أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - بعد المعركة الطويلة على لبنان















المزيد.....

بعد المعركة الطويلة على لبنان


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيراً بعد خمسة أسابيع من القتال اليومي على الساحة اللبنانية، استعملت فيها إسرائيل مختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية. القنابل المحرمة دولياً.. على المدن والقرى.. الطرق والبيوت..المزارع والحقول.. الأشجار والبساتين. أهدرت دماء كثيرة.. مدنيين وعسكريين.. أطفال وشيوخ. وخراب على كل الصعد.. العمراني والانساني وعلى مختلف المستويات دون تمييز..
أقول وضعت المعركة العسكرية أوزارها مؤقتاً.. أقول مؤقتاً.. كتجاوزلا غير.. لأن منطقة الشرق الأوسط.. منطقة تصفية حسابات سياسية وإيديولوجية.. منطقة مصالح إستراتيجية لأغلب دول العالم.
لكن.. ما حدث يضعنا أمام حقائق لم تكن غائبة عن المعنيين بالأمر.. ولكنها كشفت عن المزيد من الحقائق.. عن الأقنعة التي كانت يختبأ وراءها هؤلاء المعنيون..إسرائيل والنظام العربي.
هذه المعركة عرت وفضحت ما كان يجري في الكواليس من ترتيبات بين الكيانين.. جرى تسليط الضوء عليهما.. لأن النظام العربي لم يكن أقل خطورة من إسرائيل.. إن لم يكن الأخطرعلى شعوب المنطقة؟.
إننا أمام كشف حساب.. حقائق جلية تظهرللعيان..
كانت أطول حرب يخوضها الجيش الأسرائيلي منذ تأسيس إسرائيل وإلى اليوم.. جيش مزود بالقاعدة المادية المتطورة والإمكانيات العلمية والعسكرية الهائلة، بالمعدات التقنية الحديثة وبالدعم السياسي والمعنوي من كل اصقاع العالم.. لموازرتها وتحسين أدائها في إدارة الحرب.. مع..
ميليشية من المتطوعين.. لا يملكون من وسائل السلاح والمعدات إلا بما هو قليل وتقليدي..
في مواجهة هذا الطرح، ليس ثمة بديل صحيح.. عدا البحث في سبيل معرفة ما آلت إليه الأمور، التي لا يمكن إنكارها وطمسها.. دعوة يتعذرالقفز عليها أوتجميدها..
لقد كشفت المعركة الأخيرة عن نقطتين في غاية الاهمية..
1ــ هشاشة الكيان السياسي الأسرائيلي المصنع وجيشه.. عندما يخوض معركة حقيقية.. لن أقول حرباً.. لأن الحرب تعني أنتصاراً لأحد الطرفين على كل الصعد وتسليم الأخربالهزيمة الكاملة.
2ــ هشاشة النظام العربية وضعفه وهامشيته في المعادلة الأقليمية والدولية.
ولهذا التحليل أهميته الكبيرة في فهم طبيعة هذان الكيانان المصنعان.. الكيان السياسي العربي.. المسمى بالنظام العربي.. والكيان السياسي الأسرائيلي.. والذي جرى السهر على إقامتهمها في دوائر صنع القرارفي الدول التي هيمنت على العالم في القرن العشرين.. وبدايات القرن الواحد والعشرين.
لقد كشفت هذه المعركة عن أنتهاء الدور الوظيفي لهما.. كشفت عن العجزالموضوعي لهما.. وأكاد أن أقول.. لقد شاخ النظام العربي وإسرائيل في تفعيل دورهما.. وفي تثبيت مواقهما الجديدة كلاعبان رئيسيان في المعادلة الأقليمية والدولية.. نتيجة الاستثمار السياسي الطويل والمجهد الذي كلفا القيام به من تخريب للبنى الأجتماعية والسياسية والعمل على هزيمة مشاريع الحداثة والديمقراطية.
من الواضح والجلي.. إن الطابع الايديولوجي لكلا النظامين قد أستهلك تماماً خلال ستون عاما من العمل المجهد والعملي، وفي ظل أوضاع مختلفة، وظروف وبيئة سياسية وعسكرية وعملاتية مختلفة، وفي ظل صراع وبيئة سياسية مغايرة تماما.. وليس غريباً أن نرى موت الشعارات التي كانت سائدة قبل عقدين من الزمن، وعدم القدرة على تسويقهما من جديد.. لتقادمها مع الزمن ولاستهلاكهما الطويل من قبل الكيانان.. ولعدم القدرة على إنتاج صراع وهمي جديد كما كان سابقاً.. يقنع الشارع العربي.. ويعمل على أستلابه وتهميشه كما كان سائداً في مرحلة زمنية ولت إلى غير رجعة.
كما أن الظروف الموضوعة لأنتاج هذان النظامان قد أنتفت عمليا.. أنظمة جرى السهرعلى بنائهما ليخدما الأستراتيجيات الأمريكية على المدى الطويل. أنشأ وفق حسابات وموازين قوى عملاقة على المستوى الدولي.. أقصد تم تجهيزهما ليقفا سدا منيعا بوجه التحولات التي كانت قائمة أثناء الحرب الباردة.. بوجه الدورالذي كان يرغب به ويريده.. الاتحاد السوفيتي السابق! بوجه الأيديولوجية الشيوعية في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
بوجود هذا العدوالعملاق.. تم ضخ كل الدعم.. سواء السياسي أو المعنوي أو المادي العيني..وغيره.. لهذه الكيانات المصنعة.
بهزيمة الاتحاد السوفيتي والايديولوجية الحاملة له.. تكون الساحة الدولية قد خلت من قطب مهم!
وعلى أثرخروج الاتحاد السوفييتي من الساحة الدولية.. كعملاق وقطب.. تكون ساحة الشرق الأوسط قد تعرت على كل المستويات.. السياسية والايديولوجية والاخلاقية.
وعلاوة على ذلك.. يعود العدو السابق ليلتحم مع الجسد الأم للنظام العالمي" روسيا حالياً " ليترك هذه الأنظمة وإسرائيل في مأزق تأريخي لا يمكن الخروج منه بسهولة ويسر.
وانطلاقاً من هذه الفرضية تعمل الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة على البحث عن دور يليق بإسرائيل في المستقبل.. دور يتناسب مع الاموال التي بذرت وتبذر على هذا الكيان.. ليكون فاعلا ونشطا ومنجزا للأزمات الطويلة.. دورعملي طويل.. يعمل على تدمير قدرة بلداننا في المقاومة السياسية والنهوض.. وفي تعميق الشرخ السياسي والأجتماعي والنهضوي لمنطقتنا..
وتعمل الولايات المتحدة الامريكية أيضاً على تبديل الشكل السياسي والايديولوجي للنظام العربي.. شكل جديد.. مكياج.. حامل لمصالحها في هذه المنطقة.. لمرحلة زمنية معينة ينتهي بنهاية المرحلة.
لهذا يبشرنا صناع القرار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية بالشرق الاوسط الجديد.. شرق أوسط قادم على الحصان الأمريكي.. محمل بالاسلحة والمعدات المتقدمة ولكنه خال من أي محتوى سياسي وأنساني فعلي.. ينعكس بشكل إيجابي على شعوبنا.
ولادتهما يستدعي بالضرورة من صناع القرار في الدولة المسيطرة على العالم.. أقصد الولايات المتحدة الامريكية على إعادة النظرفي وظيفتهما.. الكيان السياسي العربي والكيان السياسي الأسرائيلي على المدى البعيد.. خاصة بعد الثورة في المعلومات والتقنيات والتواصل على الصعيد العالمي.. ونتيجة لضعف الاداء السياسي للدولة المسيطرة على العالم.
يبدو لي إن النظامان، لم يعد لديهما الأمكانية الفعلية على تحسين شرطهما أو التكيف في إدارة اللعبة الأقليمية بأقتدار.. لهذا..وفي غياب الزخم الايدلوجي لهما.. يحتاجان إلى التدخل المباشر من السيد.. من الدولة المسيطرة على المعادلة الدولية أو على بلورة إستراتيجية جديدة ناجحة لمواجهة المخاطرالقادمة كما يبدو لي.
في هذا الوضع علينا أن نزرع في عقولنا تأسيس جديد .. جديد مختلف عما تعودنا عليه أبان المرحلة القديمة.. تلك التي ولت.. وأننا أمام معطيات جديدة.. علينا البحث في كيفية التعامل معها واستثمارها.. لأن بلادنا مرشحة على مسك زمام المبادرة لأدخال تحولات كبيرة في رسم معالم المرحلة القادمة.. معالم تشق طريقها بأتجاه مختلف.
علينا أن نتنبه..
هناك شيء في غاية الجدية.. أن نتائج المعركة التي حدثت في لبنان ستعمل هذه الأنظمة المأجورة وإسرائيل.. ستعملان على استثمارهذه المعركة في تحسين شرطهما السياسي في الموقع الدولي والاقليمي والمحلي.. وهي مفاضلة موروثة لأنظمة متسلطة.. لأن النظامان خلال صيرورتهم الطويلة أنجزا بالكامل معركتهما في احتواء الشعوب العربية وفي تكليس الفاعليات السياسية للقوى السياسية على مستوى العالم العربي كله والشرق الاوسط؟.
كان النظام العربي في صيرورته يسعى لامتصاص الغليان السياسي للشارع العربي من أجل توظيفها لصالحه.. من أجل تقوية مفاوضاته مع الغرب.. وكانت إسرائيل تتناغم مع هذا الامر. الأن كشف الستار عن الصراع الطويل.. الصراع الكاذب والمشبوه بين الطرفين المتوطئين في اللعبة.
ما حدث يدعو للتأمل والقراءة بهدوء.. بصورة مغايرة.. لزمن يمتد إلى اللبنة الأولى لقيام الدولة المصنعة والانظمة العربية المصنعة على مقاس راسمي اللعبة الدولية وأستراتيجيات الأحتواء طويلة الاجل للعالم ودفعها للانخراط في المشاريع الكبيرة للدولة العملاقة..
هذه الحرب زعزعت اسساً كانت راسخة لمدة طويلة..
1ــ لقد اعتبرنا هزائم النظام العربي.. على أنها هزائمنا.. هزائم الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.. هزائم على الصعيد السياسي والتأريخي والايديولوجي والنفسي.
2ـ دخلنا في مرحلة طويلة من جلد الذات.. سواء ما يتصل بحاضرنا أو بماضينا.
3ـ في الوقت الذي كنا نتمزق ألماً على وضعنا.. كان النظام العربي يدرك عمله على وجه الدقة.. كان يهرب أموالنا وثرواتنا ودمائنا.. ولا يترك لنا إلا السجون والمعتقلات.. " لا صوت يعلو على صوت المعركة "..
4ـ كانت الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية.. تتسترعلى هذا النظام المأجور.. تتسترعلى جرائمه وسجونه.. على فساده الأخلاقي والسياسي.. وعلى الاموال المهربة إليه
5ـ الكثير.. من الكًتاب والمفكرين والباحثين.. مضوا إلى التأريخ.. يفتشون في بواطن الكتب عن أسباب هزيمة الحداثة.. عن تخلفنا في مواكبة العصر.. ظهرت دراسات عديدة.. ومتنوعة.. دراسات تتناول واقع منطقتنا.. منذ ما قبل التأريخ مروراً بالتأريخ.. ما قبل التأريخ العربي والأسلامي.. وبعده. تبحث في مكامن الوجع.. عن أسباب تخلفنا السياسي والتكنولوجي.. في الوقت التي غابت عن أذهاننا تواطأ هذه النظام في منع التحولات الكبيرة في الواقع العربي.. كالديمقراطية والمواطنة وحق الاخر والراي والرأي الأخر.
وأخيراً.. بأعتماد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على القوة في تمرير سياستهما يؤكدان.. على الأفلاس لكليهما.. ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل على الصعيد الأستراتيجي.. والتي تنطوي على مزيد من الفوضى والتهميش في المنطقة المنكوبة.. منطقة الشرق الأوسط ! وإلى زرع المزيد من الخراب وإنعدام الأستقرار.
لا يبدو في الأفق معالم إعادة هيكلة النظام العربي.. ودول الشرق الأوسط وإسرائيل لعجزالولايات المتحدة عن القيام بذلك.. لعمق.. ولضعف فاعلية هذه الأنظمة وعدم أستجابتها الموضوعية لهذه الألية.
وأخيراً.. كما عرجت سابقاُ..
علينا أن نخلق الشروط الملائمة من أجل تطويراساليب عملنا السياسي.. في ظل بيئة دولية مساعدة.. في ظل توفر المعلومات والعمل على إشراك شعوب العالم في تفعيل دورها ضد الأضطهاد السياسي والأستلاب الأقتصادي والاغتراب الروحي والنفسي.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثائر.. الملك السويدي كوستاف الأول
- النظام الدولي وآلياته
- غرفة التحقيق
- النظام العربي
- ظلال الوقت
- من الذاكرة.. إلى الذاكرة
- السجن..مرة أخرى
- الليل في سجن تدمر
- بعض الذكريات من منزل الموتى


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - بعد المعركة الطويلة على لبنان