أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات















المزيد.....



من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7557 - 2023 / 3 / 21 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


( 1 ) النص بين فكي مفهومي الحداثة- واقعا


ان التجربة الادبية لكتابة في القصة المروج لها في اليمن راهناً، تنتمي كلياً لحداثة المعاصرة في هذا المجال الادبي، والتي اخذت مكانها على الصعيد العربي لفن كتابة القصة القصيرة- جداً منذ تسعينيات القرن العشرين- وان كانت هذه التجريبية الفنية- الجديدة، ما زالت حتى لحظتنا الكتابية هذه لنا، غير محملة باي ادراك على ماذا يعتمد في هذا التجديد النمطي- لفن القصة وهل يأخذ تنميطاً مكتملاً بديلاً أو اضافياً لفن كتابة القصة ام لا، وهل هذه التجريبية- المغايرة- تمثل ضرورة حتمية (أي تمثل حاجة ملحة لكون ان التجديد التجريبي داخل شروط وقواعد بناء القصة القصيرة- إلى ما قبل 1990م- لم يعد ملبياً لحاجات الابداع (الجمالي) لهذا المجال ولم يعد قابلاً لحمولة القيم- أي ان النص اصبح من الضعف نسقاً بحيث تكون القيم اثقل منه، فلا تقوى كل انماط كتابة القصة القصيرة، بما فيها الاقصوصة- معالم ما قبل العولمة العربية- ان تحمل القيم التي وكان التجريب الجديد (الارهاصي) لفن كتابة القصة القصيرة هو الوحيد القادر على ذلك- ام ان هذه التجريبية تقوم على الهوس العبثي، يكون منظور التجديد لديها غير متكئ سوى على النزوع التمردي لقواعد التنميط، ولا ابعد من ذلك- تحت ذرائعية التحرر المتهافت، بان الحداثة، والعصر، لا يمكن الاتصاف بهما- كما هو في تصورهم المرضي- ومنسوبون اليه، الا بفهم الحرية (ممارسة التجديد) ليس اكثر من رفض النمطية- أي القولبية- في الفن ولا شروط أو قواعد اخرى يقوم عليها هذا التجريب- التجديد!! تمنح هذا التمرد- الابداعي، المهاراتي فقط- صفة القيمة البديلة للانماط الفنية لكتابة القصة إلى ما قبل هذا (الجديد) وهي ذات المسألة قيمياً على صعيد الظاهرة السياسية، كالفرق بين الانقلاب والثورة- وان كانا الاثنان متمردات على ذات النظام السياسي، فتجريبية انتصار الانقلاب تختلف عن تجريبية الثورة فالانقلاب (المتحقق) ممكن يكون ايجابا أو سلباً فالسلبي يعيد- كمحاولات- القيم إلى ما هو متخلفة عما هي قبل حدوثه ويكون سقوطه وشيكاً، والانقلاب الايجابي، يظل على الدوام بقدر تحقيقه الضعيف والبطيء للقيم الايجابة على صعيد الواقع والحياة، الا ان سمعة الارادوية- الانفعالية المغيبة للعقل في دور التحويل تحقق مراكمة اعنى واسرع لبنى الاعاقة مقارنة بتلك الاولي وهو ما يهدد التجربة وحتى القيم الايجابية المتحققة واقعا على السقوط المتسقبلي تحت حركة تغيير أو تمرد مستقبلي. اما الثورة فان التجريبية فيها- حتى في بنية الخطأ والصواب- تكون متقدمة بنوعية كلية ولا يمكن للاخطاء ان تعيد المجتمع إلى الخلف ولكنها يمكن لها ان تعيق حركة تقدم تجريديتها- وقد تنتكس الثورة إذا ما كانت ناقصة في شروط قيامها ويمكن ان تغيب ملامح الثورة (في الثورة الناقصة المنتكسة) إذا ما قام انقلاباً سلبياً ارتدادياً عن نهج الثورة.. وانتصر.
ان مسألة التمرد على النمطية ليست مرفوضة، ولكنها ان لم تكن مؤسسة على وعي ادراكي عالي (متجاوز) فإنها لا تعد الا ضروباً من العبثية الموسمة للتجريبية بالظاهرة الوقتية العابرة اما إذا ما كانت دعاوى التحديث (التجديد) ليست اكثر من تمردية تقوم على رؤوس لذوات غير مبدعة لا تستطيع ان تجد لنفسها موطئ قدم بين المبدعين من اقرانهم سناً، ما بالهم بالرموز الابداعية فإنها تلوك نقلية مفردات الحداثة، وتجرب في المجالات الابداعية منتجة نصوصاً متهافتة لا يقبل بها الذوق الاعتيادي.. حتى، وتطرح هذا الضعف والتفكك والسطحية للنص، بانها بدائل الحداثة لتلك النصوص المقولبة- (الابداعية).
وللاسف من سخف الطروحات المروجة عن الحداثة- في الادب ونقده، بان النمطية والقولبة شيء واحد، وان تحررية مبدع التسعينيات وعظمة عبقريته- التي لم يظهر مثيل لها في تاريخ الفن الادب على وجه الخصوص منه- نه صاحب الثورة الجذرية (غير المقارنة)- انه فاتح المستقبل الخالي عن القيود والضوابط والقواعد- حتى الايجابية منها انه صاحب التجريب- الابله في المفهوم- لا تجديد يمكن له ان يعتمد حداثة أو معاصرة دائمة مستقبلية الا بنصوص فوضوية لا ترفض الانبناء على قواعد- حتى اساسية- لتمييز النمط ومجاله، بل تتجاوز ذلك إلى رفض أي نقد يستقرئها نمطياً جمالياً وعليما. حتى انهم يتصورن ان التجريب لا يحتاج إلى ثقافة عميقة- يقاس بها المنتج الادبي- الفني، كطول خبرة الممارسة وصقلها الابداعي وخصوصية عقلية الكاتب- ذهنيته وذوقيته- ان اي معيار جمالي وعلمي- تجريبي أو نقدي- يعتبر غير حداثي قولبة تنميطية- وهو السبيل الوحيد لاسترخاص الابداع- فكراً وفناً، وترك باب الابداع (الزائف- اللاابداعي كظاهرة يتم تعميمها- مجالاً لكل من هب ودب- كما هي حال الوظيفة واقعاً، لا قيمة للتخصصية لكل له ان يغير مهنته- ما دام فيها فلوس- ولا قيمة مفرقة بن المبدع في المجال عن غيره في ذات المجال القيمة للمنصب الممنوح دون ضوابط أو اية روافع مميزة للمقدرة والشخصية- انه باب لإغراق واقع الثقافة- المحلي والعربي- بغالبة تافهة تغلبها الظروف والعوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، المتنفذة على الثقافة والابداع من خارجهما وهو تغليب معياري مبني على سياسية الالغاء للمبدعين الحقيقيين وسياسة تنفذ مصلحي- نفعي ضيق اساسه ادارة واقع الثقافة والابداع تجاه تحقيق مصالحها وماريها وهو اتجاهه مضاد لحقيقة الابداع والثقافة المحولة للمجتمع والمحررة له من اسر الاستلاب ومع هذه الغلبة لمدعين زائفين بإبداعات زائفة، مع اليات نحر المبدعين الحقيقيين الذين لا يجدون لابداعاتهم قيمة أو قدراً ولا يجدون ما يسد ابسط حاجاتهم الميعشية واسرهم مع الحرب الشاملة بسذاجة نهجهم الايماني بعظمة الابداع، والذي يقابل باحتقار لشخوصهم من اقرب المقربين اليهم بانه لا يؤكل عيش مما يقودهم على الدوام إلى تمزق اسرهم، أو جنونهم أو انتحارهم.
ان حقيقة الحداثة (في منتجات العقل في الحاجات الروحية) السائدة- على كافة الاصعدة التجريبية (الفنية والادبية منها) والفكري (بما فيها التعليمية والثقافية النظرية الحرة والنقد) في اليمن والوطن العربي- ليست هي الحداثة الحقيقية في معناها، وكلنها لا تزيد ان تكون اكثر من فخ (مصيدة) لاستلاب الابداع وقيمة مصيدة لتصفية المبدعين والعلماء الحقيقيين- مثلها في ذلك تصفية الشرفاء والقيميين في المجتمع- اولا، وثانياً تعميم ثقافية روحية رخوة لا تتكئ الا على قيم الابتذال النفعي- غير الشريف كالية وتقيم ولا تقوم الا على معرفة مطاطية ضبابية تقتل مع الوقت أي تخلق للابداع الفردي والجماعي ولا تقيم أي موقف فهمي واضح يبني عليه نشاط انسان المجتمع، سوى موقف المصلحة الدونية- الانانية الضيقة- حسب طلب المستخدم (بكسر الدال)- متنفذاً ادارياً، أو مالياً- وبتعميم هذه العقلية والروح على المجتمع لن تبنى على الاساس الراسمالي- الحقيقة- الغربي، ولن يسمح بذلك بل ستكون هذه اللاادرية في موقف انسان المجتمع ووهميته الادرية في ارضاء المنتفع من عمله وطاقته- وقد يصل الانتفاع إلى متعلقات وجوده، كموقف ادراكي لا يخرج عن نطاق المصلحة الذاتية الصرفة لن تبنى في التنافس الاجتماعي لجني الثورة ولا وجاهة والنفوذ والمجد (الوهمي) عبر معايير المقدرة والذكاء والعلم بل عبر بيع الذات (لغرض المصلحة) من خلال توسيع شبكات الطرق غير المشروعة غير الشريفة في واقع الحياة.
والسؤال الذي تختتم فيه هنا ولكن نستبقه باعترافات مفادها إذا ما كانت الحداثة والمعاصرة جزء منها في دلالتها الزمنية يقصد بها ضمنياً ضرورة تحديث مجتمعاتنا- المتخلفة ما دام العالم اليوم مطبوعا على العالمية المجتمعية الواحدة، لم يعد هناك امكانية لانعزالية مجتمع ما ليظل غارقاً في تخلفه- والمسألة الراهنة تقوم على اكاف مبدعي الشعوب صاحبة الحاجة الضرورية في التطور- فان مفهوم الحداثة 0كوظيفة تحديثية أو تجديدية حقة، نقرها ونعترف بها كحقيقة موضوعية منتجة في خصوصية تطور المجتمع الانساني- الكوني في هذه المرحلة من التاريخ، ونعترف ايضا بالحقيقة الذاتية النسبية بعولمة الحداثة (الغربية الساعية لتعميمها على كل شعوب الارض- الضعيفة منها- لبناء حضارة عبودية الامبريالية الاختيارية عالمياً، علناً وهي حقيقة قسرية مفروضة علينا ولكنها ما زالت- وكما اتصور- لن تستطيع تحويل مسار التاريخ- الموضوعي الكلي والشامل من العالمية إلى الاقطاعية- الصناعية لما بعد فترة الامبريالية الرأسمالية (الغربية)- كما يتوهمه المركز الغربي الاستعماري لما بعد العولمة- وهي حقيقة (وقتية) نقرها ايضا.
أي اننا نعترف بالحقيقة الواقعية، المعاصرة في حياتنا- اليمنية والعربية بوجود كل من مفهومي الحداثة- السابقين- وبصورة وضعية ونعترف انه لا مجال للحديث عن مجتمعنا وواقعنا- على كل من الصعيدين المادي والروحي ولا مجال للحديث عن الانسان (نشاطاً وقدرة وقيميا) حديث للخروج من دوائر التخلف والجمودية والتحرر والابداع والعلم، دون الحديث في صلبت الحداثة حيث ان في داخلها معينات التخطي الاجتماعي للتقدم- المجالي والجزئي والعام والشامل- لبلداننا- وهذا اعتراف اقراري ثالث.. لكن المشكلة الرئيسية بالنسبة لنا تقوم في الصراع الواقعي بين اصحاب مفهومي الحداثة- حتى الأمي والمتشدد دينياً. من النخبة أو العامة، ولكن كما يبدو ان رقية عقل الانسان (اليمني والعربي) للمتسلطين والتنفذين عليه خلال قرون طويلة ماضية من الزمن، وكذلك بالنسبة لهؤلاء المالكين لكل وسائل القوة على المجتمع لا يجدون في الحداثة (الحقة) الا عنصراً حقيقياً اباديا لهم- فهم اصحاب قوة ارثية لاصحاب ابداع حقيقي أو علم حقيقي انهم اصحاب نفوذ وتنفذ عبر تقاليد مورثة نظامية لا اصحاب تميز قدراتي- ذهني أو عملي- ومن هنا تظهر رافعة الحداثة- عربياً ويمنياً- هي صاحبة اليد الطولى ووفق حقيقة هذه الروافع لحداثة العولمة من حيث درجة انتسابها وموروثاتها وعقليتها إلى التاريخ البشري المجتمعي، تتحدد درجات التشويه المقيت للحداثة عبر اليات وخطابات شكلية معاصرة تعمق تثبيت القديم وتعيد انتاجه باردية معاصرة وتشوه الجديد فينتج مع مرور الوقت مجتمعاً عصابياً من جهة، ومغفلاً جاهلاً منزوع الارادة والتمييز- بالنسبة لانسانه الاجتماعي- تصبح قيمته في خدمته الالية العمياء لمن يمنحه مالاً أو موقعاً وجاهاً اكبر، فيتبارى عقل هؤلاء عميان البصر والبصيرة وفق وهم المنفعة الذاتية الاكثر مردوداً، ربحياً عبر الطرق والوسائل غير المشروعة، وغير الشريفة كاقصر الطرق للربح ويصبح ليس للابداع مكاناً في مجتمع مثل هذا- والسؤال متى تدرك الجزء المستضعف من النخبة خطورة سلبيتهم- كاصحاب الحداثة الحقة- في ظل الصراع الواقعي بني مكوني مفهوم الحداثة؟ الم يدركوا ان سليتهم هي اساس جر المجتمع نحو العبودية- الطوعية المطلقة سريعاً وليس قوة العولمة وحدها وقوة منتفعيها في الداخل الا يدركون ان انسحابيتهم تمثل رافعة تدميرهم الذاتي وفرض مستقبل اسود رخيص لا انساني لكل من ينتسب اليهم من قريب أو بعيد ويجعلهم كمستهدفين في ادنى وضعية- لا تطاق حياة- في المجتمع؟ الا يدركون ان انسحابهم من الصراع لا يوفر السلام والآمن بل يقرب الزمن لدمار يحرق الاخضر واليابس يكونون من ينتسب اليهم اول من يطالهم الحريق- الا يدركون ان الامان والسلام لهم غير مكتوب عليهم الا في وجودهم الارادي والايماني في ساحة المعركة؟.
ان الصراع الواقعي القائم بين الحداثة المصيدة والحداثة الحقيقية هو حقيقتنا الراهنة انه ذات الصراع القديم- الجديد جوهراً انه صراع التخلف والتقدم ليس صراعاً بين الفاظ منقولة ولا هو صراع تحايلي- خداعي وقتي بن متبارين كل منهم ينغطى بشماعة المفردة العصرية (الحداثة) ويخفي حقيقة انبائه النزق في جعبة نظرية المؤامرة انه تاريخ حقيقي والتاريخ لا يرحم احدا في مساره حتى وان تغاضاه لوقت من الاوقات فيا ترى هل يمكن لاحد- بعد الان- ان يدرك إلى اية حداثة ينتسب (دون زيف) وهل يمكن خلق صراع متمايز بين ممثليات الحداثة. بالطبع على اسس ليمية- وهل يمكن لمن كان مغشاً على عقله ضبابية وتهافت مفهوم الحداثة في النص الادبي، لا حداثة الا في تجريبة غير معلمة باية قيمة كانت معرفية خبراتية، اخلاقية. ثقافية مؤصلة سماتية، تكوينية، قاعدية التنميط….الخ. – تجريبة كاذبة تميع مفهوم الابداع التيه، تحت مسمى الحداثة- ترى هل يمكن لموهوبين ضلوا عن مسار الابداع- الحقيقي ان يفيقوا ويعدلوا انفسهم كمبدعين هل يمكن لهم خلق ابداع حقيقي؟


( 2 ) الحداثة والمعاصرة العربية
بين الوجود الممكن.. والوجود الزائف


سبقت الاشارة في مواضيعنا السابقة إلى ان اصل المرجع الدلالي- الزمني للمفردتين هو الحاضر- في زمن الكتابة عنهما- وان المعاصرة تمثل البنية المتأخرة- الرهينة في راهنية الكتابة عن الاثنتين.. كمحمل دلالي زمني من ذات البنية الكلية للحداثة اما اصل المرجع الضمني 0كمعنى) يعني تحدد الاطار الدلالي الزمني لفهم الحاضر ومداه لشعب أو اكثر علمت الحداثة كتكوين ناشئ ونام يسري فيه بصورة شمولية أو جزئية أو مجالية وهذا التحديد في الامتداد الزمني لمفهوم وفهم الحاضر الذي قد يطول مداه في مجتمع وتاريخ شعب وقد يقصر لدى غيرهما تكون معلمة تلك الصيرورة لتوصيف الحاضر بحدوث التراكمات النوعية الانقلابية لمنتج الانسان الابداعي هذه التراكمات بدرجاتها النوعية يتقسم فيها مفهوم الحاضر الموصف بالحداثة كمراحل أو فترات نمائية في مضمون منتجات الحضارة- المحصورة زمنياً بالدلالة الزمنية للحاضر- تتجه اماما (في المستقبل) حتى يصل المسار لحركة الحاضر إلى النقطة الزمنية الراهنية ممكن السنة أو العشر سنوات أو العشرين سنة اخيرة من الموجود الراهن تعلم درجة النمو في الحداثة مضمونياً بفترة نهائية (مؤخرة منها) تمتاز بتحقيق اكتمال تراكم مسار حداثة الحاضر، وتحمل في احشائها مؤشرات مضمونية مستقبلية لحداثة اجد متجاوزة للحداثة السابقة وهي الفترة التي نعرفها بالمعاصرة- كاصطلاح مضموني دلالي- حقيقي موضوعي مكتمل المعنى والمبني وبالتالي فان حقيقة مفهومي الحداثة والمعاصرة كوجود حقيقي لا افتراضي زائف ووهمي مشيا في الخطاب الثقافي الرغباتي المخادع للحقيقة القائمة المضمنة زيف الحداثة لا تقومان أو توجدان الا في بنائية مضمونية جوهرها هو ما نعرفه (بالاصالة) والاصالة لا يمكن باي حال من الاحوال ان تبنى على التقليد أو المحاكاة التأثيرية الالية النقلية ولكنها تبنى على الابداع الذاتي في التخليق والابتكار المتميز والمتفرد لمنتجات العقل حتى وان كانت الفترة الاولى من ارهاصات الابداع- لتكون الحداثة- ذات اتصاف تاثري بشرط ان تنحصر هذه الارهاصات التاثرية في فترة زمن قصير وان تسم هذه الفترة بتجريبية- ذاتية مبدعة في اعادة بناء مفاعلة حرة- غير مستلبة- بين الثقافة والابداع المجالي المتقدم المأخوذ من الغير والثقافة والابداع المجالي (المستلهمان من الموروث الوطني والقومي) وخصوصية خضوع هذه المفاعة الثقافية كضرورة بالخصائص الفردية للمبدع الفرد وهي التي تطبع صفة التفرد في النص وعدم امكانية تكرره (كتكوين ذاتي متفرد) وبدون هذا الاتسام لفترة بدايةالحداثة كارهاصات تجريبية- ذاتية مبدعة حتى وان كانت تتكئ في الام على التاثرية التجريدية المستفاد فيها من الغير- بدون ذلك فان ارهاصات بناء الحداثة عبر التجريب وعبر الخاب الثقافي النظري الصرف والنظري التطبيقي- النقدي أو عبر الخطاب الاعلامي الزائف للثقافة الروحية، فان كل تلك المحاولات- ذات المنظور الاخير- لن تكون اكثر من (العك) في تجريب مفرغ من المضمون- الذي لا يخلق حداثة ابدا بل انه مع الوقت يفرض انغماساً في تجريب زاف يعمق عقلية الوهم- الاعتقادي بصناعية الابداع، هذه الصناعية المضادة لحقيقة الابداع، الذي كونه توليد وتخليق ذاتي عبقري غير مصطنع- تجد لها ترويجاً وتدويلاً بين اناس المجتمع وعقولهم تحت رافعة سلطة حكم تنفيذي استلابي لحقوق وعقول وارادة انسان مجتمعهم- هذا الترويج والتدويل للابداع الزائف وزيف الابداع كمفهوم والية انتاج- يعمق من تنمية مصالحهم واستمرار لتنفذهم على المجتمع- وباستلابية انسان مجتمعنا إلى الانظمة الحاكمة المحلية واستلابية ذات هذه الانظمة للخارج- مركز افراغ وفرض قشور الحداثة على مجتمعاتنا وانساننا (عبر مسمى العولمة) فان الاستلاب الاجتماعي والبشري بالتحديد منه وعقل هذا الاخير- بما فيها النخب المستنيرة يصبح استلاباً مركباً يفرض ذلك تسيد افراغ مفهوم الابداع عن معناه ويفرض تحويلاً مبتذلاً لاليته والذي يقود إلى انهاء الابداع واقعاً كحقيقة، وتصبح الحداثة والمعاصرة ليس اكثر من ظاهرة صوتية لقشور منقولة عن حداثة الغير في تجري واقعي زائف يتعارض مع حقيقة وجود- نشوء ونمو- الابداع واقعاً فعلياً ايجابيا تجري فوضوي وهمي غر مدرك لمعنى وحقيقة الابداع وانغماسه في الية تجريب زائف ومسطح تقود تحويل المواهب- بكل درجاتهم الموسومة بالتفرد- في ظل هذه الالية المتهافتة الزائفة للتجريب المسطح- من مبدعين اصلاء من المفترض ان يصقل التجريب تفرديتهم النوعية وينميها إلى ما هو ارقى مع القوت، فتنتج نصوصاً ابداعية تحقق تراكماً لمسار الحداثة والتجديد- تحال المواهب في ظل هذا التجريب- الوهمي- المبتذل إلى مواهب تحد وتتوقف قدراتهم عند نقطة بدء الموهبة وعدم قابليتها للنمو النوعي- هذا إذا كان على صعيد الذات الموهوبة- اما على صعيد المنتج النصي فان ذلك التجريب الزاف يقود إلى التخلف الاصطناعي لنصوص مبتذلة تزداد سقوطاً مع المسار الامامي المستقبلي للتجريب من حيث القيمة والجمال- وبالطبع في ظل واقع ثقافي زائف يتم تسييده وتسييد قيمه- قسراً- وانحصار قيمة الانسان فيهما معيشياً وحاجة دافعة تقف وراء ممارسة الابداع. تتوارث المجموعات العقدية من الاجيال المتعافية اصطناعية الابداع لا تولده أو توليده الذاتي الخلاق فيصبح زيف ممارسة الحداثة- وهما- كيقين زائف لابداع حداثة وهمية كما لو انها ابداع حقيقي لحداثة متصورة (حقيقية) مجارية على قدم وساق مع تلك الناقلين عنها.
ان الحداثة والمعاصرة كمفهوم مسقط على مجتمع أو فكر، أو مجموعة اجتماعية او على مجال اختصاصي- واسع أو ضيق، لا يتخذ أي منهما معناه الحقيقي ما لم يكن مقصودا به متمثلاً المعنى كتكوين مخلق نوعي- ابداعي جديد- وفق الخصوصية الذاتية لما هو موصوف باي من الحداثة أو المعاصرة، وما دون ذلك فان اسقاط كل من الحداثة أو المعاصرة على ما هو مقصود بالاسقاط عليه لا يعطيه صفة المعاصرة أو الحداثة الا بالارتباط الزمني الدلالي للوجود المعاش- الحاضر- وهو اتصاف مستقطع شكلي- قشري المضمون حيث ان متجليات ومتكشفات مثل هذه الحداثة أو المعاصرة الزخرفية المسطحة دون مضمون وجودي تظهر من خلال التقليد النقلي البائس للاشكال والمحاكاة التأثيرية المتهافتة الانقياد الطوعي غر المعلن، الخالية عن أي ابداع (خاص أو فردي) بصيغ التأثيرية بخصوصية التكوين الذاتي- المنتج.
إذا كانت الحداثة والمعاصرة لمجتمعات أو فكر أو مجموعة بشرية أو مجال غير محمولة الاتصاف بها الا بدلالة الزمن الوجودي.. ولا اكثر من التقليد أو النقل أو التأثر الاعمى- المنقاد دون ارادة خلاقة أو ادراك في الانتقاء المأخوذ واعادة انتاجه وفق خصوصية الناقل (أو المنقول اليه) يمكن تسميتها بسطحية الحداثة (أو المعاصرة) أو شكليتهما معا اما ان تكون الحداثة والمعاصرة محمولتين- فيما هو خاص بنا وبأمثالنا- في الية ذلك النقل أو التأثيرية العمياء الموسومتين بطبيعة انسان ومجتمع مستقبل للاستهلاك فقط. وبعقلية مجتمعية غير متحررة وانقيادية الطبع من جانب ومن جانب اخر ان تكون الحداثة والمعاصرة- المطروحة للتداول العالم ثالثي- نقلا أو تأثيرية- ليست مفتوحة للاستفادة منها- كزمن للعالمية المجتمعية الواحة بل قشور حداثة ومسطحات معاصريه في كافة المجالات والاتجاهات- تحت اعلام وسياسات استهدافية (قسرية) لمجموعة المركز الغربي- تحت مسمى ما يعرف بـ(العولمة)- هذه الحداثة والمعاصرة المعولمة لمستهلكين- كاليمن والعرب امثالنا- تحت كافة منظومات وتكوينات وعوامل وظروف التخلف وقهر حاجات الانسان المعاصرة يبهرنا كل ما يقدم الينا- وتخلفنا الواقعي والمعرفي نعتقد ان ما يقدم الينا هو لب حضارة العصر المتوفرة فنهرع اليها حتى تحتوينا في سطحيتها بنما نعتقد- وهما- انا اصبحنا جزءً من هذه الحداثة أو المعاصرة التي نتوهم اننا اصبحنا جزءا منها وفيها- بفعل مفهوم ان العالم اصبح اليوم اشبه بالقرية الكبيرة الواحدة بعد ازلة الحدود القديمة التي كانت تعزل الشعوب والمجتمعات عن بعضها البعض- ليستا اكثر من حداثة أو معاصرة زائفة- مقارنة بتلك الشكلية سابقة الذكر كنموذج- انها حداثتنا ومعاصرتنا (المادية والروحية) بالروموت كنترول الغربي الاستعماري، الذي جاوز مرحلة تقديم زيف الحداثة والمعاصرة لتكون فاعليته الراهنة تقوم على كيفية التجريب علينا بكل الوسائل والاتجاهات
المختلفة هذه الكيفية التجريبية المتعددة الاستخدام والطرائق والاغراض تحاول ان تجد المعادلات الواقعية- المعدة للصناعة من قبلهم تلك المعادلات التي تتعلق بانساننا- عام أو نخبوي شعبي أو سلطوي اجير أو مستخدم (بكسر حرف الدال)- على صعيده المادي والروحي بما يتناسب تكيفاً وتكييفات مع معطيات تلك الحداثة والمعاصرة المسطحة الزائفة المعولمة وهذا ما يعطينا اليقين في التقدير ان كل متعاملاتنا ومعطياتنا اليومية الحياتية- مادياً وروحياً وفكرياً- من الحداثة والمعاصرة في زمن العولمة- الجبرية- تمنحنا سمة الانصاف باي أو بكل من زيف الحداثة والمعاصرة والذي يعني اننا في الحقيقة لا نعرف، لا نتعامل ونسترشد لا تؤمن (عن قناعة) لا نحب الا لا نبني قناعاتنا واتجاهاتنا وانشطتنا وقيمنا الا على حداثة ومعاصرة زائفة- فكل الخصائص والعوامل والظروف الواقعية 0محليا) والموضوعية عالميا في علاقته بناء تفيد- وبما يقطع الشك- بان عولمة تحدثنا ومعاصريتنا لا ولن تخرج- وفق المعطيات السابقة الذكر عن حقيقة وجودنا الحداثي والمعاصري، المعلم بنا (مادياً وروحياً- وكوجود زائف في حداثة ومعاصرة زائفة بذاتها، بل وان المؤشرات تذهب بنا للتنبؤ المستقبلي المنظور- عشرين عاما مثلا، بان دورة الانغماس التدريجي في زيف واقع الحداثة والمعاصرة المصطنعة سيقود لاحقا إلى حقيقة سيئة دونية ستخصنا لاحقا إذا ما انتصر مشروع العولمة (على الاقل الخمسين عاما قادما) هذه الحقيقة الدونية ستبرز بان ذات انساننا- القطري والاقليمي والقومي- سيكون بذاته مولداً لاحقا للزيف دون الحاجة للتدخل المركزي الغري- أو غيره بعد اكثر من خمسين عاما- لإحداث ذلك والذي يعني ذلك الانتفاء المطلق- لأي تاريخ قادم- ان تنشأ حضارة خاصة بنا في أي زمن مستقبلي.
ان حقيقتنا من مسالتي الحداثة والمعاصرة- التي هي معلمة بتلك الشعوب المنتجة لها والمتعاملة بها كحقيقة واقعية يومية- لا يمن لها ان تخرجا عن بنية الزيف (الوجودي) والوعي واقعاً إلى بنية الحداثة الشكلية الا بتغير الانظمة السياسية المتخلفة بانظمة ليبرايلة- وان كانت تابعة وبتغير انسان المجتمع من حالة لا خنوع والشلل الذهني تجاه نظامه السياسي المحلي وتجاه حاجاته الملحة ولا يمكن لكل من الحداثة والمعاصرة الشكلية ان تنتقل منها إلى الحداثة والمعاصرة الحقة معنى ودلالة- الا بسقوط مشروع العولمة أو ما يماثله مضمونا على النطاق المستقبلي لتحل محقه الواحدية العالمية- المؤسسة للمجتمع البشري العام- وهو اصل الصراع الازلي حول الملكية والتسلط ومقاومتهما اما على الصعيد الداخلي- المحلي والقومي- فشرط ذلك تحرر عقل الانسان الاجتماعي وشيوع وسيادة ابنيته الاجتماعية المعاصرة التي يعيشها فيها وتدمغ المجتمع بها وبنظام تكنوقراطي ليبارلي وطني يظل هدفه الاساسي في ممارسة اشاعة العدالة والحرية وحقوق الانسان، وينبني عمله على القلم- استرشاداً وممارسة ومقياساً- منتجة التقدم الاجتماعي الدائم وبكون ان عوامل وظروف ومشروطيات الانتقال في بناء الحضارة المعاصرة على المستوى الاول- الحداثة والمعاصرة الشكلية تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى نحققها ونحتاج إلى الجهد الكبير من المقاومة لشيوع مظاهر العولمة المعمقة فعل التبعية المعاشية والمشظية والمسطحة للفكر والقناعات والقيم فان الحديث عن الحداثة والمعاصرة الحقة- في حقيقة وجودنا الحياتي المادي والروحي فهو ضرب من الوهم وزيف الوعي وسقوط الضمير كون ان توفير الروافع لتحقيق ذلك لا يزال وسيظل حتى حين طويل مستقبلي اشبه بالسراب الذي يعتقده الانسان الظمآن ماءاً، وما الاطناب والتبجح بذلك لن يكون الا فعل مغالطة للعقل وخبث ضمير ووهم بالسمو وتدمير للمجتمع والقيم.
ان المشكلة ليس في الحديث عن الحداثة والمعاصرة وليس ايضا في تقديمنا العرضي المسطح لمفهومهما انما المشكلة في نقليتنا وتاثريتنا العمياء- التي تكاتب فيها- وتقدم انفسنا ومنتجات عقولنا الفكرية والابداعية كما لو اننا جزء من الحداثة والمعاصرة الراهنة ولا يبرز في حقيقة ما نعرضه اكثر من تحايل مسطح متهافت ساذج لما هو ليس خاص بنا. ولا ترتقي ذواتنا أو قدراتنا لاسفل ماهو قبل هذه الحداثة والمعاصرة القائمة ومع ذلك لا ينتفي ان توجد حالات فردية نادرة في مجتمعاتنا ان تتسم بكل من هذه الحداثة والمعاصرة- فكراً وقدرة وابداعا ومسلكا ونشاطا- الا انها تظل مستهدفة من كل التكوين الاجتماعي بتجاهلها وتحقيرها وتجويعها والتامر عليها وربما يصل ذلك إلى حد التخلص من وجودها الحي إذا لم تسعفها الظروف للهروب خارجا وقد تذوب في الخارج إذا لم تجد ظروف وعوامل رفع طاقاتها الابداعية واعلاء شأنها.
ان الحداثة والمعاصرة الينمية والعربية لا ولن تكون- حتى وقت قريب قادم- ليست اكثر من دعوة للانغماس اكثر في العبودية الطوعية للغرب ولن تكون اكثر من اداة ساحرة جميلة الملمس الخارجي حادة وممزقاً تكوينها الداخلي لتحرر انساننا وهويته وابداعه الذاتي المتكلس لقرون طويلة. وما دعاوى الحداثة- العربة واليمنية- العابرة اليوم والسائدة في كل منابر الخطابة القولية والنصية ليست اكثر من كذبات اراد عبرها الكاذب ان يكذب على الناس حتى صدق كذبته فتوهم انه عنصر متفوق عصري- اكثر حداثة كل ما يريحه وهمه بالتفوق (القولي- المتفاخر). وانتهازيته فيما يجنيه من مصالح ضيقة انانية لقاء ذلك الدور ولا اكثر من ذلك.

( 3 ) التناقض.. ذرائعية السرقات..
الادبية والفنية العربية- المعاصرة

تضخمت الاحاديث الادبية والفنية والنقد ادبية وفنية خصوصا في العقد الاخير من القرن العشرين وحتى الان- وفي المستقبل القريب- حول ظاهرة التناقض أو (المناصصة) بين منتجات فنية أو ادبية فنية أو فكرية- في ذات المجال المتقارب أو المتباعد- والسؤال الذي يفرض هذا اللوك في الحديث عن مفادة التشابه الاغراقي بين السائد من المنتجات- الادبية والفنية والفكرية- التي تغطي الساحة الثقافية- الروحية- العربية.
فحتى زمن قريب عندما كان الادب والفن والفكر يرفتعون على اسس من القيمة الاخلاقية- الابوية- باعتماد مسالة (المثل) الذي يقتدي به- كشعر محمود درويش وقبله البياتي والسياب- كانت كل التجارب الشعرية الباحثة لها عن مسالك تطورية في حركة العشر ان تقتني مؤلفات هؤلاء ان تتفاعل معها لدرجة انها تصبح جزءا من احاسيسهم وانطباعاتهم وعند احاديثهم الشفاهية الذهنية أو الوجدانية لا يجدون انفسهم الا معبرين عن تلك التأثرات المرجعية لمبدعي (المثل) الشعري ويجد هؤلاء الماسورون انفسهم- إلى المثل- بارتباط تجاربهم الفردية- الابداعية- التطويرية بعد وخروج فرادتهم التجريبية عن بؤر الاقتباس أو الاستعارة أو التأثرية غير المباشرة أو النقلية الانتخابية لعنصر كامل أو اكثر من النصوص- المرجعية (الابوية)- على الرغم من ذلك لم يكن هناك أي مؤشر لحديث عن شء اسمه التناص فالمتشابهات غير المباشرة بين نصوص ابداعية لمبدعين مشهود لهم بذلك لا تؤخذ في النظر ولكن يتم تلقي كل (اب) منهم بفرادته، حضرني مقابلة صحفية مع البياتي الذي بان ولادة القصيدة لديه بالضرورة ان تسبقها موجة من المؤثرات المشاهدية والاطلاعية- القراءاتية ولم يكن يؤخذ بالاعتبار موجات التقليد الشعري أو التأثر الشعري عند الادباء الشباب- سنا وخبرة ممارسية- كاقتداء بالنمطية الشعرية عند الاصول (من الشعراء) ورغم ذلك كان مذهب الاجازة بالتقليد أو التاثر مسألة غير معيبة- لا تناص ولا حديث من ذلك ولم يكن يطرح حول مسألة السرقة النصية الا في احدى حالتين- وهي منسوبة دائما للمنتج (بكسر التاء) اللاحق غر المشهور إذا ما كان لنص كامل اعيد نشره تحت اسم اخر- كما هو أو عدل فيه جزئيا أو إذا ما كانت النقلية واضحة الاستعارة دون تقويس أو اشارة للمصدر.
اما اليوم مع سقوط معادلة الريادة (المضمون الابوي) بان اصبح أي منتج نصي متعمل معه بفرادته منسوبا إلى الذات الفردية التي خلقته.. اكان المنتج النصي بارعا ام لا رائعا ام هابطا مخلقا في فرادته ام مصعنا بنقلية مباشرة أو نقلية محاكية- تاثرية صادقا ام زائفا يتم التعامل مع كل المنتجات (الابتكارية المقلدة أو المبدعة) على السواء بموقف واحد- انها منتجات ابداعية- ويعود سبب ذلك إلى ثبات تخلف حركة النقد العريةي والى غيابها الساحة والى لا علمية العقلية العربية المتلقية والى التخلف الذوقي في تمييز الابداع عن سواه والى سيادة الروح الاستهلاكية الطفيلية النفعية الضيقة على الثقافة الروحية للمجتمعات العربية وتسييدها بفعل انظمتها التسلطية المختلفة- كان التعامل مع الابداع- ناقد وفنان ومتلقي وسلطة. ليست عبر ذات الابداع وجوهره (المميز له) ولكن عبر مشكلات الظروف والعوامل الاصطناعية الزائفة التي تقيم ذلك ابداعا دون غيره وذلك مبدعا دون سواه وبالتالي رخصت قيمة الابداع- بفعل افراغه من محتواه ومضامينه الخاصة ليكون ليس اكثر من بناء اسلوبي- وبفعل ضبابية رغبات التجديد والنزعات التحررية في التجريب وتخلف النقد عن هذه النزعات استسهل الابداع إلى حد الابتذال ومع ترويج سيادة الثقافة الروحية بصورة مسطحة ووقوفها ليس على قامة عمق الاطلاع والخبرات ومنهج الرؤية والخصوصية الفردية بل بوقوفها على الثقافة الخيرية السيارة وعلى عجالة سرقة الافكار والتجارب- دون تأصيل- غاب الابداع فعلا وان كان حاضرا لدى حالات فردية شديدة الندرة حتى صار في دولة عربة واحدة- أي كانت- مئات الاف المؤلفة من الافراد المنشور لهم فنونا وادابا وافكاراً- وقد يكونون بالملايين- وهو ما لم يحدث مطلقا في أي مجتمع من مجتمعات التاريخ البشري- القديم أو المعاصر- فالابداع والمبدع بمعناهما الخاص) يمثلان حالات استثناء على الدوام في التاريخ فهي الحالات غير المتكررة ابدا في ذات التفاصيل والخصوصيات الفردية القائمة فيها- فيمكن في أي مجتمع ان يوجد سياسيين بمئات الاف ويوجد نشطاء اجتماعيين بنفس النسبة أو تزيد قليا ويمكن ان يوجد علماء بالمئات والالف ويمكن ان يوجد المتخصصون بمئات الاف ويمكن ان نجد قادة اجتماعيون (محترمون) بالعشرات أو المئات وقد نجد اصحاب مقدرة للقيادة الاجتماعية بعشرات الالاف ولكننا من النادران نجد مبدعين (حقيقيين) يتجاوزون اصابع اليد في مجتمع واحد من المجتمعات.
ان انحلال القيم الشاملة وانعكاسها على الفنون والادب وبقية مكونات الثقافة الروحية ادى إلى شيوع ذات القيم الهابطة في ممارسة ما يسمى الابداع الفني والادبي- الفني واسوأ درك وصلت فيها وضعية الاداب والفنون والفكر- راهنا- بانبناء حكمية التقييم السائدة على قبول ما هو منتجا تلفيقيا زالفا أو منتجاركيكا كاضافة في حركة الابداع.
والمثقفون الصوريون العرب المعاصرة لا يفرقون في مفهومهم للحرية في التعبير بين ان يكون لاي فرد حريته في الممارسة الذهنية أو السلوكية- ان يكون من حث أي انسان ان يكتب ان يمارس أي فن كما يشاء وله ان يدوله كما يشاء وبين الابداع الذي وان كان يمثل قيمة فردية- ذاتية- في خصوصية انتاجه الا انه- أي الابداع- يتحدد جميعا (أي اجتماعيا) في خصائصه التمثيلية والتمثلية وهي وظيفته العامة.
وهناك فرق بين الحالتين ففي الاولى الحرية ممنوحة دون شرط أو قيد لاي انسان، اما الثانية فهي مشروطة بعدم اجازة الاولى في الثانية فليست اية ممارسة. لدى ملايين الافراد يمكن لنا ان نمنحها سمة الابداع (بمعناه الخاص- لا العام) فالابداع وفق المعنى الخاص هو الذي يبقى في التاريخ ويظل معبرا عن روح الامة ويظل مرشدا لها في طريق التطور والاستنارة الاجتماعية.
ففي حالة الاستلاب- الشكي- الطافح بعقل النخب العريبةالمعاصرة العامة في حقل الثقافة الروحية تداخلت لديها الحالتان سابقتا الذكر فكان ضياع الابداع واقعا وشيوع منتج استهسال ممارسة الابداع واشهاره لاناس غير مبدعين فكانت المتشابهات النصية اكثر من الفرادات الابداعية النصية بالاف المرات وكانت ذرائعية التناص والمناصصة كذبة مروجة خافية لحقيقة غروب الابداع وسيادة القيم الهابطة في الثقافة الروحية- العربية المعاصرة كذبة تخفي وراءها من مستوى ثان ستار الاتكاء السرقاتي- النصي- للاخرين وتخفي وراءها سيادة زمن رخيص من اعتماد الثقافة السطحية مولدة للابداع اللاابداعي وتخفي وراءها مؤشرات الافول للاخرين لآمال الامة صدمتها صحوة مؤقتة- ابهار العوالم المتقدمة- بفعل سقوط الاسوار الحدودية بين الشعوب والحضارات فقادتها تحبها إلى تعميق الاستلاب اللاندي وتعميق قيم الزيف المفرطة في اركان حياتها ليصبح كل شيء في حياتها لا يبنى على أي منطق كان.
وسيكون لنا لقاء في اطروحة قادمة حول (التناص) ظاهر حقيقية تجد لها مكان في التاريخ والوقع، الثقافي الروحي وبين السرقات الاصطناعية للنص مع طرح تنصيصات مفرقة بين الحالتين والطرق الذهنية والاستقرائية لكشف السرقات.

( ملحوظة : ارجو قبول الاعتذار عن ورود عديد من الاخطاء المطبعية التي لم تصحح قبل حفظ النسخة ) .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- الجزء الخامس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع ...
- انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما ...
- المثقف والمفكر . . عباءة فري سايز للجميع
- عراة . . ولكن لا يدركون
- خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10 ...
- طيف انسان عابر / نص قصصي
- يرتحلون في الذاكرة / نص قصصي
- تمزقات ليلية . . للروح
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية / الجزء ا ...
- الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من ...
- ديار لم تعد ديارا
- يقدم رمضان . . في ظل نخاسة دائمة
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية ...
- لتقدمين . . قبل جرف العاصفة / نص شعري مباغت للحظة
- خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية الجزء ال ...
- قدر . . يماحكك الوجود
- ابجديات يمنية معاصرة / في التفكير والكتابة - من كتابي 2020 ج ...
- 4 / من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان الرسالة (الثالثة ...
- 3 / من الداخل اليمني . . لسعودية بن سلمان الرسالة (الثالثة ...


المزيد.....




- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات