مسلسل جذور الإرهاب ح / 2

حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 09:24
المحور: الادب والفن
    

مشهد 53 حلب ـ سوريا
محطة قطار قديم (ن/خ) حلبية
مجموعة من يهود حلب وعائلاتهم يتحضرون لركوب قطار عثماني قديم يودعون أهاليهم وشحادة يودع أمه حزيناً مرتبكاً بعض الشيء ثم يتجه عند قاطرة صعد إليها نصف اليهود وعلى سلمها يقف ديفيد فيسأله:
شحادة: ديفيد... اسمعني قبل ما اطلع.. أنا قلتلك بدي روح ع الاسكندرية مالي رايح ع فلسطين.
ديفيد: شو ما غيرت رأيك.. على كل حال أنا عامل حسابك إنك تروح معنا.
شحادة: ما بدي روح ع فلسطين
بدي روح ع الاسكندرية.
ديفيد: طيب طلاع بالأول وبعدين منحكي بها لموضوع ع الطريق... لسه قدامنا ست يام لنصل لبيروت, فكر على إلّيّت مهلك.
تحرك القطار بمنظر وداعي لأهالي المسافرين.
ـ قطع ـ

مشهد 54 يافا ـ فلسطين
بيارات (ن/خ) فلسطينية
ابراهيم وابن عمه محمد جلسا في حقل عمه أبو محمد تحت شجرة نصبا بينهما قطعة قماش عليها خبز وبيض وعدة قطع البندورة يتحادثان.
مستاءاً ابراهيم: كديش بدنا نصبر.. بس كادرين يرشوا علينا كلام زي العسل.. مو حاسين كيف اليهود جابو آلاتهم الإنكليزية.. يحرثوا فيها أرضهم ويزرعوها؟!!
محمد: تركنا عاد من كصتهم وخلينا بهمنا.
ممتعضاً ابراهيم: إنت بتكول هيك يا محمد.
محمد: وشو طالع بايدينا.
ابراهيم: أخدوا كطعة أرض من بيارات أبوك وبتكلّي خلينا بهمنا.
محمد: بس بيّا ماحاكاهم.. وعطاهم فوك هيك يومين بالجمعة يسكوا فيها أرضهم من مية بياراتنا.
متعجباً ابراهيم: وعطاهم ميّا كمان !! إيه.. خليه يستنى لياخذولو بيارة الميّا.
محمد: مش ح تسكتلك شوي.. مسيك .. مسيك هالبندوراية لسه كاطفها تازة من أرضنا .. مسيك.
ـ قطع ـ

مشهد 55 طريق لبنان/القطار ل/د حلبية
شاؤول يتحادث مع ديفيد بكابين لوحدهما ضمن قاطرة مخصصة للنزلاء.
ديفيد: خلص خلص.. مثل ما بدك.. الاسكندرية الاسكندرية.
شاؤول: شكراً إلك ديفيد شكراً.. مالح إنسالك ياها طول عمري.
ديفيد: بس خلينا على اتصال.. وذكرني اجمعك بكرة ببيروت مع هذا التاجر اللي عم ينتظرنا لنروح معاه.
يهز شاؤول رأسه ممتناً مسروراً.
ـ قطع ـ

مشهد 56 حلب/ سوريا ل/خ حلبية
بستان في ريف حلب تسلل إليه عبد الله بين الثوار ليسأل عن جلال ويخبره.
ملهوفاً عبد الله: سلامات خيّو جلال.
جلال: أهلين عبد الله.. إيه شو الأخبار.
كئيباً عبد الله: أعلنت الباشوية اليوم .. النفير العام.
متعجباً بشدة جلال: شو هالحكي.. لك إيه ناقصها بلدنا هم حتى يجيبولها هم أكبر .. وشو أخبار أمي وأخواتي والحارة كلها.
عبد الله: كلهن بخير وبيدعوا بسلامتك وقال لي أحمد أفندي: إنو جمال باشا حاكم سوريا الجديد ح يصل ع الشام بعد جمعتين.
متعجباً جلال: العمى بقلبهم العمى.. خربطولنا كل شي.
عبد الله: مع مين بدكن تقاتلوا هلق.
محتاراً جلال: والله ما بعرف.. بس أكيد مع العثملي لأنو مسلم مثلنا.
عبد الله: يعني بطلتوا تقالتوا العثملي.
مصراً جلال: أكيد بطّلنا.. بس مؤقتاً.. نقاتل العثملي ولا الغربتلي ما بيهمنا.. كل اللي بيهمنا إنو نحرر بلدنا من الاستعمار.. ليك عبدالله.
منصتاً عبد الله: أمرك خيّو.
جلال: لازم اليوم تشوف أحمد أفندي وتسأله:
مع مين بدنا نوقف هلق.. ولا تطوّل عليّ.
ـ قطع ـ

مشهد 57 بيروت ـ لبنان ن/د حلبية ـ فلسطينية
موشيه برغيم موفد صهيوني من القدس استقبل ديفيد وشاؤول في قاعة فاخرة بمسكنه الخاص به ببيروت رحب بديفيد معانقاً إياه:
موشيه: ديفيد.. الحمد لله على سلامتك.
ديفيد: الله يسلّمك مستر موشيه.
وبعد انتهاء عناقهما البارد التفت ديفيد إلى شاؤول محدثاً:
ديفيد: بعّرفك ع مستر موشيه برغيم صاحب مصرف أبو شوشة في أورشليم.
ثم يتجه ديفيد بحديثه إلى موشيه للتعريف عن صديقه شاي:
ديفيد: واسمح لي قدملك يا مستر موشيه صديقي شاؤول بن جندي كوهين اللي قضيب عمري كله معاه.
مصافحاً شاؤول موشيه: أهلين أهلين شاؤول.
ويتوجه موشيه بحديثه إلى ديفيد يسأله.
موشيه: شو مو رايح معنا ع فلسطين
ديفيد: لأ مستر موشيه.. بدو يروح ع الاسكندرية منشان هيك بترجاك تساعدو كمان.
موشيه: بسيطة بسيطة.. تعى لعندي بكره قبل ما نسافر ع فلسطين.. بأمّن لك سفرتك وبعطيك كمان عنوان جماعتنا هونيك.
ـ قطع ـ

مشهد 58 دمشق /سوريا ن/د لهجة شامية
د. فكري يعاين في عيادته ضابطاً عربياً من كتيبة الضباط الاحتياط العرب بالجيش العثماني متحدثاً إليه:
د. فكري: لازم ترتحلك كم يوم يا سيدي.
الضابط: وشلون بدي إرتاح يا دكتور وكتيبة ضباط العرب الاحتياط عم دربها بالليل وبالنهار.
د. فكري: ما بعرف.. المهم لازم ترتاح .. لأنو صحتك كل مالها لورا.
متسائلاً الضابط: كل مالها لورا؟!.. المشكلة إنو ما بيعطونا إجازة.. أعلنوا اليوم النفير العام.
مستغرباً د. فكري: النفير العام!!! منشان شو
الضابط: حكومتنا الإتحادية قررت تشارك المانيا بالحرب ضد الحلفاء.
د. فكري: هيك ببساطة.
الضابط: لَكَنْ لشو شالو الباشا زكي الحلبي.
د. فكري: منشان شو.
الضابط: بس لأنوا قاللهم: أنا ما باخود جيشي ع مصر ليموت بصحراء سيناء.
د. فكري: جيشنا ع سيناء
الضابط: إيه سيدي.. قال منشان يضربوا أسطول الإنكليز الواقف بالقنال.
د. فكري: غريب.. عل كل حال ح اعطيك دوا من عندي .. بس لازم ترتاح.
ـ قطع ـ

مشهد 59 بيروت ـ لبنان ن/د
ديفيد ومعاونيه يوزعون جوازات سفر حمراء على مجموعات اليهود المجتمعين بإحدى كنائس الجاليات الأجنبية في بيروت.
ـ قطع ـ

مشهد 60 بيروت ـ لبنان ن/د
موشيه برغيم في قاعة منزله مع عماله الذين يحزمون أمتعته استعداداً للسفر الفوري ويدخل غليه شاؤول مرتبكاً.
شاؤول: شالوم مستر موشيه.. تذكرتني أنا شاؤول.
موشيه: إيه تذكرتك أهلين شاي.
ويخرج موشيه من جيب سترته بطاقة سفر بحرية ويعطيها إياه قائلاً له:
موشيه: خود هي بطاقة سفرك.. ح تقوم باخرتك بكرى الضهر من ميناء بيروت واسمها (زيب)..
ينحني على يدي موشيه شاؤول: شكراً إلك مستر موشيه شكراً شكراً.
موشيه: هدا واجبنا ولوّ.. ومسافر معاك كمان مجموعة يهودية مثلنا.. ح ينزلوا معاك بالاسكندرية.. دير بالك عليهم وإنشاء الله بتصلوا بأمان.
تذكر موشيه شيئاً فمد يه على جيب سترته الأخرى وأخرج منها ظرفاً أعطاه إياه:

موشيه: أوه تذكرت خود هالظرف معاك كمان وعطيه لمستر سيدا كاباسيتر.. ح يساعدك بكل شي بدك ياه.
شاؤول: أنا ممنونك كتير مستر موشيه.. ممنونك ممنون.
ـ قطع ـ

مشهد 61 دمشق ـ سوريا ن/د شامية
بعدما علم د. فكري بالنفير العام نادى شاباً يعمل لديه قائلاً:
د. فكري: بسام بسام.
بسام: أمرك دكتور
د. فكري: بدي ياك تطير مثل الطير الطاير وتخبر الشيخ كامل القصاب إنو يجي لعندي لهون بسرعة... أوام.
وانطلق بسام متوارياً.
ـ قطع ـ

مشهد 62 يافا ـ فلسطين ل/خ
تسلل ابراهيم ليلاً عبر أسلاك سور خشبي محيط بمزرعة يهودي اجتمع في بيته عدة رجال يهود بزيهم التقليدي ليتنصت عليهم من خلف أحد الجدران الخشبية ويسمع أحدهم يخطب بهم.
ـ قطع ـ

مشهد 63 يافا ـ فلسطين ل/د فصحى
اليهودي في منزله يخطب بعدة رجال من حوله قائلاً:
اليهودي: علمت اليوم أن هربرت صموئيل قدم عريضة للحكومة البريطانية يطالبها فيها أن تعطينا سنجق القدس بحالة هزيمة الحكومة الاتحادية واقتسام أملاكها.
رجل أول: ولكن ذلك لا يكفينا على الإطلاق.
اليهودي: اعلم هذا.. ولكنها البداية فقط.
ممتعضاً رجل ثاني: لماذا أتينا إلى فلسطين إذاً؟!!
من أجل سنجق واحد فقط!!!
اليهودي: ومن قال لك ذلك.. كما قال جابوتنسكي ستكون مملكتنا اليهودية على فلسطين كلها, ومن ثم شرق الأردن.. ثم من النيل إلى الفرات حدودها.
ينقطع حديثهم فجأة حين سمعوا صوتاً غريباً خارجياً ناتج عن حركة إبراهيم.
ـ قطع ـ

مشهد 64 يافا ـ فلسطين ل/خ فصحى
هرب إبراهيم مسرعاً ثم خرج اليهود مرتبكين يفتشون حول منزلهم ولم يعثروا على أحد ووجدوا حماراً مربوطاً إلى جانب باب منزلهم يحرك قوائمه فقال رجل منهم ساخراً:
رجل ثالث: لا تقلقوا .. فأل خير علينا.. هذا أول حمار حرك قوائمه ووافق على مشروعنا.
ـ قطع ـ

مشهد 65 دمشق ـ سوريا ن/د شامية
دخل الشيخ كامل لعيادة د. فكري ملهوفاً وبادره:
الشيخ كامل: السلام عليكم د.فكري.. خير انشا الله.
د. فكري: وعليكم السلام شيخ كامل.. تفضل تفضل.
جلسا يتحادثان بصوت خافت يسأله.
د. فكري: عرفت إنو اليوم أعلنوا النفير العام؟
الشيخ كامل: عرفت يا سيدي... إجو العسكر لعندي الصبح ع البيت وخبّروني.. إنو لازم خبّر أهل الحارة كلها يلتحقوا بالجندية.
د. فكري: أصبح لازم تروح ع مصر فوراً... لتشوفلنا شو رأي الوطنيين العرب السوريين القاعدين هنيك من زمان قبل ما تنقطع المواصلات.
الشيخ كامل: ومين بدو يخبر عضوات المنتدى الأدبي والجمعيات بلواء بيروت.
د. فكري: لا تخاف ح ابعتلن حدا يخبرهم.
مسرعاً للخروج الشيخ كامل: أصبح السلام عليكم.
مرتاحاً د. فكري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ قطع ـ


مشهد 66 الاسكندرية ـ مصر ن/خ
نزل اليهود على مرفأ الاسكندرية شاؤول يسأل يهودياً من أهالي الاسكندرية كان بانتظار أقربائه القادمين على متن الباخرة.
(لهجة حلبية) شاؤول: يعطيك العافية.. بتعرفلي وين ممكن لاقي مسيو سيدا كاباستير.
(لهجة مصرية) اليهودي: لازم بتقصد حضرتك.... جمية كاباستير
شاؤول: لا لأ أنا بقصد مسيو سيدا.
اليهودي: أيوا أيوا همّا الاتنين واحد,.. جمعية سيدا كاباستير اللي بتوزع معوناتها على عائلات يهودية محتاجة.. وعايز منها إيه؟؟
شاؤول: في معي رسالة إلهون من حلب..
اليهودي: تعالى معايا وأنا ح وصلك ليهم.
ـ قطع ـ

مشهد 67 دمشق ـ سوريا ل/خ
د. فكري يقرع باب بيت الضابط أبو حسان يسأل عن صحته وعند الباب يتحادثان.
الضابط أبو حسان: أهلين د. فكري.. تفضل تفضل.
د. فكري: لأ الله يسلمك في عندي شغل.. بس حبيت مر لعندك واسألك عن صحتك.
أبو حسان: الحمد لله صحتي عال العال.. وخصوصاً بعد ما أمر جمال باشا بحل كتيبة ضباط العرب الاحتياط.
د. فكري: أُفّ وليش حلّها.
أبو حسان: لأنو مو مرتاح للعرب خصوصاً بعدما غنوا نشيد (نحن جند الله شبان البلاد).
د. فكري: إيه الحمد لله على سلامتك يا أبو حسان.
أبو حسان: الله يسلمك ويسلم الشيخ كامل القصاب.
مستغرباً بشدة د. فكري: الشيخ كامل ؟!!!
مؤكداً أبو حسان: إيه الشيخ كامل شوبك مستغرب... بعد ما لقطو عسكر جمال باشا وهو راجع من مصر للشام الله عمى على قلوبهم وتركوا لوجه الله.
د. فكري: وما عرفتلي ليش لقطو.
أبو حسان: كانوا مفكرين إنو عم ينقل منشورات ثورية بين مصر والشام.. بس الحمد لله مالقوا معو شي حرزان.
د. فكري: إيه الحمد لله الحمد لله.
ـ قطع ـ

مشهد 68 الاسكندرية ـ مصر ن/د
لهجة مصرية
شاؤول ومجموعات اليهود مجتمعين في قاعة اجتماعات كنيس يهودي في صدره طاولة جلس حولها ثلاثة يهود بزي يهودي تقليدي (رئيس جلسة واثنان من معاونيه)
بدأ احتفال الاستقبال أحد المعاونين قائلاً:




تصفيق المعاون: الاسكندرية بترحب بيكم... وبيسرني جداً إني أقدملكوا حاخامنا.. حاخام الاسكندرية (اليلندبيرجولا) وبرحب برئيس طايفتنا اليهودية بالاسكندرية مستر (ادجار ساويرس).. وأنا أخوكو نائب الحاخام (ابراهام أبيخزير)..
ـ قطع ـ

مشهد 69 دمشق ـ سوريا ل/خ
شامية
د. فكري ينفرد بدركي من العسكر العثملي في زاوية معتمة من زقاق شعبي والدركي وطني مثله من المجموعة نفسها ليسأله:
حذر يترقب د. فكري: إيه أبو ناظم.. وصلك شي خبر عن الشيخ كامل.
أبو ناظم: مبارح هرب على مكة.. وقبل ما يهرب قللي إنو.. ح يسافر من هنيك ع مصر مباشرة.
مرتاحاً د. فكري: أفّ.. ريّحت قلبي.. شو كنت خايف عليه من جمال باشا.
أبو ناظم: جمال باشا؟!
إيه ماعد شاف قدامو من وقت اللفشلت حملتو على القنال.
د. فكري: الله يرحم أيامك يا فخري باشا ومجيد بيك.
أبو ناظم: ليش ما سمعت شو صار بفايز الغصين.
د. فكري: شو صار.
ـ قطع ـ

مشهد 70 الاسكندرية ـ مصر ن/د مصرية
الحاخام (اليلندبيرجولا) يتحدث بالقاعة نفسها.
الحاخام ابراهام: أرجوكم تسمعوا شعارنا الأبدي من حاخامنا الكبير بيرجولا.
متصلباً الحاخام بيرجولا: مش حاخود من وقتكو كتير.. كل اللي عايزوا منكو ح اقولو فكلميتن:
إنتو جيتو هنا مؤقتاً.. أرضكم مش هنا.. أرضكم في فلسطين.
يسألهم بصوت عال حماسي الحاخام بيرجولا: أرضكو فين:
يرددون جميعم : في فلسطين.. في فلسطين.. في فلسطين.. في فلسطين.
يشير بكلتا يديه بالسكوت الحاخام بيرجولا: واجتماعنا التاني ح يكون ف صالة (بت عاهام) اللي بنينا فيها معبدنا الأول (الياهو حنابي)...
وشعارنا إيه:
إسرائيل في فلسطين.. إسرائيل في فلسطين.. إسرائيل في فلسطين.
ـ قطع ـ

مشهد 71 دمشق ـ سوريا ل/ خ شامية
أبو ناظم ود. فكري يتحادثان بالمكان نفسه.
أبو ناظم: وهوّ راجع فايز الغصين من تدمر من مضارب الشيخ نواف الشعلان. اعتقلوا عسكر جمال باشا واخذوه معاهم لعاليه وحكمو عليه.
د. فكري: وشو حكموه.
ابو ناظم: نفوا لديار بكر.. وبعد بكرى الضهر ح يسفّروا بالقطار من بعلبك لحلب.
د. فكري: انشا لله خير.. الله يعطيك العافية أبو ناظم.
ـ قطع ـ

مشهد 72 الاسكندرية ـ مصر ن/ د
في الكنيس اليهودي نفسه
اليهود: إسرائيل في فلسطين.. إسرائيل في فلسطين.
الحاخام بيرجولا: انتو جيتوا الاسكندرية من أوطان الغوييم.. ولغاتكو مختلفة بالتأكيد.. بس لغتنا الوحيدة اللي لازم تتفاهموا بيها بينكم .. العبرية... عايزكو تتعلموها كويس قوي.. عشان ديت اللي ح نتكلم بيها أكيد..
ومستر إدجار ح يوزعكو دلوقت ع جمعياتنا عشان ترتاحو.
اليهود مرددين: إسرائيل ... إسرائيل .. إسرائيل.
مستأنفاً إدجار ساويرس:
الحقيقة عايز أشكر أولاً سلطان مصر حسين كامل ورئيس وزرائه حسين رشدي.. اللي ما قصروش معانا بالتأكيد... وادولنا... القباري والبلدية بمنطقة الشاطبي وادولنا برضو مبنى الحجر الصحي.
ويفند أوراق بين يديه ثم يستأنف حديثه:
مستر إدجار:
ح تلاقوا ع الورق اللي ع الحيطة هناك.. تعليمات جنب اسم كل واحد فيكو.. ح يسكن فين ومع مين واسم جمعيته ايه... وارجو انكم تلتزموا بيها.. شالوم.
ـ قطع ـ

مشهد 73 يافا ـ فلسطين ن/ د فلسطينية
داخل المسجد... عمار وسميح من طلاب العلم يتشاوران.
سميح: أنا شايف.. إنو تنزل ع عكا ونكمل دراستنا هنيك بمدرسة الشيخ الجزار.
عمار: خلينا نفكر ننزل ع القدس قبل ما تفكر بعكا.
سميح: وشو بدنا نسوّي بالقدس.
عمار: شو بدنا نسوّي؟! ع الأكل ندير بالنا على الأقصى الشريف.. ولاّ مش مملي عينك؟
سميح: إذا بدنا نروح ع القدس.. خلينا ناخد معنا شعيب وابراهيم.
مستفسراً عمار: فهمنا.. شعيب طالب علم متلنا.. بس ابراهيم شو بدنا نسوّي فيه؟
سميح: ابراهيم واللي زيو.. همّا مثلنا ويمكن يكونوا أحسن منا بكتير.
ـ قطع ـ

مشهد 74 ريف حلب ـ سوريا ل/خ حلبية
معركة كلامية بين جلال ومجموعة من العثمانيين الذين حاصروا مجموعة الثوار من الثوار.... بصوت عال.
قائد العسكر: اسمعوني منيح.. لحنا عرفنا مين إنتو.... ومنشان هيك ارموا سلاحكم وسلموا حالكم.
جلال: ولكّ ما منسلم سلاحنا لتاخدوا ارواحنا بالأول.
يحدث معاونه قائد العسكر: طولوا بالكم عليهم شوي.. لا تطلقوا النار.. بيضلوا هدول ولادنا.
ـ قطع ـ

مشهد 75 يافا ـ فلسطين ل/ خ فلسطينية
ابراهيم وابن عمه محمد وصديقهما وليد يتحادثون قرب حدود الأسلاك المحيطة بمزرعة اليهود.
وليد: أنا خايف نتعب حالنا نفوت لهنيك وما نلاقي شي.
ابراهيم: شوبك وليد.. طول عمري بعرفك إنو قلبك حديد... بعدين هدول بيجتمعوا كل يومين.. يعني مشوارنا ما ح يروح ببلاش.
محمد: تركونا عاد من كصتهم وخلينا نشوف شو لح يصير.
يتسللون.
ـ قطع ـ

مشهد 76 بعلبك ـ لبنان ن/ خ
العسكر يقتادون السجين فايز الغصين إلى قاطرة مخصصة لنقل السجناء (مع تبيان مظاهر إذلاله) بينما يراقبهم عن بعد رشيد الحسامي متخفياً بزي رجل ثري وقد رآه السجين فايز الغصين وشعر بالاطمئنان بينما صعد الركاب الباقون إلى قاطرات أخرى ومعهم رشيد أحد كبار التجار.
ـ قطع ـ

مشهد 77 دمشق ـ سوريا
11 /1915 ل/ خ
سيدة محجبة مجلببة بالسواد تنتظر عند باب مسجد الحي القديم خروج إمام المسجد من بعد صلاة العشاء لتسأله:
(لهجة لبنانية) السيدة: السلام عليكم شيخي.
يشيح بوجهه احتراماً لها. (شامية) الإمام: وعليكم السلام.. شو بقدر اخدمك يا اختي.
السيدة: شيخي.. أنا جاية من بيروت وأخي مريض كثير.. قالوا لي نزلي ع الشام.. وبحي القنوات سألي عن د. فكري.. بتلاقي عندو دوا أخوكي.
الإمام: د. فكري!! والله من خيرة الناس.
السيدة: بتعرف وين بيتو يا شيخي.
الإمام: في حدا ما بيعرفو.. الحقيني يا بنتي لدلك عليه.
ـ قطع ـ

مشهد 78 يافا ـ فلسطين ل/ خ
الشبان الثلاث وليد وابراهيم ومحمد يستندون على جدار بيت اليهود المجتمعين دورياً متنصتين على خطط الأعداء.
ـ قطع ـ



مشهد 79 دمشق ـ سوريا ل/خ شامية
عند باب بيت د. فكري السيدة والإمام ينتظران ليخرج إليهما د. فكري بعدما قرع الإمام الباب.
الإمام: السلام عليكم د. فكري.
د. فكري: وعليكم السلام شيخ نزار .. تفضل تفضل.
الإمام: الحمد لله اللي شفتك بخير.. بس وأنا طالع من الجامع لقيت اخت عم تسأل عنك.. فجبتها معي..
والتفت الإمام إلى السيدة قائلاً لها: (قربي يا بنتي قربي)
السيدة: السلام عليكم د. فكري.. أنا بنت أبو صالح حيدر جاركم ببعلبك .....
د. فكري أهلين أهلين أختي ... كيفو عمي أبو صالح وأخوك صالح والشباب..
السيدة: كلهم بخير وبيسلموا عليك.. وأنا اجيت لعندك لأنو أخي صالح مرضان كتير.
د. فكري: خير خير انشالله.. تفضلي فوتي تفضلي.. مرتي أم عادل جوا..
وينادي د. فكري على زوجته أم عادل فتأخذها معها ويبقى الإمام مع د. فكري عند الباب.
د. فكري: تفضل شيخ نزار تفضل.
الإمام: انشا لله منزورك بالأفراح.. يلا السلام عليكم.
ـ قطع ـ

مشهد 80 القطار ـ سوريا ن/د شامية
عند منطقة القلمون وضع الثوار خطة لقطع الطريق على القطار الآتي من بعلبك إلى حلب... يتوقف القطار فجأة لئلا يصطدم بقطيع الأغنام ونرى عسكر العثمانين مضطربين مع تدافعهم وسؤالهم عن سبب توقف القطار...
قائد العسكر بالقطار يوجه عسكره بقوله:
يأمر جنديه قائد العسكر: ولك يخرب بيت قلبو شو صار.. روح شوف لي منشان شو وقف القطار..
يأتي جندي آخر مسرعاً من القاطرة الأولى محيياً قائده ليخبره:
مضطرباً جندي: سيدي وقف القطار لأنو راعي حمار ترك غنماتو وخواريفو ع السكة.
بعصبية وانفعال قائد العسكر: انزلوا شيلوا الغنمات بسرعة يلا.. ودكوهن بها الفركونات..
ويندفع العسكر نزولاً من القطار وفي لحظة انشغالهم يتسلل رشيد الحسامي إلى السجين فايز الغصين قائلاً له:
وهو يفك قيوده رشيد: مرحبا أبو الفوز...
فايز: أهلين رشيد.. منيح اللي اجيت بوقتك كانوا آخذيني للإعدام.
وبعدما حل وثاقه أخرج رشيد من جيبه كيس مال وأعطاه إياه قائلاً له:
رشيد: خود هي شوية مصاري بعتولك ياه عضوات الجمعية... وبيقولولك:
روح ع البصرة بالأول وبعدين بوشّك ع الحجاز لعند الشريف حسين بن علي أمير مكة وحكي لو كل شي عم يصير بها البلاد.
متوعداً فايز: لك رايح هلق بس راجع.. والله لارجع أنا واياه.. ونحرر هالبلاد.
ـ قطع ـ


مشهد 81 دمشق ـ سوريا ل/ د شامية
السيدة المحجبة جالسة مع أم عادل زوجة د. فكري وبحضوره يتبادلون بنظراتهم سر الزيارة المفاجئة.
يأمر زوجته د. فكري: أيه ام عادل.. شو ما بدك تحطي لنا عشا..
فتخرج أم عادل راضية كي تحضر طعام العشاء.. فيبادر د. فكري لسؤال المحجبة بقوله.
د. فكري: يا أهلين وسهلين.. بس ما قلتيلي.. شو مرض أخوك صالح.
تنفجر باكية المحجبة: صالح مو مرضان يا دكتور.. صالح راح راح.
د. فكري: وين راح.
المحجبة: استشهد يا دكتور.. استشهد هو ورفقاتو عابدين والأرمنازي والمحمصاني وتللو كمان.
د. فكري: يا لطيف.. رحمت الله عليهم.. قديش كبروا بعيون أوطانهم وصاروا أبطال.. من أيمتى هـالحكي.
المحجبة: من نص شهر آب تقريباً.. عدمهم جمال باشا السفاح.. أخدهم لعاليه بالأول بتهمة جاهزة.. إنو متآمرين عليه.. وبعدين شنقهن هنّه والخرسا والعجم والقاضي كمان.
د. فكري: وسليم عبد الهادي شو صار فيه.
المحجبة: لساتو هربان.. وسجنوا رضا الصلح اللي من جبل عامل مؤبد.. والله يعلم شو بدهن يساوو كمان.
ـ قطع ـ

مشهد 82 يافا ـ فلسطين ل/ د فصحى
اليهود مجتمعين داخل منزل قائدهم والشبان الثلاثة لازالوا بتنصتون عليهم خلف الجدار.
قائدهم يخاطبهم
الخطيب: عليكم أن تراجعوا غداً مكتب فلسطين هنا في يافا.. فقد وصلتهم أموالنا من القدس من مصرف إنجلو ـ فلسطين.
مستفسراً يهودي1: وهل هي كافية لنا كلنا؟ أقصد إن أعدادنا في فلسطين تزداد.. نحن أكثر من 45.000 يهودي حتى الآن.
الخطيب: لا تخشى شيئاً.. فما ذكرته رسالة كامبل.. بانرمان قبل ثماني سنوات سينفذوه بالتأكيد.. فنحن جسرهم البري الذي يربط آسيا بإفريقيا.
يهودي2: هذا صحيح.. إنما الخطر الحقيقي وجود شعب عربي واحد قوي يعيش على شواطئ المتوسط.. ذاك ما يجب أن نخشاه.
الخطيب: لهذا نحن هنا.. سنزرع أنفسنا جسراً بشرياً قوياً يخدم الاستعمار ويخشاه سكان المنطقة سواء بسواء.
يهودي2: وهل لديك أخبار عن مذكرة هربرت صموئيل.
الخطيب: لازال اسكويث رئيس وزراء بريطانيا يدرسها: إما أن يضموا فلسطين لفرنسا.. أو يعيدوها للدولة العثمانية أو تخضع للتدويل.
يهودي1: حقاً!!! آه لو آلت فلسطين للتدويل: ستكون لنا بالتأكيد.
الخطيب: طبعاً طبعاً.. فالتدويل يعني أننا سنبني عليها دولتنا اليهودية تحت ظل محمية بريطانية.
يهودي2: وماذا عن جميلتنا في دمشق.. (نيلي)؟
الخطيب: تقصد سارة هارون أهرونسون.. باتت خليلة جمال باشا الصغير.. وقد ملئت وكرنا في عتليت.
يرفعون كلهم كؤؤس خمر (نخب) ويضحكون مسرورين مرددين: عاشت زخرون يعقوب
عاشت زخرون يعقوب
عاشت زخرون يعقوب
ـ قطع ـ

#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات