل الجثمان إلى المدينة التي غادرها قبل تسعة عشرة عاماً.. إلى استولهولم.
الكاتب هانس بيترسون
نقلها عن السويدية
آرام كربيت



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملكة السويدية كريستينا
- الرحيل إلى المجهول ما بعد النطق بالحكم
- الرحيل إلى المجهول النطق بالحكم
- الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 3
- الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 2
- الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 1
- الرحيل إلى المجهول العفو
- الرحيل إلى المجهول/قبل العفو
- الرحيل إلى المجهول التحول
- الرحيل إلى المجهول الوقت
- الرحيل إلى المجهول في سجن عدرا
- الرحيل إلى المجهول سجن عدرا
- الحافلة البرتقالية
- الرحيل إلى المجهول الترحيل
- الرحيل إلى المجهول سجن الحسكة
- الرحيل إلى المجهول غيض من فيض
- الرحيل إلى المجهول التحقيق
- الرحيل إلى المجهول 1
- الحب.. وأشياء أخرى
- الهرم


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرام كربيت - الملك السويدي كارل الثاني عشر