أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟















المزيد.....

هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتوقف الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت زهاء ثمانية أعوامٍ عجاف (1980 – 1988) بعد جهودٍ دولية وإسلامية وعربية متواصلة من أهل البر والبحر والشرق والغرب والعرب والعجم، فشلت تلكم المساعي في الكثير من أطوارها ولكنها نجحت – هكذا يقال - في آخرها، واعتبر الخميني موافقته الشخصية على وقف الحرب حينها كأساً من السمّ يشربه ولكن لابد منه، ولاسيما أن الأرض ضجت وبكت وناحت لأكثر من مليون قتيلٍ ومثلهم أو أمثالهم من المعوقين.
صدّق(صدّام) نفسه ومِنْ حوله الجموع، ووجد ذاته أمام وضعٍ جديد اعتُبِر في حينه انتصاراً (ولكن ليس إلهياً)، وبحركة التفاف دراماتيكية توجه إلى احتلال الكويت لاستئناف الحرب ولكن بعنوانٍ آخر. وهات (بقى) أحداً من العالمين يستطيع إقناعه أنه في المكان الغلط وتحت العنوان الغلط وعليه أن يخرج بالذوق، ولكن من دون أية فائدة. ويعلم الجميع هول المصاب الذي أصاب الأمة من أولها إلى آخرها حينها ومازال، وما أمطارنا الكئيبة هذه الأيام إلا من غيوم تلك الأزمان.
وبتوقف الحرب الإسرائلية (تموز/ يوليو- آب/أغسطس) على لبنان بفعل القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي وبالتعاون والتنسيق بين حزب الله والحكومة اللبناينة والتي اعتقد كل طرفٍ من أطراف هذه الحرب أنه حقق انتصاراً على طريقته، وأوقع هزيمةً نكراء على الطرف الآخر.
وكالعادة في مصطلحات الحرب والسلم، يوجد فيها منتصر على الطريقة (الصدامية) من طرف ومن يتجرع كأس السمّ من الطرف الثاني على الطريقة (الخمينيية). ولكن الحرب الإسرائلية – اللبنانية صيفاً كانت من صنفٍ مختلف، لأن حزب الله جمع الطرفين الأول والثاني، ولكونه حزباً إلهياً، فكان نصره إلهياً، وكان سُمّه إلهياً أيضاً.
فيوم شرب حزب الله كأس القرار 1701 الذي أُعدّ بعلمه، وُرتّب بمعرفته، وأُمضي بموافقته، وأُعلن بإجماع حكومة المقاومة السياسية(بما فيها وزراؤه)، تولدت معطيات ورؤى جديدة على الساحة اللبنانية والجنوب منها تحديداً، قيل فيها ياأرض ابلعي ماءك، وياسماء أقلعي، وغيض الماء، ولكن لم يُقْضَ فيها الأمرُ بعد على مايبدو.
وكأصحاب النصر (اللي موإلهي)على البوابة الشرقية للأمة الذين اعتبروا أنفسهم يخوضون معركة الأمة نيابةً عن الأمة، اعتبر أصحاب النصر الإلهي على البوابة الجنوبية في لبنان معركتهم معركة الأمة أيضاً رغم أن لاأحد أوكل أصحاب النصرين (الإلهي واللي موإلهي) أو وكّلهم عن (هالأمة) التي يزعمون الحرب والدفاع عنها. ولكنهم وكسابقيهم من أصحاب الانتصارات على البوابة الشرقية أيضاً، وبحركة التفاف دراماتيكية كما فعل (صدام) تغيرت الوجهة من الجنوب إلى الشمال لإسقاط حكومةٍ كانوا قد قالوا عنها: حكومة المقاومة السياسية، ولاستئناف معركة أخرى ولكن بعنوان آخر الوضع فيها مفتوح على كارثة مدمرة فيما يبدو، وهات (بقى) أقنع هالناس أيضاً كما كان في احتلال الكويت أنهم في الساحات الغلط والعناوين الغلط ولن يقتنعوا ولو أذهبت نفسك عليهم حسرات.

وبالربط بين ماكان على البوابة الشرقية على ضفتي خليجنا العربي والبوابة الجنوبية في (لبناننا) الأبي، يستبين
ويتاكد لكل (هالعالم) – وإن كان متأخراً - أن أمّتنا دخلت عصراً جديداً من المعارك وإراقة الدماء توافق مع قيام ماسمّي بالثورة الإسلامية في إيران (بغض النظر عن تقييم المفكرين والاستراتيجيين لها سلباً أو إيجاباً) واستلام الملالي والآيات مقاليد الحكم في إيران، حيث كان لهذا العصر الجديد طروحاته وشعاراته ولكل مرحلة من المراحل، اختلط فيها حابل الدين بنابل السياسة وضاع فيه العروبي بالإسلامي والاستراتيجي بالتكتيكي، كما اشتبكت فيه شعارات التحرر والتحرير بمشاريع الطوائف والمذاهب، وبات عموم الناس في حيص بيص من أمور دينهم ودنياهم وعروبتهم وإسلامهم، فغدا العرب أعراباً، وباتت منظمة التحرير منظمات و(أبوات)، وأمست (فتح) فتوحات( فتح، فتح الانتفاضة، فتح الإسلام).

من الثورة الإيرانية ثم الغزو السوفياتي لأفغانستان فحرب الخليج الأولى وما كان فيها من الأهوال، ثم المجازر الجماعية والتصفيات والجرائم ضد الإنسانية وقتل الناس وإخفائهم بعشرات الآلاف في دول البعث العتيدة، ثمّ الاجتياح الإسرائيلي للبنان مع وجود القوات السورية فيه، وحصار بيروت والمنظات الفلسطينية 1982 وحصار المخيمات الفلسطينية صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وماكان فيها وماتبعها من مجازر 1984 مقرفة ومروعة، ثم حرب الخليج الثانية والحرب على الإرهاب وضرب أفغانستان ومعاركها، ومن بعدها ماحصل في العراق ومجازر العراق والحرب الأهلية المدمرة التي نسمع عنها يومياً فضلاً عن الحرب الإسرائلية على لبنان في الصيف الأخير إضافةً ليوميات الاحتلال الصهيوني وجرائمه في فلسطين التي أدمنها الناس.
كل ماسبق ذكره من أحداث جسام مروعة ومخيفة لم يكن كافياً على مايبدو لجماعات الممانعة في شرقنا الممانِع والمحطِّم للمؤمرات الأمريكية والصهيونية الغربية والمحصَّن والمسَّور بأنظمة شمولية عتيدة همّها إسقاط المشاريع الأمريكية والصهيونية والغربية. نقول كل ماسبق ذكره لم يلفت نظرهم في استشفاف معالمَ مرادةٍ ومقصودةٍ لشرق أوسطٍ جديد من ثمانينات القرن الماضي.
يبدو لنا من قراءة الأحداث السابقة وتسلسلها أن مشروع الشرق الأوسط الجديد ليس جديداً، ولكن جاء الإعلان أوالإعلام عنه بتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة/ كونداليزا رايس متأخراً. فمشاريع السياسة وخططها الثقيلة ليست بنت ساعتها أو يوم يُعلَن عنها، وإنما المشاريع والتقسيمات والاتفاقات أو حتى المؤامرات والصفقات تبقى خافيةً في معظمها كجبال الجليد التي يكون فيها الغاطس أكبر وأخطر من الظاهر، ولاسيما ماكان منها مرتبطاً بمصير دولٍ وشعوب أو تقسيمِ مناطق وابتلاع حقوق وثروات، أوتنصيبِ أزلامٍ وديكتاتوريات وإشعال حرائق. ويوم يعلن عنها فلحكمةٍ عند أصحابها، أو أنها باتت تاريخاً منقضياً أو كأساً شُرب حتى الثمالة أو خازوقاً فات ميعاده فما عاد ينفع معه الإخفاء ولا لزوم له سوى العظة والاعتبار لذوي الفهم وأولي الألباب.
لانقول هذا الكلام لنوافق أصحاب نظرية المؤامرة على تحليلاتهم، ولكن لنقول: تلك مشاريعهم وتلك هي مصالحهم في شرق أوسطٍ قديم أو جديد، صغيرٍ أو كبير، مشتعلٍ أو هادئ، وسواءً كانوا من بني الانجليز والساسان أو من الفرنسيين والأمريكان، أو من الروس والطليان، فأين هي مشاريع الأمة التي تنهض بمصالح الأمة بعيداً عن قمع الآخر واستئصاله وإراقة الدماء وقتل روح المقاومة والنهوض في أعماق مواطنيها..!!؟



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجّل ..!! أنا مع حكومة غير وطنية..!!
- النظام السوري واليوم العالمي لحقوق الإنسان
- هلال الصمود والممانعة، إلى أين..!؟
- أبو الجماجمْ بين تَدْمُرَ و كَفْرُ قَاسِم
- النظام السوري وحكومة الوحدة الوطنية !!؟
- النظام السوري والمحكمة الدولية !!؟
- حال الطوارئ مع الوزيرة / شعبان
- هكذا تَكَلّمَ الرئيس (2 / 2 )
- هكذا تَكَلّمَ الرئيس 1 / 2
- هل تصريح السيد( أبوصالح) صالح..؟
- إنّه فكّر وقدّر
- لقد صدق وهو كذوب
- من تدمر إلى قانا 2 هل تسمعني؟ حوّل ..!!
- من أسر المواطن إلى أسر الوطن
- عادت (مي) والعود أحمد
- أمَ المجازر..!؟ مجزرة تدمر
- ليالي الصالحية أم الليالي التدمرية..!!؟
- هلوسات في الفكر والسياسة
- السادس من أيار/مايو بين لوائنا السليب وجولاننا المحتل (قراءة ...
- عن خطابٍ خشبي سألوني!!


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟