دعوة عاجلة لبناء مسجد أقصى مًستَنسخ و جديد


ماجدة منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 07:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية     

أكلام أهوج ربما...و حديث أعوج , من الجائز أن أتحدث اليكم اليوم أيتها السيدات و السادة.
سأتحدث إليكم عن فلسطين مسترجعة جملة للمرحوم والدي عندما سألته عن مبلغ ربع ليرة سورية كانت المدرسة الإبتدائية قد أمرتنا بإحضاره معنا و ذلك من أجل ( دعم القضية الفلسطينية ) و كنت حينها في الصف الأول الإبتدائي.

نظر والدي مباشرة بعينيه الزرقاوين و قال : هي دائما و أبدا.....فلسطين..... ف أولها فلس و آخرها طين.

و مد يده القوية لجيب بنطاله و أخرج مبلغ ربع ليرة و هو يتأفف قائلا : متى ستنتهي لعنة فلسطين!!!!!!!!!!
و لأني أحب والدي من قلبي فإني مازلت محتفظة بكلماته في تلافيف دماغي التي إبتدأت بالتطاير و التآكل بفعل عوامل هذا الزمان الدموي الذي نعيشه ...بفضل فلس-طين.
كنت طفلة لا يتجاوز عمري 4 سنوات حين كنت أستمع من المذياع مع والدي و أنا أستمتع بلف سكاير التبغ ( أو التتن ) كما كانوا يدعونه , لأخبار حرب تشرين سنة 1973 , وكنت أصغي بإهتمام بالغ لما يتم بثه عبر إذاعة دمشق عن أخبار الحرب و
تطوراتها ..رغم أني لم أكن أفهم معظم الكلمات التي تنطق بها إذاعة دمشق ثم إزداد فهمي و حين يعقد والدي جلسة مع أصدقاءه المقربين وأنا بجواره ألف بأصابعي الصغيرة السكائر المحببة لقلب والدي الجميا.
من هنا إبتدأت أدرك ما يحصل ...خاصة حين كانت تصل جثامين القتلى من جبهات القتال,,حيث كانت الجنازات تصل إلينا بالمفرق و الجملة و تشكلت لدي هواية غريبة حيث كنت أمشي و أنا طفلة خلف معظم الجنازات إذ كانت تبتدئ من المساجد و تنتهي
بالمقابر.
و كنت أسأل نفسي.. لما يجب على شبابنا أن يقتلوا في فلسطين!!! ما هو السبب الذي نرسل به هؤلاء الشباب للموت في ساحات قتل ,,لم يختاروها بالتأكيد,, كي يموتوا فداءا لفلسطين !!! و ما هي الأهمية التي تُشكلها فلسطين بالنسبة لنا كسوريين!!!و أين تقع
فلسطين!!! و لمً كل هذه الدماء!!! ثم أتاني الرد من والدي و أصدقاءه حين قالوا: هذه الحرب و تلك الدماء ,,تسيل من أجل تحرير القدس و (( المسجد الأقصى )) من الصهاينة!!! حينها رددت بمنطق طفلة صغيرة جدا قائلة: إذا بابا....لما لا نبني
للفلسطينييين مسجدا آخرا....يشبهه تماما و هكذا تنتهي تلك الجنازات و يتوقف الموت عن شباب الحارة.

فجأة , إكفهرت الوجوه و هي تحدق بي و الشرر يتطاير من أعين الجميع ,,,بما فيهم والدي... و إذ به ينقض علي بصفعات كفوف على وجهي الصغير ,,صفعات قاسية جدا,, حيث كنت أرى و كأن شرارات نار أو ضوء تنطلق من عيني الإثنتين.

أي ...و حق آلهة قريش مجتمعة...هذا ما حصل معي و أنا طفلة.

على اثر تلك الصفعات طردني والدي من مجلسه و هو يتوعدني بمزيد من العقاب حين يُنهي سهرته الطويلة مع أصدقاءه.

خرجت باكية و الدماء تنزف من أنفي و فمي و أنا أركض حيث كانت تجلس والدتي فقامت بوضع بعض من القهوة على شفتي و دحشت شيئا منها في أنفي لعل القهوة توقف الدم المتدفق من فمي و أنفي.
بعدما إنقطعت الدماء سألتني بفضول: ماذا حدث؟؟ لما ضربك والدك بحضور أصدقاءه!!! ما الذي تفوهتي به أمامهم كي يضربك هكذا ...خاصة بأنك طفلته المدللة!!!
فأجبتها بغباء مضاعف من خلال قطع الشاش و القطن المحشورة بأنفي عن السبب الذي دعا والدي لضربي هكذا أمام رفاقه,,, فإذ بها تنقض فجأة ,,كلبوة هائجة صارخة : من أين أتيتي بهذه الأفكار يا بنت الكلب؟؟ألا تعلمين بأن المسجد الأقصى مكان مقدس

ك الكعبة تماما!!!
ثم إنهالت علي قفاي ( لا مؤاخذة باللفظ ) و على جميع أنحاء جسدي ضربا بشحاطة بلاستيكية قديمة تلسع جسدي البض و صوت صراخي يملأ البيت و إذ بوالدي الذي حضر بعدما إنصرف أصدقاءه كي يشاركها حفلة تعذيب طفلة صغيرة و لم ينجدني
من حفلة التعذيب تلك إلا تلك اللحظة الفاصلة التي أُغمي عليُ بها.

حين أغمي علي,, عتقوني من الضرب ..وهم قد ظنوا ,,,بأنني قد مت.

و لكن الأقدار شاءت لي أن أصحوا من جديد لسبب مازلت أجهله!
حدث هذا حين كنت قد وصلت بالتعليم لمرحلة الصف الرابع الإبتدائي.

منذ ذاك اليوم البعيد ...أصبحت لا أنطق بإسم فلسطين على شفتي أمام هؤلاء القوم اللذين يسمون فلسطين سرا....بأن نصفها الأول فلس...و نصفها الثاني طين.
و بعد مرور تلك السنوات الطويلة مازلت أتساءل:: ما الذي جنته فلسطين و العرب و العالم أجمع, من قضية فلسطين؟

هناك أسئلة على الناس العاديين مثلي طرحها دائما و على العقلاء و الحكماء و الأساتذة الكتاب و القراء الأعزاء مساعدتنا للإجابة عنها.

س 1 __ما الذي جناه الفلسطينيون و العرب و العالم بأجمعه من تلك الحرب التي طالت مدتها !!! ألم يتخاصم العرب ,,من أجل ناقة ( أي و الله ناقة ) بحرب أسموها (((حرب داحس و الغبراء ))) عفوا:::يبدو أن هناك تشابها لفظيا بين داحس و داعش!!
يا للصدف!!
س 2__ألم يُنفق العرب تريليونات الريالات و الدراهم و الليرات و الجنيهات و الدنانير و الآن اليوروهات و الدولارات...على القضية الفلسطينية من أجل تحرير القدس من ((الياهود)) و المسجد الأقصى؟؟؟

س 3__ألم يكن أجدى بأهل غزة و فلسطين إنفاق تلك الأموال المهدورة من لقمة عيش العرب البؤساء على تطوير بلادهم الفلس طينية لتطوير منشآتهم الحيوية و العلمية و الإجتماعية و الترفيهية و الإقتصادية و تطوير علماءهم و مثقفيهم للحديث عن لغة
سلام عالمي ينشدها كل كائن حي يعيش على تلك المخروبة و التي إسمها فلس طين؟؟؟

س 4__ أين أهدر قادة فتح و حماس و الجهاد الإسلامي بفروعه المعلنة و الخفية تلك الأموال و التي كانت كافية كي تجعل من فلسطين و غزة أعظم أمة و خير أمة أًخرجت للناس ,,كما يزعم قرآننا العظيم؟؟؟

س5__متى ستكتفون من الدماء المهدورة!!! ألم تزقم دماء العرب من المحيط الى الخليج حلوقكم و زلاعيمكم؟؟؟؟

س6__هل لديكم عقلاء و سياسيين محنكيين يعرفون كيف يتحدثون لغة عصرنا لتصدروهم للحديث عن سلام عادل و عاجل بعيدا عن إرهابييكم و عصاباتهم التي تجذرت في دراسة الإرهاب و تشريعه على مستوى العالم؟؟؟

س7__هل ما زلتم متوهمون بأنكم تستطيعون إرسال إسرائيل و شعبها الى البحر كما علمكم الفاطس جمال عبد الناصر ((( أسكنه الله فسيح جهنمه))) ؟؟؟؟

س7__ما نوع الكبتاغون و المخدر الذي تتناولتموه حين قمتم ((( بغزوتكم الحالية)) على جيرانكم و أولاد عمكم اليهود؟؟؟

س8__هل هناك إمكانية للتصالح مع أولاد عمنا اليهود نظرا لأننا نحن العرب قد سئمنا و قرفنا من حربكم الممتدة و التي جعلتنا في ذيل الأمم المتحضرة؟؟؟

إن الحكام و أسياد خزانات النفط و الطاقة القدرة على إجباركم على التفاوض لأن من يستطيع إشعال الحرب لديه القدرة الفعلية على إطفاءها أيضا....أليس كذلك ؟؟؟
نأتي للسؤال التاسع و الذي عنونت به مقالي ::: هل تقبلون بإقتراحي أن تتفضلوا و تقبلوا و تتواضعوا بأن أقوم بحملة عالمية لجمع تبرعات لكم من كل أنحاء تلك الدنيا من أجل بناء مسجد أقصى جديد ومُستنسخ كنسخة طبق الأصل و بالمكان الذي تريدونه
وذلك من أجل حقن دماء المدنييين من العرب و العبريين و الفلسطينيين لأن ذلك سيكون مقدمة حقيقية لحل الدولتين و ما أصدق المثل المصري البسيط الذي يقول::شيل ده عن ده...يرتاح دا من دا.
لا تقولوا لي بأن المسجد الأقصى مقدس...فليس من مقدس على الأرض سوى الإنسان ففي النهاية , إن المسجد عبارة عن كومة أحجار شأنه كشأن أي تمثال حجري فلا تدعوني أصدق بأن العرب عًبُاد حرف و حجرلأني أؤمن بقدسية الإنسان و تعالي عقله
و ضميره عن عبادة حجارة لا تسمن أو تغني من جوع.
هذه أسئلة برسم الإجابة أتمنى فيها على العقلاء الإجابة عليها...علل و عسى أن نرى بارقة أمل تنهي الصراع و تحقن الدماء و توقف طاحونة الحرب عن طحن ما تبقى من إنسانية الإنسان.

هنا أقف
من هناك أمشي
وربما للحديث بقية