نحن والمسألة السورية


بسام الصالحي
الحوار المتمدن - العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لا يوجد شك في دعمنا اللامحدود لعملية تحول ديموقراطي عميق في سوريا ،عملية تمكن الدولة السورية من الحفاظ على عدد لا يستهان به من المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية من جهة ،ومن الحفاظ على وحدة الدولة واستقلاليتها وانحيازها السياسي بعيدا عن التبعية للولايات المتحدة وفي رفض الاحتلال الاسرائيلي ودعم مقاومته المشروعة من جهة اخرى ،بما في ذلك دفاعها عن حقها في استرداد اراضيها المحتلة ....

هذه المكونات جميعا تمثل المعيار على الحكم والانحياز في التعامل مع الوضع الناشيء في سوريا ،فلا يكفي الحديث عن رفض الاستبداد والتوق إلى الديموقراطية و-هو حديث صحيح ومشروع على اية حال – من اجل تبرير كل هذه التحالفات التي تمثل قوسا واسعا بين اسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وقطر وبعض الدول الاوروبية ،والتي تستخدم فيها مجموعات مسلحة وممولة من بقاع مختلفة وبمظهر بارز من التطرف والتخلف ،من اجل بيع (المسألة السورية) كقضية نضال من اجل الديموقراطية .
ان ما يجري في سوريا هو عملية عسكرية واسعة النطاق تؤذن بان الحرب التي لوحت بها اسرائيل وامريكا خلاا العامين الماضيين قد اندلعت ولكن باسلوب مختلف ،وهي حرب تهدف إلى تمزيق الدولة السورية ،والى اعادة انتاج الحرب الاهلية في لبنان ،والى الانتقال إلى ضرب ايران واعادة بناء خارطة جديدة جيوسياسية للمنطقة وللعالم ،وبضمن ذلك تمهيد الاجواء لفرض حل مجحف على الشعب الفلسطيني.

وليس صدفة ان (المسألةالسورية) باتت موضع استقطاب متزايد اقليمي ودولي ،بالاضافة إلى الاستقطاب الداخلي الذي رافقها في صفوف الشعب السوري ،هذا الاستقطاب الذي يعني على الصعيد الدولي قطع الطريق على تحول النظام الدولي إلى نظام تعددي الاقطاب بمشاركة روسيا والصين ودول البريكس ،بعد ان كان نظاما قطبيا امريكيا مدعوما من اوروبا ،وهو كذلك من اجل تكريس هيمنة اسرائيل على منطقة الشرق الاوسط وشرعنة تحالفاتها على الصعيد الاقليمي مع تركيا وبعض الدول العربية بحجة مواجهة الخطر الايراني (والحرص) على الشعب السوري .

في خضم هذا الاستقطاب الحاد ،ورغم صحة الموقف الفلسطيني الرسمي بالتزام الحياد حماية لشعبنا ،الا اننا واضحي الانحياز ضد هذا التحالف غير المقدس ،الاسرائيلي ،الامريكي ،القطري، الرجعي ،الذي يستخدم التطرف وامراء الجهل ومرتزقي الحروب ،والمال ،لاستغلال معاناة الشعب السوري وقطع الطريق على حوار جاد من اجل تسوية تضمن التحول الديموقراطي في سوريا ،وتصون المكتسبات الاجتماعية ،ووحدة الدولة السورية .
هذا الانحياز لا يعني باي حال تبرير ممارسات النظام السوري و سياساته ولكن في المقابل نحن لا يمكن ان نشتري بضاعة الديموقراطية وحقوق الانسان من الولايات المتحدة واسرائيل وتابعيها من العرب .

7/5/2013

بقلم: بسام الصالحي
الأمين العام حزب الشعب الفلسطيني عضو المجلس التشريعي