أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - جدلية الأسم والمسمى














المزيد.....

جدلية الأسم والمسمى


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


يروى ان ملكا مصريا اراد ان يعرف أي الشعوب أقدم لغة فعزل ولدين ووضعهما في رقابة مشددة تعطيهما الطعام دون كلام لتصغي الى أول ماينطقون به فإذا بهم يتلفظون اول ما يتلفظون كلمة جديدة غريبة عنوا بها (الخبز)!!إن لهذه الحكاية ان صحت دلالة على تزود الموجودات بالأسماء فليس ثمة شيء لايحمل اسما ولقد ذهب علماء اللغة الى ان الاسم اشتق من الوسم أي العلامة اما البعض منهم فقد ذهب الى ان الاسم مشتق من السمو أي الرفعة وللاسم علاقة قد تكون خفية أو جلية بالمسمى وبمعنى آخر للمسمى علاقة بالاسم !! فكلاهما يعطي للآخر دفقا من بعض معانيه او ظلالها او ما يعاكسها في الضد .. وهذا ما يسمى عرفا (اسم على مسمى)أو(اسم على غير مسمى)فعلاقة الاسم مع المسمى علاقة حتمية بحيث لاينفك اللفظ (الاسم) عن مدلوله (المسمى ) وقد تتفق الهيئة الاجتماعية على اطلاق اسم على مسمى ما فيكون للمسمى صلة بإ سمه من ناحية الاتحاد او التضاد ولا اريد ان ابحث هنا في مسألة ايهما وجد قبلا الاسم او المسمى لأن ثمة مشكلة سوف تظهر تضارع (تشابه) مشكلة بيزنطة الشهيرة والتي تقول :ايهما وجد قبلا (البيضة ام الدجاجة)!! يرى غير واحد من الباحثين ان اللغة كالكائن الحي تشيخ وتموت ولكن ثمة لغات قد حافظت على ديمومتها نتيجة مااستوعبته من مستحدثات جديدة عصرية من خلال الاشتقاقات المنطقية في اصل تكوينها فثمة لغات ماتت واخرى ولدت وثالثة تطورت , نجد ان بعض اسماء اللغات الحية قد ماتت واندثرت ولقد ولدت اسماء اخرى ولم تكن بالحسبان وهكذا دواليك .. لو رجعنا الى التراث التاريخي والديني والادبي لوجدنا ان العرب في زمن ما قبل الاسلام كانوا يسمون اولادهم بأسماء تدل على القسوة والهيبة والعلو مثل (حرب /شداد ) وغيرها لما تدل عليه هذه الاسماء من رهبة وخوف للمتلقي فلها تأثيرات اجتماعية ونفسية كبيرة بالمقابل قد نجد ان الاسماء الخاصة بخدمهم تدل على اللين والضعف والرقة مثل (ربيع / نسيم ) وغيرها .. ولقد غير الرسول (ص) بعض اسماء الصحابة لقبحها واستبدلها باسماء حسنة وأوصى الناس بأن يحسنوا في تسمية اولادهم وورد في الاثر ان الخلفاء كانوا يرسلون الرسل الذين يتوسمون في اسمائهم خيرا ويروى ان عبد المطلب جد الرسول (ص) قد سأل عن اسم المرأة التي سترضع حفيده فقالوا له ( حليمة السعدية ) فتبسم وقال : (حلم وسعد) اما في القرآن الكريم فالعلاقة غير اعتباطية فمثلا قوله تعالى (يازكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) نجد ان اسم يحيى لم يأت جزافا بل قصد اليه قصدا لأن الله تعالى قد احيا بــ(يحيى)ذكر زكريا وذكر تعاليمه الدينية . ربما يتنافر الاسم والمسمى وربما يتلاقيان في بدء التصاقهم او في وسطه او خاتمته . وقد كتب بعض الناس من حيث يدرون او لايدرون تسمية ( الصدق) (التساهل) (الأنصاف) (العافية) ... الخ على ابواب رزقهم من مطعم او فرن خبز او بقالة او مكتب وربما تجد صدقا وتساهلا وانصافا وعافية في المحال التجارية التي تحمل هذه الاسماء وقد لاتجد وانما هي تنفيس لاواعي لقيم اصيلة قد فقدت من المجتمع فعوضت بالاسماء . عندما تلقي نظرة فاحصة على بعض ابطال الروايات والمسرحيات العالمية نجد ان اسماء ابطال هذه الاعمال قد حملت ترميزا معينا فمثلا ( بروتس) الذي طعن قيصر تلك الطعنة القاتلة وهو صديقه قبل موته مخاطبا القيصر له (حتى انت يابروتس ) !! واسم (بروتس) يعني في اللغة الانجلوسكسونية القديمة (المتوحش) !! ولابد لنا ان نتساءل هل صحت القولة الشهيرة التي تقول : اسمك عنوانك ؟.



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستشهاد الثقافي القضية والراي
- السرد في صاحب الاسمال
- نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي
- استجابة المتلقي للنثعيرة
- نحو مقالة عراقية ساخرة
- هل غادر الشعراء؟
- الغائب عن ذهن الشاعر
- تحذير
- يوتوبيا المعري
- السجن في الرواية العربية المعاصرة
- إشكالية القيادة بين المثقف والجاهل في المنطقة العربية العرا ...
- الأحاجي في الادب العربي
- شكسبير ام شيخ زبير
- المقاهي والأدباء


المزيد.....




- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - جدلية الأسم والمسمى