الفكر اليساري في العراق متخلف و لا انساني


عصام شكري
الحوار المتمدن - العدد: 7848 - 2024 / 1 / 6 - 20:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات     

احد تجليات الفكر اليساري القومي هو التمسك بما يسمى "الثوابت القومية" اي ثوابت ان القدس هي رمز فلسطين. وان كان من الممكن نقد ذلك بشكل سياسي، فان تشبيه انعدام الشرف بالمرأة التي تغتصب في فراشها هو من اكثر اشكال التشبيهات القومية حقارة ونذالة ويمثل ماهية هذه القوى غير المتمدنة واللا انسانية. لا انسانية لانها لا تنظر للمرأة كانسان متساو بل هي ملحق شرف بالرجل حتى لو كان الاخير باكثر اشكاله وضاعة.

ينضح شعر مظفر النواب بهذه البذائات المنحطة والاهانات للمرأة لانه لا يخاطب الا رجال يجلسون في المضائف بحجة انه حريص على العروبة والاسلام والقدس. يسخر من الحكام العرب فيشبههم بحضيرة الخنازير (الخنزير هو رمز للقذارة في الاسلام) ويعيرهم بان امرأتهم القدس يتم انتهاكها في فراشها مع المحتل اليهودي.

هذه الثوابت القومية والوطنية (كذا) التي تربت عليها اجيال من اشباه المثقفين وادعياء الشيوعية والذي ترتعش شواربهم الان لغزة وينهالون بالسباب على الحكام العرب لانهم "خونة" بينما لم ولا ولن ترتعش فرائصهم للوضع المخزي للنساء وفرض الدونية والتحقير الاجتماعي عليهن لاجيال واجيال في العراق وايران ولبنان وسوريا والسعودية والخليج بل وغزة نفسها هي في الواقع من القاذورات الفكرية العشائرية المنحطة التي يعيد انتاجها اليوم الحزب الشيوعي العراقي حليف القوى الاسلامية المجرمة وبقية قوى اليسار القومي المتخلف.

الطبقة العاملة العراقية والنضال الاشتراكي العلماني الباسل لها على مدى عقود وضعت المرأة في قلب انسانيته ولم يمثل سوى تطلعات مساواتية انسانية لان المرأة هي الجزء الاساسي من انسانية هذه الطبقة وتمدنها ومساواتها.

ان على القوى العلمانية الشبابية الجديدة ان نفصل خطوطها كليا عن اليسار التقليدي السائد في العراق وان تواجهه بقوة وتقلب الطاولة عليه وتذكره ان مصدر المدنية في العراق هي المرأة ومناصري المرأة وقضية حريتها ونضالها من اجل حقوقها المتساوية ولن تعود مطلقا مجرد ملحق لاي رجل سواء كان هذا الرجل يمتلك الشرف او يعدمه.