أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - مصطفى القرة داغي - الأخضر السعودي فريق واعد يمضي نحو النجومية















المزيد.....

الأخضر السعودي فريق واعد يمضي نحو النجومية


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 7456 - 2022 / 12 / 8 - 04:33
المحور: عالم الرياضة
    


كان فوز المنتخب السعودي المستحق بجدارة، على المنتخب الأرجنتيني، أحد أقوى منتخبات بطولة كأس العالم والمرشح الأبرز للفوز بها، بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة التي جمعت بينها ضمن تصفيات المجموعة الثالثة C، مفاجأة غير متوقعة للوهلة الأولى. لكن المتتبع لما يحدث في السعودية منذ سنوات في جميع المجالات، ومنها الرياضة، سيجد أن ما حدث كان منطقياً. لم يكن الفوز وليد صدفة وضربة حظ،، بل حصاد جهد وتعب بذله لاعبو المنتخب السعودي خلال الفترة السابقة، وقطفوا ثماره بهذه المباراة. فوز السعودية أسعدنا لأنها شقيقتنا التي طالما وقفنا الى جانبها بوجه من كانوا يهاجمونها وينبحون عليها، ويهاجموننا وينبحون علينا لحبنا لها، ولأنها باتت نموذجاً للنجاح يحتذى به. لذا فهذا الفوز هو حق للسعوديين فقط، ولا يحق لغيرهم التطفل عليه والتباهي به، بحجة الدين والقومية، ليعوضوا عن عُقد فشلهم المستمر.

لا نزال نذكر كيف كان هؤلاء المتطفلين، من بعض العراقيين مثلاً، يصفون السعوديين حتى الأمس القريب، والكثير مما كتبوه مؤرشف لدينا في الحفظ والصون. فقد كانوا يسمون السعودية بمملكة الشر، وكأن جمهورية أسيادهم الإسلامية في إيران محراب للخير والفضيلة! وكانوا يصفون السعوديين تهكماً بالبدو العربان، وكأنهم أحفاد أكد وسومر وبابل! وحينما فازوا عليها مرة بإحدى البطولات، وصفوا الفوز في صحفهم بالإنتصار! وكانوا ولا يزالون يقتنصون الفرص ويبتدعون بعضها بخبث للتظاهر وإطلاق الشتائم أمام سفارتها! وحين عَرَضت عليهم بناء مدينة رياضية كهدية، رفضوا، وخرج أحد مفكريهم المُخَرفين على إحدى الفضائيات العراقية قائلاً "إذا بَنَت السعودية مدينة رياضية فسيحبها أبناء طائفتي أكثر من إيران، وهذا الأمر سيَحز في نفسي!". الشزوفرينيا التي يعيشها هؤلاء وصلت مدياتها القصوى. من جهة يدعون أن فوز السعودية فوز لكل المسلمين، ومن جهة يعتبرون إرهابي كأبو مهدي المهندس شهيد، وهو الذي يظهر في تسجيلين مصورين متوعداً بضرب وإجتياح السعودية. ويدعمون الإرهاب الحوثي ضدها، ويرسلون أبنائهم من مرتزقة مليشيات الحشد ليحاربوا ضدها مع الحوثيين. من جهة يدعون أن فوز السعودية هو فوز لكل العرب، ومن جهة يستَعِّرون من العرب ويتباهون بالعجم من فرس وترك، ويسبون الملك سلمان ويألهون بخامنئي واردوغان، وأنا على يقين أنه إذا لعبت السعودية مع إيران أو تركيا غداً فسيشجعون الأخيرتين.

نوع آخر من التطفل، هو الذي شاهدناه لدى بعض من يدعون بأنهم محللين رياضيين، فقد دخل بعض المحللون العرب حالة هستيريا، كاللاعب المصري السابق المدعو أبو تريكة، الذي وقف يهلل، ثم رفع علم السعودية قائلاً "المهم إن راية لا إله إلا الله محمد رسول الله تفضل خفاقة عالية"! ولا ندري ما الذي قاله بعدها عن خروج المنتخب السعودي؟ هل هو تنكيس لهذه الراية؟ وما دخل خفقان أي راية وتنكيسها بالفوز والخسارة في الرياضة؟ بالمقابل أرجع أغلب المحللين السعوديين الفوز الى الإعداد والتدريب الذي إعتمده فريقهم. والفارق بين هاتين العقليتين هو الذي أوصل السعودية الى كأس العالم، فيما بقية الفرق العربية، بإستثناء المغاربية التي تتسم بالقوة من زمان، في تراجع! اللعب الجميل الذي قدمه المنتخب السعودي، والفوز الذي حققه بمباراته مع الأرجنتين، هو من ثمار الرؤية الحكيمة الواعدة التي تبنتها قيادته الحكيمة مُمثلة بالأمير محمد ودعم والده الملك سلمان، التي تسير بالمملكة في طريق التقدم والنهوض بخطى واثقة حثيثة! فالفوز وتقديم لعب جميل لا يتحقق بالمال فقط، وهناك مثال حي على ذلك شاهدناه أيضاً في البطولة، بل يتحقق بوضوح الرؤية وواقعيتها، وهو ما يحدث للمملكة خلال السنوات الأخيرة بشكل عابر للزمان والمكان والتوقعات. لقد فاز السعوديون في المباراة الأولى على الأرجنتين، ونجحوا في تقديم لعب جميل، رغم خسارتهم في مباراتهم الثانية مع بولندا، والأخيرة مع المكسيك، لأنهم سعوديون، لا لأنهم عرب أو مسلمين، لذا من يرغب بالنجاح والفوز، عليه أن يفكر ويخطط ويجتهد ليحققه بنفسه، كما تنجح وتفوز السعودية كل يوم في مجال جديد، لا أن يتطفل على نجاحها وفوزها وينسبه لنفسه، وهو فاشل وكسول ومنهمك في ملأ الكرش وشبَق الفَرش.

جائت مغادرة الفريق السعودي للمونديال لأسباب عديدة، ربما أهمها أن فوزه الثمين على الأرجنتين قد إستهلك الكثير من طاقته، وإنعكس تأثير ذلك على المباراتين التاليتين. فقد بدأ مباراته مع بولندا بزخم جعله الأبرز خلال الشوط الأول، لم يستطع إدامته في الشوط الثاني، فحدث إرباك واضح في الدفاع إستغله البولنديون للفوز بتسجيل هدفين، رغم أن الجميع رأى كيف أنهم دخلوا المبارة متوجسين من السعودية، بدليل عدد الكارتات الصفراء التي حصلوا عليها. وبدا منهكاً من البداية في مباراته مع المكسيك، التي خاضها بدون سلمان الفرج والشهراني والبريك والمالكي ثم البليهي، مما أضعف قدراته وسمح بتفوق المكسيك التي سجلت هدفين، لكنه لم يستسلم وتمكن من تسجيل هدف بمرماها في الوقت الضائع، ليثبت أنه فريق محترف يقدم لعب جميل حتى آخر لحظة. بالتالي يبدو أن اللاعبين لم يستطيعوا التحرر من التأثير النفسي والجسدي الذي تركه عليهم إنجازهم المتميز بالفوز على أقوى فرق البطولة، مما أثر سلباً على أدائهم ومغادرتهم مبكراً.

رغم ذلك، أثبت الأخضر السعودي في هذه البطولة بأنه فريق إستثنائي بمواصفات عالمية، في التنظيم والسرعة والدِقة والتكتيك وتمرير الكرة، أو قطعها من الخصم، أو التهديف، والفضل في هذا طبعاً، بالإضافة لدعم الدولة وهِمّة اللاعبين، يعود الى دور المدرب الفرنسي هيرفي رينارد في النهوض بالفريق بهذا الشكل، والذي لم تفته حتى لفتة إدخال اللاعبين الإحتياط الى الملعب خلال الدقائق الاضافية للشوط الثاني في مباراته مع بولندا، رغم الخسارة، لمجرد مَنحِهم فرصة وفخر القول بأنهم شاركوا باللعب في المونديال، ولو لدقائق، وهي لفتة لا تصدر سوى من مدرب واعي وذكي وحكيم، يهتم بالجانب الإنساني من لاعبية كما الجانب الجسدي والتكتيكي. لهذا، ولكل ذلك، الفريق بإدارته ومدربه ولاعبيه يستحق الإشادة والتقدير رغم توديعه للبطولة، لأنهم جميعاً ساهموا في وصوله الى هذه المرحلة المشرفة، والتي غالبا لن يتوقف عندها، بل سيمضي في طريقه حتى يصبح نجماً ساطعاً في سماء الساحرة المدورة.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس وزراء ملاك وسوبرمان، الصورة التي أفشَلت حَراك تشرين
- ميركل وهَزلها حول أخذ كلام بوتين على محمل الجِد!
- خط غاز نورد ستريم وغلطة ألمانيا التي بألف
- هشام سليم.. الفنان المُبدِع والأرستقراطي المُتواضِع
- رحل غورباتشوف وعَينه على سلام صَنعه هو وأضاعه خُلفاءه وحُلفا ...
- بلموندو وديلون، صداقة عُمر لم تنضبها المنافسة
- المنطقة الخضراء وصراع الأخوة الاعداء
- هل سيمثل بوتين أمام المحكمة الدولية أم سيفلت منها كحليفه الأ ...
- فراغ السُلطة في العراق المَفتوح على خَيارات أحلاها مُر
- الأزمة الأوكرانية وزعامة أوروبا بين غربها الديمقراطي وشرقها ...
- المارد الألماني المُستَكين الذي أيقظه بوتين
- فرقة ABBA تتجدد رقمياً، ولكن بروحية الماضي‎‎
- في 9 مايو، الجيش الروسي بين شبح الهزيمة و وَهم الإنتصار
- بوتين على خطى هتلر وصدام، فهل سينتهي مثلهما؟
- من فورتفينغلر الى غيرغييف التأريخ يعيد نفسه
- سحر بوتين الذي إنقلب على صاحبه وحقق نقيض أهدافه
- عِلّة العراق ليست فيه بل في أزمة وعي ساكنيه
- عراق الأخوة الأعداء أو الأخوة عراقازوف
- ماركوس زودر.. واثق الخطوة يمشي مَلَكاً الى مستشارية ألمانيا
- عام على كورونا! تعددت الأسباب وجُرم الصين وإيشغل واحِدُ


المزيد.....




- مجموعات مسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس بعد ختام كأس آسيا ...
- الروسي دميتري منشيكوف يفوز بالقاضية على التايلاندي سينساموت ...
- استقبل الان.. تردد قناة ssc الرياضية 2024 وشاهد جميع المباري ...
- مجموعات مصر والعراق والمغرب تتحدد بمنافسة كرة القدم في أولمب ...
- دراسة تكشف الوقت الحاسم لممارسة الرياضة لتعويض سنوات من الخم ...
- أبها يسقط اتحاد جدة بثلاثية في الدوري السعودي
- أنشيلوتي يحسم قراره بشأن مشاركة كورتوا في مواجهتي قادش وباير ...
- جدول ومواعيد نهائيات البطولات الآسيوية والأفريقية والأوروبية ...
- نجيب ساويرس يعلق بشكل ساخر على عدم تصويت مصر لإدخال الإسكواش ...
- دراسة: الرياضة في منتصف العمر تعوض خمول السنوات


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - مصطفى القرة داغي - الأخضر السعودي فريق واعد يمضي نحو النجومية