أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - التنبؤ..من منظور سيكولوجي















المزيد.....

التنبؤ..من منظور سيكولوجي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

توطئة:

طلب مني كثيرون تفسيرا سيكولوجيا لـ( ظاهرة) ميشال حايك وليلى عبد اللطيف ،اللذين حظيا بشهرة اعلامية لصدق الكثير من تنبؤاتهم..كما ذكروا لي..وعن هذه الظاهرة تتحدث هذه المقالة.


ظاهرة التنبؤ..تاريخيا

يعد ّالتنبؤ ظاهرة قديمة عند معظم الشعوب لاسيما اليونانيين والصينيين والمصريين. فعلى سبيل المثال، كان اله الشمس ( رع ) في مصر القديمة هو المصدر الرئيس للمعرفة بالمستقبل، وكان فيها معبد للتنبؤات في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد . ويذكر أن المصريين اذا اعتزموا القيام بشيء ذهبوا لكهنة المعبد ليخبروهم عن طريق استشارة الاله (امون ) بما سيحدث . ويروى ان الاسكندر الاكبر طلب من كهنة معبد امون النبوءة ما اذا كان سيحكم العلم، فاجابوه.. نعم ولكن لفترة قصيرة.

ولفخر الدين الرازي كتابات عن التنبؤ مبني على ما اسماه المزاج الخلقي وتأديب العقل ورياضة الشرع، وأخرى في كتابات ابن القيم الجوزي عن الفراسة التي حصرها بدور التنبؤ في احكام القضاة، غير ان اغلب ما في تراثنا العربي يدخل في نطاق الفراسة وتفريعاتها.وللدين الأسلامي موقف من هذه الظاهرة،فهو يرى أن ادعاء علم المستقبل عن طريق التنجيم او التنبؤ بالمستقبل او غيره من الوسائل ، امرا يحرمه الاسلام
،ويسمون من يمارسه كاهنا ،ويستندون الى قول النبي محمد (من اتى كاهنا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما انزل على محمد).وهنالك كتاب بعنوان( التتنبؤ بالغيب )للدكتور توفيق الطويل يوضح فيه موقف المفكرين الاسلاميين،الذين يرون ان التنبؤ المبني على قراءة للواقع والأحداث كتوقع انخفاض سعر النفط او الذهب مثلا..فأمر مشروع ،واما ما كان من قبل التنجيم والكهانة والعرافة فأنه حرام.


والذي يتعمق بتاريخ التنبؤ يتوصل الى ن بداياته كانت ذات طبيعة ميتافيزيقية او اسطورية ،ثم تحولت الى مرحلة التخطيط المستقبلي او التخطيط الاستراتيجي، ثم اصبح (علم الدراسات المستقبلية) فرعا علميا اكاديميا في منتصف ستينيات الفرن الماضي.وقد عمدت الدول الكبرى الى استثمار قدرات المتنبئين في مؤسساتها الاستخبارية والأمنية.

اشهر متنبئين

ويعد نوستراداموس ( ت 1566) الصيدلي والطبيب الفرنسي ،اشهر متنبيء في العالم وله ثلاث نبؤات: توقع وصول هتلر الى السلطة في عام 1933 ،وحريق لندن العظيم عام 1666 ، واغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963 . ويعتقد كثيرون انه تنبأ بتفشي وباء الفيروس التاجي في عام 2020 ، بل ذهب آخرون الى القول بان نوستراداموس اشار اشارة مباشرة الى الرئيس الامريكي دونالد ترامب بقوله في احدى رباعياته ( ان البوق الكاذب الذي يخفي الجنون ،سوف يتسبب في تغيير بيزنطة لقوانينها ).ومعروف عنه انه كان يضّمن تنبؤاته في رباعيات ..فيما يرى مفكرون انه يتم استغلال كتابات نوستراداموس بعدد من الطرق الخاطئة ،وفك الرموز غير الموجودة داخل رباعياته بتفسيرات (ابداعية).

ومن المفارقات ان امراة عمياء اسمها (بابا فانجا..ولدت عام 1911 ) ولقبت (نوستراداموس البلقان ) كانت اشهر المتنبئين بالمستقبل. فقد ادهشت الجميع بأنها تنبات باحداث 11 سبتمبر في قولها بالنص :( رعب ، رعب !..التوامان الامريكييان سيسقطان بعد هجوم من طيور حديدية . الذئاب ستعوي بين الحشائش وستتدفق الدماء البريئة!). وتنبات هذه السيدة البلغارية العمياء بان الرئيس الامريكي الرابع والاربعين سيكون من اصل افريقي..وقد تحققت!
وهناك نبؤتان لها نرجو ان لا تتحققا..الاولى ، اقامة دولة الخلافة الاسلامية في اوروبا في العام 2043 ومقر حكمها في روما ، والثانية ..ان العالم سينتهي في العام 5079 !.



سيكولوجيا التنبؤ

هنالك تفسيران لقدرة بعض الأفراد على التنبؤ :

الأول بيولوجي ،يرى ان في دماغ كل انسان ساعة بايولوجية تتنبأ بالمستقبل القريب وكثيرا ما تصدق بما يحصل قريبا ، ما يعني انك وانا قادران على التنبؤ ولكن بقدر محدود لكون التكوين البيولوجي لساعتنا هذه يكون عاديا،فيما هي عند الذين يتمتعون بالقدرة على التنبؤ تكون متطورة بما يجعلها قادرةعلى التنبؤ بما يحصل في زمن ابعد ، فضلا عن ان علماء الفسلجة يقولون بوجود ساعة بيولوجية ثانية عند هؤلاء تعتمد على تجارب الماضي للتنبؤ بما سيحدث في وقائع متشابهة.

وسيكولوجيا ..يعد الباراسيكولوجي اكثر فروع علم النفس اهتماما بهذه الظاهرة، وتشير دراساته الى ان لدى كل شخص ملكة تسمى (الحاسة السادسة) تمتلك القدرة على استشعار الأحداث عن بعد بعيدا عن الحواس الخمسة ،وتتضمن ايضا استقبال المعلومات من المشاعر التي يستقبلها العقل بعيدا عن الحواس التقليدية، ويمكن من خلالها التنبؤ بأحداث المستقبل . وهذه الحاسة (السادسة) ..موجودة ايضا عندي وعندك ، لكنها عند الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على التنبؤ تكون متطورة..وقد لفتت هذه الظاهرة انتباه المسؤولين في روسيا قبل اكثر من مئة سنة واستقطبت من يتمتع بها لأعداد البحوث النفسية الخارقة وحققت نجاحا ملحوظا في مجال التنبؤ بالمستقبل .

ومع ان هذه الظاهرة قديمة جدا لاسيما في اليونان والصين ومصر ،فانها ما تزال يكتنفها الغموض، ولا يوجد لها جواب حاسم ..علميا كان ام سيكولوجيا.

ومن جانبنا نرى ان الذين يتمتعون بالقدرة على التنبؤ ،وتصدق نبؤاتهم بنسبة تزيد على ستين بالمئة،(ولا احد منهم تصدق نبؤاته مئة بالمئة)، تكون المراكز الخاصة بالذكاء والذاكرة والانفعالات لديهم متطورة. وانهم ينفردون عن الآخرين بفضول معرفي وحب للشهرة وشغف سيكولوجي. فهم حين يريدون التنبؤ بحدث معين فانهم يجمعون عنه المعلومات من مصادر مختلفة ويقومون بربط التشابهات فيما يبدو للآخرين مختلفا، وربط الأختلافات فيما يبدو للآخرين متشابها ..وقد يكون بعضهم قد قرأ نظرية الاحتمالات مكنته من استخدام قوانين الأحتمالات في الرياضيات بقيمة عددية تحدد احتمال وقوع حدث او عدم وقوعه..وحين ينجح المتنبيء في ان يجعل من نفسه شخصية كارزمية..عندها سيغفر له متابعوه ان اخطأ ويعظموه ان أصاب.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما افسده النظامان في الشخصية العراقية وما أحيته البصرة
- خليجي البصرة..لماذا هذه الحشود والفرح غير المعهود؟! تحليل سي ...
- خليجي 25..يوحّد العراقيين!
- الأعلاميون و..الأحتراق النفسي
- المثلية الجنسية..فاحشة أم جريمة أم حق شخصي؟
- قاتل الكرد الثلاثة في باريس..ارهابي أم عنصري أم مريض نفسيا؟
- امنيات العراقيين..هي هي من أربعين سنة!
- المونديال..يكشف حقيقة الطبيعة البشرية!
- اللغة العربية..في يومها الذي مرّ منسيا!
- من يخاف الموت..ليقرأ هذا المقال
- طاعة السلطة..في تنفيذ جرائم - تحليل سيكولوجي
- توصيات مرحّلة..من الكاظمي الى السوداني
- قانون مناهضة العنف الاسري- ضرورة تعديل واقار
- السلطة والمثقف اشكالات سيكولوجية ومفارقات فكرية
- دولة رئيس الوزراء مع التحية. وزير التعليم العالي!
- مصطفى الكاظمي..ما له و ما عليه
- خمسة أيام هزّت العراق
- معروف الرصافي في كتابه (الشخصية المحمدية)..ملحد أم مجدد في ف ...
- ثقافة التظاهر وثقافة الأستبداد - لمناسبة انتفاضة تشرين
- الاشكالات السيكولوجية في الأزمة العراقية


المزيد.....




- حصريًا لـCNN: هل تستطيع إسرائيل الصمود أمام ترسانة إيران؟ وز ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عمليتين ضد إسرائيل
- بيان المكتب السياسي حول التطورات الخطيرة بمنطقة الشرق الأوسط ...
- إيران تنشر فيديو لمراكز أمنية وعسكرية حساسة تنوي استهدافها ف ...
- الرئاسة التركية تعلق على أنباء عن وجود جزء من أسطول الطائرات ...
- القوات الإيرانية للمستوطنين: غادروا الأراضي المحتلة فورا فلن ...
- -معهد وايزمان-.. إيران تدمر -العقل النووي- لإسرائيل (صور + ف ...
- نائب المستشار الألماني: لن نرفض دعم إسرائيل حال تعرض وجودها ...
- قلق تركي من التصعيد ضد إيران
- صنعاء تؤكد دعمها الكامل لطهران


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - التنبؤ..من منظور سيكولوجي