أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - هل ينبغي ان نرسم المواطنة بريشة الاحتلال?















المزيد.....

هل ينبغي ان نرسم المواطنة بريشة الاحتلال?


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين ندخل الى قراءة المشهد العام في العراق على كافة المستويات بعد مرور أعوام على تاريخ أطلقت عليه تسميات مختلفة ، فهو تحرير من وجهة نظر البعض ، وأحتلال من وجهة نظر آخرين وتغيير و الخ ...
يحدو بنا كم من الاسئلة المحورية مثل :
لماذا يرمي القرن الواحد والعشرون بكل ثقله على العراق ؟
لماذا يسير العراق مفردا ، دون أحد... ؟
لماذا الاعتداء على العراق من ثمان جهات ؟
هل أن هذه الاسئلة وغيرها ممن يتوالد في غضونها ، تتطلب ممارسة أو أجراء من نوع ما وصولا الى الاجابة ؟
هل أن هذا الاحتلال أو التغيير بحاجة الى مرادفات عملية سريعة أم بطيئة أم تدريجية أم ماذا ؟
هل يخرج كل ما حدث عن جوهر وذهنية البنية الأولى ، ذهنية العبودية وأستغلال الآخرين ونهب ثرواتهم وهو محاولة جادة للتعبير الدقيق عن أيدلوجيا التجارة ؟ هل يخرج الاحتلال عن كونه ظاهرة طبقية ؟ .
هل ما حدث مؤامرة دون أن ندخل أو نسقط في أوهام نظرية المؤامرة ؟ أليست مفارقة في أن نجمع في نفس الوقت بين مهام تأسيس الحرية ، وتأسيس العبودية في آن واحد ؟.
ألم يصح الوصف بأننا شعب سجين في سجنه الطبيعي الذي بنته خرابات وأنفعالات الجمود الفكري والذي أخرج قتالا أثنيا لائقا للدمار؟ .أصاب القوم بالجذام الاجتماعي الذي حولنا الى رجال كاشيرة لعد قوائم الخسائر ، فالمفارقة في الخسارة تأخذ بعدين متعاكسين يصبان في نتيجة واحدة , في كلا الحالتين الهدم والبناء ، لانه هدم أو جذام قيد التنفيذ ، فبينما تدمير مؤسسات الدولة ونهبها في العام الاول يشكل ضربة قاسية لاي تحرر أجتماعي ، أقتصادي ، أجتماعي ، سياسي أضيف له في العام الثاني فصاعدا الحرب الاثنية والمذهبية التي أزهقت ما يقارب مليون نفسا وألغاء شروط البقاء وومحاصرة السلم الأجتماعي وصولا الى تمرير قانون النفط والغاز الامبريالي حينما احس البرنامج الدولي ان المجتمع العراقي قد ترنح تحت سيل اللكمات الموجهة اليه ، ناهيك عن آلية الجهازالاداري وأتجاهاته المتعددة التي تمثل خسارة لاتقل مستوى عن سابقاتها في تطبيقات الفساد والاختلاسات والسرقات والتهريب والتربية العدمية ، ما شكل جذامية أجتماعية حقيقية تتطاير عدواها بشكل لايقل خطرا عن عدوى أي مرض أخر .
هل يقودنا ذلك الى أن أي أنفجار حدث في مستشفى أوجامعة أو على جسر وأن أي أغتيال بحسب الهوية أو مقتل ألا وله رسم تخطيطي مسبق نجده على شكل غمامة أو ضلال معتمة في سطور ما كتبه هنغنتون في صدام الحضارات أو فوكوياما في نهاية التاريخ والانسان الاخير لأن هذين الأخيرين عملا على تنشيط ذاكرة الاستعمار ، وخلق نظام عالمي جديد يأخذ مقدسات الاخرين بنعليه .
أن النظام العالمي يلقي في مخيلتنا وأفكارنا بذور الشك في أمكاناتنا القائمة والماضية ، فليس صحيح أننا لم نبن شيئا منذ الاستقلال الى الان وأذا ما فشلنا في بناء دولة المؤسسات والعدالة والحرية ، فأننا لم نفشل في بناء القواعد التحتية لاقتصادنا ، بصرف النظر عن درجة تطورها ألا أنها كانت تبز قريناتها في الشرق الاوسط وتثير مشاعر البغضاء والحقد والكراهية لدى الكثير ومنهم دائرة الشعور الامبريالي .. الذي دفعها حنقها التاريخي وتلمظها الشره الى تدويل شؤون العراق في محاولات تدريجية للسيطرة والتحكم فيه ، فأن أطلاق شرارة الحرب ين العراق وأيران في أيلول عام /1980تعتبر بمثابة البداية العملية للبرامج الدولية ألحقتها تجربة الكويت المأساوية وأعلان حرب الخليج الثانية والحصار الاقتصادي المر وصولا الى الاحتلال الكلاسيكي المباشر في 9/4/2003 الذي هشم هامة الاقتصاد العراقي بتحطيم وتدمير ونهب بناه التحتية وأبتلاع مكونات الدولة ، ثم أعقبها تدرج الخطوات اللاحقة في التفكيك والتفتيت فأنطلقت أجندة الطائفية والارهاب ، أن عملية أطلاق الشوفينية الطائفية من عقالها يشكل جريمة متكاملة فضلا عن أنها رجوع الى الوراء لايتناسب مع حركة التاريخ المتجهة الى الامام ، فالنظام العالمي الجديد لايمثل حركة المستقبل هنا بل أن براغماتيته لاتجعله يتوانى عن أستخدام أية لعبة قذرة فلقد حاول النظام العالمي الجديد بمهارة وبنجاح صناعة الطائفية في العراق وأحياؤها وتبييئها ومركزتها . ثم أشاع صناعة ثقافة الاغتراب لينتج مجموعات من الاغترابيين لقيادة مستويات مهمة في الدولة والمجتمع ، الامر الذي يجعلنا مدعوين بشدة لاعادة قراءة الوطنية من جديد ،بأعتبارها قيمة مقدسة تنشأ من الارتباط التاريخي بالارض ( المكان ) وحبها ، أن اللاوطنية موقف طبقي ينشأ من الارتباط بالرأسمال الدولي وتنفيذ برامجياته على حساب جمهور المواطنين ، ذلكم هو الاغتراب الملعون الذي يجسد الكوزموبولتية ، ثلاثة أنساق أفرزت طبيعيا في الظاهرة العراقية شكلت جوهر المشكلة الحقيقية :
1. القومية الشوفينية
2. الكوزموبولتية
3. الطائفية
أن أحتلال العراق يعبر عن خيانة أيدلوجية لمبادئ حقوق الانسان والاستقلال والعلمية والتطور ، لان تحويل العراق الى سوق أستهلاكية يعني تراجع عن أدوار الحضارة الانتاجية التي شهدتها بلاد وادي الرافدين .
أن أبرز مظاهر الاغتراب هو أشاعة القناعات الساذجة في عقول الجماهير حول الربط بين الحاكم المستبد وهوية الدولة والتي من خلالها عاملت الجماهير البسيطة مؤسسات الدولة على أنها مقتنيات شخصية لصدام حسين ما أدى الى تدميرها والحط منها والغائها بطريقة عدائية ،وأنسحب أيضا ذلك بدفع من الرأسمال الدولي على تعامل الدولة والمجتمع مع مفهوم القطاع العام ومحاربته على أساس من أنه تركة ماضية تمثل توجه الاقتصاد الشمولي ، الوطني أو الاشتراكي أو البعثي أو ما شابه ناسين قضيتين مهمتين في ذلك وهما :-
1. أن القطاع العام في العراق هو ثمرة نضال شعبي وكفاح عنيد لقرن مر من الزمان ويمثل تطور الخبرة والتجربة العراقية مهنيا على مرور 5000 عام .
2. أن وراء الشعور الخانق ضد القطاع العام تقف تلويحة سحرية تمارسها أصابع الامبريالية من أجل ربط العراق دوغمائيا ببرامج العولمة الرأسمالية مصورة ذاتها بأنها المشروع الممكن والوحيد للنهضة العراقية .
أن ذلكم التصور الذي يقوده في العراق مجموعة من الاغترابيين الكوسموبولوتيين يحاول ما أستطاع أن يقطع الطريق أمام أي مشروع نهضوي جاد يؤمن بأستقلال الاقتصاد العراقي ويرى في التطلع العام أساس للعدالة والحماية الاجتماعيتين وجذر مهم للتطور الاقتصادي .
مثلما قلت أن أحتلال العراق يمثل خيانة أيدلوجية لمبادئ حقوق الانسان والديمقراطية ، فلقد سرقت الامبريالية الامريكية مشاريع النهضة والتغيير في العراق لاكثر من مرة في خلال عقد واحد من السنين ، فقد عملت على أفشال أنتفاضة أذار /1991 لالشئ سوا أن عفوية حركة الجماهير المنتفضة وقتذاك لاتهيؤ الفرصة لأمريكا لأن تجد من يمثل مصالحها في النظام السياسي الجديد الذي تقيمه الانتفاضة في حال أنتصارها .
وقد جعل ذلك أمريكا تهضم الدرس جيدا ، فقد أدركت أن نظام صدام يعيش ساعاته الأخيرة فقد بلغ من التناقضات والخواء الى الحد الذي لايمكن أن يستمر فعمدت الى أضعاف الطرفين المجتمع والحكومة بفرض حصاراتها اللعينة التي أمتدت 13 عاما ريثما تتسنى لها الفرصة في بناء هياكل موالية وأطلقت برنامج تحرير العراق /1998 الذي توج في التدخل العسكري المباشر يوم 9/4/2003 ، وما يؤكد صحة ما ذهبنا اليه فأن أمريكا رفضت أي أحتمال للتغيير الداخلي وكان ذالك ممكنا مع بعض الوقت وتوفير الدعم النزيه والحقيقي ، وكلنا يعرف بأنها ضربت عرض الحائط كافة المظاهرات الشعبيةالصاخبة التي أقيمت في أمريكا وأوربا لمنع الحرب على العراق ، وهذا ما يشكل السرقة الثانية ، أما المرة الثالثة فأنها جرم مكشوف تعترف به دوائر القرار في أمريكا وهو سحب الارهاب الى العراق ومحاولة محاربته وتصفيته في داخل العراق وترك حدود الدولة مكشوفة لدخول أي رجل يريد محاربة أمريكا ، أما الرابعة هو ما نعتناه بصناعة الطائفية وتحويل الصراع من صراع حضاري بين الحداثة والتقليدالى صراع أخرتاريخي مسلح بين القديم والقديم .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقوب عراقية - الثقب الثاني لوحات مقلوبة
- ثقوب عراقية الثقب الثالث ثلوج محترقة
- ثقوب عراقية قصص قصيرة جدا
- مركز الان للثقافة الديمقراطية في مؤتمر لمناقشة قانون الصحافة ...
- الامن وبرودةالموقف الاجتماعي في بناء وطن خال من الارهاب
- نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم
- لماذا يعتقد المثقف العربي بقداسة السياسي العربي ؟
- الحلقة الثانية السبي البابلي المعاكس
- السبي البابلي المعاكس
- مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالت ...
- حرية التعبيرعن الرأي... قراءة في ادراك المعنى والسلوك
- اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار
- هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...
- ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - هل ينبغي ان نرسم المواطنة بريشة الاحتلال?