أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - مسلسل جذور الإرهاب الحلقة / 1















المزيد.....



مسلسل جذور الإرهاب الحلقة / 1


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 05:12
المحور: الادب والفن
    


المشهد 1 قصر القيصر بموسكو عام 1897 ن/د فصحى
قصر ضخم مليء بالمنحوتات والرسومات والأثاث الفاخر.. القيصر الروسي نقولا الثاني جالساً على عرشه متذمراً من وطأة حملات يهود روسيا على ملكه إذ كان ضعيفاً بحكمه وهو في نهاية العقد الرابع من عمره وقد طلب عقد اجتماع طارئ مع وزرائه ليسألهم
القيصر: ماذا لديكم... هل توصلتم لشيء؟
كبير متسشاريه يتقدم بين يديه وهو المستشار الأول في قصره وحكومته
مستشار1: نعم يا مولاي.. إنهم هم نفسهم.. منظمة عشاق صهيون السرية
وقف القيصر على قدميه ممتعضاً
القيصر: ماذا؟ .. هم ثانية.. دائماً هم.. متى ننتهي منهم ألا يكفيهم أنهم اغتالوا بالقنابل القيصر اسكندر الثاني منذ عشرين عاماً.
يتقدم بين يديه مستشار 2:
مستشار2: أتأذن لي يا مولاي؟
القيصر بانفعال مرتبك القيصر: قل ما عندك.

واقفاً باستعداد يتحدث طاعة لمولاه مستشار2: علينا أن نرفع عنهم بعض الحصار يا مولاي.. لقد عانوا كثيراً مما فرضنا عليهم من إجراءات صارمة وعقوبات.. حتى إن أكثرهم هاجر من أراضينا نحو فرنسا وبريطانيا بل لجأ معظمهم إلى أميركا وهم يحملون أخطر الأفكار والتوجهات.
سقط القيصر على عرشه صامتاً للحظات ثم تحدث بتهكم وإقرار
القيصر: هاجروا... فليرحلوا كلهم إذاً.. ربما برحيلهم أزالوا الغمة عن صدورنا.. إن توددنا إليهم وأعتقناهم غدروا بنا.. وإن حاصرناهم قاتلونا.. ماذا نفعل لهم هل نعطيهم ملكنا.. أيكفيهم ذلك؟ إنهم يريدون أكثر من هذا.. يريدون العالم كله ملكاً لهم.
وتوجه القيصر بحديثه إلى مستشاره الأمني
القيصر: أليس كذلك يا أليكس
يتقدم أليكس بين يديه أليكس: بلى يا مولاي
تابع أليكس حديثه متوجهاً به إلى القيصر ومستشاريه بعدما أشار إليه القيصر بيده
أليكس: علمت من مصادر شرطتنا أن لديهم جمعيات سرية إرهابية لازالت تواجهنا منذ ثلاثين عاماً... أفكارهم تخريبية تدميرية غلّفوها بطروحات إصلاحية فكرية.. وقد سقطت بأيدينا بعض مقالات منها..
أخذ يفتح أوراقاً ملفوفة بين يديه ثم تابع حديثه
أليكس: كتبها كاتب روسي من مدينة أوديسا بإقليم أوكرانيا... اسمه (آشرهنزبرغ) وهو معروف بين عامته بلقب (أحدها عام) .. وقد داهمنا ناديه الذي أسسه والمعروف (بنادي بني موسى) مرات عدة.. وعثرنا على كتبه ومقالاته.. وتبين لنا أنه لا يقبل في عضوية ناديه إلا شباباً يهوداً.. وقد تخرج من ناديه دفعات كل دفعة منها مئة شاب.. حملوا أفكاره الهدامة ليتولوا من بعده قيادة حركته الصهيونية الروسية المعادية لنا.
يقاطعه القيصر ويشير بيده إلى مستشاريه محذراً
القيصر: أسمعتم ما قال: أكمل يا أليكس أكمل..
استطرد أليكس حديثه بثقة أكبر
أليكس: لقد عبث هنزبرغ بأفكار وعقول شبابنا....
ـ قطع ـ

مشهد 2 ريف موسكو1897 ن/خ فصحى
جموع من اليهود المهاجرين على رابية ريفية في خيامهم
امرأة يهودية تلحق بولدها تناديه:


يهودية 1: مناحيم مناحيم .... توقف
يهودية أخرى تحمل طفلاً على ذراعيها وقد أمسكت بمناحيم ثم أخذت تحادث الأولى:
يهودية 2: لا تجزعي, لا تجزعي.. شالوم
يهودية 1: شالوم... أشكرك
يهودية 2: إلى أين أنت مهاجرة.
يهودية 1: قالوا لي أنك ستعيشين في فرنسا
يهودية 2: حظك جيد فأنا مهاجرة إلى أميركا
يهودية 1: كنا نعيش في أمان فلماذا هجرتنا
يهودية 2: هوني عليك.. تلك السيدة
وتشير بيدها على سيدة أخرى ثم تتابع حديثها
يهودية 2: ستعيش نصف عائلتها في فلسطين ونصفها الآخر في إنكلترا
ويبكي طفلها الذي تحمله بين يديها يهودية 1: أنت وابنتك فقط
يهودية 2: ليست طفلة.. اسمه موشي منوحين تخيّلي عمره أربع سنين فقط ويريدون منه أن يواجه المشكلة ويحلها
يهودية 1: آه.. لو أن حكماءنا رضوا بمعيشتهم لكنا هانئين نعيش الآن حياة مسالمة.
ـ قطع ـ
مشهد 3 قصر موسكو ن/د
تقدم القيصر بالقرب من أليكس وسأله على انفراد مستفسراً عن أحوال رعيته
القيصر: وما هي أخبار عامتنا يا أليكس
أليكس واقفاً باستعداد أليكس: يشيع بين عامتكم يا مولاي أفكار طبيب يهودي ألماني.. فحواها شعار من ثلاث كلمات, حرية, مساواة, أخوّة
القيصر ساخراً القيصر: حرية.. مساواة.. إخاء.. ومن هو ذاك؟
أليكس: يدعى تيودور هرتزل يا مولاي... وقد علمنا من أخباره أنه يحضّر لاجتماع سري سيعقده في مدينة بال بسويسرا... وسيحضره مئات من رجال اقتصاد ومال وأساطين الفكرة اليهودية الهوجاء, وسانده بآرائه يهودي آخر من أوديسا أيضاً.. د. ليون بنسكر.. إذ وزّع كتابه بين عامته تحت عنوان (التحرر الذاتي) دعا فيه اليهود أن يوقظوا وعيهم داخل نفوسهم ووجدانهم قبل أن يطلبوا إنشاء وطن مادي لهم.. ورفض أن تكون فلسطين أرضهم المختارة.. لأنها غير خالية من سكانها وعليها نزاعات استعمارية أخرى
اعتدل القيصر بجلسته على طرف عرشه ونظر إلى مستشاريه قانعاً بما حمله إليه أليكس من أخبار محدثاً إياهم
القيصر: أرأيتم!!! إنهم إرهابيون ناشطون.. نظّموا أنفسهم بجمعيات سرية ونوادي إرهابية لينالوا من ملكنا وشعبنا.. أثاروا بينهم القلاقل والدمار والفوضى... وتقترحون علي أن أرفع عنهم بعض حصارنا... يا لكم من حكماء أغبياء... اذهبوا.. اذهبوا من فوركم وافعلوا ما بوسعكم للقضاء عليهم.. وانتظر أنت يا اليكس.
ـ قطع ـ
مشهد 4 ريف موسكو ن/خ فصحى
قافلة يهود مهاجرين يركبون عربات ذات أربع عجلات تشدها خيول وحمير وبغال ....
والعربات مجللة بقماش كتان أسمر اللون . ويرافق القافلة مجموعة رجال يهود بزي يهودي يتلقون أوامرهم من قائد القافلة الذي صاح
قائد القافلة هيا.. هيا... علينا أن نسرع خطانا ونخرج من روسيا قبل أن تلحق بنا قوات القيصر.
ـ قطع ـ

مشهد5 القصر ـ موسكو ن/د فصحى
القيصر: أخبرني عن فحوى ذاك الشعار؟
أليكس: ينادي بالتحرر من النظام كمحرر للعمال عن طريق افتعال اضطرابات داخلية تدفع بلادنا لحروب أهلية طائفية.. تدك شعورنا بالسلام والطمأنينة ... مما يؤدي في نهاية الأمر يا مولاي لعدم امتثال شعبنا بقانوننا ودستورنا
مستغرباً القيصر: شائعات خطيرة حقاً.
أليكس: ظاهر أفكاره تنادي بحكم الشعب على البلاد بينما في باطنها يريدون أن يصبح شعبنا بائساً تائهاً كالحيوانات.. لا حلول لديه ليعيش حياة هانئة إلا تحت ولايتهم كعبيد لهم بعد أن يسيطروا على حكم البلاد.
القيصر: خبيث.. مخطط أناني خبيث.. يريدون استبدال قانوننا الروحي بقانونهم الرياضي الذي يعتمد على شهوات ومكاسب مادية..
أليكس: بل أكثر من ذلك يا مولاي.. إن فقدنا طاعة شعبنا للقوانين فقدنا نظامنا.. وبالتالي سنفقد أمننا وسلامنا وسنعيش بصراع عنيف لا أحد يعلم منتهاه يا مولاي.
القيصر: إنها مؤامرة دنيئة مدمّرة
اليكس: بلى يا مولاي.. إنها مؤامرة حاكها أمام أعين العامة من خلال جمل رنانة طرحها عليهم لينال من هيبتنا.. وقد علمنا يا مولاي أن هرتزل التقى منذ عام بضابط بريطاني يهودي مثله اسمه غولد سميد الذي قال له بضع كلمات انتهت إلى مسامعنا عن طريق أحد عملائنا

ـ قطع ـ
مشهد 6 قصر موسكو ن/د فصحى
عدد من المستشارين لازالوا في الممرات يتجادلون
مستشار1: اليهود اليهود دائماً اليهود.. ذلك ليس من تعاليم ديانتهم أبداً إنها حركة صهيونية
مستشار2: نسفوا أول أمس مخازن الحبوب وحرضوا العمال على عدم طاعتنا.. ليحققوا مطامعهم الاحتكارية.
مستشار1: يستغلون دينهم اليهودي
مستشار2: بل ووزعوا في عقول فلاحينا العصيان والتمرد علينا ونعتونا بالأرستقراطية.
ـ قطع ـ

مشهد 7 قصر موسكو ن/د فصحى
مستغرباً القيصر: أفكار بريطانية على أرضي الروسية.. بماذا أخبره؟
أليكس: قال سميد لهرتزل: إن أفضل وسيلة نزعنا بها ملكية الارستقراطية الإنكليزية لنحد من تأثيرها على شعبنا اليهودي.. كانت حين أثقلنا كاهل أراضيهم بفرض ضرائب باهظة عليها.. مما دعاهم لبيع ممتلكاتهم وأعمالهم وعمالهم إلى يهود مثلنا... وقد تم تمويلهم بأموال ضخمة حصلوا عليها من جمعيات وشركات سرية تعمل لحسابنا في فرنسا وأميركا وبريطانيا.. ذلك ما يجب علينا أن نتحسب منه يا مولاي.
جلس القيصر على عرشه يفكر ملياً متمعناً بقول مستشاره بسكون تام ثم نظر إليه قائلاً
القيصر: اسمع يا أليكس..
أليكس: أمرك مولاي..
ـ قطع ـ

مشهد8 قصر موسكو ن/د فصحى
وصل وزير المال الروسي إلى ردهة القصر ورأى مستشاري القصر مجتمعين قلقين . فبادره المستشار الأول بالسؤال
مستشار1 أهلاً بوزير المال
وزير المال أهلاً بك ... ما بكم...
أراكم مجتمعين لأمر هام؟
مستشار1 ننتظر قرار القيصر بشأن اليهود.
وزير المال عادوا ثانية وارتكبوا حماقات.
مستشار1 وهل انتهوا كي يعودوا.
وزير المال إذن... فالقيصر الآن... عصبي المزاج.
مستشار1 نعم... والأفضل ألا تراه الآن.
وقف وزير المال بينهم قلقاً مغلوباً على أمره.
ـ قطع ـ

مشهد 9 قصر موسكو ن/د فصحى
القيصر: أريدك أن تختار عدداً من جنودنا المخلصين لنا.. وليتنكروا بزي أولئك الذين سيجتمعون في بال.. واجعل فرقة أخرى متوارية عن أنظار شرطتهم تحيط بمكان اجتماعهم تساند جنودنا عندما ينقضون على مقاعد اجتماعاتهم.. لا أريد ضحايا أو قتلى بين صفوف المجتمعين هناك.. أريد أوراقهم فقط.. هل سمعت أوراقهم فقط.. لذلك أعطهم فرصتهم ودعهم يجتمعون عدة أيام كي يدونوا أفكارهم على أوراقهم.. ثم ائتني... بها حينها سنعلم كيف يفكرون وبماذا يحلمون كي نضع لهم حلولاً نقضي عليهم.. وإياك ثم إياك أن تلقي القبض على أحدهم.. فلا حاجة لنا بجسده طالما أخذنا أفكاره من عقله... واحذر شرطتهم... هل أدركت قولي جيداً.
أليكس: نعم يا مولاي
القيصر: انصرف من فورك إلى شأنك.. واعلمني بما يستجد من طرفك
أليكس: السمع والطاعة يا مولاي.
ـ قطع ـ

مشهد 10 مدينة بال في سويسرا 1897 ل/د فصحى
قاعة اجتماعات مستديرة يشغل مقاعدها 250 ـ 300 عضو يهودي يتشاورون بين بعضهم بعضاً ويظهر على طاولة تتوسط مركز القاعة ستة أشخاص على كل طرف منها ثلاثة.. في الطرف الأول يتوسطهم تيودور هرتزل وهو يهودي أصولي عمره 37 عاماً بشرته بيضاء وشعر رأسه قليل قلنسوة ذقنه طويلة وله سحنة يهودية متمثلة بانحناءة ظهره ورأسه قليلاً مع نظرة عينيه المخادعة الهادئة وإلى جانبيه اثنان من معاونيه ويرتدي بذة بيضاء بقميص أبيص عنقه مغلق فوقه سترة مغلقة تماماً فوقها جاكيت, وعلى الطرف الآخر في الوسط يجلس آشرهنزبرغ الملقب (أحدها عام) وعمره 40 عاماً ذو شخصية صلبة متزمتة وشعر رأسه قليل نسبياً بالوسط بينماعلى جانبيه فشعره طويل أسود إضافة للحية حادة طويلة ورأسه مربع متوسط القامة يرتدي بذة سوداء يهودية وقميصاً أبيض عنقه مغلق تماماً وإلى يمينه يجلس بن غوريون وهو شاب قصير شعر رأسه قصير أجعد وبذته سوداء مثل معلمه وإلى يسار أحدها عام يجلس وايزمن وله مواصفات بن غوريون نفسها إلا أن رأسه كبير نسبياً بالنسبة لجسده إضافة لجحوظ عينيه القاتلة.
وخلف كل طرف أنصاره.
أحد معاوني هرتزل همس في أذنه المعاون: ماذا بعد يا هرتزل.. مضت أيام ولازال الخلاف قائماً بيننا.
هرتزل: ماذا علي أن أفعل.. مشكلتنا كلها بتوجهاتنا المادية... انظر إلى (أحدها عام) كيف يثير المسألة.
يدقق المعاون (بأحدها عام) وهو يتشاور مع معاونيه متصلباً فانتصب هرتزل واقفاً مرتجلاً:
هرتزل: اسمعوني أرجوكم.. لقد مضت على اجتماعاتنا أياماً عدة.. ويجب علينا أن نضع قواعد ومبادئ نلتزم بها لبناء دولتنا.
يقاطعه عضو من الجمهور المقابل له
العضو: نريد التوراة قانوناً لنا
هرتزل: لا لا... لأننا إن سرنا على تعاليم توراتنا لن نخدم مصالحنا أبداً لأنها تعاليم إلهية روحية مسالمة لهذا سنحتاج لفلسفة جديدة ذات منهج سري يعتمد كلياً على ما نريده نحن من تلمودنا.
ـ قطع ـ



مشهد 11 حديقة القصر روسيا ن/خ فصحى
مجموعة من الشرطة السرية الروسية بزيّ يهودي ومجموعة أخرى بزي الشرطة الروسية مستعدين للانطلاق نحو سويسرا
تقدم المعاون من قائده يعلمه المعاون: الجنود جاهزين يا سيدي
القائد: هل ارتدوا زياً يهودياً
المعاون: نعم يا سيدي وهم على اهبة الاستعداد
القائد: لننطلق من فورنا إذاً.
ـ قطع ـ

مشهد 12 قاعة الاجتماع بال/ سوسيرا ل/د فصحى
هرتزل: ولتأسيس دولتنا... علينا أن نجد أرضاً أولاً.. ومن ثم نعمل على هجرة واسعة النطاق لأبناء ديننا...
قاطعه (أحدها عام) ساخراً أحدها هام: كيف لك أن تقرر ما نريده أولاً.. يجب علينا أن نجمّع اليهود حول أفكارنا أولاً لتنمو في نفوسهم روح الاقتحام.. تلك الروح التي تميز بها أجدادنا عندما تاهوا في الصحراء.. لولاها لما استطاعوا دخول فلسطين من شرقها أو غربها أبداً.. ولكانوا ماتوا في التيه حينها.
هرتزل مستفسراً باستغراب هرتزل: ولكننا لم نتفق على فلسطين أرضاً لنا يجب أن نملك أي بقعة أرض في عالمنا حتى وإن كانت في أوربا أو إفريقيا لا فرق بينهما ... وبعدها نتدرج نحو فلسطين لتكون أرضاً لنا.
أحدها عام: لهذا أنت مخطئ.. فلسطين هي أرضنا
ممتعضاً بهدوء هرتزل: وكيف لنا أن نتفق على بقية مبادئنا ونحن على خلاف حول أولوياتنا
ثار تلاميذ (أحدها عام) بصخب مرددين بصوت عال:
فلسطين أرضنا.. فلسطين أرضنا أشار أحدها عام بيده إليهم وقد دفع بمعاونيه للجلوس قائلاً:
أحدها عام: اجلس يا بن غوريون ـ اجلس يا ويزمن
والتفت إلى تلاميذه خلفه مردداً أسماءهم
أحدها عام: أوسشكين ـ كيش ـ سوكولوف اجلسوا.. اجلسوا فما أيتنا هنا إلا لتحقيق أحلامنا
عندها أشار (ويزمن) بطرف عينه لسيدة عجوزة يهودية أن تؤدي دورها الذي لقنها إياه سابقاً فخرجت من بين الصفوف الهادرة حتى وصلت قريباً من هرتزل وصاحت بوجهه مستهزأة به
العجوزة: يا خائن
بقي هرتزل واقفاً صامتاً مشدوهاً من تلك السيدة وقد نزل بعدها على رأي الأغلبية
ـ قطع ـ

مشهد 13 بناء الاجتماع ـ بال ـ سويسرا 1897 ل/خ فصحى
قائد الشرطة السرية الروسية وجنوده متنكرين بزي يهودي (بذات رسمية سوداء مع قمصان بيضاء مفتوحة عنقها لزرين فقط دون ربطات عنق) مع قبعات سوداء قصيرة على رؤوسهم منتشرين بحديقة البناء بسرية تامة
القائد يعطي تعليماته لمعاونه بصوت خافت حذر
القائد: أوعز للجند أن يتأهبوا فقد حانت فرصتنا.. للبناء ثلاثة أبواب على كل منها شرطي سويسري.. وخلف كل منها ممر ضيق يشغله بعض أتباعهم اليهود نفذّ خطتنا كما هي .. وراعِ دقة بنودها.
ـ قطع ـ
مشهد 14 البناء ـ بال ـ سويسرا 1897 ل/خ فصحى
تقوم عناصر من الشرطة السرية الروسية وبوقت واحد باعتقال أفراد الشرطة السويسرية الثلاث بعدما خدعوهم بزيهم التنكري وتحت تهديد مسدساتهم الحربية ويقتادوهم إلى زاوية معتمة من حديقة البناء ويجردوهم من ملابسهم العسكرية ويقيّدوهم من أيديهم وأرجلهم ويكمّوا أفواههم ثم يستبدل ثلاثة منهم ملابسهم بملابس الشرطة السويسرية ويقفون حراساً على أبواب البناء كي لا يثيروا الشبهات
ـ قطع ـ

مشهد 15 قاعة الاجتماع ـ بال ـ بسويسرا ل/د فصحى
الحاضرون في القاعة هادئين ومسرورين وأوراقهم على مقاعدهم مبعثرة وفي لحظة صمت وفرح وقف هرتزل ويديه على طاولته يتأمل معظم من في القاعة بهدوء واتزان ويحدثهم مستسلماً:
هرتزل: فلسطين هي أرض ميعادنا... وقد أنجزنا 24 فصلاً من قراراتنا.. وأرجوكم أن تحفظوا أهدافنا..
حمل ورقة من أوراقه المبعثرة على طاولته كان قد كتب فيها أهم ملاحظاته الظالمة وأخذ يلوح بها أمامهم ثم قرأ منها
هرتزل: هذه معظم قراراتنا.. نحن أحذق الساسة وسادتها.
عضو آخر: فلنوزعها إذاً..
هرتزل: لا لا... لا يسمح لأحد البوح بأسرارنا.. كي نستطيع أن نحول نقاط ضعفنا إلى قوة لا يستهان بها.
يقاطعه مناحيم أوسشكين أوسشكين: اسمعني يا هرتزل
هرتزل: ماذا يا أوسشكين
أوسكشين: لن نرضى عن فلسطين بديلاً لنا.. ومن يرضى سنقول له خائناً
هرتزل يقرأ من ورقة بين يديه وهو يردد
هرتزل: فلسطين أرضنا.. فلسطين أرضنا.. نعم فلسطين أرضنا.. وسنبني عليها عزة دولتنا وهيبتها كي يرتبط مصير العالم كله بنا, سوف ننشر البؤس والفقر والجهل بين الأجانب الغريبين عن ديانتنا.. وسوف نستهلكهم بانقسامات وكراهيات وأحقاد ومكائد واستغاثات من دوائر الرعب التي سنمطرهم بها والتي ستحملهم إلينا مذلولين طائعين على خدمة مصالحنا.. واعلموا أنه لن يكون عار على أحدكم أن يعمل جاسوساً خدمة لدولتنا... بل هو واجبه وطواعية منه وله كرامته نحن نحفظها.. ومن يعارضنا سنتهمه بمعاداة السامية.
عضو آخر: وماذا إن عارضنا زعماء دول
هرتزل: سنقضي على هيبة زعماء دول بنظر شعوبهم ليفقدوا التزامهم بالقوانين والأنظمة وليصبحوا حيوانات يعملون عبيداً لنا ولن نفشل أبداً بمخططنا طالما كنا نملك المال الحاسم ببناء قوتنا الاحتكارية تحت جناح حكومتنا وسنفرض الوصاية الأبوية على شعوب عالمنا وإنــ....
ـ قطع ـ



مشهد 16 ممرات البناء ـ بال ـ سويسرا ل/د فصحى
عناصر الشرطة الروسية السرية متنكرين بزي الشرطة السويسرية يلقون القبض على حراس يهود كانوا في ممرات الأبواب الثلاث للبناء وقد دخلت معظم جنودهم بسرية تامة وقائدهم يحدث معاونه
القائد: هل رميت وقوداً حول البناء
المعاون: نعم يا سيدي.. عدا الباب الجنوبي كما اقتضت خطتنا
القائد: انتبه لا نريد قتلى بتاتاً.. دع بعض جنودنا خارج البناء حماية لنا.
المعاون: أمرك سيدي
ـ قطع ـ

مشهد 17 القاعة ـ بال ـ سويسرا ل/د فصحى
المجتمعين مسرورين ولازال هرتزل يقرأ عليهم بعض قراراتهم الظالمة بصوت عال عصبي:
هرتزل: سنسعى للحصول على موافقة إحدى الدول الكبرى.. وسنستغل ديانتنا اليهودية...
داهمت الشرطة الروسية السرية القاعة بشكل مباغت وضراوة حازمة فذعر اليهود من هول المفاجأة تحت تهديد المسدسات الحربية وبسرعة تم جمع أوراق الاجتماع كلها ومارسوا بعض مشاهد استعمال القوة البدنية دون أن يقتلوا أحداً من اليهود وتوجه قائد الشرطة بحديثه إلى أحدها عام قائلاً
القائد: إنكم كالجرذان الهادرة تعيشون في الظلام.. تغدرون بقوة شعوبنا المسالمة
ثم دفعه بقوة على كرسيه وأمسك بهرتزل محذراً إياه
القائد: أما أنت.. أتظن نفسك مسالماً.. لست سوى طاعون يتفشى بدمائنا الطاهرة
ويدفعه بقوة أيضاً ثم يأمر جنوده بإشارة منه للخروج بسرعة
القائد: هيا.. هيا
وقبل أن يخرج القائد من القاعة يتوجه إلى عموم اليهود قائلاً
القائد: اعلموا أننا سننتظركم بالخارج لنصطادكم واحداً واحداً...
تهديد القائد كان زائفاً

ـ قطع ـ
مشهد 18 البناء ـ بال ـ سويسرا ل/خ فصحى
أفراد من الشرطة السرية الروسية ينثرون وقوداً على أطراف البناء كله وفناء الحديقة عدا الباب الجنوبي للبناء
ـ قطع ـ

مشهد 19 البناء ـ بال ـ سويسرا ل/خ
جنود الشرطة السرية الروسية يخرجون بسرعة فائقة ويركبون أحصنتهم هاربين ومعاون القائد أضرم النار بالوقود قبل أن يغادر فناء الحديقة.
ـ قطع ـ

مشهد 20 البناء ـ بال ـ سويسرا ل/خ
تدافع اليهود مذعورين هاربين من الباب الجنوبي للبناء وأصواتهم ترتجف باكية والصورة توضح أنهم جبناء غادرين
ـ قطع ـ

مشهد 21 البناء ـ بال ـ سويسرا ل/خ
يبدو أحدها عام متوتراً خائفاً عصبياً نادى بين جموعه بصوت هادر مرتجف
أحدها عام: الويل لكم الويل لكم ... سنقتلكم جميعكم.. وسنقتل العالم كله من أجل قضيتنا.
هرتزل عصبياً مثله خائفاً يتابع بدلاً عنه
هرتزل: سنقتلكم ونقتل المسيحية الأرثوذكسية.... وسنبيد أوربا الكاثوليكية ولن تكون البابوية إلا لنا...
جموع اليهود مرددين مذعورين جموع اليهود: عاشت اليهودية.. عاشت اليهودية عاشت اليهودية
ـ قطع ـ

مشهد 22 حلب ـ سوريا 1897 ن/خ
مشهد صباح أحد الأحياء القديمة في حلب يراعى فيه ظهور تسبيح دقائق بزوغ الشمس الأولى ممزوجة مع تغاريد عصافير وطيور تطير متنقلة خصوصاً طير (ستيتية) لهجة حلبية
ـ قطع ـ



مشهد 23 حلب ـ سوريا 1897 ن/خ لهجة حلبية
بيت حلبي قديم مؤلف من قسمين قسمه السفلي عبارة عن غرفتين وحمام ومطبخ وديوان صغير له فتحة سماوية بنهايته دهليز ضيق يصل إلى باب المنزل ومن الديوان درج يصعد عليه أهل البيت للأعلى حيث القسم العلوي غرفتين إحداهما للجلوس وأخرى فيها جلال نائماً وفي زاوية القسم العلوي سلماً خشبياً للصعود إلى سطح البيت المجاور لأسطحة بيوت أخرى.
تسمع أم جلال وابنتها النائمتين بغرفتهما بالقسم السفلي من البيت ضرباً قوياً متكرراً على باب منزلهما فتخرج أم جلال برفقة ابنتها وصبي صغير لم يتجاوز السادسة من عمره مفزوعين من هول الضربات وتجيبه أم جلال قائلة:
أم جلال: إيه إيه.. مين
صوت من خلف الباب قائلاً.... الصوت: الجندرمة.. افتحي بسرعة قوام
فتشير إلى ابنتها أن تصعد لأخيها وتنبهه فتصعد الفتاة بسرعة خائفة من الصدمة متعثرة كي توقظ أخيها جلال.
بينما تأخذ أم جلال ولدها الصغير بين يديها وتحضنه بقوة مجيبة الطارق عند الباب بقولها:
أم جلال: إيه يا أخي ... طول بالك بس لنحط على راسنا
ـ قطع ـ
مشهد 24 حلب ـ سوريا 1897 ن/خ
الجندرمة ينتظرون متذمرين فيطل من نافذة بيت آخر مقابل لبيت أم جلال شاب صحى للتو من نومه على أصوات الجندرمة فيهرع من فوره طالباً المعونة من شيخ الحارة أبو رفعت والجندرمة ثلاثة جنود أتراك يحملون بنادقهم يقودهم بازرباشي يحمل بيده عصاة حلزونية غليظة يلوح بها مستاءاً غاضباً.
ـ قطع ـ

مشهد 25 حلب ـ سوريا 1897 ن/د لهجة حلبية
جلال نائم في سريره وبحركة سريعة حذرة تفتح أخته باب غرفته وتهز كتفيه بعنف وقوة قائلة:
أخته: جلال جلال.. قوم .. لك قوم بسرعة قوام
يفتح عينيه مستغرباً جلال: إيه إيه.. شو في.
أخته: الجندرمة... الجندرمة.. عم يدقوا الباب
يقوم من سريره مرتبكاً خائفاً وبينما يأخذ صدريته وشرواله وطاقيته بكلتا يديه يحدث أخته قائلاً:
جلال: الجندرمة الجندرمة.. وينك أوعك تقولي لهم شفتوني قولي لهم طلع من حلب صالو شهرين وما منعرف عنه شي.. وديري بالك على أمك وأخوك
ويهم هارباً مسرعاً مرتبكاً فتشير عليه أخته بقولها
أخته: طلاع بسرعة ع الاسطوح ونط على اسطوح عمك أبو عجاج بسرعة... يلا
يخرج من غرفته حاملاً ملابسه إلى دهليز صغير ويصعد سلماً صغيراً
ـ قطع ـ

مشهد 26 حلب ـ سوريا ن/د لهجة حلبية
يقرع الشاب باب بيت شيخ الحارة أبو رفعت.. لازال أبو رفعت مستيقظاً منذ صلاة الفجر يسبح ربه مرتدياً زيه الرسمي دون عمامته عباءته وقد قام ملبياً الطارق بمشية متزنة هادئة ويفتح باب منزله حيث بادره الشاب قائلاً:
الشاب: السلام عليكم شيخنا
الشيخ: وعليكم السلام
مرتبكاً خائفاً الشاب: الجندرمة ع باب بيت خالتي أم جلال عم يكسروا الباب بدهم جلال.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.. جاي جاي
ـ قطع ـ

مشهد 27 حلب ـ سوريا ن/خ حلبية
قائد الجندرمة ينادي أم جلال غاضباً
البازرباشي: شو لهلق ما لبستوا
ويأمر جنده البازرباشي: كسور الباب كسور
يدفع العسكر باب المنزل بقوة وبركلات متعددة لإن الباب موصد من الداخل كعادة أهل البيوت القديمة وبعد عدة محالات يفتح باب المنزل ويدخلون مندفعين كأنهم ذاهبون لمعارك كبرى.
ـ قطع ـ
مشهد 28 حلب ـ سوريا ن/د حلبية
يدخل الجندرمة إلى دهليز البيت مسرعين ثم إلى فسحة الليوان ويأمر البازر باشي جنده أن يفتشوا البيت متوجهاً بحديثه إلى أم جلال التي ضمت طفلها إلى صدرها بقوة وحنان وإلى جانبها ابنتها الشابة مرتبكة فيقول لأم جلال:
البازرباشي: وينو ابنك جلال.
خائفة أم جلال: والله ما منعرف عنو شي يا سيدي.. صارلو شهرين طالع من حلب وما منعرف وين راح.
محذراً البازرباشي: ليكي.. إذا فكرتي إنو يهرب من العسكرية لا يعزب حاله.. بدو يروح إجباري عنو مثلو مثل غيرو.
لم يعثر العسكر على أحد فعادوا إلى البازرباشي ليقول أحدهم
العسكري: ما لقينا حدا سيدي
يقترب البازرباشي من أم جلال وينقر بعصاه على ظهر طفلها الذي تحمله يهددها بقوله:
البازرباشي: هي أوامر الباب العالي من مولانا السلطان .. بدنا ياه إن قلتي إي أو قلتي لأ.
ـ قطع ـ

مشهد 29 حلب ـ سوريا ن/د حلبية
يدخل الشيخ أبو رفعت بيت أم جلال ملهوفاً وبرفقته الشاب وبعض رجال الحارة الذين تجمعوا عند باب بيتها ويتوجه للبازرباشي قائلاً:
الشيخ: خير خير يا حضرة البازرباشي

البازرباشي: بتعرف يا شيخنا إنو السنجقدار أمرنا نلّم شباب الحارة كلهم منشان نحارب بريطانيا وفرنسا الكفار.. واللي ما بدو يروح بيكون خالف أوامر خليفتنا السلطان.
الشيخ: أوامر خليفتنا فوق راسنا.. بس بدك تطول بالك عليهم.. هدول حريم.
يتوجه الشيخ بحديثه إلى أم جلال الشيخ: إيه أختي أم جلال.. وينو جلال.
أم جلال: صدقني ما منعرف عنو شي يا شيخنا.. كل اللي عرفناه .. إنو طلع برات حلب وصار لنا شهرين ما شفناه.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.
يتوجه الشيخ للبازرباشي الشيخ: بترجاك يا سيدنا تركللي ياه.. وانا بعرفلك وين راح.
البازرباشي: وإذا ما سلّم حاله لبكره.. أنت بتعرف شوبدو يصير يا أبو رفعت.. الهربان من العسكرية.. أكيد إعدام.
الشيخ: ما بيصير إلا اللي بدك ياه.. وإنشا الله خير.
يخرج الجندرمة من المنزل ورجال الحارة مازالوا واقفين أمام الباب.
ـ قطع ـ

مشهد 30 حلب ـ سوريا ن/د حلبية
مصنع منسوجات صغير يعمل فيه شاؤول كوهين (شحادة) نراه واقفاً خلف طاولة متطاولة عليها ثلة صغيرة من خيوط جاهزة يرتبها كي تصبح جاهزة للتصدير خارج البلاد فيدخل عليه عاملاً معه بالمصنع نفسه ويحدثه:
العامل: صباح الخير شحادة.. المعلم جورج بدو ياك.
شحادة: ما قلك شو بدو مني.
العامل: لا والله .. بس قال لي بعتلي شحادة بسرعة.
شحادة: شوبدو مني ما ح نخلص طلبات
ـ قطع ـ

مشهد 31 قصر القيصر ـ موسكو ن/د فصحى
القيصر الروسي يقلب الأوراق التي وضعها بين يديه مستشاره الأمني دون أن يفهم محتواها فيسأله:
القيصر: أوراق بالعبرية.. هل فهمت منها شيئاً يا أليكس.
أليكس: لم أفهم منها شيئاً يا مولاي.
القيصر: ماذا سنفعل بها.
أليكس: إن أذن مولاي.. دفعتها لكاهن كنيستنا سيرجي نيلوس .. فهو عالم بحاثة غيور على مصالحنا وديننا معاً.
القيصر: مسيحي أرثوذكسي مثلنا.
اليكس: نعم يا مولاي
القيصر: ادفعها إليه إذاً.. أريدها بالروسية لنعرف ماذا خطط لنا أولئك الجرذان.
أليكس: أمرك مولاي
ـ قطع ـ

مشهد 32 حلب ـ سوريا ن/د حلبية
قرع شحادة باب مكتب المعلم جورج فأذن له بالدخول فبادره بالحديث.
شحادة: صباح الخير.
جورج: صباح النور.. أهلين شحادة.. عود (سمح له بالجلوس).
شحادة: خير معلم.. بعت ورايّ.

جورج: بتعرف يا شحادة إنو المصنع ملك شركة بريطانية.. وفتحو لهم مصنع ثاني بالاسكندرية وإنت شايف مصنعنا كل مالو لورا.. شو بدي قول.
شحادة: خير معلم..
جورج: طلبوا مني أصرف بعض العمال.
شحادة: بس هذا ظلم يا معلم شو ذنبهم.. نحنا عم نشتغل ليل نهار.
جورج: بعرف بعرف شايف بعيني ما حدا قلّي.. بس شو طالع بإيدي .. منشان هيك بدي ياك تصرف 3 عمال المهم... إنو ما يصرفونا احنا كمان.
ـ قطع ـ

مشهد 33 حلب ـ سوريا ل/د
مقهى قديم يظهر فيه مسرح الظل (كركوز وعواظ) يتحادثان.
كركوز: شو ما سمعت يا عواظ مولانا السلطان شوقال لجناب والينا.
عواظ: لا ما سمعت شوقال.
كركوز: قال لو:
لا تخاف من بريطانيا وفرنسا شوف شو عملنا بروسيا من 300 عام بحرب البلقان.
عواظ: إيه وشو قالو جناب الوالي.
كركوز: قالو طمّن بالك يا مولانا السلطان.. لحنا ح نلّم كل شب عربي قادر على حمل السلاح.
عواظ: بس أنا سمعت إنو مولانا السلطان استقبل وفد يهودي.. وطلبوا منه فلسطين ع اساس إنو هي أرض الميعاد.
كركوز: أوه معلوماتك قديمة يا عواظ.... صارلو هذا الحكي ماضي عليه 4 سنوات.
عواظ: إيه

كركوز: شو إيه.. قلعهم مولانا السلطان وقالهم:
شوفوا أنا ما.. لح إسمح أبداً ليهودي يحكم باسم السلطان.
ـ قطع ـ

مشهد 34 قصر القيصر ـ موسكو ن/د فصحى
يدخل كبير الحراس على القيصر يستأذنه.
كبير الحراس: مولاي.. مستشاركم الأمني يريد المثول بين يديكم يا مولاي.
القيصر: دعه يدخل
يحمل بيديه أوراقاً عدة أليكس: مولاي.
القيصر: ماذا لديك يا أليكس.
أليكس: أعطاني الكاهن نيلوس ترجمة روسية للأوراق يا مولاي.
القيصر: أوجزها لنا
يفتح ورقة واحدة من مجموع الأوراق فيها موجزاً عن قرارات الاجتماع:
أليكس: ذكروا في قراراتهم يامولاي أن أنظمة سياسية واقتصادية مالية ستنهار بكاملها وأن سلطة البابوية المسيحية سيزول أثرها لصالح بابا يهودي مثلهم يدين العالم كله لسلطته.
وقالوا:
سنكبّل شعوب الغوييم (ويقصدون منها يامولاي كل شعوب العالم من غير ديانتهم). سنكبّلهم باسم (الحرية والمساواة والإخاء) كي نقودهم إلى سلطان العقل الذي صنعناه لهم, وبذلك تتذوق تلك الشعوب طعم الحرية التي جعلناها لهم فخاً يودي بهم إلى التهلكة والفوضى والإخلال بالواجب كي يصبحوا لنا عبيداً كالحيوانات.. وإذا مارفضت بعض الحكومات دعوتنا سنتهمهم بمعاداتهم للسامية حتى لا يتمكن أحدهم من معرفة حقيقتنا.. دولتنا اليهودية العالمية الكبرى.
ممتعضاً القيصر: ألا لعنة الرب عليهم.. يريدون نسف المسيحية والإسلام.
ـ قطع ـ

مشهد 35 حلب ـ سوريا ل/د حلبية ممدودة
شحادة جالساً حول طاولة مدورة صغيرة في صالون منزله المتواضع وأمه تضع له طعاماً على مائدته ثم جلست تحدثه.
أمه: شوفي شحادة.. ليش ما عم تاكل... شايفتك زعلان.
متنهداً شحادة: والله ما بعرف يا أمي.. نزلولي راتبي اليوم للنص.
أمه: ليش.. شو ساويت
شحادة: ما ساويت شي.. قالو لي المصنع عم يخسر.. وهي أوامر الشركة الإنكليزية.
أمه: منشان هيك زعلان.. لا تخاف الله بيدبّرها.
شحادة: زعلان لأنو ما ساويت شي يا أمي.. تصوري.. لأنو العثمانيين كرهوا الإنكليز صار حق الخيط غالي ومنعونا من التصدير.. ما بعرف.. شو لح يصير بكر..... كل اللي بعرفه إنو أيامنا سودا ما شفنا مثلها من زمان.
ـ قطع ـ

مشهد 36 حلب ـ سوريا ل/د حلبية
مقهى قديم فيه مطرب يؤدي مقام حلبي قديم وعلى طاولة صغيرة بالمقهى جلس عبد الله بلباسه العربي التقليدي يتناول كأس شاي بإمعان فيدخل عليه صديقه أحمد أفندي الموظف في دار المجلس المحلي لحلب مرتدياً بذته السوداء وطربوشه على رأسه وبعدما وصل إليه حيّاه:
أحمد أفندي: مرحباً عبد الله.
وقف عبد الله احتراماً له عبد الله: أهلين أحمد أفندي.. خبرني شوفي جديد.
أحمد بالأول خبرني إنت.. شو أخبار جلال.
عبد الله: جلال صار زعيم الثوار.. وهالكهم هلك للأتراك.
أحمد: بس قولّو له يدير بالو لأنو الطاسة حامية, السلطان محمد الخامس قرر إنو يدخل الحرب مع النمساوية والألمان ضد الروس والفرنساوية والبريطان.
عبد الله: لا تخاف يا أحمد أفندي.. هدول حاطين رواحهن ع أيديهون ومو سائلين ع حدا.. كل اللي بيهمن إنو يحرروا وطنا من العثمان.
أحمد: لا تنسى تخبروا كمان إنو فلسطين صارت معباية يهود وبريطان.
يدخل شاب إلى المقهى ويبحث عن أحمد أفندي ويقطع حديثهما قائلاً:
الشاب: مسا الخير أحمد أفندي.
أحمد: أهلين بسام.
الشاب: أندريه بيك بدو ياك.
أحمد: يلا جاي وراك.
أحمد محدثاً عبد الله أحمد: بشوفك بعدين عبد الله.. يلا سلام.
عبد الله واقفاً باحترام عبدالله: الله معك أحمد أفندي.. الله معك.
ـ قطع ـ

مشهد 37 منزل ـ بريطانيا ل/د فصحى
أحدها عام بصالون منزله يتناول الشاي مع تلامذته محدثاً
أحدها عام: منذ عشر سنوات وقبل أن يموت هرتزل بلحظات قال لي: لا تنسى يا آشر.. أرض فلسطين لليهود.. فلسطين أرض الميعاد.
وايزمن: كان يهودياً أصولياً رحمه الله.
أحدها عام: ما بك صامت يا جابوتنسكي
ساخراً وبحزم جابوتنسكي: طريقته في الأداء كان مسالماً... علينا أن نستعمل طريقة أكثر فاعلية.. دموية عنيفة نقتل بها الفلسطينيين... لذلك لابد لنا أن نحصل على السلاح.
محدثاً وايزمن أحدها عام: وايزمن... عليك أن تأخذ لنا وعداً بريطانياً أن فلسطين لنا... وبعدها سنرى ما ستؤول إليه الأحداث.
ـ قطع ـ

مشهد 38 يافا ـ فلسطين ن/خ لهجة فلسطينية
سوق خضار الباعة بيافا ينادون على أكوام خضارهم المرمية فوق قطع قماشية مفروشة على الأرض.
بائع1: بـربع كرش رطل البندورة للختيارة والأمورة.
بائع2: خود برتكان وجوافا من بيارات يافا.
خبز على البسطة بائع3: خبز فلسطين مقمر كول واتهنى يا مأمر.
زبون يسأل بائع البطاطا الزبون: بكديش شوال البطاطا.
البائع: شيل وحميل وكد ما بدك دفاع.
الزبون: هي من هون من يافا.
البائع: لا والله.. هي بطاطا الشام, شيلها بكرشين ونص.. المهم ننفق... ورزكنا على الله.
الزبون: كرش ونص بيكفيك.
البائع: بكرشين والله يبارك لك.
دفع الزبون ثمن شوال البطاطا وحمله ورحل.
ـ قطع ـ
المشهد 39 يافا ـ فلسطين 5/1914 (ن/د) لهجة فلسطينية
إبراهيم شاب في الثلاثين من عمره يسكن بيتاً عربياً قديماً متواضعاً جدرانه من تبن وطين وفي وسطه فسحة سماوية يقف فيها إبراهيم بزيه المتواضع المؤلف من بنطال رث قصير مرقع وقميص داخلي أكمامه قصيره يحمل بيده طاسة معدنية قديمة فضية اللون يغرف بها ماءً مجموعاً في تنكة معدنية أطرافها الخارجية صدأة, يغسل وجهه ورأسه معاً ثم يتناول فوطة مخططة ممزقة بالية مرمية فوق حبل غسيل متواضع فتخرج أمه من مطبخها لتسأله:
أمه: صباح الخير ابراهيم.
ابراهيم: صباخ الخير يمَّا.
أمه: شو... مابدكش تبل ريكك.
يرتدي سترته فوق ملابسه نفسها ابراهيم: لفي لي كطعة جبنة بشكفة خبزة باكولها ع الطريك وأنا رايح ع المعمل.
أمه: كالي أبوك: إنك طولت سهرتك مع ابن عمك محمد.
بابتسامة ساخرة ابراهيم: تخافيش يمّا.. كنا عم نحكي ع اليهود اللي اشتروا بيارات جنب بيارات عمي أبو محمد.
تحذره أمه: مالك ومالهم.. تركهم بحالهم.
مردداً ممتعضاً ابراهيم: تركهم بحالهم تركهم بحالهم.. هدا اللي شاطرين فيه كانوا واحد وصاروا عشرة... والله يعلم كديش بدهم يصيروا بكرى.
خطف لفيفة خبزه من أمه وتوارى
ـ قطع ـ

مشهد 40 حلب ـ سوريا 6/1914 (ن/د) لهجة حلبية
في معمل النسيج الصغير يدخل المعلم جورج على عماله مستاءاً من الأوضاع العامة يحدثهم:
جورج: وقفولي هـ المكنات.. وضبولي هـ الكراكر بكياس.. وانت شحادة.. الحقني على مكتبي بدي ياك.
ـ قطع ـ

مشهد 41 حلب ـ سوريا (ل/خ) حلبية
الشاب الحلبي عبد الله ينتظر أحمد أفندي في زقاق حلبي قديم.. أحمد أفندي متجهاً إلى بيته.. فيراه عبد الله:
عبد الله: أحمد أفندي... أحمد أفندي.
مشدوهاً خائفاً أحمد: عبد الله... ولك شوجابك لهون أنا ما قلتلك بشوفك بالقهوة.
يتحرى أحمد عمن يشغل زقاقه القديم ويتحدث إلى عبد الله متضايقاً.
أحمد: شوفي قوللي بسرعة قوام.
عبد الله: ما عاد فيني استنى يا أحمد أفندي.. الدنية قايمة قاعدة .... الجندرمة عم يلمّوا كل الطلاب للجندية.
أحمد: ومو بس هيك كمان.. خبّر جماعتك يخبولهن شوية قمح.. لأنو الباشا أمر العسكر يصادروا كل التموينات.
مستغرباً عبد الله: يا لطيف شو هـ الخبرية.
أحمد: ودريت لك كمان.. إنو الحكومة الاتحادية عم يفكروا يعلنوا النفير العام.
عبد الله: العمى بقلبهم.. وشو بدهون يساوو كمان.
أحمد: ما بعرف ما بعرف.. الله يسترنا.
عبد الله: معناها أنا لازم خبر جماعتي أوام.. سلامات أحمد أفندي.
يهرع عبد الله مغادراً الزقاق
ـ قطع ـ

مشهد 42 حلب ـ سوريا (ن/د) حلبية
شحادة مرتبكاً شحادة: خير معلم
جورج: أيّا خير عم تحكي عنو.. حكومة الاستانة لغت امتيازات شركتنا وح يصادروا كل شي عنا.. أحسن شي منساويه نسكّر معملنا ونئعد ببيوتنا.
يرتجف شحادة: يعني ما عاد في شغل معلم.
جورج: هاه شو ما سمعتني شو قلتلك.. ماعاد في امتيازات لا لفرنسا ولا لبريطانيا.. كل بيهمهم هلق.. ياخذوا كل قرش بجيوبنا.
شاؤول حزيناً مغلوباً على أمره
ـ قطع ـ

مشهد 43 باريس ـ فرنسا (ل/د) فصحى
قاعة اجتماعات معلق في نهايتها لوحة رسم قديمة كبيرة لبرج إيفل بباريس ويتوسط القاعة طاولة مستديرة كبيرة يجلس حولها أربعة وفود وأمام كل وفد لوحة مكتوب عليها اسم الوفد الذي يخصها:
وفد فرنسا ـ وفد بريطانيا ـ وفد روسيا القيصرية ـ وفد إيطاليا يتشاورون حول إعلان الحرب العالمية الأولى:
متحدثاً: رئيس وفد فرنسا: اتفقنا إذاً أن نحارب سوياً ضد ألمانيا والنمسا وحكومة الأستانة الاتحادية.
يقاطعه مستأنفاً رئيس وفد بريطانيا: على أن نقتسم بيننا الولايات العربية... كلٌ وفق مصالحه وبنود ستضعها لاحقاً لجنة استشارية نشكلها.
مستأنفاً رئيس الوفد الروسي: ونحن كذلك موافقون عليها... شريطة أن تحققوا لنا رغبة مولانا القيصر: يريد الدرنيل والأستانة معاً.
رئيس الوفد الإيطالي: كذلك نحن.. حكومتي موافقة بشدة سيما وأن طرابلس وبرقة ستبقيان تحت سيطرتنا.

يشير بكلتا يديه وكأنه قراراً وجاهياً. رئيس وفد فرنسا: كلنا موافقون على طموحاتنا إذاً.. فلنعمل سوياً على تحقيق أهدافنا..
وتتوارى الصورة والوفود مسرورين لإعلانها.
ـ قطع ـ

مشهد 44 حلب ـ سوريا (ن/خ) حلبية
شحادة أنهى صلاته في معبده اليهودي وفي الخارج لحق به صديقه ديفيد وهو يهودي مثله يرتديان زياً يهودياً.
ديفيد: شحادة شحادة... استنى.
شحادة: أهلين ديفيد.
ديفيد: ولك شوبك مهموم وحزنان.
مستسلماً شحادة: ما في شي.. معملنا تسكّر وصار لي أربع تيام قاعد بالبيت عم شوف شو بدي ساوي.
ديفيد: منشان هيك زعلان.. ليش ما بتهاجر معنا.
شحادة: هاجر لوين؟؟
ديفيد: لفلسطين طبعاً.
شحادة: وشو بدي ساوي هنيك؟؟
ديفيد: شو بدك تساوي هنيك؟! ح يعطوك قطعة أرض ومصاري كمان.
خطرت على باله فكرة شحادة: والله يا ديفيد جبتها..
تركه شاؤول أسرع خطاه متوارياً ولا زال ديفيد يحدث نفسه.
ديفيد: لك لوين راح... شو جنّ.
ـ قطع ـ

مشهد 45 سراي الأستانة ـ تركيا (ن/د) لهجة الباشاوات
جمال باشا ناظر البحرية يسير ضمن دهليز السراي الحكومي بالأستانة يدخل مكتب حاجب وزير الحربية أنور باشا ويأمره قائلاً له:
جمال باشا: خبّر أنور باشا وصول حظرتنا.
الحاجب يقف محيياً باستعداد الحاجب: تعظيمات سلام.

ويدخل الحاجب على وزير الحربية الحاجب: تعظيمات سلام باشا... ناظر بحرية جمال باشا بانتظار لقاءات حظرتكم.
يدخل جمال باشا فوراً خلف الحاجب إلى مكتب أنور باشا الذي سار من خلف مكتبه مرتدياً زيه العسكري العثماني ليعانق جمال باشا مهنئاً إياه بحرارة لعودته سالماً من فرنسا.
أنور باشا: جمال باشا.. تشكرات لله عودت حظرتكم من باريز بسلامت.
جمال باشا: تشكرات حظرتكم باشا وزير حرب مولانا سلطان محمد رشاد.
بعدما أنهيا عناقهما أنور باشا: تفضلات جلوس باشا.
جمال باشا: أنور باشا.. زيارات حضرتنا فرنسا يوك.. أخبار سيئات.
أنور باشا: لازم نسمع من حظرتكم تفصيلات باشا.. لازم.
ـ قطع ـ

مشهد 46 حلب ـ سوريا (ن/خ) حلبية
شحادة يقرع باب بيت المعلم جورج القاطن في زقاق حلبي قديم وتجيبه زوجة جورج من شباك علوي وشحادة بلطف واستحياء يسألها:
الزوجة: مين..
شحادة: أنا شحادة.. المعلم جورج هون.
الزوجة: شحادة.. استنى شوي.
يخرج المعلم جورج من باب بيته مرتدياً جلابية حرير حلبية دون أن يضع على رأسه طربوشه ويسأله:
جورج: أهلين شحادة.. شوفي.
شحادة: بترجاك ما تواخذني معلم.. إجيت إسألك .. عنوان شركتنا بمصر معاك.
جورج: طبعاً معي وهي بدها سؤال.
شحادة: ما بعرف شو بدي قلك معلم.. أنت شايف معملنا شو صار فيه.. صار لنا كم يوم قاعدين ببيوتنا مثل النسوان.. فياريت تتكرم علي وتعطيني ياه.
جورج: بعطيك ياه ما بتفرق معي.. بس منشان شو بدك ياه.
شحادة: ح سافر لعندون هنيك واشتغل معهم بالمنسوجات.
مستغرباً جورج: بدك تسافر لعندون؟! إيه .. مثل ما بدك ستناني شوي بجبلك ياه.
ـ قطع ـ

مشهد 47 سراي الأستانة ـ تركيا (ن/د) باشاوات
الوزيران يتحادثان أنور باشا: معلومات نحن ... فرنسا يوك
جمال باشا: حظرتكم في معلوم حضور نحن وجناب أرشيدوق النمسا فرديناند صديق حضرتنا .. اجتماعات مع بيشون وزير خارجية فرنسا..
كان نحن في سؤالات:
نحن مع فرنسا في اتفاقات.. فرنسا يعطي نحن .. ضمانات تحمي حكومتنا من روسيا وطليان.
أنور باشا: ممكن اعتذارات فرنسا؟؟؟
جمال باشا: في اعتذارات باشا في !!! بيشون في كلام حضرتنا: لازم فرنسا حليفات روسيا ضد ألمان.
أنور باشا: وبريطان كمان في اعتذارات عن مساعدة نحن ضد طليان.
مستغرباً جمال باشا: أمان يا ربي أمان .. واجب نحن في تحالفات مع ألمان.. اتفاقات ضد روسيا ـ فرنسا ـ بريطان.
ـ قطع ـ

مشهد 48 حلب ـ سوريا (ل/د) حلبية
ديفيد يقرع باب بيت شاؤول وتجيبه أم شاؤول:
أم شاؤول: مين؟
ديفيد: ديفيد.. شاؤول هون.
بعدما فتحت له الباب كئيبة. أم شاؤول: أهلين ديفيد.. قاعد بغرفتو صارلو يومين ما طلع منها وما بعرف شو صارلو.
دخل ديفيد على شاؤول بغرفته فوجده مهموماً يفكر بإمعان متمدداً على سريره لا مبالياً.
ديفيد: مرحباً شاي.
شاي: أهلين.
ديفيد: شوبك ما عدنا شفناك.
شاي: تركني بحالي ديفيد.
بإصرار ديفيد: شو صار.. فكرت بيللي قلتلك ياه.
شاي: فكرت وح هاجر مثل ما قلت.. بس مو ع فلسطين.
ديفيد: لكن وين؟
شاي: ع الاسكندرية..
مستغرباً ديفيد: ع الاسكندرية؟!! وشو بدك تساوي هنيك.
شاي: ح اشتغل بمعمل المنسوجات.
ديفيد: ولك حط عقلك براسك وتعا سافر معنا ع فلسطين.. صار إلنا فيها وكالة يهودية ح تدعمنا وتعطينا اللي بدنا ياه.
شاي: خليني فكر منيح الله يخليك.. وبعدين بخبرك شو بدو يصير.
ـ قطع ـ

مشهد 49 يافا ـ فلسطين (ن/د) لهجة فلسطينية
ابراهيم جالس بالمسجد إلى حلقة علم ديني مع طلاب الشيخ عدنان فسأل سميح شيخه قائلاً:
سميح: ممكن إسألك سؤال شيخنا.
الشيخ عدنان: تفضل سميح.
سميح: الطلاب كلهم كلكانين يا شيخنا. اليهود سوّروا أراضيهم اللي اشتروها بينّا ومش بس هيك كمان.. بدهم يعمروها ويحرثوا حواليها بستان.
واعظاً ممتعضاً الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله... يا ابني .. اليهود إلهم ديانة سماوية مثلنا..
مستفسراً سميح: بس يا شيخنا.. كل يوم عددهم عم يزيد وبدو يضايكونا.
محذراً الشيخ: ما بدي اسمع منك هـ الكلام مرة ثانية.. تعاليم دينهم مثل تعاليم دينا.. كلها من عند رب العالمين.. وتوراتهم يا إخوان مثل قرآنا. فالله يرضى عليكم ما بديش اسمع منكم تعليك عليهم كمان.
الطلاب صامتون
ـ قطع ـ

مشهد 50 حلب ـ سوريا (ل/د) حلبية
في المقهى التقى أحمد أفندي بعبد الله
أحمد أفندي: خبّر جماعتك هون وبالشام إنو حكومة الأستانة عزلت زكي باشا الحلبي وعينت بداله جمال باشا.
عبد الله: يا لطيف شو هـ الأخبار.. معناتا لازم خبرهم بسرعة ليخبروا جماعتهم بالقاهرة وبيروت...
أحمد أفندي: قلهم كمان .. (إنو لازم يخففوا منشوراتهم الثورية هاليومين لأنو ما عاد في أمان... الباشا الجديد.. الله يعلم شو ح يساوي فينا.
عبد الله: شو بدو يساوي فينا.
ساخراً أحمد: شو بدو يساوي؟!! لك هذا نمس بيقول شي وبيساوي شي وبيطب فوق روسنا لا إحم ولا دستور.
عبد الله: إيه جناب مثل الطناب يعمل اللي بدو ياه.
ممتعضاً أحمد: إيه.. إنشا الله خير...
ـ قطع ـ

مشهد 51 حلب/ سوريا (ل/د) حلبية
شاؤول في بيت ديفيد مع مجموعة شباب يهود قرروا الهجرة سوياً.
شاب1: وكيف بدنا نطلع من حلب.
ديفيد: بالأول منروح ع بيروت بالقطار.. ومن هنيك على حيفا مباشرة.
مستفسراً شاب2: وجوازات سفرنا؟!
ديفيد: لا تخاف.. ح نلاقي هنيك ببيروت تاجر يهودي مثلنا عم يستنانا.. بعتوا لجنة أحباء صهيون من حيفا مباشرة ليأمنّا... ح نبدل جوازاتنا بجوازات عثمانية حمر.. عليها تأشيرات نظامية بتدخلنا لفلسطين أرضنا.
شاب3: وإدا حسوا علينا العسكر.
ديفيد: ما ح يحسوا على شي لأنو في مندوب ثاني من مصرف أبو شوشة بأورشليم ح يأمّن ع رواحنا.
شاؤول: وإيمته السفر.
ديفيد: بها اليومين بس لندبر أحوالنا.
ـ قطع ـ

مشهد 52 لندن ـ بريطانيا (ل/د) فصحى
أحدها عام مسروراً يفند أوراقاً بين يديه قائلاً.
أحدها عام: جيد جيد يا وايزمن.. أرسل تهانينا الحارة لمستعمراتنا في فلسطين وخصّ وفيها:
رؤساء صهيون وراوبين وعكرون وبئر طوبا في يافا.
مستفسراً وايزمن: نسيت مستعمرات السيرمونتيفيوري يا سيدي عند باب صهيون في أورشليم.. هل أرسل لهم شيئاً.
أحدها عام: وكيف لنا أن ننسى هذا و(شعرفانا) و(بيوت تيمن) يهودنا اليمينيين.
مستدركاً وايزمن: وجمعية (هجليليم) في صفد و(روش فانا).
مؤكداً مسروراً أحدها عام: بالطبع ولا تنسى (ضيعة كفرعنّا) و(عين زيتون) و(خربة زبيدة). كثيرة أصبحت قرانا.
يبرز سنداً وايزمن: وهذا سند يثبت ملكيتنا 12.000 هكتار اشتريناها في حوران قرب قرية الشيخ سعد.
يسأل جابوتنسكي أحدها عام: جابوتنسكي.. ماذا بين يديك أيضاً.
جابوتنسكي: ثلاث مستعمرات يا سيدي (بنات يعقوب) و(مشمر هيرون) و(محناييم).
أحدها عام: حسناً حسناً.. لنواظب أكثر في هذا.. لازال أمامنا الكثير كي نحقق أهدافنا.
ـ قطع ـ



#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالي من أي طريق تختاريه
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 3
- ياسور وهمي
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 2
- لون عينيك تربة دافئة
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 1


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - مسلسل جذور الإرهاب الحلقة / 1