أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - هل يخرج الامريكيون من العراق والمنطقة!؟














المزيد.....

هل يخرج الامريكيون من العراق والمنطقة!؟


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2-المثقفون خصوم الاحتلال وضحاياه!

3/15

جواب على سؤال طرحه الزميل عادل محمود عن ..سيناريو خروج الاحتلال من العراق ..ونشر في جريدة العرب اليوم الاردنية..اجبت:
عزيزي الأستاذ عادل محمود..
تحية طيبة..
سوف لن أجيب على سؤالك (الأمنية!)..بـ(خارطة للطريق!) حسب مصطلحات سياسيو هذا الزمان.
لان السؤال ينطوي على محورين أساسيين :
الأول:متى يتم الخروج؟
والثاني: كيف يتم الخروج؟
ولكي لا نضلل القارئ مثلما أوهمناه على مدى أكثر من خمسة عقود على امتداد تاريخ نكباتنا ،فإننا يجب أن نبين له باختصار شديد ودون لبس:
متى بدء (الدخول) الأمريكي للعراق؟
كيف بدء (الدخول) الأمريكي للعراق؟
لان إعلامنا أوهمنا بدهاء أن (الدخول) الأمريكي جاء مع أول دبابة اخترقت صدر بغداد الأسيرة بقيود الدكتاتورية عام 2003.
وبالتالي فإننا سنتوهم بان زوال الدبابة عن صدر بغداد تعني خروج الأمريكان من عروق العراق!..
وهذا هو التضليل الذي ينبغي أن نحذر منه.
عزيزي ..
حالما قرأت رسالتك المقتضبة والحريصة..تذكرت ليلة من ليالي تموز عام1962 وكنت يومها شابا صغيرا أرافق عمي المتحمس ومعه مجموعة من اليساريين يدبجون لافتة كبيرة تقطع شارع النهر في بغداد ..تقول :(انتصار الثورة الكوبية بداية انهيار النظام الأمريكي)، وفي تلك الآونة كان الرئيس الأمريكي جون كندي يوجه خطابا تحذيريا الى الحكومة العراقية انذاك، ونشرته الصحافة العراقية يومها ، متوعدا: (يجب أن يعاد الحصان الجامح في بغداد إلى الحظيرة) وكان يعني حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم..
ودهست دبابات رمضان عام 1963 (الحصان الجامح) و(جاءت محملة بقطار أمريكي حسب رواية علي صالح السعدي نائب رئيس وزراء حكومة رمضان)..
وتتالت الأحداث والتوغلات والتغلغلات والأدوار ودخل العراق شرطيا نيابة عن أمريكا لمعاقبة نظام الامام خميني وصار رامسفيلد ضيفا كريما _ يدخل العراق دون جواز سفر _ وأوحي لحكام بغداد بان غزو الدولة الشقيقة (الكويت) مسألة داخلية!.واستبيحت الكويت وانهار الأمن العربي الواهي..واستنجد الحمل بالقصاب خوفا من الذئب!
وعرض العراق في سوق المساومات وكثر (الدلالون والسماسرة) وجميعهم ليسو من أعداء أمريكا بل أصدقائها الخلص.
واستدعى النظام العراقي يومها كل مستلزمات الهاوية ومبررات الغزو ، فصار حاضنة للعناصر المسلحة التي جاءت من دول عربية (تطلق عليهم اليوم صفة الإرهابيين) .. دون أن تنقطع عن إمداد أكثرهم وحشية بحق نساء وأطفال العراق بالمال والمعلومات والتسهيلات والنقل.. كما صار ذلك النظام بممارساته جسرا آمنا للغزو بعد أن ساهم باستكمال مبررات الغزو بإنضاج الظروف الداخلية والإقليمية والعربية والدولية للغزو.
ودخلت دبابات بوش شارع الرشيد.
وصرنا منقسمين بين مهلل للاحتلال الذي خلص العراق من دوامة الحروب والإفقار والرعب والمقابر الجماعية..وبين الميل الطبيعي لكل إنسان بمقاومة غزاة وطنه.
وازدادت الأمور تدهورا وخرابا ودموية عندما زج الدين كقوة محركة ومؤججة للنوايا السياسية فصرنا نذبح على (الطريقة الإسلامية) مع (اجتهاد) ذباحو كل مذهب باختيار وسيلة وأسلوب الذبح..( كي لا يتدافعوا في الزحام عند دخول الجنة!) ودون أن يختلفوا على جنس الذبيح فهو (العراقي)، ودون أن تكون سيوف وبنادق القتلة بعيدة عن مخازن سلاح المحتلين ومشورتهم ونواياهم واستدلالاتهم.
وخلال كل تلك العقود التي سبقت دخول دبابات بوش إلى شارع المتنبي والسنوات التي استمرئ فيها الإرهابيون الفتك بالمتنبي مرة أخرى، فان الصراع بقي واحدا والهدف واحدا .. قاله جون فوستر دالس للرئيس جمال عبد الناصر عام 1952 (إقامة حلف لحماية العالم الحر )، وما قالته كوندوليزا رايس عام 2006 (الشرق الأوسط الجديد).
كما إن التناقضات المتراكمة على مدى عقود من الزمن في بنية المجتمع العراقي ، والتي كانت مطمورة تحت طغيان الخوف من النظام الدكتاتوري قد طفحت إلى السطح وتطايرت شظاياها إلى نفوس الناس وتراب الوطن، وتتشكل اليوم قوى اجتماعية وسياسية متداخلة ومتحركة ومتبادلة الأدوار ..ليست بعيدة عن تأثيرات المحتل المباشرة وغير المباشرة ..مثلما هي موضوعا لمشاريع ونوايا الدول الإقليمية التي هي الأخرى ليست بعيدة عن مظلة المحتلين.. واستعداد البعض منهم لأداء الدور الذي يفرضه عليه المحتلون بعد رحيل الدبابات واستبدال الجنود الأمريكان بدلات المارينز بياقات (دعاة الاعمار وحماة السلام).
إلى جانب الحراك الموضوعي لقوى تنموية عاقلة في المجتمع العراقي يتزايد تأثيرها مع إيغال الإرهابيين والمحتلين بدمائنا..ومع تفاقم الخراب ، فإنها تتشكل وتتبلور وتتجلى كل يوم في نشاطات وحركات وأفكار وتنظيمات وتحديات ..سيكون لها شان مؤثر في مجرى الأحداث ومستقبل العراق ولو بعد حين..
ويبقى السؤال..عن سيناريو خروج الأمريكان من العراق معلقا بالنسبة للبعض.. وللبعض الآخر وأنا منهم..جوابه جلي .. سوف لن يخرج الأمريكان حتى لو صعدت دباباتهم كومة حديد إلى ناقلات الترحيل .
فالاحتلال ليس طابور من الدبابات يمزق أحشاء المدن.. بل قوة غاشمة تتحكم بإرادة الحكام.
فالأمريكان كانوا يتحكمون بنا منذ أول برميل للبترول وصاروا يمسكون بأعناقنا منذ وعد بلفور.
ولكن ..حذار من التشاؤم!؟
وللحديث صلة
--------------------------------------------------------..
المقالات السابقة:
1. وعي "الاحتلال" وحقيقة الاستقلال؟!
2. الغزو العسكري الخشن والاحتلال الناعم؟!
المقال اللاحق: الدكتاتورية.. جسر لعبور الغزاة؟!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف الصائغ..يقطع-الرشيد- الى الازقة الخلفية!؟
- تُعرَضُ عشتارٌ في سوقِ غنائِمِهِم مَغلولة!
- 2-المثقفون خصوم الاحتلال وضحاياه
- وعي (الاحتلال) وحقيقة الاستقلال؟!
- لماذا يفتك الارهابيون بالمثقفين العراقيين؟!
- هل بامكان نواب المحاصصة انتاج حكومة كفاءات وطنية عراقية؟!
- هل توجد بلد في الدنيا ليس بها فقراءٌ من ميسان؟!
- ما سر عدم كشف الحكومة العراقية اسماء المتورطين بالارهاب من ا ...
- أبحثُ عن -نوزاد-!
- قبور جوّالة تخرج من اروقة الدولة العراقية وتٌفَجَّر
- أي ارهاب يستبيح العراق؟!
- مالذي يريده العراقيون؟
- الإرهاب و الاحتلال ..من السبب ومن هو النتيجة ؟!
- -يوسف-* يَصنعُ مَنْجاتاً لِبُناةِ الفَجر
- سبل خلاص العراق من محنته؟!1-3
- ديمقراطية -السقيفة وخصومها-
- يَتعقبُني المُكَفَنونَ
- احتلال العراق..بين-التهليل- و-الاجتراع المرير-
- كَفّي سارِحَةٌ فَوقَ جَبينِ الفَجرِ
- المرأة والحرمان من السلطة؟!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - هل يخرج الامريكيون من العراق والمنطقة!؟