جذور الارهاب / كوهين - الجاسوس / ح : 5

حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 02:48
المحور: الادب والفن
    

مشهد 138 بيت الشريف/مكة ل/د بدوية سعودية
يتشاور الشريف حسين مع أولاده الثلاث.
الشريف: أقول.. إنّه رد مكماهون الأخير بيناسبنا.
علي: إيه... لكنه يصرّ يستثني حدود دولتنا من ولايتين.. بيروت وحلب.
فيصل: بالتوكيد يريد يراعي فرنسا ومصالحها.
يتمعّن عبد الله: الحين نقبل بعرضهم وبعد ما توقف الحرب نفاوضهم عليها.
علي: لكنهم يريدوا فوقها بغداد والبصرة.
الشريف: ما قدامنا حل ثاني ... وبريطانيا دولة عظمى ما تخون وعدها.. خبرهم يا فيصل إنوه وافقنا وحاضرين نوقع اتفاقنا.
ـ قطع ـ

مشهد 139 الإسكندرية/مصر ن/د حلبية
صوفي تزور شاؤول المريض بغرفته بالجمعية وتقوم على رعايته سيما وأنه غير راغب بتناول طعامه.. تقف وبيديها وجبة طعام جديدة فتلاحظ أن وجبة طعامه القديمة لم يتناولها فتسأله:
صوفي: هيك ما بيمشي الحال.. لازم تاكل يا شاي.
مكتئباً شاي: ما بدي آكل ما بدي.. بدي إرجع ع حلب.
صوفي: ذكرتني بحلب... يا ريت ضلينا هنيك.
شاؤول: شو بينفع الندم... كنا عايشين ومرتاحين.. هنيك ربينا... كنت إلعب بالحارة مع ابن جيرانا أحمد... ياه... لساتو قدام عيوني... كانوا ينادوني شحادة الجندي.
صوفي: إيه.. كنا نروح أنا وأمي ع سوق التياب مقابيل القلعة.. كانت تشتري لي شعيبيات من ع البسطة.. وما عم إقدر إنسى منظر البياع وهو عم يغطيهم بقطعة نايلون وبإيدو التانية عم يكش الدبان منشان ما يهدّي عليهم.
شاي: أهلك معاك هون.
صوفي: يا ريت.. أهلي أساسهم من حلب بس عاشوا بقية عمرهم ببيروت.. يلا.. وهلق ... ما بدك تاكل لك لقمة منشاني.
ابتسم بوجهها وتناول كأس حليب وأخذ يرشفه.
ـ قطع ـ

مشهد 140 دمشق/ سوريا ن/خ
د. فكري بين أهل حيّه بدمشق يحتفلون بعودته سالماً بعدما أفرج عنه ترتفع زغاريد نساء الحي القديم وتختلط مع أهازيج الرجال الصاخبة مع عراضة شامية وأضاحي بمناسبة عودته.
ـ قطع ـ

مشهد 141 بيروت/ لبنان ن/خ
(فوتومونتاج)
قافلة من الشهداء يسوقهم عسكر جمال باشا مكبلين بالأصفاد نحو منصة الإعدام وهم يرددون:
السجناء: نحن أبناء العلا شادوا مجداً وعُلى
نسل قحطان الأبي جد كل العرب
وعلى منصة الإعدام ينظر المحكوم سعيد عقل لرفاقه قائلاً بصوت عالٍ:
سعيد عقل: يا رفاق الدرب بتروبا ولي وحداد
والأمير الشهابي وتوفيق البساط
عرسنا اليوم في بيروت وفي الشام عرس ستة شهداء
تداخل صور الإعدام فيصيح من أتى دوره عمر حمد قائلاً:
عمر حمد: أنا عمر الحمد أموت فداء العرب
غير خائف ولا وجل فليسقط الخونة ويحيا العرب
وبعدما قضى صاح عبد الغني العريسي قائلاً:
عبد الغني: الدول تبنى على جماجم وجمجمة العريسي فداء بلدي
صاح توفيق البساط بعدما رأى رفاقه استشهدوا باسماً بمرارة:
توفيق البساط: ألا مرحباً بأرجوحة الأبطال مرحباً بأرجوحة الشرف
مرحباً بأعمدة الاستقلال مرحباً بالموت في سبيل وطني.
وقذف كرسي المشنقة بقدمه وفاضت روحه الطاهرة.
ـ قطع ـ

مشهد 142 دمشق/ سوريا ن/خ
منصة الإعدام في ساحة الشهداء (المرجة) 6 شهداء.
صاح المحكوم شفيق المؤيد:
شفيق المؤيد: سبقنا اليوم ببيروت نسل عيسى وعدنان
وسقط أمامي في الشام جزائري وإنكليزي شهيدان
أنا مؤيد فأين رفيقي سلوم وعسلي وطبيبي الزهراوي.
وأعدم
يتداخل الفوتومونتاج مع زغاريد النسوة وصيحات الرجال مرددين:
(لا إله إلا الله... لا إله إلا الله... محمد رسول الله)
لا إله إلا الله... لا إله إلا الله... والشهيد حبيب الله).
ـ قطع ـ

مشهد 143 يافا / فلسطين فلسطينية – فصحى ل / خ
موشيه مقيد من يديه وفمه مكموم يحرسه محمد في منطقة الأحراش بينما عاد إبراهيم برفقة وليد
إبراهيم : شو ...... لسه ماعترف مين اللي اعتدى على أختي غادة .
إبراهيم ممسكا بموشيه من قميصه يهزه بقوة ثم يعنفه ويضربه
إبراهيم : ولك انطق ....... مين اللي اعتدى على أختي .
أمسك وليد ومحمد بإبراهيم كي لا يقتل موشيه ثم توجه وليد بتهديده لموشيه ومحذرا
وليد : احنا بدناش منك إلا تقولنا الحقيقة ... مين اللي وزك علينا ومين هو شريكك .
نزع وليد الكمامة عن فم موشيه الخائف الذي أخذ يعترف وهو يرتجف لاهثا
موشيه : أنا ورفائيل ........ إيه أنا ورفائيل بأمر حاخامنا هارون .
إبراهيم :
هارون ؟؟؟ اللي بيجتمعوا عندو اليهود !!!
موشيه : نعم نعم .... هو حاخامنا .... أرجوكم لا تقتلوني .
ساخرا محمد : مش ح نقتلك ما تخافيش ... لأنك ما بتستاهل نلوت ايدينا فيك .
وليد : وين نلاقي رفائيل هذا .
موشيه : بيته بعيد عن بيتي عشر متار .... ع سطح بيتو راية زرقاء .
إبراهيم : منيح منيح ...... محمد .. خليك هون .... لح روح أنا ووليد نجيب هالكلب الجبان .
- قطع -

مشهد 144 يافا/ فلسطين فصحى ل/د
مجموعة يهود بأيديهم فوانيس يبحثون عن موشيه مرددين
مجموعة يهود : موشيه ..... موشيه .... أين أنت يا موشيه .
إبراهيم ووليد ملثمان تسللا ليراقبا تحركات مجموعة اليهود .
جمع الحاخام هارون مجموعة اليهود .
هارون : لقد ابتعدنا كثيرا عن بيوتنا ..... فلنعد أدراجنا ... ربما عاد موشيه إلى هناك .
يلحق بهم إبراهيم ووليد خلسة ويرصدا بيت رفائيل .. حينها / يدعو هارون مجموعته لداره / وبعد دخولهم لم يجدوا أحدا فقال هارون .
هارون : لاأحد هنا .... لنتوجه إلى معبدنا .... وان عاد موشيه لهناك سنجده حتما .
رحلت المجموعة وبقي رفائيل وحيدا داخل بيت هارون ... وفجأة ينقض إبراهيم ووليد على رفائيل ويقتاداه معهما تحت تهديد سلاحيهما ( سكينان ) .
قطع

مشهد 145 الاسكندرية مصرية ل/د
الحاخام آلي لند بيرجولا بالكنيس يتحدث مع نائبه أبراهام أبيخزير
بيرجولا : بخمسة اغسطس 1917 .... افتكراليوم ده كويس ياأبراهام ... اليوم دا ح يبقى تاريخي ف حياتنا .
أبراهام : ومين اللي يقدر ينساه يا فندم ... ده يوم فرقة راكبين البغال .... دا فيها 120 جندي يهودي بتوعنا .
بيرجولا متفاخرا بسعادة
بيرجولا : يهوه .... بقى لينا فيلق يهودي بجيش بريطانيا العظمى .... وح يحارب وياهم ع جبهتنا الفلسطينية ..... بص ..... عايزك تجهز لنا اللي اخترناهم عشان يرافقوهم لهناك .
أبراهام : وح نعمل إيه بالتانيين اللي جونا من جمعية زائير زيون بتاعت سيمون زولتان .... برضو ح نبعتهم وياهم ؟؟

بيرجولا : أيوا ودي عايزة كلام .
أبراهام : طب واللي جايين بكرى من جمعية بني صهيون بتوع الدكتور ديفيد ايديلوفيتش , نعمل معاهم إيه ؟؟
بيرجولا : ماتوفرش حد ياأبراهام .... وماتنساش تضم ليهم جماعة ليون شغيدر .... وح يكون مسؤول عنهم كلهم أخونا براونشتين وح يساعدو أخوه تراجان ... ما تضيعش الوقت ياأبراهام !!!! عايزك تجمعلينا كل يهودي يقدر يحمل سلاح .... وقتنا جاه ... ح نأسس فيه دولتنا بفلسطين .... أرض الميعاد .
قطع

مشهد 146 الاسكندرية حلبية ن/خ
شاؤول بطور نقاهته يتمشى مع صوفي بحديقة المبرة ويتحادثان
شاي : طيب واذا تركت المصنع وين بدي اشتغل ؟
صوفي : مو قلتلي الحاخام ماركو ح يساعدك !!
شاي : مبلى .. هيك قاللي .
صوفي : خلص انحلت .... رجاع لعندو وقلّو أنا تركت شغلي واذا فيك تأمنلي مين يمولني لأفتح معمل منسوجات صغير .... وأنا جاهز لأشتغل فيه بالليل والنهار .

شاي : وبلكي طلب مني ضمانات منين بدي جبلو ؟؟؟
صوفي : قلّو انك جاهز لأي ضمانات بدو ياها .... ولاّ قلّك !! تركو هو يتصرف ع كيفو ووافق ع كل شي بدو ياه .
أمسك شاؤول بيدها وتابع مبتسما
شاي : لولاكي ما بعرف شلون كان بدي اتصرف ... ولك انت منين الله بعتلي ياكي ... انت ملاك ... ياريت تضلي بجنبي العمر كلو .
صوفي : أنا معاك يا شاي .... أنا معاك .
قطع

مشهد 147 يافا/فلسطين ل/د
شابان يهوديان يعذبان الطفل عزام ويضرباه ضربا مبرحا بعدما خلعا عنه ملابسه وهو يصرخ مستنجدا بأبيه وأمه
عزام : يما ... أبوي .... إبراهيم .... يما لحقوني
قطع

مشهد 148 يافا / فلسطين فلسطينية ل/خ
وصل إبراهيم ووليد لمكان صديقهما محمد .. ودفعا برفائيل إلى جانب صديقه موشيه .
إبراهيم : ها الكلب التاني جبناه .
محمد : موشيه عترف بغيابكم انو الحاخام هارون خطف أخوك عزام .

يبكي إبراهيم ويصرخ عاليا
إبراهيم : ايش ايش .... عزام معاهم .... عزام معاهم... عزاااااااااااااااااااااااااااااااااااام .
يمسك وليد بإبراهيم ويحاول تهدأته
وليد : طول بالك يا رجال ... طول بالك ؟؟
ينقض إبراهيم على الأسيرين
إبراهيم : بتعرفوا اذا مسيتو منو شعرة .. والله لأقتلكم كلكم .
محمد : ما في قدامنا إلا نفاوضهم .. نعطيهم هالكلبين ونوخد عزام .
وليد : اللي قالوا محمد صحيح .. لازم نفاوضهم عشان عزام .
قطع


مشهد 149 يافا/ فلسطين فصحى ل/خ
الحاخام هارون يخطب بمجموعة اليهود المجتمعين بمعبدهم
هارون : سنوزع عليكم أسلحتنا .
والد موشيه : ولكن ولدي موشيه لم يعد حتى الآن ؟
هارون يحمل بيده بندقية انكليزية
هارون : بهذه سيعود الآن ... ثق بكلامي فقد خطفه فلسطينيون .
والد رفائيل : والد موشيه على حق .... لم يفعلوا لنا شيئا ... نحن من بدأنا بقتلهم واعتدينا عليهم .
يحذرهم هارون بلؤم وشدة
هارون : كفاكم هراء ... فلسطين أهم من ولديكما ... وصدقاني ... لن ينفعكما الآن سوى هذا السلاح ... نعم السلاح فقط .
يقطع حديثهم دخول إبراهيم ووليد ملثمان وقد أشهرا عليهم سكينيهما مهددان .
إبراهيم : ولك اقعد إنت وياه وياه ... ما جيناش لعندكو لنشم ريحتكم النتنة ... تعطونا عزام منرجعلكم ولادكن ... موشيه ورفائيل معنا بأمان .

والد رفائيل مندفعا
والد رفائيل : هل آذيتم ولدي رفائيل .
إبراهيم : لسه ... لحد الآن هو ورفيقه بأمان .... وينو أخوي عزام .
بنظرة حاقدة
هارون : بأيد أمينة ..... لاتخاف ... يتناول طعامه الآن .
إبراهيم : ح تعطوني ياه ولا بقتلكم كلكم... ومش بس هيك ح اقتل ولادكن وولاد ولادكن كمان .
هارون : إهدأ إهدأ ... سنرسل الآن واحد منا إلى حيفا ليأتي به .... وغدا صباحا سنسلمكم إياه .
وليد : ياولاد الكلب لحقتو تبعتو لحيفا كمان ... مش حرام عليكم انتو مافي بقلبكم رحمة .. ولد صغير بعتوه وهو مش قادر يمشي عشر متار ...... مشّي خي براهيم مشّي ..... بيطلع الصبح وبيحلها ألف حلاّل
إبراهيم يحذرهم
إبراهيم : بس وينكو ... ياويل ويلكم إذا أذيتوه أو قربتوا ناح بيتنا .
أمسك وليد بكتف إبراهيم يهدأ من غضبه

وليد : سمعتوا إيش قال .... ماتقربوش ناح بيوتنا ... وياويل ويلكم إذا خطفتوا ولادنا مرة تانية .
إبراهيم : بكرى الصبح منلتقي هون بالبستان .
قطع

مشهد 150 الاسكندرية مصرية/ حلبية ن/د
شاؤول بالمعبد يتحدث للحاخام ماركو .
ماركو : أهو كدا ... أخبارك كويسة أوي أوي أوي ..... فينك ياراجل وفين صوفي من زمان .
شاؤول : وشو بتطلب مني أنا جاهز هلق .
ماركو : تفتكر إني نسيت موضوعك ... لأ ياابني .. الاسبوع الجاي ح تجيني فلوس من فرنسا ... بتقدر تبتدي بيها مشروعك الصغيّر ... إنت قلت إيه : معمل كرافتات .
شاؤول مبتسما بسعادة
شاؤول : ما بعرف شوبدي قلك ياسيدنا ... اعتبرني خدام لقداستك .

ماركو : استغفر الله ياابني استغفر الله .... كل اللي عاوزو منك تبتدي حياة جديدة ... وبعديها ح قولك ح تشتغل معنا إزاي .
ينحني شاؤول مقبلا يد الحاخام
شاؤول : شكرا أبونا شكرا .
قطع

مشهد 151 لندن فصحى ن/د
يدخل ساعي البريد لمكتب مدير مكتب مارك سايكس ويسلمه رسالة عاجلة .
ساعي البريد : كيف حالك مستر جو .
مدير المكتب جو : بخير .... ماذا تحمل لنا ؟؟
ساعي البريد : رسالة مستعجلة من وزير خارجية بريطانيا اللورد آرثر بلفور لسيدي السير مارك سايكس .
بعدما تسلمها جو : مختومة أيضا !!! أوه ؟؟؟ وطازجة !!

ضاحكا الساعي : تلك رسالة ياسيدي وليست دجاجة .
جو : قصدت تاريخها طازج .. اليوم … انظر / 7 فبراير 1917 / … أشكرك على مساعيك الخيرة … وصلت … إلى اللقاء .
دخل جو لمكتب السير سايكس جو : رسالة مستعجلة يا سيدي .ذ
سايكس فتحها وأخذ بقرآتها سايكس : يكلفني بلفور أن أدخل بمفاوضات مع الصهيونيين !
جو : لقد نمت بذورهم التي زرعوها منذ ثلاث سنين فقط
سايكس : نعم يا جو .. وقد أتت ثمارها … كيف لا .. ورئيس وزراء بريطانيا لويد جورج بنفسه وهيبته وسكرتير خارجيته اللورد بلفور هما خير من غذّاها !!!
جو : منى أرتب مكتبك يا سيدي لإستقبالهم .
سايكس : ليس هنا يا جو … ليس هنا … سأجتمع معهم بمنزل رجل بريطاني صهيوني مثلهم ..وأنت تعرفه !! .. السيد موسى جاستر .
أخذ السير سايكس يقرأ بعض ماورد في الرسالة
سايكس : وسيحضر إجتماعاتكما اللورد روتشيلد وهربرت صموئيل وبنتويتش وفايتزمان وسوكولوف .
جو : يبدو أن طلباتهم كثيرة يا سيدي ؟!

سايكس : لاتهمني كلها سوى واحدة منها وهي أخطرها .... يصرون أن تكون فلسطين وطنا قوميا يهوديا ... ويطلبون منا أن نسمح لهم باستعمارها وإسكان اليهود فيها .
جو : مصيبة حقا ... بل مصيبة كبرى !!
قطع

مشهد 152 يافا/ فلسطين مشاهد ن /خ
إبراهيم ووليد ومحمد مع الرهينتين / موشيه ورفائيل / ينتظرون اليهود تحت ظل شجرة وقد لاحظوا من بعيد ظهور مجموعة اليهود يتقدمهم حاخامهم هارون وهم متجهون نحوهم وبرفقتهم عربة يجرها حمار وعلى ظهرها يهوديان تحت أقدامهما الطفل عزام مغمي عليه من شدة تعذيبه , وعندما التقي الجمعان ترك إبراهيم موقعه واندفع باتجاههم قائلا :
إبراهيم : وينو عزام وينو ؟؟
أشار هارون بيده
هارون : هناك في العربة ... أين ولدينا .. دعني أراهما ؟
دفع وليد بالرهينتين لمجموعة اليهود كي يطمئنوا عليهما وبعدما وصلا إلى أهليهما اندفع إبراهيم باتجاه العربة فانقض عليه اليهود ضربا وركلا حتى سقط مغشيا عليه بينما جردت مجموعة اليهود بنادقهم فقتلوا وليد وأصابوا محمد في فخذه ومن ثم رموا جثة الطفل عزام فوق جسد أخيه ورحلوا مسرورين لإنجازهم خطتهم بدقة فائقة .
قطع

مشهد 153 بئر السبع / فلسطين مشاهد ن/خ
د/ فكري يشاهد لوحة خشبية مكتوب عليها / بئر السبع ترحب بكم / اتجه نحو عمال عرب يضعون أساسات لبناء سكة حديدية جديدة تمتد من الشام حتى القنال / السويس/ ساعده بحمل أمتعته جندي يرتدي الزي العثماني
د/ فكري : سكة حديدية من الشام للقنال !!! انا بحلم ولاّ بعلم .
الجندي : أهلين دكتور .. بعتوني لآخذك لرئيس فرقة الهندسة الألمانية .
د/فكري : انت عربي كمان ؟؟
الجندي : كل العمال اللي هون عرب ... شرف معي دكتور.
وعندما وصلا فركون رئيس الفرقة الألمانية التفت العسكري محييا الدكتور فكري وقال له
العسكري : تعظيم سلام يوزباشي ... هذا فركون رئيس الفرقة الألماني مايسز باشا ... اسمحي بالانصراف .
بعدما دخل الدكتور فكري داخل الفركون
د/ فكري : احترامات مايسز باشا .. معي رسالة لمقامكم من السلطة العسكرية بدمشق .
أخذ بقراءة الرسالة بصوت خافت

مايسز باشا : د/فكري أهلا بك في معسكر نحن بئر السبع ... إنت في معلوم إنونحن مهندس ألماني ... وانت بطبابة فوج حضرتنا ... نحن نريد عمال كتير صحة ... لازم يخلص سكة حديد من الشام للقنال .. مفهوم د/ فكري ... لازم يخلص سكة حديد ؟؟
د/فكري : بأمرك انجينيور مايسز باشا .
مايسز باشا : كتير كويس .... الحين في انصرافات د/فكري .
انصرف د/فكري ممتعضا .
قطع

مشهد 154 لندن فصحى ن/د
روتشيلد وفايتزمان عند مدير مكتب اللورد بلفور وقد أوعز فايتزمان إليه متكابرا بقوله
فايتزمان : أخبر سيدك اللورد بلفور أن اللورد روتشيلد والسيد فايتزمان ينتظران لقاءه .
دخلا وتبادلوا تحياتهم فيما بينهم وبدأوا جلسة حوارهم
اللورد بلفور : استدعيتكما لأبلغكما أن حكومة صاحب الجلالة وافقت من حيث المبدأ أن تعترف بأن فلسطين وطنا قوميا للشعب اليهودي .

اللورد روتشيلد : ذاك ما أردناه تماما .
اللورد بلفور : ماذا عن منظمتكم الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية .... هل هي معكم أم ضدكم ؟؟
فايتزمان : هي معنا وتدعمنا بقوة شريطة أن تمنحونا حرية الهجرة اليهودية نحو فلسطين وأن تعطونا براءة لاستملاك أراضيها .
اللورد بلفور : فلتكن دولتكم اليهودية في فلسطين إذاّ .
اللورد روتشيلد : ليست كما قلت تماما يا بلفور ..... بل هي وطن قومي لليهود على فلسطين كلها .
مستغربا اللورد بلفور : على فلسطين كلها !!!! على فلسطين كلها !!! اسمحوا لي .... لن نعدكم بشيء بعد ... دعونا ننظر لاقتراحكم بعين الارتياح فقط ... وسنلتقي لاحقا .
فايتزمان : لقد أخذتم مني أغلى شيء ... استعمرتم انجازاتي ... ألا ترى معي أن الاستعمار هو الصهيونية بعينها .... تنعوتنا بالصهيونية وأنتم فكر الصهيونية الأصولية ... اعلم يا بلفور أن مشروعي معكم سيتوقف منذ هذه اللحظة .
اللورد بلفور : إهدأ يا فايتزمان إهدأ ... ما بك عصبي المزاج ... كنت أمازحك حقا .... سنقدم لك فلسطين هدية لإنجازاتك العلمية ... مكافأة منا على إختراعك مادة الآسيتون المتفجرة ... لقد ساعدتنا كثيرا في حربنا ضد الألمان والأتراك ولن نبخل عليك بفلسطين أو غيرها .
فايتزمان : هذا ما كنت أتوقعه منك ... أشكرك على إنصافك لنا خير إنصاف .
اللورد روتشيلد : واعلموا .... إن جعلتم فلسطين لنا أننا سنكون لكم حصنا منيعا بوجه أعدائكم .
فايتزمان : لا بل أكثر من ذلك ..... سنؤّمن لكم اتصالكم البري مع آسيا كلها وسنحفظ لكم مكانتكم في مصر أولا ... وفيما ترغبون أن تصلوا إليه .

اللورد روتشيلد : نعم .... سنحمي قناة السويس من خطر أي قوة غيركم وسنستمر بمساعدتكم والحفاظ على مصالحكم .
اللورد بلفور : حسنا حسنا .. كل ما ذكرتموه الآن جيد لنا ... ولكن أمامنا معضلة هامة .... فقد أبرمنا اتفاقا هاما مع الشريف حسين أمير مكة .. ماذا نفعل به ؟؟!!
اللورد روتشيلد : دعك منه يا بلفور دعك منه .... إن طموحاته عفنة ... يريد أن يكون خليفة للمسلمين فوق أرضنا ... نحن فقط من سيعيد لكم إمبراطوريتكم العظمى .
اللورد بلفور : اتفقنا إذاّ ... ولكن لي رجاء منكما ... ألا يعرف أحدا سر اتفاقنا .... كي لا يثور علينا .
اللورد روتشيلد : كما تشاء ... سرا بيننا .
اللورد بلفور : ولكن !! ماذا عن ويلسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟
فايتزمان : لا تقلق فقد رضي بأهدافنا ... ووافق على فكرتنا بإنشاء وطن قومي يهودي على فلسطين كلها .
اللورد بلفور : حسنا ... سأعطيكم ردنا بعد إسبوعين ليس إلا .
قطع

مشهد 155 مكة/ بيت الشريف سعودية ن/د

دخل حاجب المضافة على الشريف حسين وبيده رسالة سلمها للأمير عبد الله من أخيه الأمير فيصل بحضور أخيهما الأمير علي
الأمير عبد الله : علوم من خوي فيصل .
الشريف : من فيصل !!! انشالله زينة ؟؟
بعدما قرأها
عبد الله : يقول ولدك فيصل انوه بيّده ورقة خطيرة حصل عليها من عيونه هناك .
الشريف : إيّ ... هذه عرفنا علومها ... هي الثورة الروسية اللي طاحت بالقيصر ... ويش اسمها ... إيّ تذكرتها : الاشتراكية .
عبد الله : أخطر من هذي يا بويّ أخطر .
علي : قل لنّا يا عبد الله ويش هي .
عبد الله : شويّ خوي علي ... يقول خويك فيصل : إنوه وصلتنا أخبار من روسيا إنهم قرروا ينسحبوا من الحرب العالمية ... وإنوه حكومة الثورة الجديدة نشرت نص إتفاقية سرية بين فرنسا وبريطانيا وقعوها ب 16 مارس عام 1916 .. وسموّها إتفاقية سايكس بيكو .
الشريف : ويش تقول !!! يعني وقت اللي عطونا عهودهم ... وماذكر خويك إيش اللي فيها !!


يحمل بيده ورقة أخرى ويلوح بها عبد الله : باتوكيد يا بويّ بالتوكيد ... وبنودها بهذي الورقة .
أخذ عبد الله يتفحصها عبد الله : يا الله ويش هذا كلها ضدنا !!!
الشريف وأولاده بحالة هياج واستهجان
علي : قلتلك يابويّ قلتلك مالهم أمان ... والحين وين أخوك فيصل .
عبد الله : يقول إنّه بعد مااحتل العقبة توجه لمرتفعات سمنة بمضارب أبي السل القريبة من معان .
الشريف : كتبله وأرسله إنّه يفاوض جمال باشا الصغير والقايد العام لسوريا كلها ... الألماني ليمان ساندرس ... يفاوضهن ينطونا حقوقنا لنوقف معاهن ضد حلفاءنا الأوغاد .
علي : أشوف يا بويّ إنّه العثمانيين والألمان انتهوا خلاص ... ولازمن ناخذ عهد موثق من بريطانيا إنّه ينطونا استقلالنا واستقلال عروبتنا وفق العهد الأول اللي وقعناه معاهم وبسرعة قبل ما يفوت الأوان .
متوجها بحديثه لولده عبد الله الشريف : مشورة خويك طيبة يا عبد الله .... الحين تباشر فيها وتخبرني ويش اللي صار .
قطع

#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات