أيها الغبي..اخفض صوتك كي أسمعك


ماجدة منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

منعتقة أنا من سعادة العبيد , متحررة أنا من الطقوس و الآلهة و العبادات الصنمية , مخيفة أنا لأنني لا أعرف الخوف , عظيمة و وحيدة تماما لأنني صديقة للحقيقة .

في وحدتي معاناة خاصة ففي الوحدة تنمو المعرفة...هل عرفتم هذا من قبل؟

جروحي مضمدة بالدموع الصامتة...فأنا أعاني من التوحد...هل عرفتم هذا من قبل؟
وما كتاباتي التافهة إلا دليل قاطع تشير بوضوح لمرض التوحد الذي اعاني منه , هذا في حال إعتيرتم أن التوحد مرضا.

أنا في المحروسة...بعيني حورس..الآن...لأتمتع بالإحتفال عند سفح الأهرامات العظيمة.

في يوم الجمعة الفائتة كنت أتجول مع صديقي سمسم و كل تركيزي منصبا على النهضة الحقيقية التي تعيشها المحروسة مصر.
و لكن ما أثار حنقي و غضبي هو صوت مآذن الجوامع أو المساجد حيث كان ( المؤمنون ) يؤدون صلاة الجمعة في مساجدهم.

كانت أصوات خطبة الجمعة متداخلة و عنيفة لدرجة أنني لم أستطع سماع شيئا مما يخطبون أو يقولون , حينها أدركت جيدا ماذا يعني ( التلوث السمعي ).
يبدو أنني أعاني من فوبيا الأصوات المرتفعة...وكأنه ينقصني معاناة و أمراض.
كنت أتجول مع سمسم في أحد الأحياء الشعبية و فجأة أصابتني دوخة و دوار من الصوت العالي...الجهوري..كما يحلو للبعض تسميته...فطلبت من سمسم أن أجلس في أي مكان كي لا أقع أرضا...ومن حسن حظنا أننا وجدنا قهوة شعبيه و قد نشرت
طاولاتها في عرض الشارع فسارعت بالجلوس على أحد الكراسي و طلبت من النادل عصير ليمون ممزوجا بقليل من الملح كي أستعيد توازن ضغط دمي المنخفض منذ ولادتي.

لاحظ النادل الكيوت إصفرار لون وجهي فسارع بإحضار كأس من عصير الليمون ممزوجا بالملح...و شربته باللتو و اللحظة و إستعدت وعيي الذي كدت أن أفقده من شدة إرتفاع أصوات المؤمنين بالله...يا مؤمن.

و فجأة أطلت علينا إمرأة شابة و هي تحمل على صدرها طفلا وليدا...لا يتعدى الشهرين من عمره...و كان هذا الطفل يصرخ بحضنها صراخا مؤلما و شديدا و كأن الطفل قد أصابته هستيريا الصراخ.

التفت الى السيدة الشابة التي جلست على الطاولة , أمامي تماما, و هي تحاول تهدئة رضيعها بدس رضاعة الحليب التي كانت جاهزة بحقيبتها المتواضعة.

و لكن الطفل ما زال يصرخ و يبكي!!!

خاطبتها قائلة: لعل طفلك يعاني من مغص معوي !!
فأجبتني بثقة السيدات المصريات و قد إنزاح حجابها قليلا لمنتصف رأسها::: لا...طفلي لا يعاني من المغص...أعلم هذا جيدا...لكن صراخه يشتد حين صراخ خطباء المساجد في يوم الجمعة.

و من سوء حظي _المنيل بستين نيلة...فإني أقطن في هذا الحي الشعبي و بجوار شقتي و في الحي الذي أسكن به...7 مساجد.

أصابتني الدهشة و علمت أن الرضيع يعاني من فوبيا الأصوات مثلي تماما.


( يا أيها اللذين آمنوا::::" إخفضوا أصواتكم كي نستطيع سماعكم على أقل تقدير!!!)

يا أيها اللذين آمنوا::::إخفضوا أصواتكم رحمة و شفقة بأعصابنا المشدودة...

لدي سؤال رذيل و مزعج و إبن ست آلاف عرص يدور بدماغي منذ زمن طويل:: لما ترتفع أصواتكم و تصرخون صراخ الذين لديهم لوثة عقلية أثناء خطب الجمعة؟؟


سؤال يحتاج للإجابة من ( علماء الدين الإسلامي) في اللتو و اللحظة.


لما لا نسمع صوت الكهنة في كنائسهم و معابدهم!!!!

لما صوتكم هو الأعلى و الأشد إزعاجا؟؟؟

تذكرت جملة للأستاذ القصيمي حين قال بأن ( العرب ظاهرة صوتية)

إنها جملة صحيحة مائة بالمائة أطلقها (( الزنديق الأكبر )) عبد الله القصيمي.


إخفض صوتك يا من إستلمت ميكروفون الكفرة كي نستطيع فهم ما تقول على أقل تقدير!

لما تصرخون بمكريفوانتكم و كأنكن في ساحة صراع و حرب؟؟


لما ترتفع أصواتكم مجتمعة و كأنها تدعوا للنفير و دق أطبال الحرب؟؟

لقد هزلت.

و كنت أظنها لا تهزل.


صوتكم العالي يا أأمة المشايج و كأنه يدعو للنزول لحرب...تماما .

أصواتكم تذكرني بسيئ الذكر ( هتلر) أسكنه الله في فسيح جهنمه...حين كان صوته العالي و صراخه الهسيتيري حيث كان يدعو الشعب الألماني للنزول الى ساحات الحرب .
و لكم في هتلر,,, أسكنه الله فسيح جهنمه... عبرة و أسوة سيئة للغاية.
أيها المشايخ: إخفضوا جعيركم كي نفهم ما تودون قوله و نشره و الدعوة اليه؟؟

أتدعون الناس للإسلام و أنتم تصرخون؟؟

أتدعون الناس للصلاة و الإيمان و أنتم تجعرون؟؟


أهذا هو أصول الدعوة لديكم للتعبد و الصلاة!!!

أليست الصلاة : صلة خاصة بين الإنسان و ربه!!!


و هل أنتم في مسابقة::: من هو الأعلى صوتا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أيها الأغبياء:: إخفضوا صوتكم ...فإن الهدوء ظاهرة حضارية و متمدنة و إنسانية فإن كنتم تؤمنون بحقوق الإنسان فعلا و حقا عليكم أن تعلموا جيدا بأن هناك أناس كثر , من المؤمنين و الكفرة على حد سواء...من الرُضًع و الأطفال و الشباب
و كبار السن و العجزة...من الأصحاء و المجانين...ينزعجون من ( صراخكم الجماعي ) أشد الإنزعاج.


هنا تذكرت مثلا منتشرا جدا في المحروسة مصر و هذا المثل الشعبي يقول ( خدوهم بالصوت..أحسن يغلبوكم )!!!

إن الدعوة للصلاة و العبادة لا تكون بالصراخ أبدا لأن الصراخ خاص بالمجانين .

و نحن لم نجن بعد.
ماذا يفعل أطباء الأعصاب و الحالات النفسية حين يواجهون مريضا يصرخ؟؟

يعطونه حقنة مهدئات عشان يتخمد و ينام و يستريح من حوله من هذا الجنون!!


هناك سؤال يدور بعقلي و هذا السؤال برسم الإجابة!

هل كان النبي محمد ..يصرخ مثلكم حين كان يدعوا للإسلام؟؟؟


أعتقد بأن الجواب هو ( لا)

اذن لم تصرخون كجوقة واحدة قد خرجت من مصحة عقلية دفعة واحدة!!!!!!!

أيها المؤمنون بالله و رسوله و اليوم الآخر:: هل رأيتم كاهن مسيحي أو يهودي أو بوذي أو هندوسي أو عابد بقرة أو قرد حتى...يصرخ مثلكم؟؟؟

سؤال رذل برسم الإجابة.

لم هذا الإصرار المتعمد و الإجماع الواسع على الصراخ!!

أتمنى الإجابة من أحد مشايخ الأزهر....أو رجال الدين...أو الباحثون في الدين الإجابة عليه.

و أستغفر الله لي و لكم

و صلى الله و سلم على سيدنا محمد آخر المرسلين.
تكبييييييييييييييييييييير

هنا أقف
من هناك أمشي

و لي عودة