أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرؤوف الشريفي - قال لي العراف














المزيد.....

قال لي العراف


عبد الرؤوف الشريفي
كاتب.

(Abdul Rauf Al-shuraifi)


الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 10:54
المحور: سيرة ذاتية
    


في الخامسة والنصف عصر اليوم حدثني العراف في مقهى الصفا عن كل شيء متوفر وطازج.
وفي تمام السابعة افترقنا قبالة الكرنك حيث تحجرت ذبذبات الافلام السعيدة الى خرسانة وزجاج بعد ان اشترى جبن غنم, وصمون من مدخل شارع المطاعم, اقلاما للصغار, ابرا للخياطة من جانب جامع البحارنة, وملابس داخلية من ام البروم.
كل ما اذكره انه عند الرابعة ونصف كان وعيي قد تفتح للتو في عتمة غرفتي الباردة كتابوت الامراء النفيس. حين تلفن لي العراف كاظم حسن سعيد ( ما رايك ننزل للعشار؟).
قلت لأربكه: (انا متعب من العمل. وليس لي مزاج).
فتساءل: ( فكيف تقول انك مستعد ان تمضي لجهنم في اي ساعة؟).
فضحكت ( لم قاطعتني! كنت سأقول لك انا ناهض لأرتدي ملابسي).
في الخامسة, انتظرته لربع ساعة عند المقهى الذي يتوسط دربونة كبة ابو صباح. وهو مقهى حديث بالتبريد والخدمة لولا النركيلة. ولم يكن اسمه الصفا بل هو اسم محل كماليات قبالة المقهى.
هناك وجدت مجنونا نائما قبالة المقهى يسب (ويعفط) اظن ان المجنون يصحب تركيبته الاصلية معه في جنونه. كان يرتدي ساعتين. يغطي نصفه الاعلى بقطعة فسفورية يرتديها المرور. اليست (مجانين البصرة) موضوعة تنتظر من يملك (رؤية وروح ).
انتظرت العراف حتى بان بعد ربع ساعة. ولج مطعمه المفضل لكن مالك المطعم اعتذر( لقد نفذت الكبة). يا للسرعة ويا لجودة الكبة. اذن فلتحتمل معدتك الشاي والحامض.
في المقهى، قال لي العراف؛ لو كان احد قد كتب عن البريكان لما مضيت لأكتب عنه. الطهمازي فقط له مقالة بائسة اضطر البريكان وهو الصموت ليرد عليها. ثم جهر ،(ساكشف سر موتة صديقي غضبان المجهولة, ورسالته المرمزة لي احتفظ بها). ثم حكى عن منقذ الشريدة : قرات عنه عشرات المقالات. وبعدها شرعت انزل استذكاراتي عن فنه وتركيبه وتراثه. لكنه تحسر: كتبت عن منقذ 50 صفحة لا اعرف اين ضاعت!
فماذا حدثته انا؟
مررنا بازقة ومحال العشار ونحن نتشارك الانطباع ذاته. ان الباعة يجلسون مثل المانيكان من الملل بانتظار الزبائن. وراح العراف يفسر لي كيف ان حب التزعم من اقوى الدوافع البشرية يتخذ شكل دين او ادب او سياسة.
كلانا معا طالما ذهبنا للزبير والمعقل والبصرة واحشائها والفاو والتنومة ودرابين العشار. كلما نزلنا نستصحب معنا عينين وقلم الكتروني. فنعود بنص استذكاري. نوثق به البصرة او يومنا . فهل انهكنا الامكنة استكشافا وتدوينا. ولم نتعب بعد رغم الشرجي او المطر. فما هو المحرك لنعانق الحياة. نتشابه لنختلف. نتوازن لنمضي.
ولا ادري الان هل التقيت بالعراف حقا في المقهى الذي اكتشفناه لانفسنا.



#عبد_الرؤوف_الشريفي (هاشتاغ)       Abdul_Rauf_Al-shuraifi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالت لي اورفان/ رواية بنكهة زرادشتية
- اعادة اكتشاف العالم / مختارات من كتاب المشاية 2012
- كوب شاي ورقي في قطار بصرة- بغداد
- صحيفة ليس لها اسلاف
- رثاء العصافير الى القاص الراحل مصطفى حميد
- يوميات موظف مدجن / تخوم الجنة
- زيارة الى سوق الأوهام في البصرة
- گارو الارمني اقدم مصور في البصرة
- اتحاد ادباء البصرة في 2004
- القافلة والدليل / اتحاد ادباء البصرة في 2004
- في عيادة فحص النظر
- الهافي والمتعافي
- سيرة ذاتية لفراشة ابو الخصيب
- كراج ساحة سعد


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر ...
- الموساد الإسرائيلي.. كشف خفايا الحرب على غزة
- تونس.. هل تؤثر العقوبات المفروضة على مباراة الأهلي والترجي؟ ...
- غنائم روسيا من أسلحة الناتو
- فتاة المقطم.. مصرية تعترف بتهمة قتل-المتحرش- بضربة مشرط وتثي ...
- أربع مذيعات في بي بي سي يرفعن قضية أجور ضدها
- مناهل العتيبي: ما تفاصيل الحكم على الناشطة الحقوقية السعودية ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- سانشو .. من الاستبعاد في مانشستر إلى التوهج مع دورتموند
- استخباراتي أمريكي سابق: الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وتهر ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرؤوف الشريفي - قال لي العراف