أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - آرام كربيت - الليل في سجن تدمر















المزيد.....



الليل في سجن تدمر


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 12:14
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الذاكرة سعدان اخرس..
الذاكرة.. شهوة متجددة.. مازلت في هذا العمق, الشرخ.
همس محمد خيرمن تحت الفراش, من تحت الطماشة الملفوف على الوجه والعين, في هدأة الليل المسكون بشياطين الأنس:
ـ هذا الفراش اللعين سيسحقني من جذوري, يجمد عروق الدم في شراييني, ويخمد حركة الأنسجة وتلوناتها في مفاصلي. كل شيء فيّ في حالة خدر, الكتف والرأس واليدين والجدع والرجلين. أحس نفسي في حالة أنطواء على نفسي, أريد القليل من الحركة لأمررهذا الوجع الى اماكن اخرى مني. البرد يغزو لحمي. سأحاول أن اطوي نفسي على نفسي. اقرب ركبتي الى وجهي.. أنا موجوع.
تمتمت خائفا, لفظتها ببحة مكسورة, قلت :
ـ سيراك قفة " ممثل السلطة " من على السطح. لقد سمعتَ اوامره وتحذيراته العارمة. أنا مثلك تيبست ضلوعي من البرد القادم من الأعلى والأسفل, اكاد اتجمد. أسمع هسيس حركة الدبيك عندك. أخاف عليك وعلى نفسي من العقوبة في حال رأنا نتحرك, كل واحد على انفراد تحت الفراش.
ـ لن أسأل، سأتحرك تحت فراشي ولن أمتثل لأقواله. سأموت من الخوف والبرد. سأقرب رجلي من مؤخرتي, سألتف على بعضي. اصبحت كالكرة المدورة, أقرب اكتافي ويدي من وجهي وأنفخ عليهما من فمي علّ حرارة انفاسي تغطي طبقة من الدفء لجسدي.
كلنا نرتعش من البرد القارس. طفقت أُذكر محمد بوضعي قلت:
ـ انا أيضا, مثلك ارجف, ارتعد. أسناني تصطك ببعضها, جسدي كله تحت البطانيات. في هكذا مكان نحتاج الى عشرون بطانية فوقنا وتحتنا حتى نعيد للجسد حالته الطبيعية.
كان الحديث يدور من تحت الطماشات والبطانيات, همسا, بقلق وتوجس, ولا نرى بعضنا وفي حالة سكون كامل. اضاف محمد:
ـ لكن. الأرض تحتنا قاسية جدا, أحس بها كالمغرزأوالسكاكين تنغل في لحمي وتدخل فخدي.
اردفت مكملا كلام محمد ومرددا نفس الموضوع :
ـ من الواضح أننا لن ننام أو نغفو هذه الليلة الى الصباح. المكان عاري وموحش ومخيف.
ـ ليس لدينا وسيلة للبقاء على قيد الحياة إلا بالصبر والتحمل الى حين ان تفرج. واضاف:
معدتي وامعائي تؤلماني, المغص الحاد يكاد يقطع مصاريني, لا اعرف ماذا افعل في هذه الليلة الكئيبة, بالتأكيد الليالي القادمة ستكون مثلها واقسى .
ـ أظن ذلك. واردف مكملا: ستكون اقسى بالتأكيد.
ـ عبد الكريم مناوبا:
ـ صوتكم يصل الى السقف, اصمتوا ودعوا ليلتنا ترحل. قفة على السطح يراقب تمائمكم وأحجياتكم. يتابع صدى الجدران, عندما يسقط عليها رنين حناجركم.
المطر ينقر على الشراقة" السقف المفتوح" اللعينة.
باستثناء المطرودوران قفة يبقى الركود خارقا. جدران العزلة متكئة على الكون.
تأخذني الغفوة الى مدارات بعيدة.
النار.
نار متقدة, دائمة الأشتعال.
عام الرجال والنساء حول بعضهم في الأماسي الشتائية الباردة, حول حفرة دائرية في الأرض وسط بيت ترابي قديم. يقذفون بالجلة وأغصان القطن اليابسة في معينه. تعيدني الذاكرة الى الحكايات القديمة, تتلون, بعدما يرشفون كأسات الشاي الساخنة ويرمونها في جوفهم. يقصون, يسردون عوالهم الحزينة. ترحالهم. غرائب أيامهم. موادها الدم والغربة. حكايات عن الهجرة " سفر برلك" والقتل والهروب من أثام الخوف.
النار تستعر في اتونها. تتوهج وتنشرالحرارة والدفء في أرجاء البيت وترفع حرارة الأنفعال الى أقصى مدى. يبدأ البكاء على الأحبة والخلان والجيران. الدموع المدرارة تنهمر من العينين والمقلتين, وتلتصق بالتراب المصلوب على الجدار. يطبع صورهم وحركاتهم, الآمهم وبكائيات أقدارهم على أوراق الشجروالدف المعجون بالطين ورائحة الأرض العذبة, ينحدر ويسيل على وجوههم وخدودهم كمجاري الأنهار.
الترحيل الأجباري.
الترحال، المطاردة, البواريد المصوبة عليهم تلاحقهم.
قال كبيرهم. العجوز الذي تجاوز الثمانين من العمر.
ـ لا أدري ما العلاقة بين الدفء والحزن. لكن كلما انطحن الحطب في دائرة النار، اتذكر. كيف ؟ اغتصبوا بناتي وزوجتي امام عيني. عروهم ثم عروني. قالوا لن نقتلك لتبقى تشهد على فعلنا, وسحرنا. ثم قطعوا رؤوس أولادي الثمانية أمامي بالبلطة والسكاكين وتركوا دمائهم تنزف وتنزل أمام قدمي وتلامس عقب حذائي وتدخل فيه. كان يجفف دموعه بطارف كمه, ويمسح فضلات أنفه, يبكي بحرقة وحزن باسطا يديه في الفراغ واضاف :
يقولون أن دم المقتول لا يمحى بغسله. انظروا الى جلدي, أنه أحمر اللون من ذلك التأريخ. لا يزوال ولا يضيع, أنه وشم دائم, يطبع أيامي وليالي عمري, في داخلي ويسكن بالقرب من سريري ومنافذ نومي .
حلاوة الروح ابقتني على قيد الحياة.
الحطب يشتعل في الموقد الأرضي وينشر الحرارة في الجو ويضيء السكون باللون الأحمرالجميل والشفاف مخلفا دخانا كثيفا في المكان .
الجمرة. عندما تتوهج بين ضربات النار تصدر صوتا حزينا كالبكاء .
تابع :
تركوني.
هربت الى البراري الشاسعة تحت قبب الشمس الحارة. كان جسدي باردا بل مثلجا لكنه مستمرا في الركض والتوهان. في ذلك المكان كان الجسد يتماهى مع الروح, يلتصقان ببعضهما في رحلة التشظي والضياع, متوحدين في البحث عن ملجأ أمن. احمي ما تبقى من دمي المثقوب.
بكى بحرقة.
أنها لعنة الوجود.
كان الجد قويا وصلبا, ذو قلب كالصخر. قال: في احدى الأمسيات الباردة، عندما كنت عائدا من الطاحونة, تلقفني أثنان أرادا إذلالي, لكني قاومت بالخنجرالصغيرالذي أملكه, بالرغم من أنهم يملكون بواريد أتوماتيكية. دفعتهم الى جدول ماء وهربت. عندما أستفاقوا من الصدمة، رموني بالرصاص اخترقت قدمي عند الكاحل وأخرى في أعلى فخدي وثالثة في صدري. كان دمي ساخنا ويغلي في مراجل قلبي تابعت الجري الى أن وصلت الى ضيعتي، بين أهلي وخلاني. سقطت مغشيا على الأرض وفي لحظة الهذيان طلبت أن يشعلوا لي جمرة من الخشب القاسي، سنديان. كنت انزف من الجروح المتهتكة والممزقة.
كنت في غيبوبة.
رموا الماء علي وجهي ورأسي. استفقت على اصوات كثيرة, عدت الى وعيي . قلت :
هل أعددتم النار. قالوا بصوت واحد :نعم . رددت :
ـ إذا احضروا لي خمسة بيضات خاويات من الصفار وسيخ حديد . جلبوا ما طلبت. وضعت السيخ في النارالى ان أصبح بلون الدم ولوني. غرزته في لحمي وأخرجت الرصاصات الميتة ورميتها جانبا ثم دهنت السيخ مرة أخرى ببياض البيض وحشكته مكان الرصاصات, في المكان الفارغ من جسدي. ثم لففت الجروح بالضمادات ونمت يومين كاملين.
تابع الجد قوله :
كان ذلك، زمن الترحال القسري الى ديارالله الواسعة.
قلت خائفا :
ـ أريد النوم بجانبك يا جدي. أنت قوي وأنا صغير. لك شاربان كثان, يجلس عليهما أثنتا عشرة نسر جارح, وطربوشك كبير. تخافك الوحوش والحيوانات البرية .
ـ لكنني أبن الثمانين عاما. لم يعد لي ذلك الجسد القوي.
ـ لكنك اقوى مني.
ـ لا تخف يا ولدي. عندما تنتهي سهرتنا سأدعك تنام بجانبي.
ـ لكني احب النار ولونها. حبذا لو تتركها مشتعلة.
ـ كما تشاء يا ولدي.
كنت في دائرة الأعصار انشد الدفء والبحث عن اماكن خالية من القتل والسكاكين القاتلة. يكبر وهمي وحزني, أنظر الى النار الدائرة في وسط البيت البسيط. تمتد يدي الى حزمة الحطب والقليل من الجلة وارميها في الحفرة. أرى النار تسلقّ نفسها وتذوب في لمعان نفسها, عند الاحتراق، تموت الأغصان المكسرة والضعيفة.
حاصرني البول .
كنت نائما بجانب جدي العجوز ذي الثمانين عاما. منمل الأطراف, الكتف وأعلى الفخذ.
احلم أن ابول. لا شيء في الحياة يوازي تخلص الكائنات الحية من فضلاتها في اوقات الشدة . كنت أقول:
ـ آه.. آه. وألف آه.. لو أستطيع أن ابول بحرية دون رقيب. رحت اتخيل كلما مشيت. هنا مرحاض، هنا فراغ، شجرة معزولة, ثويبات, كثبان رملية، غابات كبيرة تحميني وتستر جسدي العاري وعورتي.
المثانة تكبر. تتحول الى ضاغط اضافي يثقل علي, يمتص ويختزل عقلي وروحي.
أغفو وأستيقظ مرات كثيرة.
تحول العالم الى اماكن، مراحيض ومباول. تشتد علي الرغبة في التبول, لكن مئات الذئاب كانت في الخارج، على مقربة من باب البيت الترابي الحزين. تعوي وتجائر بالصوت الثقيل. نخشت العجوز. قلت له:
أنا بردان وخائف, أريد الذهاب الى الخارج, لأتبول. أجاب العجوز من تحت اللحاف, والنعاس يسرقه. قال:
ـ لماذا لا تبول امام الباب. رددت من تحت الطماشة قائلا :
ـ في الخارج اصوات ضباع , أبن أوى وثعالب وذئاب.
ـ لكن لدينا كلب كبير يحرس البيت والضيعة, أذهب واحتمي به. حاول أن تبول وترتاح .
ـ لكن. أريدك ان تساعدني. أنا خائف. رد علي ثانية :
ـ أذهب الى أمام الباب فهذه أصوات أولاد أبن أوى, صغيرة الحجم وضعيفة ولا تستطيع ان تؤذيك, أذهب لوحدك وتعلم المجازفة وفن أخضاع ما تتخليهم وحوشا. قلت:
ـ هناك ذئاب جائعة تنتظر لحمي لتسلقه وتأكله. أنا خائف على جسدي أن يأكلوه. أما كلبك يا جدي فهو خائن، يتواطأ مع الذئاب في الليل، ينبح ويمشي معهم، لا تنسى يا جدي إنه من نفس الفصيل، والعود يحن على قشره. ربما سنونك الطويلة جعلك لا تميز بين الأثنين.
كان الجد في بقعة الصدىء:
لكنك انسان يا صغيري.
ـ لكن ياجدي ما زلت صغير السن واحتاج الى مساعدتك في هكذا محنة. ردعلي: لا تخف أبدًا وتعلم المجازفة, جرب مرة واحدة, إذا نجحت ستنجح الى الأبد وبعدها ستنام وتدعني أنام .
كانت المثاتة قد وصلت الى الذروة ولم أستطع أن ازحزح الخوف, البول من مكانه .
شيء ما في داخلي قال:
بول
بلت على نفسي واسترحت.
في تلك اللحظة غبت عن الوعي قليلا وافقت ثم ضعت في ملكوت التشوش واستيقظت. مرات كثيرة ما بين النوم والغفوة. بينما الذئاب والمباول بجانبي تعوي وتطلق الروائح الكريهة. غبت عن الوعي بشكل متقطع على جهتي المخدره.
كان حلما مزعجا. كابوسا. لكنه حقيقة.
" في سجن تدمر ممنوع دخول المرحاض ليلاً، على الاطلاق ".
طفت فوق كومة من الماء الحامضي الأصفر المائل الى اللون الأحمر.
بقيت فوقه.
انطلقت الى الشمس الحارة. الفصل صيفا, درجة الحرارة تصل الى الخمسين. تمنيتها أكثر, أن تكون لهيبا, وتشعل جسدي بالنار. اذهب الى البيت, الفراش النظيف والهادئ, مغلق بالزلاجات. اللحف الوثيرة والوسائد الناعمة والمريحة. السريرالواسع والراديو, الكتاب والدفاتروالأقلام. الشاي الساخن والستائر تزين الغرفة الصغيرة, الدافئة والأنيقة .
طوال الليل .
الصور والأخيلة تتزاحم.
الكهف والنار, الأخشاب اليابسة, تتلاطم في خضم ذاتها, تشتعل في الليل القطبي البارد. تطرد الأشباح والعفاريت, مواسم الموت الجماعي في حضن الغابات والفلاة المشرعة على نفسها. براري بوسع المدى تندرج على خطوط ضوئية لا نهائية. بحار من الفراغ. أفق معانق لأزرقاق البحر, فقمات جاثيات تحت نعال الماء الملتصق بالسماء, بجعات خائفات ومتسلقات لأقدارهن في جوف البحار العميقة.
تحت قنديل الليل المنطفئ عانق الخوف بقايا السكون والوهم. رفع درجة الغثيان, حرارة الفاكهة المسروقة الى عنان السماء .
الشتاء في أوله, البرد في أوله. الهيجان ذاته.
مازال الخوف رعشة مشتعلة.
المطر ينقر موسيقاه على أوتار الطبيعة في ارتعاشات دمها. ينثر القلق والتوجس على المساحات المفتوحة. الأضطراب جزء من خلايا الدم, يحرض, يلعب ويستفز. يفتح مسامات الثمالة في دوائر الجنون. مساحات واسعة. ترى أنبثاق كأسات الوجع من فتحات الأنف ومسامات الجلد في الأقدام. يخرج كبخار الشواط من الطمائنينة المزيفة والركود المغبرودخانه المعبر العالي.
المطر لا يصمت ولا يحب الصمت.
اتعرى دائما في الشوارع والأزقة الضيقة والحارات القذرة. اشرب من ادنان النبيذ الموجع، اعري النجاسة, أغسل الثمار العفنة, ارميها بسهامي الموجعة والحادة قبل استرخائها المقرف.
المطر شرارة الروح.
مشتعل دائماً في وهاد وشظآن الرغبة, في ذراه الآخاذة, في هديره الهاتك, يعمل على ملاقاة العالم ومضاجعته بقسوة ورفق.
في مساءات الشتاء الباردة. ينطلق الجسد من خدره
المطرلا يكف عن الهطول، يصدر صوتاً كأجراس الكنائس القديمة في يوم حزين، مرفقة بموسيقة جنائزية لصيقة للدمة الأليمة، تتكرر الأسئلة في هذه الذاكرة العجوز، من الجاني؟. تهبط على السكون المفتوح وتوقظ الصمت وتحرك الهلع عبر أهتزاز الهياكل القديمة, ناشرة رائحة الأرض القادمة من الواحات البعيدة, كالصدفة المقوقعة على نفسها في أيام الأهازيج النية لأعراس البحر وحوريات الماء العذبة.
اتغلغل في الرحم. اتلمس الجراح, انثرالكلمات الندية على أجنحة المكان المنصهر بي. البطانيات ورائحة الذين مروا من تحتها. عذباتهم, مراثيهم وأوجاعهم, بكائهم وأحزانهم. أحلامهم في جحور فيض الرغبة, الخلاص والحلم!.
روائحهم تأتي من الأزقة القديمة, من الليالي الممزوجة بالشموس المنطفئة، من الغابات التي تزف في لحظات الوداع
هناك :
خلف اسراب الغيوم, تتكوم هموما محملة بالكتل اللونية الحمراء, في سفرها الدائم الى عوالم محلقة. تتساقط فوق أجحنة المساء الرمادي عند تخوم البحار المحملة بالمراكب المرتحلة, المأسورة في قعر ضيق.
الطماشة, الظلمة. السواد. كل شيء بعيد. المراكب في حالات وداع. النهار مرتحل, خجول, ظمآن, يهرب من بيته الغامض, البعيد.
هزتني تجويفة مندفعة ولوحة مثلجة, مشكلة من نافذة مغلقة, تحت ذبذبات ماصة لترددات آخاذة .
الزنزانة عارية. بوعي شعوري واضح اسرد أمسياتي.
اسمع وقع خطواتي فوق مراسي روحي, أسقيه دما وماء. ظمآن هذا الجسد الملقى في أشلاء الريح العابثة, الى ماء فوق اسراب الخطا السريعة. يضمحل في الظلال ويختفي. عطشا. عطشان . انا المصنوع من وقود وعجين وبقايا بقع صغيرة، يتسرب منها لون مكثف وغامق, غامض يوصي الرحالة أن تدخل الى لبه وتستنشق عبير الرائحة المنتشية.
يركض بي الجسد مهرولا. هرعا, مرعوبا, خائفا من نفسه على نفسه.
تكبر الصورة السحرية وتزداد التصاقا بالماضي. الذين كانوا هنا, مشوا الى مثواهم الأخير بأرجلهم وأيديهم البيضاء, اكفانهم الطرية، اغتالتهم العاصفة القوية أو اليد المنتصبة بقوة.
همسات مغلفة في أصداء تبتعد فتخلف أسرار. تبدأ النهاية كالبداية. وغروب يشع بالبحث عن بديل.
القنديل المدلى من السقف, حوت كبير يبلع ضحاياه ويقذفهم الى عمق البحارالعائمة.
الفراغ عائم, المطر عائم, البرد عائم.. القدر مرهون للقدر..الكون عائم.. في داخل هذا القفص، اتشكل.
أنا الذي أنا ماذا افعل.
هنا. تتقاذفني نفسي وأسبح فيها, اعوم داخلها. أنا المشكل من حسرة وأسرار, قطعة مركبة من أصداء, من تجاذب التناثرات الغامضة. اتصدى لأحمل الموازين المختلفة في دمي, لأنطلق الى دمي, الى شموس أخرى في حركة دوران الذات حول الذات.
أتسأل مرات كثيرة:
ايعقل! هذا المكان الجميل، المتلألى يحمله قنفذ اجرب.
تحت هذه البطانيات الغريبة تتحول الأصداء الى اجراس كبيرة, تقرع بشدة.
تحت دفق الشروط المرهونة, أيقظني عبد الكريم ليسلمني المناوبة الليلية.
الأمر مفروض.
أندس عبد الكريم عيسى في البطانيات وتابعت جدل الليل وحرقه. وقفت بأستعداد تام. كانت ثيابي مبللة بالبول الحامضي المركز. تحت الشراقة الكبيرة اراقب الزمن. الدبق الداخلي يلتصق ببعضه ويتفرق. لكنه عند الأحتكاك يترك حساسية موجعة. فركت فخذي وما بينهما. في بادئ الأمر فركهتما بيدي اليمنى ثم باليسرى وبعدها بالأثنتين الى أن تحول الحك الى هرش. أخذت اهرش جسدي بأظفاري الطويلة, ما بين الفخذين والخصيتين, ثم القضيب. تحول الهرش الى لحم ممزق وخلايا ممزقة. أخذت امزق جلدي, اغرز أكثر. أصابعي الطويلة والقاسية ادسها في لحمي. جرحت جسدي. سال دمي وراح يزداد التصاقا بمواضع الحساسية. مرة ارفع فخذي وادخل كفي كله بينهما وأخرى اباعد ما بينهما. أضحت الحال الى ما يشبه الوسواس القهري يعذبني أكثر مما أنا عليه.
جاءني القدر.
قفة عابرأوواقف أوملتصق. دق على السطح بقدمه الكبيرة فأرتجت الزنزانة وأهتزت. وصوت يدور في الصمت. صرخ من الفتحة المثقوبة في السطح او السقف. قال:
ـ اتلعب. بماذا تلعب في هذا الليل, من كان معك. رددت بكلمات متقطعة وصوت مخنوق:
ـ كنت وحدي يا سيدي.
قفة على السطح مستيقظا, لا ينام ولا يغفا, يفيض بالحيوية والنشاط، رافعا بصره بصرامة, ووجهه قاسيا كالزئبق, رماني بنظراته الحادة. صاح:
ـ أتلعب بزبك يا منيك, وحدك. اتستمني يا سافل. اتتحرك تحت الشراقة والسماء والمساء. ألا تدري وتدرك ما هي عقوبة من يعصي الأوامر.
ـ نعم أدرك يا سيدي .
ـ إذا لماذا تتحرك.
أتتقيأ الوقت وحدك. قل واعترف مع من كنت تلعب الليلة, مع أمك أوأختك. أكنت تضاجعهما. أريد أن أرى كيف كنت تنكح أمك يا سافل. اشلح ثيابك كلها.
خلعت السترة أولا ثم الكنزات, فالبنطال ووقفت عاريا بلا ثياب, تحت دفق قوة الطبيعة وهياجها العارم.
قفة يآمر:
تمدد على الأرض منبطحا ونفذ وضعية النكاح. انبطح بسرعة ونفذ الأمر. حرك مؤخرتك صعودا ونزولا.
ـ لا أعرف يا سيدي كيف يتم ذلك.
ـ ألم تلعب بأمك قبل قليل. إذا أرني كيف كنت تفعل. انبطح على الأرض بسرعة.
كنت على الأرض الباردة منبطحا.
ـ انكح أمك وأختك. حرك قضيك بسرعة, لينتصب يا فاجر. لامسه للأرض وانكحها على أنها أمك يا شرموط.
ضاجعت الأرض العارية وقضيبي يلتصق بها.
ـ قل آخ .. آخ . آه .. آه.
امتثلت للأمر ونفذت ما طلب مني.
كان قفة على السطح، قضيبه بين يديه, يلعب به. صار يستمني بيديه, يضاجع الهواء ويتأوه ويصرخ من النشوة والفراغ.
صوته يعلو على صوت الرياح. فحيحه يلامس خمائرالمستنقعات وحركة اليرقات الراقدات في الكهوف المغلقة
مزيج من العزلة والصمت والتفسخ.
في هذه الضبابية العكرة.
انتشى قفة وصرخ صرخته المدوية, الأخيرة. آه ..آه . وقع مغشيا على نفسه من شدة الألم وصمت.
عاد مترنحا من الفراغ.
عاد الى نفسه بعد أن قضى وطره من الهواء العابر. قال:
ـ الحركة ممنوعة واللعب ممنوع. يجب أن تقف بأستعداد تام, جدعك يجب أن يظل بأستعداد تام, أما الرأس فيجب أن ينحني الى الأسفل، منكساً، الم تسمع بذلك.
ـ نعم سأنفذ الأوامرالتي قلتها. بقيت على الأرض عاريا ارجف من البرد، منبطحا، وجسدي الأعزل يلامس برودة العالم. جاءني الصوت بدفق:
ـ هل انتهيت من مضاجعة أمك.
ـ نعم يا سيدي . انتهيت.
قفة يأمر :
ـ واقفا. أرني سائلك المنوي, امسكه بيديك, أرفعه الى الأعلى. دعني أحس بالأمتلاء. إنك شهي وجميل. الفيض يغمرني.
ألبس ثيابك وأبقى واقفا كالصنم.
حييته بالقدم اليمنى. ووقفت.
اردف قفة بعد أن وصل إلى رغباته قال:
بعد أن انتهيت من نفسك, وأنتهيت من نفسي, قل لي لماذا كنت تنتهك الأوامر, ألم تسمع, بالأوامرالمبجلة من قبل.
بصوت مخنوق, مهزوم قلت:
ـ نعم ياسيدي سمعت بذلك. لكن ثيابي مبللة. البول مادة حامضية, تشوك جلدي وتنمله, تخلق حساسية في جسدي كله. إنني أحك كل شيء بأظافري.
ضحك قفة ضحكة مجلجلة سمعتها ذئاب الوديان واشباح الليل الطويل. صوته يهز اركان الفضاء الفاقد للأسرار:
ـ قلت إنك بلت في ثيابك, على نفسك, وعندك حساسية من البول والمواد الحامضية يا قذر. ازداد ضحكا وسخرية حتى كاد يغشى عليه من الفرح والسعادة العارمة. الأن لماذا لا تحك نفسك. أراك واقف. ثم مضى يقول:
هل ذهبت الحساسية منك يا قحب أم كنت تلعب بأيرك يا قواد.
ـ لا لم تذهب يا سيدي. أنما الخوف أجلها أوأيدعها في مكان أخر.
ـ اتسخر مني, أتضحك على لحيتي في هذا المكان.
ـ لا... لا يا سيدي . أقسم أنني بريء مما تقول.
ـ اسكت يا فاجر. قل إنني كنت ألعب وأستمني.
ـ لكن.
ـ أخرس نفذ الأمروقل كنت استمني يا سيدي.
ـ كنت استمني يا سيدي.
ـ غدا. عندما يلعب الكرباج بزبك وعلى قدميك وجلدك ستنسى حليب أمك الذي رضعته, إنك مدلل يا قحب, ولا تعرف معنى أن تمتثل للأوامروتخضع وتطيع.
ـ لكن ثيابي مبللة بالبول. عندما يلفحها الهواء تجف على جلدي وتلتصق بي فتحرقني وتكويني.
ـ أما زلت تعترض وتتذمر, العقوبة تضاعفت. غدا عندما يسألونك ماذا فعلت, قل لهم كنت العب بنفسي، استمنيت وعصيت الأوامروهذه عقوبتها أشد. أفهمت.
ـ نعم يا سيدي فهمت.
ـ إذا أقترب أكثر من الشراقة, لا ترفع رأسك أبدًا. تحرك الى مصدر الصوت وكما أشير عليك. ونفذ ما اطلبه بالدقة التامة. أفهمت.
ـ حاضر سيدي. فهمت.
ـ تقدم خطوتين الى الأمام وثلاث خطوات الى اليسار.
ـ هكذا يا سيدي.
ـ لا يا نذل. أرجع الى الوراء قليلا, الى اليمين خطوة واحدة. أبقى واقفا كما أنت عليه ولا تتحرك أبدا مهما حدث. حتى لو أهتزت الأرض وتحولت الى رماد. لا تتحرك. تسمر في مكانك .
ـ حاضر سيدي كما تطلب وتأمر.
الليل يوغل في نفسه, في صمته, في عوالمه المخيفة, المشكلة من أغصان ملتفة على بعضها كقطعان شاردة أو أبخرة لزجة.
في الليل يكبرالحساب, الحلم والكابوس، الحزن والخوف يلتحمان في حركة ملتهبة, مكثفة ليتحول الى سلالة أشباح ونيران مفترسة.
الوقت ليل, ظلمة وخوف, وقنديل ينوس بقرف ويسكت.
شيء دافئ, سائل، مثل الندف. أنحدر على شعري ورأسي وتفرع كمجرى ماء في عدة أتجاها. قسم أنحدر الى الوراء ومشى فوق الظهر بثقة وتأن. كأنه يعرف الطرق التي يسيرفيها. فرش نفسه على المساحة كلها, وأنبسط على الأكتاف من الخلف وأكمل الى الخاصرتين وعند ممرات الكليتين فالأليتين وما بينهما, ويتابع تسلله الرومانسي السلس في الشرج والرجلين ليصل الى الكاحلين, فالحذاء, ليستقر تحت القدمين وفي الأتجاه الأخر, يتابع على الجانبين, فوق الأذين فالصدغين والرقبة وعلى الساعدين ليستمرعلى الجانبين ويغوص في العمق الى الأعماق. أم الأمام فقد أستمر المجرى الأمن في طريقه على الجبهة, الحاجبين, العينين, الخدين والأنف ثم الفم ويتابع فوق الرقبة وعلى الصدر والسرة ثم يمرعلى الخصيتين والقضيب الى الأسفل ليلتحم مع بقية المجاري في القاع, أسفل القدمين.
كان الطعم الحامضي ذي الرائحة الكريهة يدخل باسترخاء في كل مكان من جسدي. تمتصه الأنسجة وخلايا الجلد ويدخل في لعابي وفمي. تمتصه الحليمات الماصة وتحوله الى عجينة أو خميرة تحت اللسان وبين الأسنان. يبقى في كثافته القذرة ليستمر في الدوران والدخول الى شراييني واوردتي. دون أرادة مني.
قلت للنقطة القابعة بي:
ـ البول والمخاط والبصاق تدخل عيني, تحرقني وتكويني وأنا ثابت في مكاني. استطردت مكملا نزف بشائر الليل وحرقة الأقدار في حفضها الأسرار المخبئة في نفسي. سرت في الدرب الطويل، الطويل بحرقة الضائع بين الوديان والتلال البعيدة عن بعضها, كالصغير التائه من يد أبويه. اسير دون أن اعرف نهاية ما بدأ. قلت ثانية لنفسي :
ما أقسى رائحة النشادر في بول قفة, بصاقه ولعابه, أنه مخاط مكثف وصلب, ينزل علي بتكاسل بطيء , وهادئ. دون أن يوقفه أحد أو يرده عن طريقه. كما أنني مصلوب من الأشارات الواردة منه الي. أنها اشارات قديمة جدا, ورموز موغلة في القدم. مجرد أن تصدرمنه تتلقفها ذبذبات نجسة في داخلي, وترددات كثيرة تستفز الشعيرات الماصة في سراديبي المظلمة وتخرجها من غفوتها وتدخلها الى الأماكن القابلة للعلن.
تابعت الصراخ:
أنها كاوية حقا. بول قفة الدافق حرقت جلدي ولساني وعيني وجلدي. وتنتشر في كل مكان من جسدي. أنا في حالة دبق عام ورائحة النجاسة تقززني. المخاط قرب أنفي, على رأس الشحمة يتدلى الى الفتحتين.
قفة على السطح يراقب جدل الليل:
ـ لا تتحرك يا ذليل. واردف بثقة وعجرفة:
أنت ذليل. كلكم أذلاء. ولدتَ لتركع وتنحني وتستسلم يا تافه. تابع الليل الطويل في قراءة مسودة الزمن:
الست منهم, جزء من هذه الكتلة المعجونة بالخوف والهزيمة.
الأكيد أنك تسمع.
ـ أجبني على أسئلتي يا قذر.
ـ نعم أسمعك. أسمع ما تقول. أنا ممتثل للأوامر.
ـ ما أسمعه يثلج صدري ويؤكد لي أن الزمن يسير في الأتجاه الصحيح. لكن تذكر أن لديك في الغد عقوبة مضاعفة بالرغم من النوايا الطيبة التي لديك, المبشرة بعملنا الصحيح.
تابع وقوفك بأستعداد كامل وتام ورأسك مكساً.
كنت اعزي نفسي:
ـ ماذا عساني أفعل في هذه الظلمة الطويلة, ماذا أفعل في هذا البرد الذي يشلني ويكويني. البول ملتف على كياني كله, يحويني, يحوطني من كل الأماكن. كيف اتخلص منه واغتسل.
أصبحت كتلة من بول وبصاق.
أنا خائف, مستسلم.. عاد قفة من الطرف الأخر.
قال متذكراً, يتكلم من على السطح ضاحكا وصوت سخريته يعم الكون:
ـ هل جاءتك رسالتتنا المجدولة بالقرابين والنذور والأوبئة. لقد سيجنا حدودك بكرمنا. يجب أن تشكرننا على هذا الذي أنت فيه. أشكرنا, وغذا سنجعلك تقبل حذائنا, لأننا ابقيناك على قيد الحياة, فهذه ميزة كبيرة لا تتوفرلغيرك. أنت في القاع. يجب أن تشكر بولنا العظيم لأنه تكرم عليك والتصق بك وبمسامات جلدك. يجب أن تفرح وتسعد من هذه النعمة التي وهبناك أياها. أردف:
أن تشكرني لأنني تلطفت بك وعطرتك بسحري الخالد. فهذه النعم لا تتوفرلاحد. عندما أتركك يجب أن تفرح وتغني لهذه الميزة التي انعمت بها عليك في هذا اليوم العظيم. من الغد يجب ان تجعله عيدا في حياتك وتحتفل به أنت وزوجتك وأولادك وأحفادك. عليك أن تقص عليهم الهبة الرائعة التي منحتك أياها. التي لا تتوفر لغيرك أو سواك. أذهب وغني في عبك لأنك محظوظ، لان لعابي وبصاقي وبولي لأمس قذارتك. أنت في زمن, وأنا في زمن. لكني تواصلت في ربطك بي لتبقى تتذكرني وتفهم سحري وخلود استمرارية بقائي. اتدرك معنى ما اقول يا شرموط .. تمطى قفة في الهواء وتنفس بعمق ومضى يقول: هذه من بقايا فضلي تكرمت بها عليك الى يوم حتفك..هل فهمت؟.
ـ نعم يا سيدي فهمت.
آرام كربيت ــ سجين سياسي سابق



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الذكريات من منزل الموتى


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...
- اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي ...
- استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - آرام كربيت - الليل في سجن تدمر