رسالة أنثى مسلمة لرب المسلمين


ماجدة منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 09:56
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية     

ذاك الإله القادم من جزيرة العرب القاحلة أجده كأنثى قاسيا و حقودا و منتقما و جبارا و دمويا و قد بنى لنفسه جحيما يتسلى به بعذاب البشر و خاصة النساء.
أفادنا رسوله الكريم بأن أكثر أهل الجحيم هن النساء!!!
لقد شيد رب المسلمين جحيما من أجل تسلية أحبابه المقربين.
إنه إله غامض و سادي أيضا و لقد صبً على النساء جام سخطه و غضبه و عذابه و حنقه لأننا لم نفهمه على النحو الصحيح حسب زعمه !! لكن...لما لم يكلمنا بلغة نفهمها و نعقلها و ندركها و نهضمها!!!
إن كان ذلك بسبب آذاننا فلم وهبنا آذانا لا تسمعه جيدا؟؟
لم وهبنا آذانا من طين؟؟
و إذا كان هناك طينا يسد آذاننا أفلا يتوجب عليً أن أسأله : من وضع الطين في آذاننا؟؟
و إذا كان عدم إيماني بسبب أقفال على قلبي--حسبما ورد في قرآنه-- أفلا يحق لي التساؤل عمن وضع هذه الأقفال على قلبي؟؟؟
ما هو هذا الإله الذي يتوجب عليً عبادته!!!
أهو الإله المنتقم الذي ينتقم من مخلوقاته التي فشل في تصميمها على النحو المطلوب!!!
إن عبادة إله على هذا الشكل خطيئة كبرى بحق إنسانيتي و رقة قلبي و رهافة شعوري بل أن هذا الله تتوجب علينا محاكمته كبشر نرفض سادية هذا الإله و شذوذه الذي فاق حدود الخيال و من كان هناك من يعبد هكذا إله فإنه يتوجب عليه الآن
أن يراجع ضميره و قلبه و إنسانيته.
هذا الإله هو سبب مآسينا و مصائبنا و كوارثنا و فشلنا و إخفاقنا و ذلنا و شرشحتنا و بهدلتنا و تخلفنا و جهلنا و معاناتنا و إنكساراتنا و فقرنا و حروبنا و تعثرنا و ساديتنا .
إني أدعو إلهنا صادقة بأن يتنحى عن منصبه البشع هذا فصفاته لا تليق بإله إنما تليق بشيطان رجيم...متوحش و بدائي.
أن يأخذ البشر مصيرهم بأيديهم أفضل من يكونوا حمقى و متخلفون و جهلاء لهو أفضل لهم أن يتبعوا هكذا إله مغرق في وحشيته.
الحق الحق أقول لكم أن في داخلي إله آخر,, مختلف تماما عن إلهكم,,وهو الذي يدعوني منذ أجيال للكفر بهكذا إله .
إن الإنسان القابع في ضميري يمنعني دائما و بقوة غريبة كي أبتعد عن إلهكم هذا و الذي تريدون تصيديره للأمم المتحضرة.
إن الحرية و الخير و الجمال و الحق و العدل هي مفاهيم قد وجدتها في جيناتي منذ طفولتي إذ كنت أرتعب من إله قد خصص الأناث لمتعة و خدمة أزلامه الملتحون اللذين ينتظرون فروج العذارى و بنات الأصفر.
إنسانيتي تمنعني من العبادة لهذا الإله الصحراوي ...الجاف...القاسي...المنتقم...الجبار...فصفات الهكم تنفرني منه و ترعبني و أنا أضعف و أرق و أسمى و أرقى من عبادة إله على هذه الشاكلة.
أنا بحاجة حقيقية لإله من نوع آخر تماما.
إله يحبني و يحتضنني و يواسيني و يمسح دمعي و يرحم ضعفي و يستر عورتي و يزيح كربتي و يسامح خطأي و يخفف عني ويعينني على من ظلمني و يقويني في وجه من ينتهك إنسانيتي و حقي في أن أعيش حياتي دون أن يكون للسياف سيف
يسلطه على رقبتي حينما يشاء.
الحق الحق أقول لكم: لن ينصلح لكم حالكم و يستقيم وضعكم و تتحسن جودة حياتكم و تنتهي حروبكم إلا حينما يموت هذا الإله الصنمي في داخلكم أو تمنحوه الإستقالة على أقل تقدير.
حين أكتب لكم يا أحبائي أحس بأن الثقل الذي أحمله في قلبي قد إنزاح قليلا فأنا أبصر بعيون ليست كعيونكم و أسمع بآذان ليست كآذانكم و أتذوق الحياة بمذاق مختلف عن مذاقكم وأعي جيدا دقات قلبي و هي تنادي بالحياة.
لنمجد الإنسان الأعلى و ننحني إحتراما للإنسان الأسمى و لنجعل الرقي و الحضارة و نبذ العنف أهدافا جديدة لمستقبل الأجيال التي ستأتي من بعدنا.

(( و فجأة غمر زرادشت شعور عارم بالخجل لكونه رأى بعينيه مثل هذا الشيئ, و محمرا من أخمص قدميه حتى منبت شيبته حوًل نظره عنه و حرُك قدميه يهم بمغادرة ذلك الموضع , لكن ذاك الخواء الموات قد إمتلأ ضجة من حوله, ومن الأرض
تصاعدت غرغرة و حشرجة مثل ما تحدثه المياه ليلا و هي تغرغر و تحشرج عبر أنبوب مائي مسدود . و بالنهاية تحولت تلك الضجة المبهمة الى صوت و كلام بشري قد أفصح هكذا :::زرادشت,,لتفك لي هذا اللغز!! تكلم الآن و قل لي ما هو الإنتقام
من الشاهد!!! إنك تعتبر نفسك حكيما يا زرادشت المعتد بنفسه ,,لتحل لي اللغز الذي هو أنا!!! إذا لتقل لي فورا:::من أنا؟؟؟؟))
هكذا تحدث زرادشت.
أنا هي الأنثى العربية و التي أوجعت صرخاتها ضمير الكون.
أنا الأنثى العربية التي تنادون بوأدها منذ نشوء أديانكم المختلُة .
أنا الأنثى العربية محل لعناتكم و ممبتغى شهواتكم العفنة.
أنا الأنثى التي صرخت بالألم حين ولادتكم.
أنا الأنثى ...أنا الأرض و الخير القادم و الحب الوفير.
أنا سيدة أرضكم و مستقبل الإنسانية القادم.
أنا الأنثى التي ستعيد تربيتكم من جديد,
أنا الصوت القادم من صحراء العرب.
هنا أقف
من هناك أمشي
و للحديث بقية