أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟















المزيد.....

النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غسيل الأموال غدا فعلاً جرمياً تعاقب عليه أكثر الدول وتتعقبه، وبات هذا الأمر أكثر فعاليةً ومتابعةً في السنوات الأخيرة من عصرٍ (موضته) ملاحقة الإرهاب، وقد نجح مراتٍ وفشل في مراتٍ ولعلها الأكثر.
مايعنينا حقيقةً في هذا المقال غسيل آخر مسكوت عنه عموماً، وهو غسيل الأنظمة الذي يشكل الوجه الآخر والمكشوف لغسيل الأموال. بمعنى أن الناس تمارسه جهاراً نهاراً ودون حساب على الأرصفة وفي وسائل الإعلام المتاحة. ولئن كان غسيل الأموال فعلاً على قسطٍ كبيرٍ من الخطورة، ويوجب على أصحابه الحذر الشديد وأخذ الحيطة في التعاطي معه، فإن غسيل الأنظمة يُمَارَسُ عن قصدٍ وغير قصدٍ في حياتنا اليومية، ولاتحكمه قواعد ولاتشريعات ولاممنوعات، وبات لازمة العمل السياسي للنظام العربي عموماً، ومن ثمّ فلا حسيب ولارقيب. وعليه فلن نكون مبالغين لو قلنا ابحثوا عن غاسلي الأموال حيثما وجدتم غسلاً وتغسيلاً ومغسّلين لنظام سياسي، لأن النظام الفاسد واستمراره يستوجب حسب أصولنا (عاداتنا وتقاليدنا) وجود طبقة من المشطّفين (بالمعنى المصري) والمغسّلين والمدلّكين الذين يتاح لهم الهبش والنهب والشفط على حالٍ لايتاح للآخرين من رافضي هذا الدور وهذه المصلحة أو (السبّوبة).
ومن المعلوم بالضرورة أن عمليات الغسيل مالاً وسياسةً تطرد مع الفعل الاستبدادي القمعي والديكتاتوري للنظام ولاسيما إذا كان من الصنف المؤسس على قرصنة الوطن ونهب ثرواته، فتصبح العلاقة نوعاً من التلازم الضرورة بين ثلاثيٍ كريهٍ قبيحٍ ونتنٍ من القرصنة والاستبداد والتشطيف .
ولئن كان غسل البدن ونظافته تتمّ عادةً فيما يعرف بالحمَّامٍ (التركي أو المغربي أو شيء من مثله)، فإن حمّامات الغسل أو التغسيل السياسي هي مؤتمرات واجتماعات القاعات الفخمة وما شابه، ولها قواعد تحكمها من مبدأ كلّ مايلزم في هذا الفعل حلال ومشروع. فلا حرامَ ولامحرمات، بل من غير مؤاخذة لاحياء في الغسل السياسي والتطهير للنظام الاستبدادي والتلميع للديكتاتور. وإلا كيف نفسّر اشتراك عموم الطيف السياسي والاجتماعي وحتى الديني في فعل الغسل والتغسيل، فيتواجد في فريق المغسّلين والمشطّفين كل التوجهات والانتماءات والمذاهب، الديني منها والعروبي والعلماني والليبرالي، الراكب والماشي والقاعد والواقف، والمتشدد والمتساهل والمعتدل، سواء منهم من كان في أقصى اليمين أو اليسار أو فوق أو تحت، ليعمّ البلاء من المحيط إلى الخليج (من الماء إلى الماء) وليظهر فساد الغسل وعهر السياسة في البر والبحر بما كسبت أيدي هؤلاء.
وفي كل مرةٍ تتعرض فيها أنظمة القمع والصمود والفساد، والممانعة والمقاومة والاستبداد إلى هزاتٍ في المواقع والمواضع، وانكشافٍ في السوءات، يسرع المغسّلون - بترتيبٍ أو بدون ترتيب، طهارةً أو نجاسةً، شهامةً أو دياثةً - كمسعفين ومنقذين وبالسرعة القصوى، ولكن لفعلٍ شيطاني وغير وطني أقبح من قبيح بل وقميءٍ في معظم أحيانه، يرضون فيه لأنفسهم أن يكونوا وريقات توتٍ تستر عورات وقبائح الشبيحة والفاسدين والمستبدين، أو مناديل لتنظيف أيادي مجرمة، وأصابع والغة بدماء الأبرياء. والأبلغ أنهم يخترعون لكل مناسبةٍ عذرها وشعارها مثل دعم الصمود والتصدي حيناً، ودعم الحرب على أمريكا والصهيونية أحياناً، وأن هنالك أولويات في معركة الوطن والنظام مع أعداء الأمة أحياناً أخرى.
فكلما هبت على مثل هذه الأنظمة رياح العصف لتأخذهم إلى ساحات العدالة والمساءلة قامت قيامة المغسّلين والمشطفين، وتحركت الجموع، وابتدأت (الهوسات والتهويسات) وحملات المبخِّرين، وانبرى قائمهم من علماني هنا أو ليبرالي هناك أو رجل دين هنالك لينظّروا ويحلّلُوا ويفتووا، فيحللون ويحرمون ويظهرون ويثبتون، فيخلطون حابل الوطن ومنظومة القيم بنابل القامعين والنهابين والظلمة الفاسدين والمجرمين.

حذاء السلطة يدوس أكبر راس في مزرعة الوطن، ويَقْمَع أي رأي في حقله، ويُسْكِتُ أي صوت وإلى الأبد في هالوطن، ويمارِس ديكتاتوريةً طاغية لاتبقي ولاتذر، وينهب الوطن والمواطنين آناء الليل وأطراف النهار.

وعلى وقع هذا الحذاء تتحرك جوقات الدنبكجية والمشطِّفين بحجة الوطن وكلنا للوطن، ومن أجل عيون السيد صاحب هالوطن، ولخاطر من يحارب ويناضل عن هالوطن، ويكسِّر ويحطم كل المؤامرات عن هالأمة وعلى هالوطن. وهكذا تصبح جماهير الغلابى من المقهورين والمحرومين والجائعين معصورين ومعفوسين مابين المغسِّل والمغسول على وقع نداءات الوطن والثوابت الوطنية ونواقضها من الخطوط الحمراء والمنطقة الخضراء.

هل هو قدرنا أن نُوَاجَهَ بالقمع والاستبداد ونُبْتَلَى بالظلم والطغيان والتشبيح والنهب منذ نعومة أظفارنا..!؟
هل هو قدرنا أن يحكمنا الطغاة من قبورهم..!؟ وهل هو قدرنا أن تُنْتَهَكَ فينا براءة الطفولة ونحن ننشّأ على الهتافات بشعاراتٍ كاذبة وأقوالٍ مفتراة..!؟ أم قدرنا أن يحكمنا قراصنةٌ انعدم فيهم الضمير، ولهم قلوب كالحجارة بل أشد منها قسوة وخالية من الرحمة...!؟

إذا كان كل ماسبق قدراً مقدرواً علينا..!! فهل قدرنا أيضاً أن نُبْتَلَى باتحاد محامين عرب يدعم نظاماً قمعياً جزاراً والغاً في الدماء..؟ أم قدرنا أن نمتحن بأحزاب عربية تدعم و (تُهَوِّسُ) لنظامٍ شموليٍ يقمع مواطنيه بالقوة الباطشة ويستأصل مخالفيه في الرأي تصفيةً وقتلاً وسجناً..!؟ أم قدرنا هو بلوى وابتلاء من الله الكريم بمؤتمر قومي عربي أوإسلامي يشارك سابقيه من المحامين والعروبين اليساريين واليمينيين في عملية غسيل سياسي وتطهير نظام ديكتاتوري فردي في رقبته عشرات الآلاف من الضحايا والمفقودين..!؟
مصيبتنا حقيقةً كبيرة وكبيرة جداً في النظام القمعي الديكتاتوري الاستئصالي للآخر، ولكن المصية أكبر وأعظم في طبقات من الناس محامين وأحزاب ومفكرين وقادة رأي يقومون بدور قميء من محاولة غسيل هذه الأنظمة القمعية الباطشة والظالمة والتصفيق لها دعماً وتأييداً لخطابٍ صامد ممانع خادع.
ترى هل من المعقول أن يُقْنِعَ خطاب أنظمة الصمود والممانعة مع كل ماعندها من القمع والقتل والفتك والعدوانية والاستبداد أناساً ذوي توجهاتٍ علمانية ليبرالية أو حتى دينيةٍٍ لدعمه وكلهم يعلمون أن لاتحرر بلا حرية.

غسيل الأموال فعل قبيح، وأقبح منه غسل أنظمةٍ قميئة، والأقبح منهما أن يكون الغاسل والمغسِّل رجلَ فكرٍ وعلمٍ ورأي، لأنه يضيع على الناس دنياهم ويفسد حياتهم بتزويره وبهتانه، أو رجلَ دينٍ لأنه يضيع على الناس دينهم وآخرتهم بافترائه وتسخيره مفاهيم الدين ومعطياته في خدمة الطغاة والمستبدين.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري وشهادات ثلاث
- هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟
- سجّل ..!! أنا مع حكومة غير وطنية..!!
- النظام السوري واليوم العالمي لحقوق الإنسان
- هلال الصمود والممانعة، إلى أين..!؟
- أبو الجماجمْ بين تَدْمُرَ و كَفْرُ قَاسِم
- النظام السوري وحكومة الوحدة الوطنية !!؟
- النظام السوري والمحكمة الدولية !!؟
- حال الطوارئ مع الوزيرة / شعبان
- هكذا تَكَلّمَ الرئيس (2 / 2 )
- هكذا تَكَلّمَ الرئيس 1 / 2
- هل تصريح السيد( أبوصالح) صالح..؟
- إنّه فكّر وقدّر
- لقد صدق وهو كذوب
- من تدمر إلى قانا 2 هل تسمعني؟ حوّل ..!!
- من أسر المواطن إلى أسر الوطن
- عادت (مي) والعود أحمد
- أمَ المجازر..!؟ مجزرة تدمر
- ليالي الصالحية أم الليالي التدمرية..!!؟
- هلوسات في الفكر والسياسة


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يلتقي رئيس القائمة العربية في الكنيست منصور ...
- حزب الله يُعلن مسؤوليته عن إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجولان ...
- إسبانيا تخطط إلى جانب عدد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلس ...
- مسؤولة أممية: رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤ ...
- حفارات ذكية وروبوتات لتشييد مبان صديقة للبيئة
- السودان وغزة: -الحزن واحد والجرح واحد وإن اختلفت الأماكن-
- مفاوضات اللحظات الأخيرة تبوء بالفشل..توخل سيرحل عن بايرن
- لقاء مع سعادة السفير احمد الطريفي رئيس قطاع الشئون العربية و ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في عدة مناطق بغزة (فيديوه ...
- -حزب الله- يرد على غارة النجارية بـ50 صاروخ كاتيوشا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟