أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الصين: خطط طموحة المدى والأمد














المزيد.....

الصين: خطط طموحة المدى والأمد


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر في 22 أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري؛ تقرير عن المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني. التقرير رسم معالم المرحلة أو المراحل المقبلة للصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، أو لجهة الواقع الموضوعي بقيادة شين جين بينغ، وبالذات للسنوات الخمس المقبلة، وربما للسنوات الأخرى بقيادته، إذا ما جدد له لمرة رابعة.
ركز التقرير على التالي، وباختصار: أولا؛ صيننة الماركسية وعصرنتها. ثانيا؛ تعزيز وترسيخ وتجذير راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. ثالثا؛ التمسك بالماركسية الصينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ. رابعا؛ الحفاظ بحزم على مكانة شين جين بينغ بصفته نواة اللجنة المركزية للحزب. خامسا؛ بناء وتحديث الدفاع الوطني والجيش. سادسا؛ التمسك بالأصل مع الابتكار.. سابعا؛ القضاء على الفقر وإنجاز مجتمع رغيد. ثامنا؛ الرفض والتصدي لمحاولة الانفصاليين في تايوان؛ الاستقلال والانفصال، والسعي إلى دمج ضفتي المضيق. تاسعا؛ التحديث من عام 2020 إلى عام 2035 ومن عام 2035 إلى عام 2050. عاشرا؛ إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبناؤها والدفع بجهة تطور الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولية. الحادي عشر؛ قيادة الثورة الاجتماعية بثورة الحزب الذاتية.

أمريكا ومن باب مصالحها الكونية لا يمكن لها أن تترك باب التطور والتنمية مفتوحا على مصراعيه أمام زخم وفاعلية التطور الصيني

مما لا شك فيه أن الصين حققت خلال عقود ما لم تتمكن أي دولة أخرى في العالم؛ من تحقيق ما حققته الصين؛ فقد انتقلت من دولة نامية خلال تلك العقود إلى دولة عظمى متطورة جدا، وأصبح الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وثاني أقوى اقتصاد في العالم. لكنها في الوقت الحاضر وما سوف يلي هذا الحاضر من الزمن المقبل؛ ستواجه تحديا لا يمكن الاستهانة به، وهذا التحدي ينحصر في مواجهة الولايات المتحدة التي تتوجس من تغول الصين في جميع الصعد والمجالات، وفي جميع أركان الكوكب؛ ببرامج فعالة وذات تأثير في مساحة التأثير الأمريكي في العالم، على صعيد المستقبل. أحد المسؤولين الأمريكيين وصف المواجهة مع روسيا والصين مؤخرا؛ بأن روسيا تواجهنا بعاصفة، لكن الصين تواجهنا بتغير المناخ، والمقصود بالمناخ هو تغيير طريقة ووسائل المنافسة، وحتى الصراع على المغانم والمكاسب على سطح الكرة الأرضية، بينما روسيا لا تشكل تحديا جديا للتغول الأمريكي، بفعل افتقارها لأدوات هذا التأثير. حسب هذه الرؤية الامريكية؛ فإن الصين تشكل لأمريكا التحدي الاستراتيجي، وفي المقابل فإن الصين، سواء في سياستها السابقة، وحتى في سياستها الحالية، وربما حتى في سياستها المستقبلية، حسبما جاء في التقرير الأخير للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني؛ فإنها ستتجنب قدر استطاعتها الصدام مع الولايات المتحدة أو مع غيرها. ذلك أن القيادة الصينية تريد أن تتفرغ للتنمية وتقوية قدراتها العسكرية حاليا، وإلى الأمد المتوسط، وربما أكثر من الأمد المتوسط، لكن أمريكا ومن باب مصالحها الكونية بعيدة المدى والأمد، لا يمكن لها أن تترك باب التطور والتنمية مفتوحا على مصراعيه أمام زخم وفاعلية التطور الصيني، وامتداد شراكاتها مع دول العالم، سواء في أوروبا، أو في آسيا، أو في افريقيا، أو في الوطن العربي بلا معرقلات ومطبات ذات فاعلية وتأثير في التغول الاقتصادي الصيني، ومن ثم على التطور الصيني في جميع الحقول، وفي مقدمتها تنمية قدراتها العسكرية. على هذا الأساس فإن الصراع الصيني الأمريكي في المقبل من الزمن سوف يكون واسعا ومؤثرا في الساحة الدولية، أي أنها حرب باردة من نوع آخر تختلف تماما عن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، ولو أنها ـ أي هذه الحرب ـ لم تتضح معالمها بعد، وربما لم تتضح في المقبل المنظور من الزمن، إنما هي موجودة في قلب حركة الدولتين المتضادتين، هذا يعني أول ما يعني أن العالم سوف ينقسم مستقبلا بين قطبي الصراع، الأمريكي والصيني. أما الدول الاخرى بما فيها روسيا وحتى الاتحاد الاوروبي فسوف يكونان، أو ينقسمان على صفي القطبين، على جميع مساحات الفعل والمفاعيل في العالم وليس كما يروج له في منطقة محددة فقط، أي في بحر الصين الجنوبي والشرقي، وفي المحيط الهادي والهندي، بل إن مساحات التنافس والصراع الاقتصادي وصراع جذب الشراكات في جميع زوايا كوكب الأرض، وليس في المناطق سابقة الإشارة لها. هذا التنافس والصراع ليس من بينه الصدام العسكري، لأن الصين سوف تتجنب هذا الصدام في أي شكل وفي أي صورة ووسيلة، وحتى أمريكا لا تريد هذا الصدام إلا إذا استطاعت توظيف وكيل إقليمي أو وكلاء إقليميين في الصدام مع الصين، وهذا أمر بعيد الاحتمال جدا، على الأقل في الأمد المنظور، وربما المتوسط.. هذا الصراع بأدوات الاقتصاد، ما سوف تواجهه الصين مستقبلا، أو امتدادا لفترة ترامب في الإدارة الأمريكية التي شهدت ارتفاع وتيرة هذا الصراع.. على الرغم من العلاقات الاقتصادية المتشابكة والمتداخلة بين الاقتصادين ولمصلحتيهما، لكن هذا لا يعلي، أو حتى لا يقلل من التنافس والصراع بين الدولتين، بل على العكس تماما سوف يزيده توترا وتنافسا وصراعا، حتى يصل في نهاية المطاف ولو بعد عدة سنوات إلى القطيعة والصراع التنافسي في الفضاءات الإقليمية والدولية..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأريخ: يصنع الحاضر والمستقبل معا
- القنبلة القذرة: تعامل مزدوج مع تأثيراتها المدمرة
- الحرب في اوكرانيا: صراع امريكي روسي
- العراق: تشكيل حكومة الخدمة الوطنية!
- اتفاق اوبك+ في خفض الانتاج: تأثير جدي على انتخابات التجديد ا ...
- روسيا- تركيا- ايرن: علاقة مصالح
- علاقة ايران وتركيا مع العراق: علاقة مغانم..
- أزمة تشكيل الحكومة العراقية: انفراج اضطراري في القادم من الا ...
- الصراع الامريكي الروسي على الاراضي الاوكرانية: صراع حافة اله ...
- العراق: مأزق تشكيل الحكومة
- الحرب في اوكرانيا: قاعدة انطلاق نحو نظام عالمي جديد
- الصفقة النووية: لعبة نباديلة بين الإحياء والإلغاء
- رحيل إيزابيث الثانية، ملكة بريطانيا: تصريحات وكتابات وتحليلا ...
- الاستغلال الامريكي لهجمات 11سبتمبر: نتائج عكسية
- مؤتمر القمة العربية المرتقب: الى اين؟
- العراق: مأزق تشكيل السلطة التنفيذية
- صراع القوى العظمى: صراع اقتصادي..
- استراتيجية احتلال العراق: نجاح ام فشل
- علاقة امريكا مع تايوان: استغلال ام شراكة
- للموت وجه اخر


المزيد.....




- بعد محاولة اغتيال صدمت أوروبا.. رئيس وزراء سلوفاكيا يخضع لعم ...
- مقتل قيادي في حماس وإصابة اثنين في غارة إسرائيلية استهدفت سي ...
- إسرائيل تعثر على جثث 3 رهائن في غزة.. وقتال عنيف في جباليا
- شرطة فنلندا تفتح تحقيقا في تسرب كبير للبيانات بعد هجوم سيبرا ...
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في مقاطعة خاركوف وعلى طول خطوط ...
- مدفيديف يدعو لإقامة منطقة عازلة -واسعة- تشمل كييف لحماية الم ...
- ما وراء سعي نتنياهو لفرض حكم عسكري على قطاع غزة؟
- بوتين : لا خطط حاليا للسيطرة على خاركوف
- غالانت من الحدود مع لبنان: العملية ضد حزب الله وشيكة
- حرية وسائل الإعلام الإيطالية تواجه ضغوطا متزايدة في عهد ميلو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الصين: خطط طموحة المدى والأمد