قصيدة الحداد


حكيمة الشاوي
الحوار المتمدن - العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 09:02
المحور: الادب والفن     

دعوني أكتب بالسوادِ
قصيدةَ الحِداد
فقصائدُ البياضِ .. توجعني
دعوني أختارُ موتي
قبل أن تصيبني شظايا الصمتِ
فالأشعار بداخلي .. تقصفني
وتورِقُ دما .. في عيوني ..
*****
دعوني أنفجرُ .. وأتناثرُ .. وأندثرُ ..
كما أشلاء غزةَ في الهواء .. تنتشرُ ..
ألعابا بهلوانية
مصنوعةً من براءة الصغارْ ..
لفرجة الكبارْ ..
دعوني ..
فقصائدي أصبحت توجعني
وهذا الرعب يذبحني
من الوريد .. إلى الوعيد ..
*****
دعوني أختار موتي
بين أحضان الشهداءِ
أو على جسد قصائدي الحبلى .. بالبياضِ
أو على صفحات القتلى ..
لم أعد أقوى على هذا الوباءْ ..
والارض تنفجر دماءً ..
والسماء تمطر رثاءً ..
وبينهما آلهة القهر ،، والغدر ..
وفتاوى العهر
تحكم هذا الفناءْ ..
*****
دعوني أنفجرُ ، ولا أنتظرُ ..
دثروني .. ولا تلوموني ..
فقصائدي أصبحت تَرْثيني ..
ولا شيء بعد هذا الدمارْ .. يُحْيِيني ..
فالشهيدُ .. يموت مرةً
والشاهدُ .. لمراتٍ .. صمتا
ما أتعس هذا الكوكب الارضي
بين غربة الحربِ .. والرعبِ ..
حين يصبح جسدا دون قلبٍ .. أو نبضِ ..
*****
دعوني أنفجرُ .. يا أحبائي ..
وأصنع من أشلائي
قصائد تحيي دمائي ..