لم أستطع أن أكون مسيحية أيضا


ماجدة منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 08:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أمضي بين هذه الشعوب بعينين مفتوحتين و ذهن متقد و حواس نقية و روح محلقة و رؤية خلَاقة و جسد متكامل و أنوثة محبة و قلب صاف و جوارح لم يمسسها سوء و مشاعر صافية و أجنحة قوية لم تتكسر رغم كل محاولات كسرها على إمتداد عمري
و أنا لدي شغف عجيب بالمعرفة الحقة إذ كان لدي هوس عجيب بدراسة الأديان و الفلسفات حيث أني كنت أنال الدرجات الكاملة في مادة الفلسفة مع أني لست بفيلسوفة أو دكتورة أو أستاذة أو ما شابه!
أنا إنسانة عميقة في دراساتي و بسيطة جدا بإسلوب حياتي..و رحم الله والدتي حين كانت تقول لي دائما:: أنت إنسانة ,,عل البركة.
و في أحيان كثيرة تقول لي بأني زهراوية...و لم أعرف ماذا تعني كلمة زهراوية!!!
ولدت في بيئة مسلمة سنية كثيرة العبادة و متعمشقة بالطقوس الدينية الفاطسة حيث كنت أرى تعريص و نذالة و خسة و رداءة هذه البيئة السامة و ذلك لسبب بسيط جدا سأقوله لكم.
كان لدينا بيت عربي قديم في إحدى ضواحي مدينة حلب السورية و كانت أسطح تلك البيوت متلاصقة بعضها مع بعض و منذ طفولتي الأولى و لم يكن عمري قد تجاوز 5 سنوات فقد كان يحلو لي أن أسهر على سطح منزلنا حين تكون أسرتي قد نامت
جميعها...فقد كنت---ومازلت---عاشقة للقمر و النجوم و الهواء العليل لدرجة أنني لم أكن أستطيع النوم...إلا فوق السطح.
أثناء سهري و نومي فوق السطح كنت أرى النساء و هن يرتدين الملحفة السوداء أو ( العباءة ) و هن يتقافزن من سطح لآخر,,,و كذلك كنت أرى الرجال أيضا,,,يتقافزون من سطح لسطح...كالأشباح تماما.
كنت أظنهم أشباح في بداية الأمر و لكن إتضح لي لاحقا بأنهم ليسم بأشباح بل هم جيراننا الملاصقين لنا أو اللذين يقطنون قبالة بيتنا...و تطور الأمر معي و فهمت من أختي الكبرى ( ن ) بأن معظم جيراننا من نساء و رجال لديهم هواية التعريص و
الجنس المحرم و بأن ما يفعلونه حلال زلال ---شرط أن يبقى في السر ---و أضافت أختي الكبرى بأننا يجب أن نحترم الآية القرآنية التي تقول ( إذا إبتليتم بالمعاصي...فأستتروا).
و أمرتني بأن ألجم لساني و أخرس و أن لا أتكلم بما أرى لأنني إن تكلمت فإن ( الدم سيبقى للركب) أي و الله..هكذا قالت و ما زلت أذكر كلماتها لحد يومي هذا.
و لزمت الصمت...معظم سنوات عمري , ذلك أني أرتعب من منظر الدماء لغاية يومي الحاضر هذا.
لكن هناك مسألة ضرورية يجب علي البوح بها الآن.
و هذه المسألة هي أن ( جميع ) جيراننا,, من نساء و رجال,, كانوا شديدوا التدين و التعصب الديني و كان على رأسهم الشيخ (((ناصح الملا))) أسكنته الشياطين فسيح جهنمها...لأن الشيخ ناصح الملا كان زعيم عصابة النطوطة فوق الأساطيح و كان
أيضا : شيخ الجامع ...المقابل لسطح منزلنا.

و للشيخ ناصح الملا أولاد و أحفاد الآن و هم يشغلون مناصب هامة في سوريا الأسد. أي و الله..و أعرفهم بالإسم...واحد واحد...نفر نفر.

و كانت بنت الشيخ ناصح الملا زميلة لي في مدرستي و في نفس الصف ...و كانت لا تنفك عن إعطائي دروسا بالدين و الأخلاق!!!! أسوة بوالدها الشيخ العرص ناصح الملا.

كنت لا أستطيع أن أتكلم بكلمة واحدة عما رأت عيناي بما يجري فوق الأسطحة لأن أختي الكبرى أفهمتني بأني لو نطقت بكلمة واحدة عما رأيت فإن الدم سيكون للركب في المنطقة كلها.

كان أهل منطقتي القذريين يصومون و يزكون و يحجون و يصلون خمس مرات باليوم...و خاصة ((صلاة الفجر)) فقبل صلاة الفجر يحلوا التعريص و تتهيج الأعضاء التناسلية بسكون الليل و سطوع القمر و تلألا النجوم حيث يحلوا الأنس و الجنس
و خلافه,,حيث يذهبون بعد لياليهم الحمراء للإغتسال و الوضور و صلاة الفجر ...و إن الله غفار الذنوب.
و بعد عدة شهور يذهبون للحج حيث يرجعون أطهارا أبرارا من جميع ذنوبهم حيث يعودون كالأطفال بطهارتهم...فالحج يطهر من الذنوب و الخطايا و يرجعهم كما ولدتهم إمهاتهم.

كبرت في هذه البيئة الموبوءة و التي تنطق بكل الخطايا و الرزايا و صغائر الأمور و قلت في نفسي : لعل العبادات ضرورية جدا لصغائر الناس.
أحسست حينها بأني أبدو كالديك الغريب في بيئة غريبة و قاسية على الروح المجنحة.
كنت أحس بالتوتر و الخوف و الرعب من هذه البيئة العجيبة الغريبة و التي تتعبد ل الله كثيرا.
من هنا إبتدأ شغفي بدراسة الدين الإسلامي فقد أصبح لدي رغبة عارمة لدراسة إله و رب هذا الدين.

و لحسن حظي..فإن بجوار منزلنا مكتبة تضم جميع الكتب الإسلامية و تفاسير القرآن و كتب الفطسان ابن تيمية و زميله الكيوت أحمد إبن حنبل و صديقهم الهالك الإمام الشافعي و أحاديث أبو قطيطة أو هريرة و جميع ما كتب هراطقة الملسمين و
حشاشوا بدو الربع الخالي و تخريصات الصعاليك و خربطات الصلاعمة على حد سواء.
و يا للرعب.

كنت أحس بالرعب و الخوف و الذعر مما أقرأ.
فكلمة (((القتل ))) كانت أقل من عادية,,بل إن القتل فعل عادي و طبيعي في ثقافة المسلمين.
حينها كنت أختبئ مذعورة تحت لحافي.. و أصابني الذعر من كل البشر اللذين كانوا يحيطون بي من أهل و جيران و مدرسة و مجتمع.

إنه مجتمع الدواعش بكل معنى الكلمة...حيث لا يتوانون عن جز أعناق النساء...و خاصة الجميلات منهن.

إنهم يجزون أعناق الجميلات

إنهم يذبحون النساء بدم بارد.

و لقد ذبحوا خالتي الجميلة ( ف) لمجرد الشبهة....ذبحوها لأنها جميلة جدا.

فقد إشتهى خالتي ذكر مهتاج و حين لم يصل لمبتغاه معها , أطلق عليها الشائعات من كل حدب و صوب , و صدقوه جميعهم!! و لكي يسلم شرفهم الرفيع من الأذى فكان لا بد أن يراق على جوانبه الدم.

و هذا هو الإسلام الداعشي بأبهى صوره.

إذا: لا يسأل أحدكم من أين أتى الدواعش.

الدواعش هم ثقافتنا الحقيقية و ثقافتنا الأصلية الإسلامية الحقيقية ...هي داعش و و بلا علاك مصدي من مرقعي وجه الإسلام القبيح.

و رويدا رويدا إبتدأت بالعزلة و البعد و الهجران و النأي بروحي و نفسي عن جميع أهلي و مجتمعي و أصبحت غريبة تماما عنهم و عن كل ديانتهم و إجرامهم و فسقهم و فجورهم و دمويتهم و إرهابهم و تعاليم ربهم و ضلالات رسولهم و علاك
أئنتهم و صرا أبغض صلواتهم و صيامهم و زكاتهم و حجهم الذي يبرر كل معاصيهم و إجرامهم.
أدركت بأن القوم الذين أنتمي إليهم مجرمين بالفطرة و الوراثة و الدين و علمت أن القتل هو منهاج حياتهم البائسة فهم يقتلون كل معاني الإنسانية و الخير و الجمال و الصدق و الأخلاق و الضمير و العلماني و النصراني و العلوي و الدرزي و الأجنبي
و الهندوسي و البوذي و اللي بلا دين ..و اللي ما بيصلي..و المسيحي و اليهودي و اللي فوق الشجرة.
يدعونك حتى لكراهية الكلب و القط و الخنزير ...وووو...حتى الحيوان لم يسلم من أذاهم !!!

لهذا قررت أن أكتب سلسلة من المقالات و التني إبتدأتها بهذا المقال.

إذ أنني إبتدأت أبحث عن رب آخر أو إله آخر يكون أشد رحمة و إنسانية من الله الإسلامي.
لذا ..أستمحيكم عذرا بأنني سأتوقف هنا و لكني سأتنابع مقالاتي تلك و التي إبتدأتها بمقال : لم أستطع أن أكون مسيحية
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية