كي لا يصبح وزير خارجية قطر (الممثل الجديد للفلسطينيين)


بسام الصالحي
الحوار المتمدن - العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بقلم: بسام الصالحي
الأمين العام حزب الشعب الفلسطيني عضو المجلس التشريعي

في الاخبار التي نقلها وزير خارجية السلطة الفلسطينية د.رياض المالكي بعد اللقاء مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري ضمن وفد السباعية العربية ،وبرغم نفي الدكتور عريقات للمسارات اصلا اوضح وزير الخارجية الامريكي انه يعمل على صياغة خطته على ثلاثة مسارات، اقتصادي (ومن المتوقع ان يكون نسخة عن المشروع الاسرائيلي للسلام الاقتصادي) وامني (وسيكون نسخة متطابقة مع المفهوم الاسرائيلي ومعدلة ضمنا حتى عن ورقة ( اليوم التالي) الامنية التي تم التوصل اليها مع الولايات المتحدة في عهد اولمرت ،حيث رفض نتنياهو الاقرار بها)وسياسي سيكون نسخة معدلة لمبادرة السلام العربية و مضمونها الانطلاق من الوقائع التي فرضتها اسرائيل على الارض ،وتجاهل دلالات الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على حدود 1967 ،واغراق هذا المسار بمطالبات جديدة ،وللعلم فقط فان تبادل الاراضي مفهوم يتراوح بين الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية والاغوار والقدس كما يصدر عن المواقف الاسرائيلية الرسمية المباشرة ،وبين تبادل اخر اضافي يتحدث عنه ليبرمان وحزبه يشمل الفلسطينيين في المثلث ،انطلاقا من ان مفهوم دولتين لشعبين هو ترانسفير اضافي ،اختياري او الزامي للفلسطينيين الذين بقوا على ارضهم بعد احتلال عام1948 ،وربما تطمع اسرائيل ان يكون التبادل من اراضي عربية كعربون لحسن النوايا.
ان انتظار بلورة مشروع كيري على اساس هذه المسارات ،يعني ان يتحرك مسار الامن بسقف اقل من الورقة الامنية الامريكية ، ،وان يتفرمل المسار السياسي ،وبذلك يكون الفلسطينيون امام معضلة اما مواصلة المسير لاعادة تكرار تجاربهم السابقة والتسليم عمليا بمنهج المفاوضات الاسرائيلي ،او معارضة ذلك وتحمل مسؤولية افشال استئناف المفاوضات ،وهو على كل الاحوال الخيار الافضل من تكرار دوامة الماضي.

وكي يحكم كيري الطوق فقد نشرت الصحف الاسرائيلية ان المفاوضات ستكون على مستويين فلسطيني-اسرائيلي ،وعربي –اسرائيلي ،ولسنا ندري ماذا سيبحث الوفد العربي خاصة في ظل غياب سوريا التي تحتل اسرائيل جزءا من اراضيها ،باستثناء تنمية العلاقات وتطبيعها قبل انهاء الاحتلال ،او استدراجها لفتح مسار بديل للمفاوضات نيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية ولخلق ضغوط اضافية عليها .

انتظار مبادرة كيري ،هو عنوان الحركة السياسية الفلسطينية الراهن، ولا يخلو ذلك من الاعلان عن سقف زمني للانتظار ، ،ولكن في ظل هذا الانتظار تتحرك الدبلوماسية الامريكية بالتنسيق مع اسرائيل ،لفرض طوق جديد على القيادة الفلسطينية، وبينما ان الانتظار حتى في ظل مهل زمنية اثبتت التجارب انها لم تكن مقدسة ليس محمود العواقب ،فان الاكثر جدوى هو التحرك سريعا واستباق الضغوط المرتقبة من خلال رفض خطة المسارات والتركيز على ان القضية المركزية هي الانهاء الفوري للاحتلال ،ونيل دولة فلسطين المحتلة استقلالها بالتوازي مع الحل العادل لقضية اللاجئين وفقا للقرار 194 ،هذا هو المسار الوحيد المنسجم مع جوهر الاعتراف الدولي بدولة فلسطين والاصرار على رفض العودة للمفاوضات بمنهجها السابق ،اما جهة التفاوض الوحيدة حول ذلك فهي منظمة التحرير الفلسطينية ،وعلى العرب الا يدخلوا في اية مفاوضات مع اسرائيل حول مبادرتهم او غيرها قبل انهاء الاحتلال ،فهذا هو ما تضمنته المبادرة ،وهذا هو الاختبار الحقيقي لاعلان وزير خارجية مصر انه لا يوجد أي تعديل على المبادرة العربية ،وهذا هو الضمان الا يصبح وزير خارجية قطر هو الممثل الجديد للشعب الفلسطيني بعد ان انتزع تمثيل العرب فيما فوضوه او لم يفوضوه فيه .