أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - نازك الملائكة..السيكولوجيا كسرت القافية!














المزيد.....

نازك الملائكة..السيكولوجيا كسرت القافية!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


نازك الملائكة..
السيكولوجيا وراء كسرها القافية

أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية




تعدّ الشاعرة نازك الملائكة(بغداد 1923 - القاهرة 2007) اول من لفتت انتباه الشعراء العرب الى الجانب السيكولوجي من الشعر في كتابها (سايكولوجية الشعر ومقالات اخرى)الصادر في القاهرة (1979) الذي ركزت فيه على مسالتين:الأولى، ضروروة ان يوثّق الشاعر صلته باللغة وقوانينها..وأن يحتويها ليغرف منها بلا انتهاء ليبدع فيها بالصور والأنغام بايقاع موسيقي. والثانية، توكيدها على ان يتمسك الشاعر بالقافية لأنها جزء مهم من موسيقى الشعر،وتعدّ تقفية القصيدة مطلب سيكولوجي ملّح...لأن القافية ،من وجهة نظرها الذكية، تُقَوِّي بصيرة الشاعر، وتفتح له الأبواب المغلقة الغامضة،وتأتيه بالأفكار،وتأخذه الى مجالات خصبة مفاجئة و مسارات خلابة تموج بالحياة. وتضيف بأن القافية وسيلة أمان واستقرار لمن يقرأ القصيدة، ووجودها يُشعر المتلقي بوجود نظام في ذهن الشاعر. وترى ان ترادف القافية يعطي احساسا بأن الشاعر يوقظ في المتلقي الحالة النفسية لما يعيشه هو.
لكنها كسرت القافية في اعمدة الشعر العربي..والدافع كان سيكولوجيا خالصا لتحرر المتلقي من ايقاع رويتني يعزف على وتر انفعالي واحد ،بنقله الى نفس الايقاع لكنه يعزف على اكثر من وتر ..وكان الحدث الذي اثار انفعالها سيكولوجيا ايضا،ففي العام 1947 ضرب مصر وباء الكوليرا . وكانت نازك تستمع الى احداث مفجعة وتعيش نفسيا وقع أرجل الخيل التى تجر عربات الموتى من ضحايا المرض فى الريف المصرى.

وفي اقل من ساعة ،اكملت نازك قصيدتها التي كان لسيكولوجيا الفواجع جرأة كسر القافية لتحرر انفعالاتها..وتنشد:

( سكَن الليل
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

فى عُمْق الظلمةِ، تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

فى كل فؤادٍ غليانُ

فى الكوخِ الساكنِ أحزانُ

فى كل مكانٍ روحٌ تصرخُ فى الظُلُماتْ

فى كلِّ مكانٍ يبكى صوتْ

هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ..)

نازك ..اصيبت برهاب الخوف العصبي !
نشر الصحفي المعروف عبد المطلب محمود العبيدي منشورا في (24 الشهر الجاري)
اعلن فيه انه في عام ١٩٩١، زاره بمكتبه بجريدة (الجمهورية) الدكتور أحمد المختار مدير مستشفى المختار وأخبره أن الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة ترقد في مستشفاه لأنها " مصابة برهاب الخوف العصبي من جرّاء ما شهده العراق من عدوان التحالف الثلاثيني"..وانها وزوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة يريدان السفر الى القاهرة . وقد اتصل عبد المطلب بوزير الثقافة (حامد يوسف حمادي) ..وزارها حمادي في المستشفى ،وانتهى الأمر بان حضر الوزير وممثل عن الرئاسة للأشراف على نقلهما بسيارة رئاسية إلى عمّان، مع توجيه سفير العراق بالإسراع بتسهيل نقلهما إلى القاهرة، على أن يتولى ممثل العراق في الجامعة العربية (سمير نجم/أبو زينب) متابعة الحالة الصحية للشاعرة والاهتمام بشؤونها وموافاة الوزارة بما يستجد من حالتها.







نازك ..كان والدها (صادق) قد اختار لها اسم نازك تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السوريين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه، وما درى أن ابنته هذه ستكون ايقونة الشعر العربي في القرن العشرين .
مجدا لك نازك..
نازك ..التي تمتعك وتبكيك بشعر كل ما فيه سيكولوجي خالص..رومانسيه، حزن ، يأس، وحدة، شكوى،همّ عراقي..عربي..انساني..
نازك ..ايقونة الشعر العربي التي احبت العراق واهله..وماتت بعيدة عن وطن تغنت له وبه، يعيد لها الوطن زهوها..في بغدادها وتقيم لها رئاسة الوزراء احتفالا يليق بعراق الشعر والشعراء.


*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف وشخصيات - لمناسبة تأسيس تلفزيون العراق
- خفايا ( لو أنبأني العراف) في مؤشرات سيكولوجية
- مشروع علمي لمكافحة الفساد والوقاية منه - مقدم الى رئيس مجلس ...
- العيد..مناسبة للتسامح
- اشكالية الحاكم والمثقف التنويري - عزيز السيد جاسم مثالا
- حكاية مبارزة بين فتى وكبير الشجعان
- 9 نيسان ..تنظير جديد في علم النفس والأجتماع السياسي
- نيسان 2003 تحولات ما حدث بعده
- في العراق..كذبات نيسان هي الأصدق
- دفعة لندن و سيكولوجيا المفاضلات بين الشعوب
- مشروع قانون لرعاية المثقفين في العراق
- السعادة..لمناسبة يومها الدولي وحالها في العراق
- نوروز..عيد يوحّد العراقيين
- اكو فد واحد، أكو فد واحد عمارتلي،أكو فد واحد..
- رسالة الأكاديميين العراقيين الى الأشقاء العرب
- في يومها العالمي..المرأة العراقية استثناء!
- الناجون من الزلازل..هل تدرون ماذا سيعانون؟!
- المحتوى الهابط..اشكالياته وما يبيتون!
- العراقيون يحبون الحب قبل فلنتاين
- في ذكرى ولادة امام سلطة الحق. اليهم ان كانوا به يقتدون


المزيد.....




- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - نازك الملائكة..السيكولوجيا كسرت القافية!