أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إكرام يوسف - المصريون.. وأيديهم الناعمة















المزيد.....

المصريون.. وأيديهم الناعمة


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ميراثنا يتسرب من بين أصابعنا ونحن نباهي به
قال لي زميل عربي: حكومتكم ترفض أن يختار العالم عجائب جديدة للدنيا. فأجبته أنها بلا شك مخطئة لأنه ما من لجنة علمية متخصصة ومنصفة ستتولى الاختيار إلا وستختار بالتأكيد عددا من الآثار المصرية ضمن عجائب الدنيا وليس الأهرامات فحسب، فالإغريق والرومان عندما اختاروا عجائب الدنيا القديمة أكثر من ألفي عام، لم ينتبهوا إلى أن مدينة الأقصر وحدها تحوي عددا من الآثار التي لا تقل في الإعجاز من معابد الكرنك ومعبد الأقصر إلى معبد الدير البحري وواديا الملوك والملكات، ولا ننسى معبدي أبي سمبل اللذين مثلا إعجازا في البناء كما كان نقلهما بنفس المواصفات في منتصف القرن الماضي إعجازا في حد ذاته، حتى أن معجزة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك في مناسبتي ميلاده وتوليه الحكم، ظلت قائمة حتى اليوم! رغم نقل المعبدين الذي تم بجهود شارك فيها العالم كله ضمن حملة إنقاذ آثار النوبة . وعندما أعدت قراءة الخبر الذي كان يطالعه ذلك الزميل اكتشفت أن موقف الحكومة المصرية ـ في هذا الموضوع بالتحديد ـ كان صحيحا، أو كان هو الموقف الصحيح. لأن الخبر يتحدث عن دعوة أطلقها على شبكة الإنترنت صاحب شركة سياحية لاختيار عجائب سبع جديدة للدنيا. و هي حملة سياحية تجارية بالأساس يمكن على أساسها لأي شخص يمتلك جهاز كمبيوتر أو يرتاد مقاهي الإنترنت، عالما كان أو جاهلا، ناضجا أو مراهقا، أن يدلي بدلوه في اختيار عجائب الدنيا. و كان الموقف الرسمي المصري يقول أن مثل هذه الأمور ينبغي أن يكون الرأي فيها للجنة متخصصة من العلماء والمفكرين والفلاسفة وخبراء الآثار، ولا تترك لكل من هب ودب لتحديدها عبر الرسائل الهاتفية مثلما يحدث في مسابقات المنوعات التليفزيونية. المهم أن هذا الزميل سألني سؤالا آخر: ألا يمثل الجهاز الذي أمامك (الكمبيوتر) أعجوبة؟ فلما رددت بالإيجاب، قال : فأيهما تفضلين، وأيهما يمكنك الاستغناء عنه الأهرام أم الكمبيوتر؟ فقلت له لماذا يجب أن أختار أنا سأختارهما معا، فأجدادنا الذين بنوا الأهرامات على قواعد علوم الرياضيات والفلك التي بلغوا فيها شأنا عظيما هم من وضعوا الأسس التي سار عليها مخترع الكمبيوتر، والتي سيتواصل بفضل استمرار تطويرها ظهور القادم من المخترعات لخير لبشرية كلها.
وبصرف النظر عن فكرة حصر العجائب في الرقم سبعة بالذات، وعن المسابقة الأخيرة، التي أعلنت نتائجها في السابع من الشهر الجاري، وبموجبها فازت بالتصويت معالم تراوحت بين سور الصين العظيم الذي بني مابين 800-400 ق.م، ومدينة البتراء الأردنية التي بناها العرب الأنباط قبل ألفي عام، وبين تمثال المسيح الفادي في البرازيل الذي لم يتجاوز عمره 75 عاما. أثارت الحملة ضجة لا يستهان بها في كثير من أنحاء العالم حيث انتشرت الحملات لتشجيع المواطنين على دعم معالم بلادهم في التصويت: من الأردن، حيث قادت الأسرة المالكة حملة وطنية تكلفت عشرات الآلاف من الدولارات وفتحت شركة خاصة منافذ للتصويت في العاصمة عمان؛ بل أن المسألة اتخذت بعدا قوميا حيث انتشرت الدعوات في دول الخليج وبعض الدول العربية للتصويت لصالح البتراء باعتبارها معلما عربيا. و في الهند ألفت أغنية خصيصا جابت أنحاء البلاد لحشد الأصوات من أجل تاج محل البلاد. ورفع لاعبو كرة القدم للمنتخب الوطني البرازيلي لافتة تناشد المشجعين التصويت قبل مباراتهم أمام إنجلترا في لندن. ووقف الرئيس لولا داسيلفا أمام تمثال المسيح الفادي في ريو، داعيا للتصويت لصالح التمثال، كما فتحت حكومة بيرو منافذ كمبيوتر في الميادين العامة لتشجيع الناس على التصويت عبر الإنترنت لصالح مدينة "ماتشو بيتشو" القديمة.
أمر مفروغ منه
وبالرغم من الانتقادات التي وجهتها منظمة "اليونسكو" للمسابقة، وما ذكره بيانها من أن هذه المسابقة تركز أكثر علي الأغراض التجارية منها علي الحفاظ علي التراث، مشيرة إلي أن تقدير قيمة المواقع علي أساس وجداني وعاطفي ليس كافيا لكن يجب تقييمها علي أساس معايير علمية وحمايتها بإجراءات قانونية؛ فإن ما أثارته هذه المسابقة من حملات قومية للترويج للمعالم السياحية في كل بلد من البلدان التي شاركت في المسابقة، أمر جدير بالتأمل. فها هي بلدان تحرص على الترويج لمعالم لم يصل عمربعضها إلى ثلاثة أرباع القرن، أي أنها لا تدخل ضمن تعريف الآثار وفق القانون المصري الذي بموجبه يعتبر أي مبنى مر على بنائه مائة عام، مبنى اثريا. وبهذا المفهوم ربما يدخل 90 في المائة من المباني في مصر ضمن الآثار التي يناط بالدولة الحفاظ عليها وصيانتها ورعايتها. ولكن بينما يبذل آخرون أقصى الجهد للترويج لمعالم ربما لا يجوز من الأصل مقارنتها بما هو بين أيدينا، لا من حيث روعة البناء ، ولا القيمة الفنية، ولا القدرة على الصمود في وجه الزمن، نجد أنفسنا نتعامل مع تميز آثارنا وانبهار العالم بها باعتباره من قبيل الأمر المفروغ منه والمسلم به Taken for granted بما لا يتطلب معه بذل الجهد اللازم لرعايتها أو حتى لإبداء الاحترام الواجب نحوها، ونحو ما بذله أسلافنا من عبقرية ووقت وجهد ومال في بنائها لتظل مثار فخر نتباهى به بينما لا نحاول حتى الحفاظ عليه.
ورغم أن تقديرات توضح أن الدخل من صناعة السياحة في مصر يبلغ نحو السبعة مليارات دولار، وجزء منه يرجع إلى سياحة المنتجعات، إلا أنه يرجع في الجزء الأكبر إلى الآثار الفرعونية، التي هي مصدر أساسي للدخل والعمالة. وتشير التصريحات والتقارير الرسمية إلى أن هناك رغبة في مضاعفة عدد الزوار السنوي ليصل إلى 16 مليون زائر بحلول منتصف 2010، الأمر الذي يعني اهتماما أكبر للحفاظ على قدرتنا التنافسية في مجال السياحة. غير أن الواضح أن الاهتمام ينصب بدرجة أكبر على بناء المنتجعات وحشدها بما لذ وطاب من وسائل الترفيه، باعتبار أن اهتمام العالم بكنوزنا الأثرية أمر مفروغ منه منذ بدأ علم المصريات مع اكتشاف حجر رشيد (1799) وإصدار كتاب وصف مصر (1809-1828).

تجاهل المشكلة
ومع كل ما يمكن أن يقال للتدليل على جهود بذلت لاسترداد آثار مسروقة أو الحفاظ على آثار موجودة، والتنقيب عن أخرى لم تكتشف بعد؛ فمازالت الدلائل واضحة على أن كل ما بذل حتى الآن لا يفي بالغرض ولا يمكن أن يحمي آثارنا من أخطار ماثلة تهددها في المستقبل القريب. ولم يعد ينفع معها سياسة بيروقراطية ثبت فشلها على جميع الأصعدة، تتمثل في تجاهل المشكلة، أو تأجيل التحرك لمعالجتها إلى أن تقع كارثة، فيهب الجميع لتبادل الاتهامات، ثم تنهال مقترحات العلاج، وتشكل اللجان المختصة لبحث كيفية مواجهة الكارثة التي كان يمكن ألا تقع لو شكلت هذه اللجان وأجري ذلك البحث من أجل منع وقوعها أصلا!. ولاشك أن القول الفصل في مثل هذه الأمور لا يجب إلا أن يصدر عن علماء متخصصين في علوم الآثار والبيئة والجيولوجيا، وغيرها من العلوم المتعلقة بالحفاظ على الآثار وحمايتها، إلا أن ما تردد أكثر من مرة من تحذيرات ينذر بعضها من أن تمثال أبي الهول ـ على سبيل المثال ـ ربما يتحول إلى كومة من التراب خلال 25 عاما، ومازلنا نذكر أن التمثال الهائل تعرض قبل سنوات لسقوط حجر كبير من منطقة الكتف وجرى ترميمه، ونذكر ما صاحب هذا الترميم من تحذيرات. وتزايدت هذه التحذيرات قبل عامين بعدما أعلن نبأ تصدع جزء من جسم الهرم الأكبر وسقوط جزء حجري ضخم ، وتردد أن السبب المباشر وراء هذا التصدع ، ما تم داخل مبني الهرم من أعمال حفر تتم بالتعاون مع الجمعية الجغرافية الأمريكية بزعم اكتشاف حجرة دفن خوفو وجرى الحفر باستخدام ربوت تصدر عنه ذبذبات خطيرة علي بناء الهرم.
وقال بعض المتخصصين أن الغرف الصغيرة التي جرى الحفر خلالها هي غرف ذات أهمية بالغة لبناء الهرم من الناحية المعمارية حيث إنها غرف للتفريغ الهوائي. وفي العام الماضي، قررت اللجنة الدائمة للآثار المصرية إصدار مخالفات لأي سيارة أو حافلة لنقل السياح تبقي محركها مشغلاً في المناطق الأثرية إثر تسبب مسابقات رالي الفراعنة في ظهور شروخ على هرم زوسر إلى جانب تحويل مسار رالي الفراعنة من مكانه الحالي. كما تردد أيضا أن آثار الأقصر التي تمثل ثلث آثار مصر كلها مهدد بالزوال خلال مائة عام، وهو ما يدفع بغير المتخصصين ـ من أمثالنا ـ إلى الإحساس بفزع حقيقي. خاصة وأن نظرة بالعين العادية إلى ما يحوط مناطق آثارنا تكشف عن قدر هائل من الإهمال لا يمكن التغاضي عنه. ففي أثناء هوجة الاحتفالات بفوز البتراء بالمركز الثاني في مسابقة العجائب الأخيرة قرأت لأخ أردني يقارن بين ما تحظى به البتراء من عناية ورعاية ونظافة، وما يحوط بأهرامات الجيزة من مخلفات الزوار كبقايا الأطعمة وعلب مشروبات فارغة. وفي زيارة مؤخرا شاهدت كيف تحظى الشوارع الرئيسية في مدينتي الأقصر وأسوان بقدر ملحوظ من النظافة بينما تتناثر المهملات حول معلم مهم مثل مقابر الأمراء في أسوان، مما شجع أحد السائحين الأجانب على أن يقف ليتبول عند مطلع الدرج المؤدي إليها! لانعدام وجود مكان لائق يقضي فيه حاجته. وبالمناسبة، تحتاج مقابر الأمراء، التي تضم بقايا كنيسة قديمة، نظرة حانية من هيئة الآثار لزائري المقابر التي تقع على ارتفاع يزيد عن 25 طابقا، جعلني أتردد أصلا في فكرة الوصول إليها لولا أنني لمحت سائحة عجوز تصر على الصعود رغم الإرهاق البادي عليها، وعندما وصلنا قالت لي أنها زارت هذه المقابر مرة قبل ذلك، لكنها الآن في طريقها لمشاهدة ضريح "سيدي علي أبو الهوا" وهو ما يتطلب الصعود مسافة تساوي عشرة طوابق إضافية، الأمر الذي لم أستطع مجاراتها فيه رغم الفضول الذي تملكني، وتمنيت لو كانت هيئة الآثار اهتمت مثلا بإدخال خدمة "التليفريك" لتيسير الزيارة للسائحين في مثل هذه الأماكن المرتفعة، ورأيت بعيني خيالي ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من زيادة لعدد السائجين من مختلف الأعمار وما قد يجلبه من زيادة في الدخل، لكن عيني وقعت فجأة على غير إرادة مني على عدد من أكياس رقائق البطاطس وعلبتي مياه غازية، فردتني رغما عني إلى الواقع المؤلم!. ولماذا نذهب بعيدا عن العاصمة، وأي ساكن فيها أو زائر لها، لابد وأن مظاهر الأهمال والقذارة صدمت عينيه في أكثر من مرة عند زيارته لأي من معالمها الأثرية أو مجرد مروره إلى جواره، من منطقة الأهرامات إلى مقالب القمامة بامتداد سور مجرى العيون فى مصر القديمة، الذي بناه السلطان الغورى منذ 800 عام لمد قلعة صلاح الدين بالمياه عن طريق رفع مياه النيل بالسواقى إلى مجرى السور. أو حتى مناطق المساجد اُلأثرية لآل البيت، أو الإهمال المحيط بكنيسة مارجرس وغيرها.
والأمر طبعا لا يقتصر على إهمال نظافة الأماكن الأثرية، سواء الفرعونية أو القبطية أو الإسلامية. ولا يمكن الرد عليه فقط بتحميل الجرم على شماعة سلوكيات الأفراد، وعدم انضباط الشعب؛ لأنه ثبت بأكثر من دليل وفي أكثر من مناسبة أن هذا الشعب غير المنضبط، يمكن دفعه إلى الانضباط عندما تكون هناك الإجراءات الجادة التي تضمن ذلك.

علامات استفهام
ولا شك أن الإهمال والاستهتار يمتدان ليثيرا علامات استفهام حول السبل التي يتم على أساسها الموافقة للبعثات الأجنبية للمساهمة في أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار. خاصة وأنه ثبت في مناسبات عديدة تورط عدد من هذه البعثات في عمليات نهب الآثار. وليس بعيدا عن الذهن تجربة رأس نفرتيتي التي فشلت جميع جهود حكومتنا في استردادها من متحف برلين الذي لم يبد الاحترام الواجب لهذا التمثال النادر الذي يمتد عمره لأكثر من خمسة آلاف عام، ليضعه فوق تمثال جسد برونزي عار صنعته أيدي فنانين محدثين. وأثارت هذه الإهانة غضب المسئولين المصريين الذين فشلت جميع جهودهم في استعادة التمثال، كما ارتفعت الأصوات المطالبة ببحث دور بعثات التنقيب الأجنبية في عمليات نهب الآثار في العصر الحديث؛ التي بدأت بعدد من العلماء الذين رافقوا الحملة الفرنسية 1798، وهم أنفسهم الذين قدموا خدمة للبشرية بإعداد كتاب وصف مصر، إلا أنهم لم يتورعوا عن تهريب عدد من القطع الأثرية الهامة التي ظل بعضها حتى الآن في متاحف أوروبا. وكان قانون حماية الآثار الصادر عام 1951 يسمح للجنة مشكلة من مصلحة الآثار والمتحف المصري بإهداء بعض القطع الأثرية إلى بعثة الحفائر الأجنبية تشجيعا للبحث العلمي، وهو ما أعطى شرعية لنهب عدد غير قليل من أثار مصر . ثم ألغي هذا القانون عام 1983 وصدر قانون آخر حمل رقم 117 ينص على منع خروج أي قطع أثرية خارج البلاد، ومع ذلك استمرت عمليات النهب والتهريب. علينا ـ إذا ـ أن نعيد النظر في شروط السماح للبعثات الأجنبية، وتقييد هذه الشروط وسد الثغرات التي يمكن النفاذ منها إلى العبث بتاريخنا أو سرقة آثارنا. ومازالت علامات الاستفهام تدور حول موافقة منحت ـ ثم سحبت بعد ضجة ـ لبعثة تابعة لدولة شقيقة لم يكن لديها آثار يوما ما، ولا خبرة بالتنقيب ولا علماء في الآثار! كما تبقى علامات الاستفهام حول موافقة منحت لشركة أمريكية بحجة المشاركة في حماية آثار الأقصر على أن يسمح لهذه الشركة بإدارة هذه الآثار(؟) والتنقيب في المنطقة بحرية (؟) فهل اتخذنا التدابير المشددة لمنع العبث بتاريخنا؟ وعلى أي أساس تقرر خصخصة آثارنا وميراث الأجداد؟

العبث بالآثار أخطر من سرقتها

ولاشك أن بعضنا مازال يتذكر الضجة التي صاحبت سرقة "مزامير داود"، التي تم العثور عليها في إحدى المقابر بالبساتين، والتي تمت سرقتها من "الفترينات" المعروضة فيها، كما نتذكر القضية التي اتهم فيها عدد من المسئولين بتهريب لوحة أثرية وزنها طنّ من صالة كبار الزوار!! وإذا أضفنا إلى ذلك ما نشر عن أن وزارتي السياحة والآثار تلقتا مقترحا إسرائيليا لإعادة ترميم أحد المواقع الأثرية اليهودية في منطقة الفسطاط التي تضم جامع عمرو ابن العاص وكنيسة حتى "تضم المنطقة آثارا من الديانات الثلاثة، ما يجعلها عامل جذب كبير للسياح على اختلاف دياناتهم". غير أن الوزارتين لم تتورطا في رد رسمي على المقترح باعتباره أمرا من أمور السيادة يتطلب قرارا سياديا. أضف إلى ذلك أيضا استمرار المطالبات الإسرائيلية لمصر بالإشراف على الآثار اليهودية المصرية، أو إقامة متحف لهذه الآثار تحت إشراف إسرائيلي!!.. ولا يخفى علينا جميعا استمرار المساعي الصهيونية لتزييف ما أمكن من تاريخنا، أملا في تزوير أدلة تتعلق بأسطورة أرض إسرائيل التي هي من الفرات إلى النيل (وهاهم بدأوا بالفرات منذ نهب متحف بغداد وضياع لوحة السبي البابلي، ومنذ نشطت حركة بيع الأراضي لليهود)
الأمر بالفعل أكثر من خطير يا سادة. فآثارنا التي تركها لنا الأجداد تستصرخنا أن نهب لنجدتها وحمايتها من العبث والإهمال والسرقة، قبل أن تتلاشى من بين أيدينا ونحن غافلين. وهناك خطر أفظع يتمثل في احتمالات تدخل أيد أجنبية للعبث بتاريخنا ودس دلائل مزورة تثبت أحقية آخرين فيما نملك. علينا أن نتوقف عن لعب لعبة الوارثين اللاهين الذين لم يبذلوا جهدا في تكوين ثروات آبائهم، فلم يحسنوا صنعا باستثمارها، ولم يحافظوا عليها، وإنما اكتفوا بالمباهاة والزهو وظلوا يتغنون بأمجاد الآباء ويتباهون بأصل العائلة، بنفس منطق العاطلين بالوراثة، على حد قول أديبنا توفيق الحكيم في روايته "الأيدي الناعمة" إلى أن أضاعوا الميراث، ووقتها لن يفيد أي ندم!.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تفضل واشنطن الاقتصاد الموجه
- ثروتنا البشرية.. إلى أين؟
- إسكان الشباب وبيع العقارات للأجانب.. والأمن القومي
- موسم الهجوم على أوبك
- التحرير الاقتصادي الحقيقي الذي ننشده
- دروس الغزو الصيني للاقتصاد المصري
- العروبة بين الأغنيات والمصالح المادية
- خطر يهدد البشرية ونحن نيام
- الفتنة لم تعد نائمة..
- البديل البوليفاري ..والوصفة السحرية
- بين نقص الغذاء وتلوثه أي غد ننتظر؟
- دع الشعارات.. وابحث عن النفط
- العنف المسلح يكشف وجها آخر للديمقراطية الأمريكية
- العراق الذبيح على درب الآلام
- هل يصلح الاقتصاديون ما أفسده الساسة؟
- نجيد إطلاق المبادرات ونفشل في مواصلتها
- عندما تتخلى الدولة عن الرعاية ويختفي الدور الاجتماعي لرأس ال ...
- ..إلا طعام الفقراء!
- ..شاهد من أهلها
- الذهب الأسود الإثيوبي والذهب الأبيض المصري


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إكرام يوسف - المصريون.. وأيديهم الناعمة