أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آرام كربيت - الهرم















المزيد.....



الهرم


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 08:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ــ الهرم ــ
في مملكة الخوف.. كان الهجس يزداد صعوداً.. تتداخل الافكاروالصدمات الغريبة.. تدخل الذهن وتكرس التيقظ لكل شيء.. وتدفع العقل للدخول في متاهات مجهولة.
في هذه الاصداء الصعبة.. تعرت الكلمات من نسج أطياف الاشياء اللامرئية.. لتدفع شهقات الوهم إلى الامام وتفكك جدائلها.
قال بعد أن القى نظرة حادة على محيطه من زاوية عينيه الميتة:
يجب أن نبحث عن ميادين واسعة لمد البصر.. أن نزرع قرم كبيرة.. جدوع عملاقة تقف في وجه الريح والعواصف والكوارث العاتية.. لإعادة تغذية الينابيع بمياهها الصافية...
ــ هذه هذيانات حمقاء.. الزمن لديه قدرة كبيرة على الاجابة عن الاستفسارات الغامضة.. بعيداً.. عن كلماتك الغريبة واللامجدية.. المعادلات الصعبة لا تحسب بالقياسات الرخوة والمساطر المتدرجة والدقيقة.. الزمن له رموزه وخطوطه العميقة.
في مملكة الخوف.. أسمع الهواجس المعجونة بأشباح الليل والممالك المأفلسة.. تزداد الوجوه ذبولاً.. وتتحول الدماء.. إلى برك راكدة وباردة.
جاءني صوت غامض.. محمولاً على وشائج.. يقول بصوت واضح.. يحمل في داخله كتل من دم..
أركع.. ألركع.. أرفع يداك إلى الاعلى.. لا تخجل.. لست الوحيد من ركع...
ساد صمت قاتل.. إلا هذا النذيرالقادم من المجهول.. يحمل في يديه كتل نارية من وهج.. يحدق في المدى من أجل أن يبقى الزمن في مكانه.
جاؤوا ككومة أوساخ.. بيدهم هرم كبير.. مصنوع من أشياء لا أعرف كنهها.. قالوا بصوت واحد.. لا تأت بأية حركة أو التفاتة.. قيدوني بالخوف والتعاسة ورموني على الارض..
كان أعلى الهرم.. يضحك بصوت مجلجل وواضح!
خلال لحظات قليلة.. تحولت إلى شيء.. تحولت إلى بقايا معجونة بالبصاق والدم التالف.. بعدها ساد صمت عميق.. إلا وقع أقدام أحد رجال الهرم.. أقترب مني ضاحكاً:
ــ بسهولة ويسر.. وخلال بضعة دقائق قليلة أصبحت خرقة بالية.. أين لسانك.. رشاقتك وجسدك القوي والنشيط.. تكلم.. لماذا انت صامت.
كان الفضاء ينسج شرايينه الواسعة في الخلاء.. والهرم يغرد ويرقص في نشوة وسعادة.. أما رجاله وبقاياه القذرة كانت تصرخ وتولول...
جروني الى العتمة.. مرة بعد مرة.. الى عوالمهم السوداء.. في مكان تكبرفيه سكرات القيح.
تركوني في العتمة المطلقة وحيداً في صمت مطلق.. مرمياً على الأرض.. سنوات طويلة..
بعدها.. عادوا إلي, جروني عبر ممرات تفتح تلقائيا, خالية من البشروالاشياء, كان المكان مهجورا من زمن طويل.. خربة لا حياة فيها.. إلا بمتناقضات الزمن الممهور بأسرابهم المجنحة.
صالون كبيريؤدي الى باب واسع, ثم الى الممر الخارجي.
كنت وجها لوجه مع العالم الخارجي.. مع الحياة.. مع الفضاء الواسع.. وحيداً.
رغم القيد والوجع. كان المسرح خاليا تماما, كأنهم ذابوا كالملح في ماء مغلي خلال دقائق معدودة .
كان الخريف هاجعا فوق الذراري, ملقى على الأرض بثقل.. والالوان الشاحبة متمازجة على طول الطريق.
اللون الأصفر الحزين, يختزن عذوبة الوجع, يرفرف فوق ايقاعات الزمن الراحل, من الفضاء الواسع, يرى الوهم, المطلق. مشحونا بالأنكسار.
كان يتأتى لي من البعيد.. الاصوات المختلفة, من السماء وخدرالارض.. من هسهسة الطبقات الداخلية البعيدة , المسكونة بالكآبة.. وعلى المدى المرتفع, الغيوم وصدى الرياح, راقدة في وهاد التداخلات المفككة, داخل الكهوف السرية.
المطر يهطل بخفوت .
كنت مرميا فوق التراب الحنون.. كرمم بالية, تحت ثقل الاوامرالمعجونة برائحة الهرم.
لم تكن لدي القدرة على الحركة أو حرية الحركة.. كنت عاجزاً تماماً.. وثقل القلق يرزح على صدري بتكاسل من الخوف على مصيري.. وفمي مغلق وجسدي مكبل وملامحي متبدلة بالكامل!
بان جسدي للناظرمن بعيد, كطائر ليلي مضيء, متعب وقسماتي غريبة, نحيفا وشاحبا, متورما.. الورم يتوزع على أنحاء مختلفة من حدودي وابعادي.. حزينا.. مكسوراً وجراحي مستسلمه للوجع .
النسائم الخريفية العابرة لفحت وجهي وايقظت روحي الغافية من وهادها الغريبة.
انجلت غمامات متنافرة.. الفرح بالسعادة.. البكاء بالضحك.. الغضب بالانبساط والاسترخاء.
ممتلئاً بالانبهار بعد غياب طويل.. بعد غيبة أجبارية.. أرى الدنيا.. الأسوار العالية وبقايا الأوراق الصفراء للاشجار المتهدلة تسقط بتمهل ومستسلمة لموتها بتكاسل وهدوء.
تقترب مني روائح الأشجار العارية.. أصوات احتكاكها المتنافر والحزين.. احتكاك اللحاء بعضه بالبعض الاخر.. أصوات تكسرالأغصان الهشة, الضعيفة, الغير قادرة على مقاومة عاتيات القدروقوة ضغط الرياح المهبوبة من الجهات الأربعة للزمن.. مخلفة صدى كبير في الفراغ الكبير. لكن عند اصطدامها بالاسوار تنزاح وتتمايل وتنحدر بحياء لتقترب مني وتلمسني , شكل اللمسة تكون فاقدة القدرة على البقاء.
تستعاد الأشياء في لحظات سريعة.
بين اليقظة والحلم, الغيبوبة والطيران.. مملكتي أن اتوغل أكثر في أستنشاق عبير الكون المهبوب على دفقات متوترة .
كل شيء له نبض مختلف.. أن أرى الدنيا بعد هذا الفراق الطويل .
فقدت الذاكرة او لم أعد أتذكر شيئا بعد هذه اللحظات المبهرة .
رغم اصطدام الذاكرة بالاسوار.. كانت الروح طليقة.. تريد أن تمتزج بحبيبات الذرات المتناثرة كالشظآية في كل الأتجاهات.
سعيدا ان أرى الدنيا بعد هذا الفراق الطويل .
الارض مبللة بماء المطر.. رائحة التربة المبللة تنعش ذاكرتي, تعانق الفضاء الطليق, الروح المكبلة, العبق الملتف حولي, القادمة من الالتحامات الساخرة, من البعيد.. تدخل خياشيمي وجوفي.
عبق مسحوروغريب.. مرتبط بالذاكرة الرحمية الأولى.. النسمة الأولى.. الشهوة الراسخة في الجذور.. في الدم الاول.. الدم المزهرالذي لم يطاله الهرم. أشياء لم ألفها في البدء , ألفها الأن.
اختزن عذوبة الحياة في هذا الوجود الرحب .
فتحت كفي المكبلة من الخلف وفرشت روحي وقلبي فيهما , مددتهما , كأني أضم الدنيا فيهما ثم حاول أن أشم الهواء كله .
لم تتسعني اللحظات المأسورة , لم يتسعني شيء , إلا الرطوبة المجبولة برائحة الأشياء المحرمة.. متأملا الأوراق الميتة .
أوراق هنا.. وأرواق هناك.. تتمايل دلالا وغنج وحيادية.
اوراق الأشجارالميتة.. الراحلة إلى الأوطان الراقدة في اللاشعورالكوني.
الانفعال الهاجع في خدره المعتم يخرج متسلقا على سلالم الروح الى السماء العالية, الممتدة الى اللانهاي.
في ذلك الرواق.
كان الضوء والصباح يسقط تلقائيا على وجهي الجريح, راسما أفقا من الأنفلاتات المفتوحة على حزم من الشظآيا والشهب.
كانت لحظة أندماج, عجن أوالتحام.. منبثقة من العلاقة بيني وبين الكو. لحظات توهج أوهيجان.. غموض يخرج من دهاليزالروح والنفس والأرض.
كان الخروج من الكهف السري والجامد الى الخلاء فجائيا. في مشهد عجيب, الغرابة تفرش أرادتها وسطوتها على الحلم.
وحدة متأصلة, ممتدة, مستمرة في خط لانهائي, عبرالزمن.
عتمة وضوء.
عيناي تتحسس الضوء القادم الي عبرالفضاء المجهول, أنفي يستنشق الهواء المتجدد بعد انقطاع سديمي عن خمرة الحياة وجمالها في مكان مسدود وطويل.
كنت عاريا تماما.. وكانت الحياة.
الخلاء الواسع, اشبه بالفاكهة المحرمة أو الثمرة الممنوعة, توقظ ذكراتي الأولى من سبأتها, تدخلها في لجج عميقة, غميقة.
تدفعني, تشعل روحي للحنين الاول, للصرخ والشهقة الاولى.
فوران غريب.
فوران الانعتاق من المكان الضيق الى الفضاء اللامحدود.
رغم قيد الهرم.. كنت طليقا.. اسبح واموج.. اسكرواصفق بجناحّي الأسيرين.. اغرد واغني.. اعزف وارقص.. اصافح الغرباء واقبلهم.. امسك الهواء.. احضن كل ذرة عابرة منه بعيني.. بحواسي وقلبي.. أحاول.. أمد يدي.. لكن.. خيوط الهرم تمسكني.. وشائجه قوية متماسكة.. تستوقفني وتمنعني.
رجال الهرم وصديده , غرفه السرية المعتمة والمعزلة , حديده وحدوده وصداه الممتد في كل مكان.. انعطاف جارف تحت وطئة الحصار.
من ليس معنا ضدنا .
لا خيار ثالث .
من الضفة الى الضفة, الضفاف كلها, من هذه الجهة الى الجهة الدائرية.
الهرم..
هكذا هو.
هكذا جاء واستمر.
دون لحاف أوغطاء, مجردا من لحاء الشجرأوالأوراق الخضراء. منبهرا بالأراضي المنبسطة والبديعة.
في البدء كان وحيدا.. ثم فرخ.
خلايا سريعة التكاثر . أخذ ينمو كالفطر السام.
كنت عاريا على الأرض , مختلطة الأصوات حولي, تأتيني من بعيد , تتكلم بحيادية تامة .
أشيائي مبعثرة أمامي وانا غائم وشبه صاح.
جسدي وأعضائي التناسلية , مؤخرتي بين ايديهم يشكلوها بالطريقة التي يريدوها أو يروها مناسبة.
أقترب احدهم, صديد صغير. فتش ما بين أفخاذي , مؤخرتي وشجرة زماني, أدخلها في أعماقي.
قال :
ـ اعترف يا نذل , يا ذليل , يا ساقط .
شهقاتي تتعالى, كنت خائفا, من نفسي على نفسي, مستسلما.
اقتربوا أكثر من تجاويفي وانحدروا الى مصاريني, سحلوني فوق الأسفلت المحجربحبالهم الطويلة القاسية والخشنة.
ادخلوا اصابعهم وايديهم في فمي وراحوا يدفعوها الى الداخل, رصدوا ونقبوا داخلي.
ـ قالوا: رائحتك كريهة.
قالوا أشياء مبهمة, غيرمفهومة, لكني همهمت في سري ببضعة كلمات.
كان الوجع قد استنزفني. انشج في سري وعلانيتي. اذبل بين ايديهم يوما بعد يوم, اتنفس بسرعة كبيرة وتساؤلات كثيرة تراود ذاكرتي.
تركوني واقفا, ساعات دون حراك, يداي مرفوعة في الهواء, مربوطة بالحديد في الزوايا العليا من الجدار وكل بضعة دقائق تلسعني كلماتهم:
ضبط وضعك يا منيك .
افيق على وقع الاكبال والكلمات المنحوسة محاولا.. احاول الحفاظ على مملكتي, جسدي ومسطرة بقائي على قيد الحياة.
اختلال التوازن يميل ويتأرجح ضدي.
الحسابات القديمة تستعاد في لحظات اليأس والهزيمة.
ساعات طويلة تمر. اقدامهم اللعينة تدك فروة رأسي بين الحين والأخر.. وحدها زقزقة العصافير توقظ ذاكرتي من رتابتها الأبدية, يستعاد وجه سناء بألقه من جديد, مفروشا على خيوط المطر, بين كتل الغيوم المتراكضة.. فوق الافق وعلى ظهرالسماء.
مملكة الغيوم الهائجة, نزلت من عرينها الأبدي, عانقت الارض, المطر يلقح بويضات التراب البعيدة وينظف وجه التراب اليائس والشاحب, ذي البريق الهارب. اكوام واسعة من المياه تتلامس وتحتك ببعضها البعض, بقعة هنا وبقعة هناك, كبيرة وصغيرة, الذرات المعجونة في صلابة المكان, لا تسمح بالامتزاج والهضم, لذلك بقيت عنيدة تعانق الخطوط المفتوحة للافق, للضوء المخبوء تحت جناح الغيم الراحل.
كنت في القيد, الاسر. ارتد على نفسي بحزن, امتص ندى الفجر المفروش على الكون الواسع وعيناي تأخذني الى الأشياء المبذورة بالالوان, أن احتظن الحياة, الطبيعة المنفلتة من بين يدي وروحي, أن التحم بشقوقها ومجساتها, وتهلالات حفيف الشجر.
في طقوس الهرم وتراتيله, مواويله المختلطة, تتارجح الرغبة بالتواصل والخوف من انفلات الزمن على احتمالات صعبة.. أشياء تتسربل.. تتدلى وتمحا وتضيع.
المطر.. المكان.. العيون والايدي والبيوت.
كالمسخ يستمر التأريخ في جريانه, في خط سيره, في قراءته وكتابته, في تلفه لذاته, ليعود ثانية الى نفسه, كسيزيف احمق وضعيف, يكررنفسه وذاته, على نحو غامض ومريض, سرمدي عجوز. يبدأ من النقطة ويعود إليها, دون مراكمة أو سحب مدلاة بالانعتاق من الجوف المغلق.
الزمن بوحح.. ندبات كبيرة وصغيرة.
الريح تصفروتغني, تترك صداها الحزين على الاغلفة.. إلا في بعض الثلالم المعلقة في مكان ما.. ليعود وينفلش من جديد .
تكبر الأشياء مثل الهيولى اللدنة المائعة وتذوب, تلتحم ثم تفترق من جديد لتتحول أمام عيني الى شيء مختلف .
اعترف يا أبن الشرموطة .
كل شجرة تعلن بوحها وحزنها لناموس الكون, تسجل فراقها بوحدانية.. مفتوحة الاحتمالات. تتمايل.. يهتزخصرها من الضربات الموجعة من الريح وصوت الزمهرير.. من الافتراقات والتعرجات.. مكتسحة الفضاء.. لا تترك اثرا يذكرللاشياء.
في القيد, داخل القيد, اعاصرالصدى, التاريخ.. الزمن والقدر.. تلفحني الأمواج السوداء.. موجة وراء أختها.. بقسوتها ولامبالاتها.
اصوات الصدى المنبعث من المجهول يأتيني على حين غرة.
شيء ما يجعلني في حالة عطش دائم.. سناء وعينيها المتألقتان.. دائمة الخضرة على حدود البقاء.
اليقظة.. الحلم العاص على الاستمرار.
الصديد واقفا.. متأنقا كعادته.
قدمه اليمنى أواليسرى فوق رأسي
ــ اخضع واركع يا شلك, يا تافه.
يجب أن تخضع للهرم وشروطه.. للهرم المنسوج من تلافيف الادمغة المسكونة في رمم الزمن العاجز.. لا أحد خارج الناموس.. قوانين الهرم.. البقايا الخالدة.
الغيم كالسراب, عاص على البقاء.. ودع ما تبقى من الزينة وبقايا التبرج والايقاعات المتكاسلة.
حين هطل المطرعلى الوجوه, انهمرت المساحيق الكثيرة وتساقطت.. كمياه آسنة. تجمعت ثم انبعثت من الأماكن الأستنقاعية.. تزحف على مقربة من أنفي, مشكلة الجيف. تتدلى ما تبقى من الوان مصطنعة, على مدارات البقع الساكنة داخل قلب الوديان النائمة, يبدأ النفق.. يكبرويكبر.. وترتفع حرارة التفسخ, ترتفع لتزكم احاسيس الشم من كل الجهات.
المطر يغيب قليلا ويعود ثانية.
الجسد في العراء تحت اقدام الصديد.. الصغيرة والكبيرة.. مبللا بالماء الملوث والبارد.
كنت مجبرا, مطالبا أن أمشي في جنازتي المباركة.. أن أخضع وأهلل التراب على روحي.. في قبري المفتوح أنثره في الهواء لينشررائحة جسدي المتحللة.
اجري وادور تحت دفق الحسابات المرسومة لي.
شيء ما يزحف الى الاسفل , يتواصل في الزحف , ينحدر ويكبر بقوة شديدة. شيء من اللاشعور الصاخب, يدفعني الى ظلال التشوه.. إلى حقول من الانفصال.. تتداخل في بعضها البعض.
الماء, المطرالحامضي الغامض, ينزل ويغزل البويضات الميتة, يلقح اللاجدوى ما بين الاعلى والاسفل كما في الأتجاهات الأخرى. يرتفع الزمن الفارغ, يتوالى كالمتوالية الحسابية العادية.
صبغيات من الانحلال تكبر, تنعزل عن بعضها , تستمر خارج الفعل, خارج الوعي, دون تواصل مع اية خارطة, تقترب من بعضها الى بعضها, خارج الزمن المتكوم, كل شيء يظل على حاله. خيط دخان واحد عاصي على الرؤية يمتد ويدور. الانفصام المربوط بالمدى والوهم والرؤى الغامضة . يدور ويدور من القديم , من اللامعنى .
وحدات مترامية في كل طرف وعلى مرآى العين دون تمازج, مفروشة كبقع الزيت المحروق مرمية, كأنها حطت في غفلة من الزمن فأهملت الى أن صاغت خطأ وضاعت.
روحي بيدي, معصورة.. تعتصر ما تبقى من نبض.
لأول مرة اغادر ذاكرتي في غفلة, من ماض ممتلىء بالحنين.. وزوادات حلم منداح ومنكسر.. مهزوم. اجالس الفراغ الساكن حولي.. التاريخ.. العفن.. الساقط.. الحقيروالمبتذل.
اعترف.
أيها المهزوم, الذليل, لا خلاص لك.. صمودك لن يغير المعادلة المرسومة من سيدنا الهرم.
الصديد رافعا يديه الى الأعلى ملوحا, كتمثال بحر أيجة الذي كان يمرر السفن والبشر.. تحت قضيبه وخصيتيه الكبيرتين.
ـ كل الذين جاؤوا قبلك ارادوا تفسير الهرم وما زالوا.. سأقرب الصورة اكثر.. في محاولتهم تغيير الهرم, تغيروا, لكن.. بالأتجاه المعكوس.
طوروالهرم وعلورأيته, سددوا خطأه ورفعوه الى أعالي السماء.
من سبارتكوس الى ماركس.
ومازال الطريق مفتوحا.
أنت أيضا ستدور على اعقابك, ستلف مئة وثمانون درجة وتسير في خدمة الهرم.
اعترف, هذا اجدى لك ولنا. توقف الصديد.. يراقبني من زاوية عينه.. قال:
الهرم.. جسد مرن.. دائم التغير.. دائما يغير لون جلده.. تبعا للضرورة.. ثيابه واسعة وتتسع لكل المارقين في التأريخ.
أنا .
ملتصقا بالذاكرة المتجددة في حافلة الموت, الوقت.. والزمن الجاري إلى حتفه.
انا وسناء.. كنا نجلس متقابلين, نفتح صدرنا.. قلبينا للريح.. أغوص في ذاتها وتغوص في ذاتي.. كطفلين بريئين.. أمسك يديها الجميلتين.. أنهل من الرحيق الحلو.. من دفق عينيها وروحها.. استخرج من جوف حكايتنا.. بحار وصدف.. زرقة وأمواج هادرة.. اتأملها ولا أكف من النظر الى جمالها, الى الطفح المتدفق من وجنتيها, الدم الاحمرالقانئ الذي يسري في عروقها.. اراقب ابتسامتها العذبة.. عذوبتها.. عندما تضمني الى صدرها.
تقول :
ـ كم جميل, حلو لقاءنا, تعال يا حبيبي نتكلم, نلون حكاياتنا. هات يدك, اريدك كلك, دعني أذوب بك.. براري شاسعة أنت, بروق الشمس ووميض القمر, العمركله ينساب من سرك, بقائي ووجودي كله منك, فيك.
أنت.. لولا عيناك.. لكانت غابات الصمت تخيم على وجودي وكياني, هات يا حبيبي رأسك وشعرك لاضمك وأشمك وأروي ظمآي منك, أشبع دقات قلبي من دمك.
أتعلم.. أنك شبيه والدي.. كل امرأة.. كل أنثى.. تتمنى أن ترتبط وتعشق رجل يشبه والدها.
ـ هذا يسعدني ويبهجني, لم أكن أعلم إنني شبيه أحد.. أرخي جفونك قليلا, أقتربي مني, أسترخي يا نسمتي وهوائي, هات يداك, ضميني أكثر.. اكثر, أخرجي شهقات ألمي, شراييني الى صدرك, أريد الألتحام التام بك, أن نكون جزء لا يتجزء من بعضنا, نرتوي من ظمآنا الدائم والمستمر.
ـ أخاف الزمن.. زمننا ومكاننا.. الفراق. أن تتكسر مجاديف زوارقنا.. قدر أحمق يخطفك مني.
أتمنى.. أريد للزمن ان يبقى في مكانه.. أن يضيع.. أن يمشي في الظلام دون أن يعرف مكاننا. تهمس سناء في أذني بدلع.. تعال نرقص قليل.. نرقص على وقع دقات قلبك وقلبي.. نحكي ونغني.. نصغي الى نبرة شفتينا وفمنا, أن نمسك الكلمات لتبقى بيننا, جسورا.. حتى إذا جافانا القدرنعيش على موسيقاها ووقع خطاها.
الصديد.. يجلس فوق رأسي.. يضحك ويغني.
قال: أنت رومانسي ساذج.. أيها الاحمق المسكين.. أنت لا تعرف عالم الهرم.. عالم الحرائق والاشتعالات المتواصلة.. غرائزمتواصلة.. أرواء الجسد كالخشب الظامئ للنار, عائم, عالم يريد الأحتراق.
لا مكان للاشياء التي تفكربها, الاختلاجات الغريبة وما شابه ذلك.
الحب, الأمل, الحلم, الفرح, هذه استحالات مكملة, رفاهية ادخلت عنوة من خارج زمن الهرم وما زالت الى الأن تلطف جسده المحلق.
تعال واخضع.. للسطوة والقوة, مجّد أبينا في العلى وعلى الأرض الهرم.
يهرب ظل سناء, طيفها, يبتلعه الظلام, يبتعد كأرتجاج الضوء الى الأطراف البعيدة. أعود الى الفراغ ثانية.. مضمخا بالأسى والكرب.
أغطس في شغاف الوجع المدمى..
لقائي بسناء.. كان في زمن عاصف ومضطرب.. تحت هذا الضوء الخافت والمخبوء.. انطلق برعم ناعم وأملس, نما وكبر, شق طريقه بين الاوجاع.. بين القلق والتوجس, اجواء التوتروالتقلبات السريعة.. ألاف الخطوات تقطع للوصول الى اللمعقول.
شربنا كأس المرارة وثملنا.
ودعنا الفراغ.. ليحتضننا من جديد, فاصل متجدد عن الوجود.. جسد مفصول عن المحيط أوالصخب العابر.
أرتد من جديد الى القيد...أصوات هامسة.. وصور, صور, صور.. مرمية.. صورتي مرمية تحت الأقدام.. صورة معجونة بلعاب الهرم.. ذاكرة تألفة.. توقظ من خدرها, تعود الى غفوتها الأزلية, وجهي محفور ويزداد نخورا, معفرا بالسديم ومحفوفا بالشظأيا التي تخترقني.
الصديد.. ترقص فوق جسدي.. انيني يرتفع في الهواء والفراغ. قلت لهم:
أنا متعب دعوني ارتاح قليلا.. امنحوني بعض الوقت.. لم أعد أستطع التحمل.. توقف الجميع.. سمروا في وجهي, قالوا بصوت واحد:
ـ إذاً.. لقد أستويت.. قفزالصديد في الهواء.. أخذ يرقص كالدمى في مسرح العرائس.. يردد كالعاهرة.. المبغى المتنقل والمنتشر في كل مكان. قال :
ـ سيعترف , سيعترف.. يا أولاد.. يا صغار.. سيعترف!
الصديد.. ينقل لبعضها البعض صدى صوت واحد:
سيعترف.. سيعترف.. سيعترف.
كانوا في حالة نشوى.. جوع وعطش.
ـ لقد خضع.. خضع.
خلعوا ثيابهم.. تعروا تماما تحت المطر.. تحت الغيم وصدى الريح.
نصبوا قضبانهم الكبيرة والغليظة كالأوتاد.. نصبوا الهرم.. راحوا يلوحون بكل الاتجاهات.. الأتجاهات الأربعة.. ابرزوه للهواء الرطب والضباب الكالح. قالوا:
لقد اعترف تحت هذا الرمز.. الهرم.. القضيب. ثم أكمل الصديد كلامه.. هذا القضيب.. هو الذي اخضعك وداس على رأسك وشرفك يا ممحون.
بدأوا يلوطون بي من جميع الاطراف, يدخلون قضبانهم في جروحي ودمي النازف, في الفجوات التي أستوطنوها, في التقرحات التي فتحت بملازمهم.. يصرخون بصوت واحد وعال:
أنت شاذ وممحون.. ضال. الأن تعود الى طريق الحق والسبيل الصحيح.
لا نريد شواذ في عالم الهرم.. النقي والسليم. لا نقبل أن يبقى أحد خارج القطيع.. الطرش.. رأسه فوق كتفيه ورقبته.
كانوا منتشين.. سكارى.. يتآوهون من اللذة الجارفة.
آهات دائرية مغلقة.
قذفوا سائلهم المنوي على جسدي بوقت واحد.. راحوا يعجنوها بجروحي ودمي النازف. امسكواالجراح.. كل جرح على حدة.. بأصابعهم الخشنة.. رفعوها الى الأعلى وأدخلوا السائل الوسخ, قذاراتهم في المسامات والخلايا الميتة والمفتوحة.
فرشوا قضبانهم بالأماكن الأخرى.
حشروه في فمي وقالوا لي: مص , مص , مص.. رمزنا الأكبر. أقترب الصديد مني بعد أن أرتوا من النشوى والهواء المسكر.
قال :
ـ قلت إنك ستعترف.
ـ نعم سيدي.. يا خادم الهرم. سأعترف. كنت اصرخ من الوجع المفتوح.
ـ من هم الذين معك في التنظيم.
ـ الذين لم يتسلقوا سلالم الهرم.. ودرجاته.. حاولوا تكسير الهرم.
ـ إذا تعترف بإنك كنت شريكا في تخريب الهرم, بيت سيدنا الكبير.. عليه السلام.. تخريب تراتيبيته.
ـ أعتقد ذلك أو يتهيء لي ذلك.
ـ كيف.
ـ لا أدري.. لكني أردت تخريب الهرم, التراتيبيه, البيت المشاد من ازمان قديمة, أوربما كما قلت سابقا, اردت تحسينه دون أن أدري أولا اعرف بالتحديد ما أريد فعله.
ـ كيف؟ هل لك أن تشرح أكثر. التخريب ومخلفاته.. يحتاج الى وسائل وأدوات.
ـ ما تقوله صحيحا.
ـ إذا اعترف كيف أردت تخريب صرح الهرم.. الأفكار.. المتفجرات.. الأسلحة المتنوعة.. الفساد.. المال.. شراء الذمم أو تخريب النفوس.
ـ هذه الأشياء وسائل مكملة لمسيرة الهرم.. لا أعتقد.. بأنها تخرب الصرح.. بل عامل من عوامل بناءه.
ـ لقد حيرتني؟ أتقاتل الهرم بفمك ولسانك...
ـ الفم واللسان.. لا يغيرا شيئا يذكر.. يمكن أن يدحرجا الكرة الى الأمام أوالوراء.. لكن في محيط مغلق.
ـ ليس لديك بديل واضح.
ـ لا أملك تصورواضح عن البديل. لكن.. أتمنى أن أكسرهذا الهرم.. هذه الدائرة المغلقة الملفوفة حول الهرم.. أفتح ثغرة في جداره من أجل أن يسيل المجرى. الحلقة الدائرية للهرم.. يجب أن تخرق من أية جهة, أن توسع.. لتصل الى الفضاء الواسع والعالم الممتد.. أن ننتقل من السطح الأفقي للهرم الضيق, المظلم والطويل , المستنقعي الى الأشكال الأخرى
ـ ماذا تقصد بالأشكال الأخرى, حدد أجاباتك بوضوح.
العالم المتسق, المتسع, غير المحدد بفضاء وشروط .
ـ يبدو من كلامك, إنك غير مقتنع من الأعتراف, الأشياء الذي قلتها.. كأنك تريد الهروب من الموت أوالتعذيب.
ـ الخوف من الموت والعذاب شيء مشروع.. هما الأدوات التي أدت الى تلاحم الدائرة والتفافها, انغلاقها, انطباقها على بعضها.
ـ لكن.
بهذه السذاجة تريد أن تنتقل, لقد دوختني بحديثك الأغبر, تتمنى وتريد, لا تملك تصور.
ما لنا وهذا الكلام الغامض, نحن لدينا عملنا المعروف والمكرر.
الصديد.. ينادي على أحد صغاره.
أتني بالسجادة الأرجوانية الحمراء.. بسرعة.
السجادة تجلب على جناح السرعة والريح.. توضع أمام الصديد.. قال:
أيها الضال.. يا حبيبنا الغالي.. يا سليلنا وأبننا البار.. يا من مشيت في الطريق الخطأ.. أركع وأعترف لربك وآلهك الهرم.. أنبطح لاصلي على رأسك وجسدك من أجل المغفرة والقربان.. والغفران.. من أجل خلاصك القادم.. خلاصنا.
الصديد.. يضع قدمه على رأسي المبطوح.. ويباركني..
ليخرج من الظلام الى النور والرحمة والتصورات المزخرفة.
الدم تعفربالأقدام الزنخة وروائح الصلوات الفارغة.
الصورة الكبيرة للهرم.. انتصبت على شكل قضيب غليط. أنحسر الغبار من حوله, تطاير في الفضاء, دخل العيون وأغشاها, أمتزج بصملاخ الأذن وشعيرات الأنف.
ناول الصديد.. السجادة لي وأمرني أن أبدأ بممارسة الطقوس المطلوبة.. أن أغسل الجسد من الخارج فقط.. ادهنه بالطيب.. لتفوح منه روائح مختلفة.. يتعذر معرفتها للأخرين, ان تتوحد الروائح والأصوات في جوقة واحدة.
تدحرج صوتي كصوت ميت, هارب.
مأسور الريح والفضاء .
في ذلك الأنحدار الرهيب, حنجرتي يكتنفها الصدى والأرهاق.
وقفت كالمجذوم, الممسوخ, السجادة الأرجوانية الجميلة بيدي اليسرى وأبريق الماء الملوث باليد اليمنى, أتهيء لاغسل بها شرجي وخصيتي وقضيبي المدلى.. جروحي تنتظر قطرات الدمع لتكوى.. سأصلي مكرها للرحمان أو الشيطان غيرمهم.. لكن سأصلي وأركع.
فرشت السجادة بالتواء على الأرض الممطرة والمنقطة بالدم الفاسد والمأكسد.
كمن أصابه مسا, رحت اردد .. القضيب.. الهرم.. الخٌطأ المغلقة.
في البدأ .
كنت مترددا , خجولا , منهارا.
العراء مفروشا بالذئاب الجائعة تنظرإلى السفوح الملتوية من خلال عينيها التي يتطاير الشرر منهما, تأكل لحمي وتشرب دمي, تنتظر أن ينحني الجسد بالخشوع المطلوب وفق الطقوس المرسومة في الألواح الدائمة, في الأماكن السرية من هذا الكون.. في النصوص الثابتة.. في متاحف الهرم.
انحنيت على الأرض وقبلت الاقدام.
أخذت ارتل.
باسم الهرم الاعظم.. أركع وأمجد الأسرار الغيرمرئية.. رموزه وقضيبه الاكبر.
في هذه اللحظات الدقيقة تساقطت الروح من علياها..على شكل كتل دم مهدورة.. تسيل على الأرض المصنعة.. الصلبة.. البلهاء.
في أثناء ركوعي.
لملمت قطرات دمي, أنتشلتها من على الأسفلت المحجر.. ووضعتها على السجادة.. عجنتها بورودها الزاهية.. ذات النقوش المختلفة.. مستسلما أبكي من الحسرة والألم.. عاجزاً.
قال صديد الهرم.. من تحت لسانه الأصفر:
أكثرمن الدعاء, من الركوع والسجود. لا تخجل, كلنا كنا مثلك في البدء.. ثم تحولنا الى طقوس وممارسات وثنية.. بعد أشهر وأيام.. سترى إنك ذاهب الى واجباتك من تلقاء نفسك.. دون رقيب أوحسيب ستركع وتسجد وأنت مرتاح وخاشع, ستبعد الهموم والهواجس عن روحك إذا أكثرت من الدعاء للهرم وأولاده.
ضع اليرقان تحت حنجرتك وأنهي حالة الصدى من تلال الزمن.
كنت عاريا في العراء دون غطاء, مكشوفا للريح.. مستسلما للقدر.
الهرم منتصبا, العديد.. العديد من الصديد تمسك قضبانها المنتصبة. وكنت راكعا بينهم. ثم سجدت.
جائني صوت من بعيد على شكل وحي, نفير, بوق كبيرأو قوس قزح أسود. يقول: ما تفعله سره خالد.
سرت الى الرموز وأخذت امصها واصلي من تلقاء نفسي.
الأناشيد الهرمية ترتفع....
ترايتل. كنت أرتل على استحياء, لكن أرتل. أحرك فمي ويديي واكرر الطقوس المطلوبة, وعند الخطأ يقترب أحدهم مني, ويرفسني, أو يدس حذائه في فمي, يدفعني الى الصواب تحت سطوة الخوف والضرب.. بعدها تحولت إلى دمية.. آلة متحركة.
أقوم بالواجبات المطلوبة مع الجميع في الظلام تحت النورالهرمي الساطع.
تحت هذا القوس.. الهرم.. ولد الزمن والشهوة المحرمة والشبق, المرارة والكآبة, الندبات والنحيب الموجوع.. وبدايات الموت المبكرلولادة الزغب وأجنحة الحياة.
الهرم.. يسبح فوق الغيوم, يبارك الأعتراف والخضوع, راضيا, نفسه بين يديه ترتفع وتنزل على سلاسل القيود.. ثم أمر.. البرق والرعد.. سلالم الموت.. أن يغلفوا المكان ويحوطه, يحنطوه ليتحول الى معبد ومزار يتندر بها المارة والمارقين.
الطقوس المطلوبة تمارس في الساعات والتوقيت المطلوب تحت الرقابة الدقيقة للهرم العظيم.. وأنفاسه التي تظلل الجميع.
كنت.. منغرسا في اللحظة, وحيدا بينهم على الأرض الصلبة والمتشققة.. الارض التي تحمل الأجساد القائظة فوق ظهرها.
أنسجة الألوان تخبو وتضيع مع الضوء الباهت , الحزمة المتداخلة تفرش كعصارة وتضيع.. تزوغ عيناي وتطفىء بهدوء وتغيب تماماً.
آرام كربيت
كاتب سوري مقيم في السويد



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت ظلال بادية تدمر
- الدولة والمجتمع وفق منظورأخر
- بعد المعركة الطويلة على لبنان
- الثائر.. الملك السويدي كوستاف الأول
- النظام الدولي وآلياته
- غرفة التحقيق
- النظام العربي
- ظلال الوقت
- من الذاكرة.. إلى الذاكرة
- السجن..مرة أخرى
- الليل في سجن تدمر
- بعض الذكريات من منزل الموتى


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آرام كربيت - الهرم