أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - قادمات من الشرق / 1














المزيد.....

قادمات من الشرق / 1


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


أنا والليل وبعض السكارى المخمورين شاهدين على عودة تلك النسوة اللاتي يعملن في نوادٍ ليلية مشهورة بطقوسها وفق مفكرة شبه روتينية تمتد من أول ساعات ليلها إلى لحظات بزوغ فجرها الآتي بنوره لجميع العباد , كنت أختلس نظراتي إليهن من طرف نافذتي المجاورة لشجرة لبلاب زكية هربت من حضانة ليوان بيت جاري المقابل لبيتي وتسلقت جدران بيته وغزت بأغصانها وأوراقها معظم سماء حيّنا الهادىء في الليل والصاخب في النهار , صرخات المخمورات منهن خدشت حياء سكون فجرنا ونبهّتني أنه بات في حيّنا مومسات وافدات من بلاد شمال شرق آسيا الحسان , وكن يترنحن ويتدافعن بعنفوان شبابهن المسلوب بخيلاءٍ يثير لعاب من لحق بهن ليأخذ منهن مواعيد لجلسات سرية نهارية تعزف ألحانها بشقق متوارية بعض الشيء عن عيون السلطات , وذلك كله بإرادتهم الكاملة ضمن مصطلح يعرفونه جيدا وجاهزين له وهو / صب المال فوق أكوام البغاء / , لم يظهر عليها علامات اندفاعها للإثارة مثلما حال أخواتها , بل كانت تترصد حركاتهن وهنّ يتفاوضن مع بعض زبائنهن الذين أغدقوا عليهّن أموالهم بسخاءٍ لا نظير له أثناء تأديتهن عملهن بملهاهن الليلي , وقد لحقوا بهن لمضاربهن ليثبتوا لهن كرم حاتمهم العامر في محافظ نقودهم الغريزية فأغدقوا عليهن ببطاقات تعريف لهم ووجهوا لهن دعوات مغرية ممزوجة بقبلاتهم الحارّة التي سبغوها على مختلف مواضع أجسادهن البيضاء , تلك الفتاة جميلة جدا وقد أخذتني بذاكرتي إلى مشاهد لا زلت أذكرها جيدا حينما لمحتها مصادفة بزقاق حيّنا في نهار أحد الأيام , كانت تنزل بهدوءٍ على درج بيتها وبحركات مصطنعةٍ يشوبها بعض الإغراء , لا أعلم من كان يحدثها على جوالها المحاذي لديوان أذنها الممهور بالياقوت والمرجان , ولم تفارق ثغرها ابتسامتها الرقيقة التي أثارت لواعج هرمونات ذكرية لذكرين كانا ينتظرانها منذ ساعات أمام مدخل بيتها بسيارة فارهة سوداء , وعندما لوّحت لهما بكف يدها خرجا من نافذتيهما كأنهما الشيخ روبن هود ورفيقه اللورد الحجّاج وأثارا بصوتيهما نهيقا رفع من هوله سقف سيارتهما فوق الأرض عشرات الأمتار , إنها ذات الحسناء الواقفة على صدر فجرنا يستجديها روادها بلباقة وإحسان , تلك الصورة نقلتني لأسأل نفسي :
- ماذا تملك تلك الفتاة من ملكات إنثوية تجعلها مميزة عن مثيلاتها من الفتيات ؟؟!!
لها طول رائع يغطّي جسدها النحيل المرسوم بدقة وإتقان , ولا يشوب معالم وجهها أيّ نفور في نسب الحجم والجمال , ويرافق صدرها الباهي شموخ عنقها الموصوف بالأساطير والروايات , وهما يحجبان علّتها المرئية ببروز كتفيها قليلا إلى الأمام , ولكن ذلك كله لا يبرأ جرح سؤالي وإن جمعنا فوقه ثمرة حوضها المؤنس بتفاحة آدم كاختبار لها , فغالب الظن أن حقلها أتى ثماره وبات في زمن حصاده , فهو أشبه بمسكن شخصي تسكنه كلمة تعنيها بقوة وثقة وتشغله كله لتنسبها إلى بنات جنسها حواء , ومما يلفت انتباه كل من رآها قطعة القماش المرمية على جسدها والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال إدراجها تحت أي تصنيف متعارف عليه من أنواع أزياء النساء , ولا أظن إطلاقا أن في قاموسها كلمة تشير إلى مصطلح أكمام كالتي تستر طرفي أي إنسان , بل وأؤكد جازما أنها لم تعرف أبدا أن عليها ستر عورتها وإن بقطعة قماش صغيرة فكل معلوماتها تفيد أن حواء وآدم كانا يستران عورتيهما بورقتي توت خضراء , ربما ذهبت بأفكاري إلى جهة تحديد نوعية ستارها الطبيعي لتلك الحديقة الغنّاء , إذ كان علي أولا أن أقرأ مدى إدراكها لأهمية ذاك المكان وتحديد موضعه الرنّان بالنسبة لها , قبل أن أخوض بمسألة يعرفها معظمنا عن ذاك الحصن الزؤام , من الواضح أنها حددت مكانه وفق معارفها الفكرية تحت حوضها مباشرة أو على مسافة ليست ببعيدة عنه أقصاها بضعة ميلليمترات , لهذا لاحرج عليها إن خرجت بمحاسنه علانية ليكون بمثابة أنف بارز يحرسه حاجبان , لقد دفعت به كفاكهة صيفية باردة وسلّمت موسمها لمن يشتريه ليقطف منه ما يشاء مقابل أن يدفع لها تكاليف بلوغه زمن الحصاد , وعاد سؤالي بخفيّ حنين من حيث أتي وحل مكانه أخوه ليسألني :
- من وضع تلك الأفكار برأسها ؟؟ ومن هو المسؤول عنها قبل أن تنضج ثمارها ؟؟!!!
بالطبع أمها ..... بلى أمها !!!! لقد زرعت في حقول إدراكها نبتة فاسدة فأفسدت عليها حصادها , قالت لها بعد حرثها من وصاياها الطازجة :
- يا ابنتي .... أنت تملكين ثروة فريدة بين فخذيك لا تملكها أنثى قبلك أو بعدك .... لقد صنعك الخالق بقالب أستعمله مرة واحدة بك ولذلك ميّزك ... الرجال كلهم يريدون رضاك ويسعون لوصلك .... فتكبّري كما تشائين واختاري فأنا كلي ثقة بك .... وتريثي ولا تتسرعي باختيارك كما فعلت أنا فالدنيا مفتوحة لك ... وجرّبي كل شيء قبل أن تتزوجي لإن زواجك سيأسرك ... واعلمي أن والديّ حرماني متعتي ولن أحرمك متعتك فلا تفكري في كيفيتها المهم أن تعيشي زمنك ... ولكي تنجحي في حياتك اختاري رجلا غنيا أو ذو منصب هام يلبي أمرك ..... واحذري أن يعرف أهل حيّكِ وأقربائك ما أنت عليه كي تبقي بنظرهم تلك الفتاة البريئة طاهرة اليدِ ...... عليك بالستر مهما فعلتِ وأذناي صاغيتان لك .
غادرت فتاتنا مشهدنا وصعدت مع أخواتها لبيتهن وبقي عشاقهن ينشدون أن ترمي لهم إحداهن منديلها الملوث بأحمر شفتيها أو مما بصقت عليه ليلة أمسها قبل أن تذهب لوصلتها الاستعراضية الغنية بحركات الإغراء المقصود والمثير لهرمونات الأبدان , واستيقظ سؤالنا العاجي :
- ماذا تعرف تلك المرأة الوافدة عن حقوقها غير تلك التي علّموها إيّاها ملوك الدعارة والبغاء ؟؟؟ ....... يتبع يتبع يتبع



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للفقر مصداقية باكية ح / 4
- للفقر مصداقية باكية ح / 3
- جذور الارهاب / كوهين - الجاسوس / ح : 5
- يا زائرة الحرمين
- باركوا ل / بانة وهبي / وشارل / الجهلاني / ح - 1
- جذور الإرهاب / كوهين - الجاسوس / ح : 4
- للفقر مصداقية باكية ح / 2
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / ج / 5
- للفقر مصداقية باكية ج / 1
- جذور الإرهاب / كوهين - الجاسوس / ح / 3
- مسلسل جذور الإرهاب ح / 2
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 4
- حزينة على رباط حذائها
- فكر الفيل وحرية الذبابة
- مسلسل جذور الإرهاب الحلقة / 1
- تعالي من أي طريق تختاريه
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 3
- ياسور وهمي
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 2
- لون عينيك تربة دافئة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - قادمات من الشرق / 1