أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - العراقيون يحبون الحب قبل فلنتاين














المزيد.....

العراقيون يحبون الحب قبل فلنتاين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 18:51
المحور: المجتمع المدني
    


العراقيون..يحبون الحب قبل فلنتاين!
أ.د. قاسم حسين صالح

لا يوجد شعب في العالم موصوف بالحب كالشعب العراقي..دليل ذلك ان قلوبهم في الحب تبقى تنبض به برغم ان مصائبهم عبر اثنتين وأربعين سنة..مسلسل تراجيدي من فواجع واحزان وحروب كارثية حمقاء وحصار اكلوا فيه خبز النخالة المعجون بالصراصر واحتراب طائفي وفقدان ملايين الأحبة بين قتيل واسير ومفقود ومعاق ومهاجر..وشاهد قديم معاصر ان العراق بلد الشعر وأن قلوب الشعراء لا تنظم الشعر الا حين تكون مسكونة بالحب..فيما العشق عند العراقيين..جنون!. وأنهم اهل طرب وكيف..من صغيرهم الى كبيرهم. شاهد ذلك أن (ناصر الاشكر..الأشقر)..الذي سميت مدينة الناصرية باسمه ، كان يعقد في الأماسي جلسات طرب، وكان يقول لمن يدخل مجلسه ( لو تون لو ترتاح لو تلزم الباب!).

قد يكون تفسير حب العراقيين للحب يكمن في جيناتنا،فالذي اعرفه أن اول آلة قيتارة واول عود وأول نص غنائي..كانت من صنع السومريين،ما يعني أن اجدادنا السومريين هم اول من عزفت اوتار قلوبهم للحب وغنت له،وأننا ورثناها منهم..ام ياترى أننا ورثناها من مجنون ليلى الذي خفق قلبه لها لحظة رأى الرماح وهو في ساحة الحرب فانشد قائلا:


(فوددت تقبيل السيوف لأنها.. لمعت كبارق ثغرك المتبسم)

ام عن جميل بثينة الذي ما احب سواها وحفظ سرها:

(لا لا ابوح بحب بثنة،انها اخذت عليّ مواثقا وعهودا)

ام عن الوسيم الرومانسي عمر ابن ربيعة الذي له قلب يسع من الحبيبات ما لا تسعه سيارة "كوستر"!:

( قالت الكبرى اتعرفن الفتى؟..قالت الوسطى نعم هذا عمر

قالت الصغرى وقد تيمتها...قد عرفناه وهل يخفى القمر )

ام انهم غرائزيون على طريقة رؤبة بن العجاج:

(واها لسلمى ثم واها واها، ياليت عيناها لنا وفاه)ا

ام رقيقون شفافون مثل ابي صخر الهذلي:

(واني لتعروني لذكراك هزّة.. كما انتفض العصفور بلله القطر).

الحق اقول انهم موزوعون بين هذا وذاك،وأن كل واحد منهم هو (فالنتين عراقي) على طريقته الخاصة،مع ان قصة فالنتين ما كانت لها علاقة بالحب العاطفي. فأصل الواقعة ان الامبراطور الروماني..كلوديوس الثاني اصدر قانونا يمنع الرجال في سن الشباب من الزواج بهدف زيادة عدد افراد جيشه لاعتقاده ان الرجال المتزوجين ليسوا كفوئين.وتذكر " الأسطورة الذهبية" التي اوردت القصة،ان القسيس فالنتين قام باتمام مراسيم الزواج للشباب في الخفاء. وحين اكتشف الامبراطور ذلك امر بالقاء القبض عليه واودعه السجن.وتناقلت الروايات ان فالنتين قام بكتابة اول " بطاقة حب" بنفسه في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم الاعدام فيه اهداها الى حبيبة افتراضية موقعا اياها باسم "من المخلص فالنتين".

تلك هي الواقعة،لا كما يظن كثيرون انها بين اثنين من العشاق،لكنها شاعت بين الناس لسبب سيكولوجي أزلي خلاصته..ان الانسان لديه حاجة الى ان (يحب وينحب).ولقد انشغل الفلاسفة في تفسير تلك الحاجة الى جانب علماء النفس مثل فرويد في تفسيره (لغريزة الحب) واريك فروم في كتابه (فن الحب)،فوجدوا ان سبب الحب هو حاجة الانسان الى (التعلّق) بشخص او جماعة او وطن.ومع انهم عدّوا الحب من اجمل الفضائل..فاننا نرى ان الحب هو (خيمة) الفضائل كلها..لأن الحب يقضي على شرور النفس وامراضها..فان تحب فهذا يعني انك لا تكره،وانك تتمنى الخير للآخرين،فضلا عن ان الحب يجلب المسرّة للنفس والناس ويجعلك تحترم حتى الطبيعة وتعمل على ان تجعلها جميلة، باسثناء السياسيين الذين تشغلهم السياسة عن الحب،واليك الدليل.
نموذجان..ضدان!
في معرض بغداد الدولي للكتاب (2019) كان هناك حفل توقيع كتابنا (سيكولوجيا الحب) والى جانبي مجموعة من المحبين بينهم الصديقان مفيد الجزائري والشاعر الدكتور عارف الساعدي ،وجاء معمم (أشقراني) سياسي قيادي وعضو برلمان ومعه حمايته..مرّ من أمامنا..نظر واجتاز..فقلت له:
مولانا ،تفضل أخذ هذا الكتاب هدية منّي..اقرؤه وتعلموا الحب!..فخجل ودفع ثمنه لصاحب المكتبة، فيما كانت هناك حكايات اجمل من حكايات الف ليلة وليلة،شهدنا واحدة منها ولا أجمل ،ففي وثبة شباب وشابات تشرين، تقدم شاب في ساحة التحرير نحو شابة..ركع أمامها ومدّ يده نحوها وبين أصبعيه خاتم خطوبة!.

وبالصريح،لا يوجد شيء في الدنيا اجمل واروع من الحب،لأن الحب هو الفرح،هو النضج..هو الكمال..هو اليقين بأنك موجود..باختصار ،الحب هو الجنة التي يأتي بها الحلم الى الدنيا لتعيش فيها آدميتك كأنسان،ولهذا فانه صار شعار كل الاديان الذي دفعهم الان الى تخصيص يوم عالمي باسم(اليوم العالمي للوئام بين الأديان).

لقد صار يقينا ان العراقيين موصوفون بالحب،وما يجعلك تفرح..تغني..تثق بأنهم صنّاع حياة، انك تراهم يتفننون في التعبير عن (عيد الحب).فبرغم ان (2018) كانت من افشل سنوات حكم أحزاب الأسلام السياسي ،فانهم طرزوا شوارع بغداد ،وزينوا متنزه الزوراء بتشكيلة فنية من سبعة قلوب كبيرة محاطة بورود حمراء،وظل العراقيون كعادتهم يتبادلون:دارميات جميلة..بوسات عراقية..بطاقات ملونة..هدايا للزوجة..للأم..للحبيبة، دبدبوب ابيض واحمر ،ورود حمراء..ارتداء ملابس حمراء مزركشة..تزيين المحلات بباولونات ملونة،معجنات بقلوب حمراء عليها اجمل الكلمات (أحبك)..والأروع،انك لو دخلت قلوبهم لوجدتها باقة ورود ملونه..مكتوب عليها بالأحمر: نحبك..يا عراق!

14 شباط 2023



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى ولادة امام سلطة الحق. اليهم ان كانوا به يقتدون
- علماء النفس و..السياسة. يحق ام لا يحق؟
- الرشوة في دوائر الدولة..هل صارت ظاهرة؟
- التنبؤ..من منظور سيكولوجي
- ما افسده النظامان في الشخصية العراقية وما أحيته البصرة
- خليجي البصرة..لماذا هذه الحشود والفرح غير المعهود؟! تحليل سي ...
- خليجي 25..يوحّد العراقيين!
- الأعلاميون و..الأحتراق النفسي
- المثلية الجنسية..فاحشة أم جريمة أم حق شخصي؟
- قاتل الكرد الثلاثة في باريس..ارهابي أم عنصري أم مريض نفسيا؟
- امنيات العراقيين..هي هي من أربعين سنة!
- المونديال..يكشف حقيقة الطبيعة البشرية!
- اللغة العربية..في يومها الذي مرّ منسيا!
- من يخاف الموت..ليقرأ هذا المقال
- طاعة السلطة..في تنفيذ جرائم - تحليل سيكولوجي
- توصيات مرحّلة..من الكاظمي الى السوداني
- قانون مناهضة العنف الاسري- ضرورة تعديل واقار
- السلطة والمثقف اشكالات سيكولوجية ومفارقات فكرية
- دولة رئيس الوزراء مع التحية. وزير التعليم العالي!
- مصطفى الكاظمي..ما له و ما عليه


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - العراقيون يحبون الحب قبل فلنتاين